قائمة بيانات شخصية لا يختلف اثنان على أن المنتخب الإيطالي، حامل اللقب، سيكون من بين أقوى
المرشحين لإعادة الكرة خلال نهائيات كأس العالم جنوب إفريقيا 2010، خصوصا
إذا علمنا أن الإيطاليين والبرزايليين هما المنتخبان الوحيدان اللذان
استطاعا الفوز مرتين متتاليتين بالكأس في تاريخ البطولة. وهكذا فإن أشبال
الداهية مارتشيلو ليبي متحمسون لتكرار إنجاز 1934 و1938.
الطريق إلى جنوب إفريقيا صحيح أن تأهل المنتخب الإيطالي إلى نهائيات بلاد مناديلا لم يتم بطريقة
استعراضية، لكنه اعتمد على الفعالية والواقعية في الأداء، فرفاق المتألق
بوفون تمكنوا من احتلال المرتبة الأولى في المجموعة الثامنة، بسجل خال من
الهزائم، إذ انتصروا في سبعة لقاءات وتعادلوا في اثنين، زار خلالها
الإيطاليون شباك خصومهم في 18 مناسبة بينما تلقت مرماهم سبعة أهداف فقط.
ولم يمهل منتخب الأزوري خصومه، حيث انقض على المركز الأول منذ أول جولة في
المباريات التأهيلية بعد انتصاره على قبرص (2-1)، ولم يغادر قمة الترتيب
طيلة المشوار. لكن بالعودة إلى تاريخ البطولة نجد أن الإيطاليين سبق لهم أن
وجدوا صعوبات كبيرة في التصفيات، إذ لم يضمنوا التأهل إلا في الجولة ما
قبل الأخيرة سنتي 1982 و2006، وهما المناسبتان اللتان استطاع فيهما أحفاد
الرومان نيل الكأس الغالية.
وحاز النجم ألبيرتو جيلاردينو على لقب هداف المنتخب في التصفيات محرزا
أربعة أهداف، سجل ثلاثة منها في مرمى قبرص، في أقل من خمس عشرة دقيقة خلال
آخر مباراة بينهما (3-2).
نجوم المنتخب يعد جيانلوجي بوفون، 31 سنة، واحداً من أمهر حراس المرمى في العالم خلال
العقد الأخير، إن لم يكن أحسنهم على الإطلاق. فكل المتتبعين لا زالوا
يتذكرون رد الفعل الاستعراضي الذي قام به لصد الضربة الرأسية التي سددها
نحو مرماه زين الدين زيدان خلال فترة الشوطين الإضافيين في المباراة
النهائية لمونديال ألمانيا 2006، إذ برهن بوفون للجميع أنه رقم أساسي في
معادلة دفاع المنتخب الإيطالي.
لاعب آخر يعتبره المراقبون حجر الزاوية في خط دفاع الأزوري هو الكابتن
فابيو كانافارو، الذي لازال عطاؤه مستقرا رغم بلوغه 36 سنة، إذ ما زال أحسن
لاعب في نهائيات ألمانيا 2006 يضفي على الشق الدفاعي لمسة الخبرة التي
راكمها طيلة 130 مباراة دولية.
أما جينارو جاتوزو، 31 سنة، فلم يعد يحتاج إلى أي تقديم، ذلك أنه بكل بساطة
القلب النابض في خط الوسط. فبنجاحه الباهر في استرجاع الكرات وإحباط هجمات
الخصوم في مهدها، بات نجم ميلان رجل المهمات الصعبة داخل تشكيلة المنتخب،
إذ لا يعرف العياء واليأس طريقا إلى قلبه بفضل قتاليته وتعطشه لتحقيق
الانتصارات.
المدرب يمنح العارفون بعالم كرة القدم لقب ملك التدريب للداهية مارتشيلو ليبي،
بفضل نظرته التكتيكية الثاقبة، إذ نجح في قيادة المنتخب الإيطالي خلال
نهائيات FIFA 2006 لإحراز خمسة أهداف من أصل 12 عن طريق لاعبين بدلاء. كما
تمكن ليبي، الذي يشبهه الكثيرون بنجم الفن السابع بول نيومان، من الفوز بكل
الألقاب في مسيرته الرياضية الحافلة كمدرب. وهذا الأمر بالضبط هو ما جعله
يتنحى جانبا يوم 12 يوليو\تموز 2006، وهو في قمة عطاءاته، غير أنه عاد بقوة
بعد فشل الأزوري خلال نهائيات بطولة الأمم الأوروبية 2008 UEFA ، وهكذا
استطاع مع مرور الوقت إعادة بناء دفاع قوي ووسط ميدان منسجم، كما عمد إلى
استدعاء الكثير من المهاجمين.
كما يفخر ليبي بإنجازه الفريد من نوعه، إذ خاض 31 لقاء دوليا متواصلا دون
أن يتعرض لأية هزيمة. إضافة إلى كل هذا، يمتاز العبقري ليبي بحس تدريبي
مرهف وباختيارات تكتيكية صارمة، ففي مشوار المباريات التأهيلية، استدعى
أزيد من 36 لاعبا، معتمدا بشكل كبير على كانافارو و جيانلوكا زامبروتا
اللذان لعبا (810 دقيقة).
تاريخ المنتخب في نهائيات كأس العالم ضمن المنتخب الإيطالي حضوره بالنهائيات خلال 16 مرة من أصل 18، حيث لم
يتمكن من حجز تذكرة المرور لدورة سنة 1958، كما غاب عن أول نسخة سنة 1930.
غير أنه يعتبر من أكبر المتوجين، إذ نال اللقب سنوات 1934 و1938 و1982
وأيضا 2006، كما لعب المباراة النهائية سنة 1970 و1994، واحتل المرتبة
الثالثة سنة 1990.
الألقابكأس العالم أربع مرات: 1934 و1938 و1982 و2006.
كأس أوروبا UEFA مرة واحدة: 1936.
الميدالية الذهبية لكرة القدم للرجال بالألعاب الأولمبية (1936)
تصريحات مارتشيلو ليبي، مدرب المنتخب: "لا يوجد فريق أفضل من المنتخب الإيطالي، أنا
لا أريد القول أننا الأفضل بالعالم، لكننا في الوقت ذاته لانقل شأناً من
أي منتخب كان."