من فضائل هذه الأمة
إنه حديث تسعد به النفوس , وتطرب له القلوب , حديث يجلي لنا عظمة الإسلام وبهائه ورونقه وسموه , حديث يزيد المسلم تمسكا بالإسلام, واعتزازاً به أيما اعتزاز ..
إنه الحديث عن فضائل أمة محمد صلى الله عليه وسلم , إنه الحديث عن خصائص خير أمة أخرجت للناس ..
فيا أخا الإسلام ... ويا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم ..
هل استشعرتم يوماً عظيم مكانتكم وسمو منزلتكم ..
يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم .....كم هي الأمم التي قد خلت ... في أزمنة مضت ..
فمن لدن أن خلق الله آدم عليه الصلاة والسلام والأمم والشعوب تتابع جيلاً اثر جيل .. فلا يعلم عددها إلا الله فاختاركم الله يا أمة محمد صلى الله عليه وسلم من غير سابقة عمل أو نسب ولكنها منة الله سبحانه ..
فلك الحمد ربنا كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ )(القصص: من الآية68)
- فتعالوا نعش مع بعضٍ من فضائل هذه الأمة:
1) فقد أخبر سبحانه أنها خير الأمم إطلاقاً : { كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ }(آل عمران: من الآية110).
وقال صلى الله عليه وسلم: " أنتم موفون سبعين أمة , أنتم خيرها , وأكرمها عند الله ".
2) ومن فضائل هذه الأمة : أنهم أكثر أهل الجنة عدداً ..
قال صلى الله عليه وسلم :" أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة ؟ قلنا : نعم . قال : والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة " . متفق عليه .
وقد أعطاه الله أكثر مما رجاه , فقد أخبر عليه الصلاة والسلام :" أهل الجنة عشرون ومائة صف , ثمانون منها من هذه الأمة وأربعون من سائر الأمم ".
3) ومما خص الله سبحانه نبينا محمداً عليه الصلاة والسلام أن أعطاه الشفاعة العظمى وهي المقام المحمود الذي يشفع فيه لأمته , من هول مطلع يوم القيامة ومن الكرب والهم الذي يصيب الناس في المحشر . فتتقاصر شفاعة الرسل من دون محمد عليه الصلاة والسلام , فقد روى البخاري من حديث أبي هريرة مرفوعاً " يجمع الأولين والآخرين في صعيد واحد , فيأتون آدم ثم نوح , ثم إبراهيم , ثم موسى , ثم عيسى .. حتى يأتون محمداً صلى الله عليه وسلم قيقولون : يا محمد أنت رسول الله , وخاتم الأنبياء , وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر اشفع لنا إلى ربك . ألا ترى ما نحن فيه ؟ فانطلقُ فأتى تحت العرش فأقع ساجداً لربي عز وجل , ثم يفتح علي
من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد من قبلي ....ثم يقال : يا محمد ارفع راسك , سل تعطه , واشفع تشفع . فأقول :"يا رب أمتي .. أمتي ". فيقال : انطلق فاخرج منها من كان في قلبه مثقال شعيرة من إيمان . فأنطلق فأفعل ثم أعود فأحمد الله بتلك المحامد , ثم أخرُ ساجداً فيقال : يا محمد ارفع رأسك وقل يُسمع لك . وسل تعط , واشفع تشفع . فأقول :" يا رب أمتي ". فيقال : انطلق فأخرج منها من كان في قلبه مثقال ذرة أو خردلة من إيمان . فأنطلق فأفعل . ثم أعود فاحمده بتلك المحامد . ثم أخر له ساجداً فيقال : يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك , وسل تعط واشفع تشفع . فأقول :" يا رب أمتي .. أمتي ". فيقول : انطلق فأخرج منها من كان في قلبه أدنى أدنى مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجه من النار من النار من النار . فأنطلق فأفعل ثم أعود الرابعة فأحمده بتلك المحامد . ثم أخر ساجداً . فيقال : يا محمد ارفع راسك وقل يسمع , وسل تعط واشفع تشفع . فأقول : يا رب أفوت فيمن قال : لا إله إلا الله . قال : ليس ذلك لك ولكن وعزتي وجلالي وكبريائي لأخرجن منها من قال : لا إله إلا الله " . رواه البخاري ومسلم .
فيا أمة محمد صلى الله عليه وسلم ما أعظم فضلكم !! وما أرحمك بنا يا رسول الله ما أشد عطفك وشفقتك علينا !!
4) ومن فضائل أمة محمد صلى الله عليه وسلم ..أنهم أول الأمم إجازة على صراط جهنم . قال صلى الله عليه وسلم :" ويضرب الصراط بين ظهري جهنم فأكون أنا وأمتي أول من يجيز " متفق عليه ..
5) وهم أول الأمم محاسبة ..
قال صلى الله عليه وسلم :" نحن آخر الأمم , وأول من يحاسب . يقال : أين الأمة الأمية ونبيها ؟ فنحن الآخرون والأولون ".
وعند مسلم :" نحن الآخرون من أهل الدنيا , والأولون يوم القيامة المقضى لهم قبل الخلائق ".
6) وهذه الأمة أول الأمم دخولاً الجنة ..
قال صلى الله عليه وسلم :" نحن الآخرون والأولون يوم القيامة , ونحن أول من يدخل الجنة .. رواه مسلم ...
7) ومن رحمة الله بهذه الأمة أن رفع عنها المحاسبة عن الوسوسة وحديث النفس المجرد عن القول والعمل ..
قال صلى الله عليه وسلم :" إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل أو تتكلم ".
بل رفع الله عن هذه الأمة الخطأ والنسيان , وما استكرهوا عليه .:" إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان ومااستكرهوا عليه ".
8) ومن رحمة الله بهذه الأمة : أن المدين إذا عجز ولم يستطع أداء دينه فمات فقد تكفل به رسولنا عليه الصلاة والسلام . فقد قال :" من ترك مالاً فلورثته , ومن ترك ضياعاً أو ديناً فعلى وإليّ ,وأنا أولى بالمؤمنين "رواه مسلم .
:" من حمل من أمتي دينا ثم جهد في قضائه فمات ولم يقضه فأنا وليه " صححه الوادعي .
وقال صلى الله عليه وسلم :" الدين دينان , فمن مات وهو ينوي قضاؤه فأنا وليه , ومن مات ولا ينوي قضاؤه فذاك الذي يؤخذ من حسناته وليس يومئذ دينار و لا درهم ".
9) ومن رحمة الله بهذه الأمة :
أنها الأمة الباقية المحفوظة إلى قيام الساعة ... قال صلى الله عليه وسلم :
"إن الله زوى لي الأرض . فرأيت مشارقها ومغاربها . وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها . وأعطيت الكنزين الأحمر والأبيض . وإني سألت ربي لأمتي أن لا يهلكها بسنة عامة . وأن لا يسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم . فيستبيح بيضتهم . وإن ربي قال : يا محمد ! إني إذا قضيت قضاء فإنه لا يرد . وإني أعطيتك لأمتك أن لا أهلكهم بسنة عامة . وأن لا أسلط عليهم عدوا من سوى أنفسهم . يستبيح بيضتهم . ولو اجتمع عليهم من بأقطارها - أو قال من بين أقطارها - حتى يكون بعضهم يهلك بعضا ، ويسبي بعضهم بعضا " رواه مسلم ..