على مدار نحو نصف قرن من الزمان شهدت بطولة كأس الامم الاوروبية لكرة القدم العديد من الأحداث المثيرة واشتعلت فيها المنافسة على اللقب وازداد الصراع على الوصول لمنصة التتويج حتى أصبحت واحدة من أهم البطولات في عالم الساحرة المستديرة بل إنها تحتل مكانة لا تقل أهمية عن كأس العالم.
ويرى البعض أن بطولة كأس الامم الاوروبية ربما تفوق في قوتها بطولات كأس العالم خاصة وأنها تشهد مشاركة مجموعة من أفضل منتخبات العالم وتخلو بشكل كبير من الفرق الضعيفة حيث تتأهل المنتخبات المشاركة فيها عبر تصفيات قوية وصعبة.
وربما تكون بطولة كأس الامم الاوروبية قد انطلقت في عام 1960 لكن فكرتها كانت قبل ذلك بعقود طويلة ففي أواخر العشرينيات من القرن الماضي اقترح الفرنسي هنري ديلانوي أول سكرتير عام للاتحاد الاوروبي لكرة القدم فكرة إقامة هذه البطولة لكن خروج الفكرة إلى حيز التنفيذ تأخر لسنوات طويلة.
وبعد عامين من وفاة ديلانوي في 1955 أدخل اليويفا هذه الفكرة إلى حيز التنفيذ تحت مسمى "كأس الامم الاوروبية". وحملت كأس البطولة اسم مخترعها ديلانوي.
واشترط اليويفا ألا يقل عدد المنتخبات المشاركة في البطولة عن 16 منتخبا وبالفعل وصل العدد المشارك في البطولة الاولى إلى 17 منتخبا.
وكان أبرز الغائبين عن البطولة منتخبا ألمانيا الغربية وإيطاليا بالاضافة للمنتخبات الاربعة للمملكة المتحدة (بريطانيا) وهي منتخبات إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية بسبب مخاوف منتخبات المملكة المتحدة من تأثير هذه البطولة على مسابقتها التي كانت تعرف باسم "بطولة الامم" والتي لم تتوقف إلا في عام 1984 .
ووصل منتخب الاتحاد السوفيتي السابق إلى النهائيات التي استضافتها فرنسا والتي اقتصرت على الدورين قبل النهائي والنهائي.
وتأهل المنتخب السوفيتي للنهائيات دون خوض منافسات دور الثمانية حيث انسحب منافسه الاسباني لاسباب سياسية.
ووصل المنتخب السوفيتي بقيادة حارس مرماه الصاعد الواعد ليف ياشين إلى المباراة النهائية بعدما سحق نظيره التشيكوسلوفاكي السابق 3/صفر.
بينما تغلب المنتخب اليوغسلافي السابق بقيادة نجمه ميلان جاليتش على نظيره الفرنسي صاحب الارض 5/4 في المباراة الثانية بالدور قبل النهائي رغم تقدم المنتخب الفرنسي 4/2 .
وأقيمت المباراة النهائية للبطولة في العاشر من تموز/يوليو 1960 بالعاصمة الفرنسية باريس وأمام 18 ألف مشجع احتشدوا في المدرجات.
ومنح جاليتش هدف التقدم ليوغسلافيا ولكن المنتخب السوفيتي نجح في تحويل تخلفه بهدف إلى فوز ثمين 2/1 بعد التمديد لوقت إضافي حيث سجل له الهدفين فيكتور بينيديلنيك وسلافا ميتريفيلي.
وأقيمت نهائيات البطولة الثانية في أسبانيا عام 1964 واقتصرت النهائيات مجددا على الدورين قبل النهائي والنهائي وإن وصل عدد المنتخبات التي شاركت في الأدوار الاولى إلى 29 منتخبا من بين 33 اتحادا وطنيا هم عدد الاعضاء في اليويفا آنذاك.
وكان منتخب لوكسمبورج هو مفاجأة الادوار التمهيدية في البطولة حيث أطاح بنظيره الهولندي من دور الستة عشر ولكنه فقد فرصة المشاركة في النهائيات بعد سقوطه أمام المنتخب الدنماركي في دور الثمانية حيث تعادل الفريقان 3/3 ذهابا و2/2 إيابا لتقام بينهما مباراة فاصلة على ملعب محايد (في العاصمة الهولندية أمستردام) حيث فاز المنتخب الدنماركي 1/صفر ليصعد إلى النهائيات.
وفي النهائيات تغلب المنتخب السوفيتي على نظيره الدنماركي 3/صفر في الدور قبل النهائي ليصل إلى المباراة النهائية للبطولة الثانية على التوالي.