eng ashraf :: تريكاوي 100 100 ::
المشاركات : 857 العمر : 36 محل الاقامة : T a N t A الوظيفة : Engineer programming الهوايات : football&net&play station بتشجع نادي إيه : AHLY&BARCA لاعبك المفضل : TREIKA&MESSI تاريخ التسجيل : 02/05/2010 التقييم : 8 نقاط : 7489 ::: :
| موضوع: مارادونا 2010-05-19, 2:00 am | |
| بعد إذاعته على الهواء فى بوينس آيريس فى أول شهر مايو الحالى.. شاهدت بالأمس تسجيلا تليفزيونيا لتلك الحلقة التى استضافت النجم الكبير دييجو مارادونا ليحتفل أمام الناس يومها بمرور ست سنوات بالضبط على إقلاعه عن المخدرات.. ولم يكن مارادونا على الشاشة ثم فى حواراته الصحفية بعدها مجرد نجم يعلن ويؤكد شفاءه من الإدمان بدليل هذه السنوات الست.. ولكنه كان لاعب الكرة الكبير والشهير حين يقرر الكشف عن كل جروحه أمام الناس وكأنه يتطهر من ذنوبه وآثامه وضعفه أمام نفس الناس الذين طالما صفقوا له وحملوه فوق رؤوسهم وفى قلوبهم.. فاعتذر مارادونا لابنتيه دالما وجانينا، اللتين بقيتا بجانبه وساعدته كل منهما بطريقتها للإقلاع عن الإدمان والعودة لهما كأب، وللحياة نجما واسما سيبقى دائما لامعا فى كتاب تاريخ كرة القدم فى العالم.. واعتذر مارادونا لكلاوديا التى كانت يوما زوجته ولكنه لم يحافظ عليها ولم يحتفظ بها.. اعتذر لكل زملاء الملعب وكل مدربيه وكل مسؤولى الكرة سواء فى الأرجنتين أو فى الأندية التى لعب لها.. ولم تنجح كل هذه التفاصيل فى أن تشغلنى عن هذا المشهد الجميل شديد الوضوح والبساطة والصدق.. مشهد مارادونا وهو يعتذر لمارادونا.. وقتها نسيت كرة القدم وجنونها وصخبها وضجيجها.. ولم أعد أرى إلا الإنسان حين يقرر أن يعود من جديد إنسانا.. ولم يكن مارادونا يحتاج لتلك الحلقة ولا لكل هذه الاعتذارات.. ولم يطلب منه ذلك أو يجبره عليه أى أحد أو أى ظروف.. إنما هو مارادونا نفسه الذى علمنا فى الماضى كيف نحبه كأفضل لاعب كرة فى تاريخ العالم.. ثم عاد ليعلمنا كيف نحترمه اليوم كإنسان قوى.. فالضعفاء والصغار وحدهم هم الذين أبدا لا يعتذرون.. ترعبهم فكرة الاعتراف بأخطائهم أمام الناس.. الكبار فقط هم الذين على استعداد للقيام بذلك.. لأنهم كبار.. ولأن الأخطاء مهما كانت لا تنتقص من قدر الكبار طالما خرجت فى الهواء الطلق أمام كل الناس وبمحض إرادة أصحابهم واختيارهم وقرارهم.. وعلى الرغم من أن ما قام به مارادونا يصلح درسا لكثيرين جدا فى أى مكان فى العالم.. إلا أننى تخيلت مارادونا يقف فى أحد فصول مدرسة الكرة هنا فى مصر.. وبقيت أفكر فى تلاميذ لابد أن يجيئوا لهذه المدرسة ويجلسوا داخل هذا الفصل لتعلم هذا الدرس من مارادونا.. واكتشفت أن الفصل قد لا يكفى لتلاميذ كثيرين جدا.. لاعبو الكرة الموهوبون الذى أخطأوا وجروا وراء نزواتهم وشهواتهم فأضاعوا الموهبة والفرصة وأجمل سنين العمر ولا يزالون يرفضون الاعتراف بأى خطأ.. إعلاميون وصحفيون لم يدركوا حجم تأثير الكلمة ولم يصونوا أمانتها فأخطأوا، سواء فى حق أفراد آخرين أو شعوب أخرى وتحولت كلمات بعضهم إلى خناجر فى ظهور الآخرين وشروع دائم فى إهانة الجميع.. ورغم ذلك لا أحد منهم على استعداد لأن يراجع نفسه ولو دقيقة واحدة ولا يملك أى نية للأسف والاعتذار.. كثيرون جدا باتوا اليوم فى حاجة ملحة وعاجلة لأن يصبحوا مجرد تلاميذ فى مدرسة مارادونا |
|