احمد مرعى :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 6151 تاريخ التسجيل : 09/05/2009 التقييم : 40 نقاط : 14569 ::: :
| موضوع: رومانسية ساويرس وواقعية القرضاوى 2010-06-23, 12:13 am | |
| السلام عليكم ورحمةا الله وبركاته لكى الله يا ارض فلسطين تباع وتشترى ولا احد يملك شيئاً فيها بصراحة لم أستطع استيعاب ما طرحه رجل الأعمال نجيب ساويرس حول رغبته فى شراء المقدسات الفلسطينية، إذ لم يوضح لنا ساويرس فى حواره على فضائيته «أون تى فى» مع الزميل جابر القرموطى، ما إذا كان يريد شراء المسجد الأقصى، أو كنيسة القيامة مثلا، أم يقصد شراء أراض وعقارات فى الأراضى المقدسة.
ساويرس قال للقرموطى بالنص: «عرضت اقتراحا، وهو أننا كرجال أعمال علينا أن نشترى هذه المقدسات حتى لا يقترب منها الإسرائيليون، وقلت لهم سأبدأ بشراء المقدسات الإسلامية، حتى لا يقولوا إننى مسيحى وذهبت لأشترى المقدسات المسيحية».
حجة نجيب ساويرس أنه لا يريد أن نترك إسرائيل تلتهم المقدسات وتنفذ مخططها لتهويد القدس، وبصرف النظر عن مفهومه لشراء المقدسات، فإن هذا الطرح عسير الهضم من عدة وجوه، ناهيك عن أنه غير واضح المعالم، ولابد أن ساويرس يعلم جيدا أن المقدسات ليست سلعة تباع وتشترى، فضلا عن أنه لم يخبرنا على من سيعرض الشراء، ولمن سيدفع الثمن، لإسرائيل أم للفلسطينيين، أم للأمم المتحدة ؟
سأفترض أن ساويرس بهذا العرض يمارس الرومانسية إلى أبعد مدى، فهل يتصور أن الكيان الصهيونى الذى يمارس الاستيطان والتهام الأملاك العربية فى الأراضى المحتلة بلا حسيب أو رقيب سيقبل أن يأتى مواطن عربى ويتملك القدس؟
لنفرض جدلا ــ أو سذاجة ــ أنهم قبلوا ودفع ساويرس أو غيره الثمن ــ سيكون أضعافا مضاعفة بالطبع ــ فهل يضمن رجل الأعمال المصرى أن سلطات الاحتلال لن تصادر ما يفترض أنه اشتراه وتقيم عليه مستوطنات لمهاجرين يهود جدد، بحيث تكون المحصلة فى نهاية الأمر أن ساويرس ضخ عدة ملايين فى الخزانة العامة الإسرائيلية.
كان من الممكن أن يكون طرح ساويرس مقبولا ومعقولا لو أنه تحدث عن مشروع يتبناه رجال أعمال عرب لتمويل الفلسطينيين المقدسيين بما يلزم لكى يشتروا هم أراضى وعقارات فى الأراضى المقدسة، وفى هذه الحالة كنا سنصفق له ونخلع له القبعة على هذه المبادرة لتثبيت عرب فلسطين وتمكينهم من أراضيهم.
وأذكر أن فضيلة العلامة الشيخ يوسف القرضاوى كان قد أطلق دعوة منذ سنوات لأصحاب رءوس الأموال العربية لشراء الأراضى والعقارات فى الأماكن المقدسة، على أن يكون الشراء من خلال عرب فلسطين المرابطين ممن يعضون على أرض فلسطين وترابها بالنواجز، ويقاومون كل محاولات الاقتلاع والانتزاع، ويتصدون بصدورهم العارية لمخططات التهويد.
فإذا كان ذلك ما يقصده ساويرس فأهلا وسهلا بفكرته، من منطلق أننا شركاء فى المأساة ومسئولون عن المقدسات ــ الإسلامية والمسيحية ــ مثل أشقائنا الفلسطينيين تماما، ولسنا مجرد وسطاء أو وكلاء أو ذلك «المخلص اللى ما ينوبه إلا تقطيع هدومه» وفق تصور ساويرس للدور المصرى فى قضية الشعب الفلسطينى!
|
|