ما الذ المال وما اطيبه ! المال، ما ألذه وما أطيبه! فكم تعشقه القلوب، وكم تهفو إليه النفوس، ومن منا لا يحب المال وقد زين لنا حبه؟ فهو زينة الحياة وبهجتها، {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف:46 ]
ولقد حثنا الإسلام على حفظ المال،فقد رأى الفاروق قوما قابعين في ركن المسجد بعد صلاة الجمعة، فسألهم من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون على الله، فعلاهم عمر بِدِرَّتِهِ ونهرهم وقال: لا يقعدن أحدكم عن طلب الرزق، ويقول اللهم ارزقني، وقد علم أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة، وإن الله يقول: {فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِى ٱلأَرْضِ وَٱبْتَغُواْ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ} [الجمعة:10]. وقال رسولنا الكريم: «ما أكل أحد طعاما خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده» [رواه البخاري]، وقال عبد الرحمن بن عوف: (يا حبذا المال، أصون به عرضي وأتقرب به إلى ربي). ولكن المال ليس غاية في نفسه ولكن وسيلة، تعيينا على أمور الحياة المختلفة، من أكل وشرب ولبس، وغيره، فلا غنى عنه لسير أمور حياتنا، ففيه منافع كثيرة، والإسلام لم يحرم أبدا على المسلم أن يملك هو مالا، فلا رهبانية في الإسلام، وإنما حث الله المسلم على كسب عيشه، والكدح على رزقه، فالمال هو قوام الحياة، فلا مانع في الإسلام أبدا أن تملك مالا، تقيم به معاشك، وتتصدق به على الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل، وتبني به مسجدا وتدعو به إلى الله، وتكفل به طلبة العلم، وتجاهد به في سبيل الله، وغير ذلك من المصالح الدنيوية والأخروية