:oops:
بقلم: هيذر ليما
كان أبناء رجال الصناعة الانجليزية الاثرياء هم من اعتقد الناس أنهم جلبوا ما يطلق عليها "اللعبة الجميلة" إلى أرض سويسرا. فقد قصدوا سويسرا لانهاء دراساتهم هناك ولكن إرثهم الحقيقي في تلك البلاد كان إدخال كرة القدم إليها ، هذا إن صدقت الرواية.
وتحيط الشكوك وعدم التأكد حول موعد وصول كرة القدم إلى سويسرا. حيث يقال إن كرة القدم كانت تمارس بالفعل في معهد "شاتيلين" بجنيف منذ عام 1869 . كما جرى الحديث عن ممارسة كرة القدم في مؤسسات تعليمية أخرى بالمدينة نفسها ، شاتو دو لانسي ، ربما قبل ذلك ببضع سنوات أيضا. بينما تتحدث بعض المراجع حتى عن أن ظهور كرة القدم في سويسرا حدث قبل ذلك في عام 1843 .
وتوجد تأكيدات أكثر قليلا حول أول نادي لكرة القدم تأسس في سويسرا. حيث يشار إلى بناء نادي سانت جالين لكرة القدم في شمال شرق البلاد في نيسان/أبريل من عام 1879 ، وفقا للصحف المحلية المنشورة في ذلك الوقت. ومازالت بعض الاندية السويسرية تحمل أسماء إنجليزية مثل يانج بويز بيرن أو جراسهوبرز زيورخ. كما أن بعض الكلمات الإنجليزية مثل "بنالتي" (ضربة جزاء) أو "جول" (هدف) أو "كابتن" (قائد الفريق) مازالت تستخدم في المباريات بدولة سويسرا متعددة اللغات.
وأسس الاتحاد السويسري لكرة القدم في عام 1895 ، وكانت أول مباراة دولية لمنتخب البلاد في عام 1905 عندما خسر صفر/ 1 من فرنسا. ولكن برغم تاريخها الطويل مع كرة القدم ، لم يسبق لسويسرا الفوز بلقب أي بطولة كبيرة.
وكانت أفضل نتائج سويسرا في بطولات كأس العالم هي بلوغ دور الثمانية في بطولات أعوام 1934 و1938 و1954 . وفي عام 1924 ، أحرزت سويسرا فضية كرة القدم في دورة الالعاب الاولمبية بباريس.
والطريف أن أعظم لحظة كروية في تاريخ سويسرا لم يكن لها أي علاقة بمنتخب البلاد الوطني.
فقد كانت سويسرا هي الدولة المضيفة وكانت بيرن مسرحا لواحدة من كبرى المفاجآت في تاريخ كرة القدم عندما تغلبت ألمانيا الغربية 3/2 على المجر في نهائي بطولة كأس العالم عام 1954 . ومازالت هذه النتيجة يشار إليها على أنها "معجزة بيرن". وكان هذا الفوز مفاجئا بكل المعاني لان المنتخب الالماني كان قد خسر من نظيره المجري 3/8 في الدور الاول من البطولة وإن كان مدرب ألمانيا سيب هيربيرجر قد دفع بفريق من البدلاء في تلك المباراة.
وفي تلك الايام ، كان بوسع 60 ألف متفرج دخول استاد "فانكدورف" لمشاهدة نهائي كأس العالم الذي نقل وللمرة الاولى في التاريخ على شاشات التليفزيون. ولكن سويسرا دخلت التاريخ من جانب آخر في تلك البطولة عندما خسرت 5/7 من النمسا في دور الثمانية بالبطولة بعدما كانت متقدمة 3/ صفر في المباراة صاحبة أكبر رصيد تهديفي في تاريخ بطولات كأس العالم.
وبدأ خفوت نجم سويسرا في أواخر الخمسينات وهذا ما أدركه المدرب كارل رابان في مطلع الستينات عندما قال "إذا لم نستعد مستوانا المعهود في كرة القدم في الحال ، فربما نفوز بمباراة دولية أو اثنتين بمساعدة الحظ أو بمعجزة كروية سويسرية. ولكننا على المدى الطويل لن نكون قوة يعتد بها على الساحة الدولية" معلقا على حال كرة القدم في بلاده التي لم تحقق فيها هذه اللعبة من النجاح ما حققته ألعاب أخرى بها مثل هوكي الجليد أو التزحلق على الجيلد.
وتحولت هذه النبوءة إلى حقيقة عندما فشلت سويسرا في التأهل إلى نهائيات كأس العالم طيلة 28 عاما بعد ذلك فيما بين عامي 1966 و1994 .
ولم تعرف سويسرا كرة القدم بشكلها الاحترافي حقا سوى في السبعينات من القرن الماضي ، ولم تكن أندية سويسرا عاملا مساعدا أبدا في تطوير هذا الامر. فلم يسبق لاي نادي سويسري قط بلوغ أي مباراة نهائية لبطولة أوروبية ، بينما تمكنت بعض الاندية مثل بازل من التأهل لدور المجموعات من بطولة دوري أبطال أوروبا.
ويتقاضى أبرز لاعبي كرة القدم السويسريين رواتبهم من خارج البلاد ، حيث يحترف ترانكويلر بارنيتا وألكسندر فراي وآخرون في ألمانيا ، بينما يلعب فيليب سينديروس في آرسنال الانجليزي.
وجاءت أكثر لحظة مخزية في تاريخ الكرة السويسرية في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2005 ، عندما اندلعت مشاجرة في النفق المؤدي لغرف تغيير الملابس بالاستاد واشترك فيها لاعبون ومسئولون وفنيون عقب إحدى مباريات تصفيات كأس العالم أمام المنتخب التركي باسطنبول.
وأظهرت اللقطات التليفزيونية اللاعب السويسري بنجامين هاجيل وهو يركل أحد أعضاء الجهاز الفني للمنتخب التركي أثناء ابتعاد اللاعب عن أرض الملعب.
وواجه اللاعبون والمسئولون الاتراك والسويسريون على حد سواء عقوبات رادعة بعد هذه الواقعة ، تضمنت الغرامات المالية والايقاف في واحدة من أكثر العقوبات التأديبية قسوة في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وفي بطولة كأس العالم 2006 ، تعرضت سويسرا لأغرب أنواع الخروج من إحدى البطولات عندما ودعت منافسات البطولة في دور ال16 أمام أوكرانيا بعد هزيمتها بضربات الجزاء الترجيحية في الوقت الذي لم يدخل مرمى سويسرا فيه أي أهداف خلال المباريات الاربع التي لعبتها بالبطولة.
ولكن في مباراتها أمام أوكرانيا ، أصبحت سويسرا هي أول دولة تفشل في تسجيل أي ضربة من ضربات جزائها في إحدى مباريات كأس العالم.
ويحمل هاينز هيرمان الرقم القياسي في عدد المشاركات الدولية مع منتخب سويسرا حيث لعب 117 مباراة دولية مع منتخب بلاده في الفترة ما بين عامي 1978 و1991 .
بينما يتصدر كوبيلاي ترك يلماز قائمة أفضل هدافي سويسرا على مر العصور برصيد 34 هدفا في 68 مباراة دولية.
وفي الوقت الذي لم تتمكن فيه سويسرا من سطر اسمها في كتب التاريخ الكروية كواحدة من القوى العظمى في هذه اللعبة ، فقد نجحت الدولة الالبية في اكتساب أهمية خاصة ومختلفة في عالم كرة القدم بوصفها موطن المقار الرئيسية لأبرز منظمات كرة القدم العالمية.
حيث أنشئ الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) هناك في عام 1904 . ويضم الفيفا الان 208 أعضاء من الاتحادات المحلية حول العالم ويتخذ من مدينة زيورخ مقرا له. كما يقع مقر الاتحاد الاوروبي لكرة القدم في سويسرا أيضا ، بمدينة نيون بالقرب من جنيف.