اتحاد الكرة «تفنن» فى إبعادنا عن كأس العالم ٢٢/ ٦/ ٢٠١٠
يزداد غضب الشارع المصرى يوما بعد يوم وهو
يشاهد ويتابع مباريات المونديال فى جنوب أفريقيا لأنه من غير المعقول أن
يبتعد بطل القارة الأفريقية ثلاث مرات متتالية عن هذه التظاهرة العالمية،
ومن غير المقبول ألا يتواجد الفريق الذى فاز على كل المتأهلين من أفريقيا
وبأكثر من هدف فى أكثر من مناسبة، فى هذه البطولة، ومن الصعب علينا أن
يعتزل الحضرى وأبوتريكة وأحمد حسن وبركات ووائل جمعة دون أن يحققوا حلمهم
وحلم كل المصريين فى التواجد فى كأس العالم وهى التى تقام لأول وربما لآخر
مرة فى أفريقيا،
ومن غير المنطقى ألا نشاهد الجماهير المصرية
المتحمسة بشدة لبلدها وفريقها فى مدرجات جنوب أفريقيا، وهى التى زحفت خلف
المنتخب فى كل مناسبة وفى كل مكان لدرجة أننا البلد الوحيد الذى تم تشكيل
روابط للمشجعين باسم بلاده وارتدى شعارات اخترعها لمساندة منتخب بلاده،
فشاهدناهم فى أنجولا وراندا وزامبيا وكل مكان فى كل وقت ومع ذلك لم تظهر فى
كأس العالم بفعل فاعل وهو اتحاد الكرة المصرى والذى تفنن بكل الطرق فى
إبعادنا عن كأس العالم، تاركاً الفرصة لفرق مثل الكاميرون ونيجيريا
والجزائر وكوت ديفوار بالصعود واللعب،
بل إن بعضها مثل كوت ديفوار
والتى فزنا عليها مرتين فى نهائيات أفريقيا عامى ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ هذا الفريق
لديه فرصة ذهبية للوصول على الأقل للدور الثانى والكاميرون التى اعتدنا
الفوز عليها فى كل مكان وزمان ذهبت هى الأخرى، والجزائر التى كان كل أملها
التأهل للنهائيات الأفريقية وجدت نفسها فى نهائيات كأس العالم بل لديها
الأخرى الفرصة للتأهل للدور الثانى لو فازت على أمريكا..
كل ذلك
نراه ونراقبه ونحن نتحسر على ضياع الفرصة تلو الأخرى للتأهل لكأس العالم
ونكتفى بتبريرات سمير زاهر فى كل مرة، والتى ينساها هو نفسه بعد فترة لأنه
لا يتذكر ما يقوله، وبالتالى يخرج علينا كل مرة بمبررات تتطلب أن يعود
الشعب المصرى كله إلى سن الطفولة حتى نصدقها أو نقتنع بها!!
والمتابع
لها يكاد يصاب بالغثيان من ركاكتها وعدم مصداقيتها فى كل مرة ولكن يكفى أن
معظم المصريين قاطعوا المونديال احتجاجاً على عدم وجود مصر فى هذه البطولة
وفقدان فرصة سانحة للتأهل لأول مرة للدور الثانى على الأقل فى كأس العالم،
ولكن ما عسانا أن نفعل مع مثل هذه القيادات والتى لا تتورع عن اختلاق
القصص والروايات، ولعل آخر هذه الروايات المضحكة أن الرجل لم يستطع العودة
للمسؤولين فى بلاده لإخبارهم بعقوبة الفيفا وعدم الطعن عليها بحجة أنه كان
فى قاعة تحت الأرض، ولم يكن أمامه سوى ٥ دقائق لإعطاء رد نهائى فى هذه
العقوبات لذلك اضطر الرجل للموافقة على هذه العقوبات!!
ويريد منا
الرجل أن نصدقه بل ونخرج فى مظاهرات تهتف بحياته، ونحمله على الأعناق
لإنجازه الكبير فى تخفيض العقوبات وتهديد مصر بالحرمان من المشاركة فى
التصفيات القادمة، أى أن الهزيمة جاءت فى كل شىء سواء على أرض الملعب أو
خارج الملعب ومع ذلك مازال الرجل مصمما على أنه كان على حق وأننا خرجنا من
كأس العالم بمؤامرة وكأنه أصبح مكتوباً على المصريين دائماً أن يعيشوا أسرى
نظرية المؤامرة،
وكم كنت أتمنى أن يقف زاهر وقفة مع نفسه ومع رجاله
ليحاسبوا أنفسهم ويعترفوا بالخطأ ويقدموا اعتذارهم الواضح للشعب المصرى
فكما هنأناهم وفرحنا بهم ورقصنا معهم فى الانتصارات وكما أجزلت لهم الدولة
العطاء فى المكافآت والهدايا فى كل مرة، وكما استقبلهم السيد الرئيس وكرمهم
كان لزاما عليهم بقيادة كبيرهم زاهر أن يشفوا غليلنا ولو باعتذار غير
مكتوب، ولكن بالتأكيد على أنهم أخطأوا وسيحاولون فى المرة القادمة أن
يتلافوا أخطاءهم،
وكان لزاما على كبيرهم زاهر أن يخرج علينا ببيان
صحيح ولو لمرة واحدة يقر فيه بالخطأ، ويعد بتصحيح المسيرة بدلاً من
البيانات الكاذبة التى خرج علينا بها ونفى فيها نفيا قاطعاً كل ما تأكدنا
بعد ذلك من صحته مثل أننا مهددون بالاستبعاد من كأس العالم القادمة، وكما
أدخلنا الرجل فى دوامة الجزائر وصراعاته مع روراوة كان لزاما عليه أن يعمل
جاهدا لإنهاء كل ما تسبب فيه من أزمات ومشاكل وأهمها من وجهة نظره أنه
حرمنا من اللعب فى أضعف كأس عالم شاهدناها منذ زمن بعيد، والبركة فى
المباريات الودية غير المفهومة مع فرق مثل موريشيوس وتنزانيا وغيرهما من
أضعف فرق القارة الأفريقية وكلها استعدادا لكأس العالم والذى يبدو أننا لن
نراه أبدا فى عصر كبيرهم زاهر.
لم يتحمس الشارع المصرى لكأس العالم
حتى الآن، ولا أدرى ما هو السبب الحقيقى لذلك هل هو غياب مصر عن البطولة
مثلاً وغياب الكرنفالات المصرية التى كنا نشاهدها فى كل الملاعب من
الجماهير المصرية أم أنه سوء المستوى والضعف غير العادى لمستويات المنتخبات
الكبرى أم أن غياب أبوتريكة عن المونديال، أحزن كل المصريين الذين كانوا
يتمنون رؤيته فى هذا المونديال ليكون تكريماً لدوره الرائع فى مسيرة الكرة
المصرية على مستوى الأهلى والمنتخب الوطنى، أم أن عدم نجاح التليفزيون فى
الحصول على حق إذاعة البطولة بالكامل.
وبالمناسبة لم يكن التليفزيون
يستطيع أن يتعاقد على أكثر من هذه المباريات طبقاً للوائح الفيفا وحقوق
قناة الجزيرة مالكة المباريات أم ماذا بالضبط أبعد الشارع المصرى عن كأس
العالم.
قد أجد لك إجابة أو أجتهد لكى أجد الإجابة، فمثلاً
الامتحانات وحالة الغضب التى تملأ المنازل من صعوبة امتحانات الثانوية
العامة والدعوات اليومية على وزير التربية والتعليم، وكل واضعى الامتحانات
الذين يفجرون طاقاتهم الغاضبة فى نفوس أبنائنا الطلبة أو مثلاً حالة الغضب
العارمة من البرادعى والذى قدم نفسه مبعوثا للعناية الإلهية لإنقاذ مصر
والسعى فى طريق التقدم والازدهار وذهب إلى المنصورة والفيوم لأداء صلاة
الجمعة ثم اتجه إلى الإخوان ليعقد معهم صفقة الانتخابات الرئاسية ثم فجأة
اكتشفت الجبهة الوطنية للتغيير أنه غير متواجد من الأصل فى مصر،
وأن
رحلاته وعمله الخارجى أهم بكثير من الوطن وقضاياه وأن التواجد فى فيينا
وألمانيا وغيرهما من الدول الأوروبية هو عادة للبرادعى لا يستطيع أن يتخلص
منها أبدا لذلك انفض الناس من حوله وهدأت ثورة الفيس بوك لتأييده بل أكاد
أشك أنها ماتت، وخرج كبار مؤيديه يؤكدون أنه لم يكن يوماً رئيساً للجمعية
الوطنية للتغيير،
بل خرجت جماعات ٦ أبريل وغيرها لتندد بالرجل
وتهاجمه وتنتقده بشدة مما جعله يخرج علينا بتصريح سيظل خالدا عبر التاريخ
قال فيه إنه إما على المصريين أن يخرجوا لانتخابه رئيساً للجمهورية أو أن
يقاطعوا الانتخابات!! ولكن فى كل الأحوال تراجع عن فكرة الترشيح بعد أن وجد
أن موضوع رئاسة الجمهورية صعب شوية خلافاً لما اعتقد الرجل فى البداية فهل
مثلا انسحاب البرادعى من السياق أصاب الملايين بالحزن والأسى فجعلهم
يقاطعون المونديال!!
أم أن تأخر المسؤولين فى مصر فى استيراد ياميش
رمضان من فستق وبندق ولوز وجوز جعل المصريين ينفضون من أمام شاشات
التليفزيون لأنهم لم يجدوا ما يسليهم أمام الشاشات وهم اعتادوا جميعاً دون
استثناء أن يتسلوا بهذه المكسرات بعد أن ودعوا إلى غير رجعة الحمص واللب
والسودانى والترمس لارتفاع أسعارها بصورة جنونية ناهيك عن أن المباريات
ضعيفة المستوى لذلك قرر المصريون ألا يشاهدوها من منطلق أنه لا كورة ولا
مكسرات فى داهية يا بطولات.
أم أن المصريين قرروا أن يستمروا فى
سياسات المقاطعة والتى نجحت بامتياز فى تخفيض أسعار اللحوم بصورة خيالية
فانخفض السعر ليصل إلى عشرة جنيهات فى بعض المحافظات بل إن البعض يحلف لى
باللحمة وغلاوتها أن البعض يبيعها أو يوزعها مجاناً فى كثير من أنحاء
الجمهورية حرصا على الشعب المسكين، لذلك قرر المصريون أن يستمروا فى سياسة
المقاطعة حتى ولو كان على حساب كأس العالم،
وهو ما سيجعل بلاتر يعض
أصابع الندم ويقرر طرد الجزائر من كأس العالم وأن تحل مصر محلها مثلما
وعدنا كبيرهم زاهر بعد مباراة أم درمان بل إن الرجل استجابة لدعوة المقاطعة
المصرية وخوفا من امتدادها عبر العالم أجمع يفكر وبشدة فى أن يستدعى
المنتخب المصرى للمباراة النهائية مباشرة وساعتها يكون قد حصل على رضا
كبيرهم زاهر ومعه رجاله الأفاضل الكبار فى الاتحاد،
أما السبب
الأخير من وجهة نظرى لمقاطعة المصريين للبطولة، فهو هذه التغطية الضعيفة
لقناة الجزيرة للبطولة لأنها لم تترك صغيرة أو كبيرة إلا وكانت متواجدة
فحتى عندما حدثت سخافات التشويش المتعمد كما يقولون لم يتأخروا لحظة واحدة
فى الانتقال إلى أقمار صناعية أخرى، ولكنهم لم يتعاقدوا مع محللين من
العيار الثقيل فاكتفوا بمدربى منتخبات إيطاليا والبرازيل وألمانيا وهولندا
وأندية الأرسنال وتشيلسى ونجوم العالم العظام من كل أنحاء العالم فى أوروبا
وآسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية،
وجاءوا بكل المعلقين فى كل مكان
والمراسلين من أى بقعة فى جنوب أفريقيا ليقدموا كل ما فى وسعهم لخدمة
المشاهد فى كل مكان وضمان جلوسه أمام شاشاتهم لأطول فترة ممكنة، ولكن كل
هذا لم يعجب المشاهد المصرى والذى اكتفى بأصوات معلقين من خارج مصر على
مباريات المونديال حتى أعطى طعماً وروحاً جديدة للمونديال.