Rony Mohammed :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 4388 تاريخ التسجيل : 27/09/2008 التقييم : 16 نقاط : 11107 ::: :
| موضوع: مَنْ هو هذا الرجل؟ 2010-04-16, 6:14 pm | |
| مَنْ هو هذا الرجل؟بقلم / سليمان جودة ٧/ ٤/ ٢٠١٠ ليس من الضرورى أن تكون «الدقة القديمة» فى الأزياء وحدها.. بل على العكس.. يمكن أن تكون «الأفكار» نفسها «دقة قديمة» جداً، فنكتشف فى لحظة أن بعض الذين يعيشون بيننا، فى العام العاشر من القرن الحادى والعشرين، لايزالون بعقولهم فى القرن الماضى،
بينما أجسادهم وحدها هى التى تتمدد أمام أعيننا!وقبل أيام، كان عدد من جمعيات المجتمع المدنى يطلب تأجير قاعة فى فندق «فيرمونت» النيل، لعقد اجتماع فيها، فقيل لهم نحن آسفون لأن القاعات كلها مشغولة، وأنه لا موطئ لقدم واحدة فى الفندق كله، وأن عليهم أن يبحثوا عن فندق آخر، وإذا كان لابد من «فيرمونت»، على وجه التحديد، فليذهبوا إليه فى فرع مصر الجديدة!
وبسرعة كان الذين طلبوا تأجير القاعة، قد ذهبوا إلى «فيرمونت» مصر الجديدة، ولكنهم لم يكونوا يتوقعون أن تكون التعليمات قد سبقتهم إلى هناك، لأن ما سمعوه هنا فى الجيزة سمعوه هو نفسه فى مصر الجديدة، وعادوا خائبين ولم يتمكنوا، رغم جميع المحايلات، من أن يجدوا مقعداً واحداً، لا هنا ولا هناك، وكانت كل الأبواب مغلقة فى وجوههم، وكانت العقول التى كانت فى انتظارهم، سواء هنا أو هناك، مغلقة هى الأخرى قبل الأبواب ذاتها، ولم يكن أمامهم إلا أن يعودوا من حيث أتوا!
ولكن عودتهم لم تمنعهم من أن يفكروا فى هذا المشهد العبثى فى إجماله، ولم تمنعهم من أن يتساءلوا طوال الوقت عما كان الدكتور محمد البرادعى - مثلاً - سوف يقوله، لو كان مدعواً فى قاعة من هذه القاعات، ولم تمنعهم العودة الخائبة أيضاً من أن يفكروا فى العدد الذى كان على القاعة أن تحتمله من الحاضرين، فتمتلئ بهم؟!هل كانت القاعة، لو تم تأجيرها، سوف تتسع لمائة شخص.. مائتين.. خمسمائة شخص على أقصى تقدير؟!
فإذا كان هذا صحيحاً فما هى الخطورة التى سوف يمثلها وجود عدد متواضع جداً من هذا النوع، فى قاعة داخل فندق أو حتى فى أى ناد اجتماعى أو رياضى؟!
وما الذى يمكن أن يقوله البرادعى هناك أكثر مما يقوله على صفحات الجرائد يومياً، ويقرؤه الملايين؟! وما وجه الخطورة فيما سوف يقوله هناك، فى القاعة، لو كانت قد انفتحت أمامه، ثم ما وجه الخطورة فيما يقوله هنا فى الجرائد للناس، كل صباح؟!
ولا أحد يعرف من أين بالضبط تأتى تعليمات كهذه إلى الفنادق وإلى النوادى؟! ولكن المؤكد أن هناك شخصاً ما وراء مثل هذه المواقف، سواء كانت فى الفنادق أو فى النوادى، والمؤكد أيضاً أن هذا الشخص يشبه فى وضعه، وضع ذلك الرجل الذى كنا ولانزال فى الأمثال الشعبية نتندر عليه، ونقول عنه - ما معناه: ومَنْ سوف يراك يا مَنْ تغمز بعينيك فى الظلام؟!
فهو، والحال كذلك، لا يخرج من الموضوع كله إلا بإرهاق عضلات وجهه وعينيه، لا لشىء إلا لأنه يغمز بهما فى غرفة مظلمة لا يراه فيها أحد!والأهم من ذلك كله أن سؤالاً أبدياً يبقى دوماً بلا جواب، وهو: مَنْ على وجه التحديد يتولى «بيع» مثل هذه الأفكار للدولة، بحيث يقنعها عن غير حق، بأن تمارس ما لا يصح ولا يليق فى مواجهة ما لا يمثل واحداً من عشرة من الخطورة عليها، أو على وجودها؟مَنْ هو هذا الرجل الذى «يبيع» للدولة، وللنظام الحاكم، مثل هذه الأفكار، وهى كما ترى، «دقة قديمة» للغاية فى الشكل وفى المضمون؟!.. مَنْ؟! |
|