نشأة الأهلى والزمالك.. الشطحات والسقطاتالجمعة، 4 يونيو 2010 - 00:58
أبداً لم ولن يقلل من تاريخ وعظمة ومكانة نادى الزمالك ما يذهب إليه بعض
المتعصبين من جمهور الأهلى حول النشأة الأجنبية للنادى عام 1911.. أو الاسم
القديم نادى المختلط.. أو اقتصار عضويته على الأجانب فى سنواته الأولى.
ولا يقلل من قيمة ومكانة وعظمة النادى الأهلى ما ذهب إليه عدد من المتعصبين
من جمهور الزمالك حول رئاسة الإنجليزى ميتشيل أنس للنادى عند نشأته أو
وجود إدريس راغب بين مؤسسيه وهو على علاقة بالماسونية.
الناديان كبيران وعظيمان ومصدر فخر وعزة لكل مصرى سواء فى البلاد أو
خارجها.. ولهما من العشاق والمريدين أكثر من أى ناد آخر فى قارة أفريقيا..
وهما وبحمد الله الناديان الأكثر إنجازاً على الصعيد القارى فى بطولات كرة
القدم أولاً وفى الألعاب الأخرى.
ولا يمثل تيار الجنوح والشطحات والسقطات الذى ملأ الأوساط الإعلامية فى
الأيام الأخيرة إلا انعكاساً حقيقيا لما وصلنا إليه من درك سحيق فى المستوى
وفى الأخلاق رياضياً وإعلامياً.
وللأسف سقط فى الهاوية الأخلاقية والإعلامية عدد من الإعلاميين المتعصبين
فى الجانبين.. وفقدوا بسقوطهم كل الاحترام من الطرف الآخر أولاً ومن
المحايدين والعقلاء ثانياً.
وما يحزننى أن بعضهم أفنى عمره فى صناعة تاريخ ومجد لنفسه على كل الأصعدة
ووسط صعوبات ضخمة.. وإذا بالتعصب المقيت للناديين يدفعه لفقدان عقله
والانهيار أو الانتحار إعلامياً.
وقبل أن أخوض فى تاريخ الناديين وفى الواقع الرياضى.
لابد أن يعرف التافهون من الجانبين والذين يحاولون إلصاق تهمة عدم الوطنية
للطرف الآخر أن الرئيس الحالى لنادى تشيلسى الإنجليزى بطل الدورى والكأس فى
انجلترا حالياً هو الملياردير الروسى رومان إبراموفيتش.
وهو الذى أنقذ النادى من الضياع والإفلاس وحوله إلى ناد قوى جداً ومنتصر
دائما.. ولم يخرج أنصار أرسنال أو توتنهام فى لندن للسخرية من منافسهم
الأقوى فى العاصمة الإنجليزية لأن رئيسه روسى.. وبالطبع يعرف الجميع أن
مالكى نادى مانشستر يونايتد الإنجليزى ومنذ عدة سنوات هم مجموعة من
الأثرياء من الولايات المتحدة.. وأن مالكى جارهم فى نادى مانشستر يونايتد
من الإمارات.. وبالطبع لم يسخر أحد من الآخر.. ولم تمتلئ الصحف ومواقع
الانترنت الساقطة بالاتهامات المتتالية ضد الطرف الآخر.
نحن فى مصر ننفرد بأسفل (من السفالة الأخلاقية) حوارات إعلامية فى دنيا
الرياضة سواء بين البرامج والمعلقين والمذيعين والمحللين واللاعبين القدامى
أو بين الصحف الصفراء وفى مواقع الإنترنت الرياضية وغير الرياضية.
والنتيجة أن الإعلام الرياضى فى مصر أصبح فرجة أو أضحوكة عند جيراننا العرب
الذين انقلبوا للدهشة أولاً ثم للسخرية ثانياً وبعضهم وبكل أسف بات غارقاً
فى الشماتة.
ميتشيل أنس الرئيس الأول للأهلى كان إنجليزياً.. ولكنه كان وكيلاً لوزارة
المالية فى الحكومة المصرية فى ذلك الوقت.. أى أن رئيس الأهلى صاحب منصب
حكومى فى مصر.
والذين أسسوا نادى الزمالك سواء تحت اسمه الأول نادى قصر النيل أو بعد
تغيير اسمه إلى المختلط كانوا
جميعاً من المستشارين والقضاة أو من العاملين
أيضاً فى وزارات ومصالح عليا فى الحكومة المصرية.
وهل هناك أى مانع أو أى حرج أو أى مخالفة لموظف حكومى أن يتولى منصباً
رياضياً أو اجتماعياً؟
وإذا كان إدريس راغب ماسونياً أو يهودياً أو ملحداً أو منتميا لأى ملة أو
طائفة أو جهة أو جماعة.
هل يقلل هذا من شأن الأهلى أو النادى الذى ينتمى إليه؟
إذا افترضنا أن ذلك يقلل من شأن الأهلى المؤسسة الصغيرة قياساً بالبد
الكبير فإن الأمر بالتأكيد يقلل من شأن مصر.
وهل يهز مصر كدولة عظيمة أن يكون من أبنائها جاسوس أو ملحد أو ماسونى أو
مثلى؟
المهاترات والسقطات الأخيرة بين السفهاء والجهلاء والأغبياء من الجانبين
تعكس الحال التى وصلنا إليها.
والخاسر الأكبر وربما الوحيد من تلك المهزلة هو نادى الزمالك الذى سيغفل
مسؤولوه بكل تأكيد عن مناقشة أو دراسة الأسباب التى أدت إلى انهيار فريقهم
بصورة بشعة فى مباراتهم الأخيرة فى كأس مصر أمام الأهلى والخسارة 3-1
بسهولة غير متوقعة.
مسؤولو الزمالك مطالبون بعدم الانسياق لذلك التيار الغبى.
وعليهم تشكيل مجموعة عمل محايدة ومحترمة وعلى أعلى مستوى فنيا لدراسة أسباب
الهزيمة والانهيار.. وأقترح أن تضم ثلاثة من بين الخماسى أحمد رفعت
وأبورجيلة وطه بصرى وحسن شحاتة وفاروق جعفر وحلمى طولان ومحمد صلاح ومحمد
حلمى وإسماعيل يوسف وأشرف قاسم.
وهم يطرحون الأسئلة التالية ويجيبون عليها.
ما هو الطرف الذى يتحمل القسط الأكبر من الخطأ؟
هل هو حسام حسن والجهاز الفنى؟
أم أن اللاعبين هم المخطئون أساساً؟
وعليهم طرح الحقائق بأمانة على مجلس الإدارة لسرعة معالجة الأمر بكل حسم
ليعود الفريق قويا من الموسم المقبل.