Rony Mohammed :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 4388 تاريخ التسجيل : 27/09/2008 التقييم : 16 نقاط : 11104 ::: :
| موضوع: كــانت حُـــرة! 2010-04-28, 6:21 pm | |
| كانت حُرة!بقلم/سليمان جودة ٢٨/ ٤/ ٢٠١٠ من تصاريف القدر، أن يظهر البترول بغزارة فى السعودية، على حدودنا الشرقية، ثم يظهر بغزارة أيضاً فى ليبيا، على حدودنا الغربية، لتخلو منه أرضنا، وكأنها لا علاقة لها بما فى شرقها أو غربها!
ولابد أن مفارقة من هذا النوع، يجب أن ترتب على الحكومة القائمة فى القاهرة - أى حكومة - أن تتصرف بشكل مختلف، فلا عندها بترول يجعلها تنام وهى مطمئنة، ولا عندها غاز بالحجم الموجود فى قطر أو الجزائر أو إيران مثلاً!
قد تكون عندنا مساحة ممتدة من الأرض، بعرض ألف كيلو متر، ومثلها طولاً، وقد تكون لدينا شواطئ بلا نهاية على البحر الأحمر والبحر المتوسط وخليج العقبة وخليج السويس وقناة السويس، ثم نهر النيل نفسه مع ١١ بحيرة متناثرة على امتداد البلد.. وقد يكون عندنا طقس متميز، وموقع عبقرى بين الدول، و... و... إلى آخر ما ننفرد به، ولا يتواجد لدى غيرنا من الدول، التى تتمنى كل واحدة منها، لو كان فى حوزتها ربع ما فى المحروسة من ثروات، ليس من الضرورى أن تكون بترولاً أو غازاً.
ولابد أن يتساءل المرء بعد أن يستعرض ثروات طبيعية بهذا الحجم عن رصيدها فى حياة الناس، وفى واقع البلد ذاته!وبطبيعة الحال فإن ثروات بهذا المستوى يمكن جداً أن تعوض خذلان الطبيعة لنا، فى البترول، وفى الغاز، ولكنها ثروات تحتاج بطبيعتها إلى «عقل» يديرها، ويعرف كيف يحولها إلى «ثروة» فى جيب كل مواطن، فهى قطعاً لن تدير نفسها!ولو أن أحداً بيننا راح يتأمل الحاصل فى الصين الآن، ثم يقارن بين الحاصل فى مقابله عندنا، فلن يجد أن علاقة يمكن أن تربط بين هنا وبين هناك!وأرجو ألا يخرج أحد ويقول:
كيف تقارن بين بلد فى حجم الصين، وبيننا، مع ما تعرفه من فروق أساسية بين البلدين، بما يجعل المقارنة غير جائزة، وغير ممكنة، بل وظالمة لنا؟!وسوف أقول إن هذا كله مفهوم، ولكنى أتكلم عن بلد فى الصين، قامت فيه الثورة عام ١٩٤٩، فأسست الدولة الحالية، وأتكلم عن ثورة عندنا قامت عام ١٩٥٢، فأسست الدولة القائمة أمام أعيننا، ثم أتكلم عما هو أهم، وهو أن هناك حزباً شيوعياً واحداً يحكم ولا حزب غيره، وعندنا فى المقابل حزب واحد أيضاً يحكم من عام ١٩٥٢ إلى الآن، ولا حزب سواه!
صحيح أن الحزب الواحد اتخذ فى حياتنا مُسميات مختلفة، من أول هيئة التحرير، فى أعقاب قيام الثورة، مروراً بالاتحاد القومى، ثم الاتحاد الاشتراكى، فحزب مصر، وأخيراً الحزب الوطنى، ولكنها كلها أسماء متنوعة لشىء واحد فى الأصل، يحكم وحده، من عام ١٩٥٢ إلى اليوم، ولا ينازعه أحد فى الحكم.. فأين الحصيلة إذن فى حياة الناس، مقارنة بها فى حياة كل مواطن صينى، مع الإقرار طبعاً بأن هناك فروقاً أساسية بينهم وبيننا؟!
الحزب هناك شيوعى من رأسه لقدميه، ولكنه يمتلك رؤية، ومع الرؤية خيال يجعله يختار جيداً الوسيلة التى تحقق رؤيته، وهو يتصرف على أساس أنه لا يملك بترول السعودية، ولا غاز قطر، أو روسيا، ويعرف بالتالى أن البديل عن البترول والغاز معاً هو الاستثمار فى البشر، وفى الحجر، بما يجعل من مدينة شنغهاى - على سبيل المثال لا الحصر - تنافس الآن، نيويورك ولندن معاً، وتحتل مكانتها بين مدن العالم، كمدينة مال واستثمار هائلة، على أرض شيوعية خالصة!
قارن من فضلك بين شنغهاى، كمدينة حرة، وبين بورسعيد كمدينة كانت حرة، ثم صارت بائسة، لترى ملامح الفارق جيداً بين بلدين، وحزبين، ورؤيتين، وخيالين! |
|