فارس الاحلام :: تريكاوي عامل اللي عليه::
المشاركات : 230 العمر : 32 محل الاقامة : فلــــــــــــــــــــــــــــــسطين الوظيفة : تاجر ذهب الهوايات : كرة قدم والنت تاريخ التسجيل : 30/05/2008 التقييم : 0 نقاط : 6006 ::: :
| موضوع: أبو تريكة يُعاقَبُ على إنسانيته 2008-06-05, 10:57 am | |
| | أبو تريكة | |
في الوقت الذي كان الجميع فيه ينتظرون أن تُرفَع القبعات احتراماً وتقديراً للاعب المصري "محمد أبو تريكة"، على ما فعله بعد تسجيله الهدف الثاني في مباراة منتخبه مع منتخب السودان، كان للاتحاد الإفريقي وجه نظر مغايرة دعمتها حججه القانونية، إذ أن عبارة "تعاطفاً مع غزة" التي كتبها أبو تريكة تحت قميصه أصبحت بمثابة جريمة يعاقب عليها القانون الذي يريد من اللاعبين نزع مشاعرهم وعواطفهم تجاه مبادئهم وقناعاتهم.
ولكن المثير للجدل في قصة "أبو تريكة"، أن القانون يُطبَق على أفراد دون غيرهم، وتُطبّق عقوباته حسب مزاج المفسرين، فاللاعب الغاني "جون بانتسيل" عندما رفع علم اسرائيل في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا، لم يحاسب، وفسّر المختصون هذا العمل على أنه جاء من باب المصلحة، فاللاعب يهدف من وراء ذلك إلى تثبيت عقده مع نادي هابوعيل تل أبيب الإسرائيلي، إلا أن أقرانهم عادوا ليفسروا فعلة أبو تريكة بالترويج لشعارات سياسية.
والسؤال الذي يطرح نفسه، هل للمختصين والقانونيين أن يحاسبوا على النوايا؟ لم نسمع بذلك مطلقاً، بل أن المسلَّم به في القانون أنه لا يحاسب على النوايا، وله الظاهر والفعل، فلماذا لم تُفسَّر نية اللاعب الغاني على أنه يبغي إثارة فرق الدول العربية المشاركة في نهائيات كأس العالم أنذاك؟، وبالتالي الترويج لشعارات سياسية، و لماذا لم تُفسَّر فعلة "أبو تريكة" بأنه يهدف إلى زيادة شهرته؟ (رغم أن اللاعب أكبر من أن يكون كذلك)، وبذلك يكون هدفه المصلحة كما أراد اللاعب الغاني، وتنفى عنه عقوبة الإنذار والتحذير.
وبعيداً عن العقوبة والقانون، فإن ما قام به اللاعب الخلوق "أبو تريكة" يعدُّ فعلاً شجاعاً وأخلاقياً، فرغم فرحة اللاعب بالهدف الذي سجله، ومشاركته لجماهير بلاده فرحة الفوز، لم ينسَ أن في الجوار أناس يعانون تحت مقصلة الظلم، فتناسى الفرحة قليلاً ليذكّر العالم بحجم الظلم الذي يقاسيه الغزّيون في فلسطين، وما كان من الحكم الذي أدار المباراة إلا أن عاقبه على إنسانيته، ثم جاء الاتحاد الإفريقي ليثني على الحكم لا على اللاعب؛ لأنه لم ينسلخ عن مشاعره ولا عن إنسانيته، في حين أعطت حججاً غير مقنعة للاعب الذي رفع علم إسرائيل، ولم توجه إليه عقوبات ولا حتى لفت نظر، وهذا إن دلّ على شيء إنما يدل على أن القوانين تطبّق بمزاجية، ودون حياد.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد فحسب، بل أن إسرائيل نفسها شنت حرباً شعواء على "أبو تريكة" كتلك التي تشنها على قطاع غزة، وقد وصل بها الأمر إلى الضغط على بعض المواقع الإلكترونية مثل www.googel.com وغيره لحذف صور اللاعب وهو يرفع شعار "تعاطفاً مع غزة"، والإبقاء على صوره في وضعيات أخرى، فإذا دخلت إلى الموقع أعلاه وغيره من المواقع التي استجابت للضغوطات ستجد أن صورة اللاعب التي في أعلى المقال وغيرها لن تظهر مهما حاولت أن تبحث عنها، هذا إلى جانب الضغط على الاتحادات المعنية لمعاقبة اللاعب.
ولا بد لنا أن نتساءل في النهاية، لو أن اللاعب الغاني كرر فعلته في بطولة كأس الأمم الإفريقية، فما هو موقف الاتحاد الإفريقي؟ ولو أن أطفال أمريكا أو غيرها كانوا مكان أطفال غزة، وتعاطف معهم أحد اللاعبين، فهل سيعاقبه الاتحاد الإفريقي؟
|
|