موسم مرهق ومونديال دون المستوى!!الثلاثاء، 22 يونيو 2010 - 19:58
ماذا لو قرر الاتحاد الدولى لكرة القدم إنهاء الموسم 2013/2014 فى كل دول
العالم المتأهلة للمونديال المقبل 2014 فى البرازيل قبل السابع والعشرين من
أبريل 2014؟
لو فعل الفيفا ذلك سيكون رائعا فى قراره وفى شجاعته للحفاظ على سلامة وقدرة
اللاعبين الأفذاذ المشاركين فى أقوى بطولات كرة القدم فى العالم.
قبل أربعين عاما كان لاعب كرة القدم فى الدول الأوروبية الكبرى مسؤولا عن
خوض عدد من المباريات الرسمية لايزيد أبدا على خمسين مباراة فى كل البطولات
المحلية والدولية أو مع منتخب بلاده.. ولم تكن الضغوط المحيطة بكرة القدم
ومبارياتها وبطولاتها ثقيلة أو عنيفة سواء على الصعيد المالى أو التسويقى
أو البدنى أو النفسى أو الإعلامى.
وكانت الأرباح المالية المرتبطة بالبطولات المحلية والقارية أقل كثيرا من
المكافآت التى تنتظر اللاعبين كل أربع سنوات فى نهائيات كأس العالم.
ولم تكن التغطية الإعلامية للبطولات المحلية والقارية كبيرة أو واسعة أو
تتجاوز حدود البلد الذى تقام فيه المباراة على عكس نهائيات كأس العالم التى
تنتظرها وتشاهدها الجماهير فى كل أرجاء العالم بغض النظر عن مشاركة
منتخباتها فى البطولة.
ولم يكن الإرهاق البدنى والعصبى يعرف طريقه إلى أغلب لاعبى الأندية الكبرى
التى تتوج بالألقاب المحلية أو القارية.
كل شىء كان هادئا وبسيطا وخاليا من الضغوط مما يرفع درجات الإثارة
والاستعداد واللهفة والحماسة عند كل اللاعبين فى كل البلاد لخوض نهائيات
كأس العالم كل أربع سنوات.
الآن كل شىء تغير إلى الأصعب والأكثر إرهاقا والأقل جاذبية.
وهوما يستوجب تغييرات مماثلة فى كل العناصر المواكبة لنهائيات كأس العالم
للاحتفاظ بمكانتها الرفيعة وبحجم الاهتمام العملاق من كل اللاعبين
والمنتخبات.
اليوم.. لاعب كرة القدم فى الأندية الأوروبية الكبرى أمثال (برشلونة وريال
مدريد ومانشستر يونايتد وتشيلسى وإنترميلان وروما وبايرن ميونيخ وليون)
التابعة للدول الكبرى أمثال إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا..
يخوض اليوم زهاء 70 إلى 80 مباراة رسمية قوية خلال الموسم الذى يشمل
نهائيات كأس العالم.
(زهاء 38 فى الدورى المحلى و16 مباراة فى مسابقات أخرى محلية و14 مباراة فى
البطولات القارية و10 مباريات فى مسابقات أخرى محلية أو دولية سواء رسمية
أو ودية.. ويضاف إليها زهاء 10 مباريات مع منتخب بلادهم).. ومعها (جرعات
تدريبة مع النادى والمنتخب فى الفترات الصباحية والمسائية يصل عددها فى
العام إلى 360 وحدة تدريبية).
ناهيك عن أن تلك المباريات باتت مؤخرا قمة فى الضغوط الثقيلة المحيطة
باللاعبين قبل وخلال وبعد المباريات فى ظل مسؤوليات مالية وبدنية عملاقة..
ويسعى كل لاعب للحفاظ على مستواه العالى للبقاء فى مكانه الأساسى فى فريقه
المكتظ بالنجوم اللامعين الذين يتحينون الفرصة للقفز من قائمة
الاحتياطيين.. وكذلك ارتباط رواتب ومكافآت وأسعار اللاعبين بمستواهم الفنى
والبدنى وبنتائج أنديتهم.. وسعيهم الدائم لتحقيق البطولات يزيد الأعباء على
كاهلهم.. ويدفعهم إلى الإرهاق العصبى والنفسى والبدنى فى نهاية كل موسم.
وهو الأمر الذى يذهب باللاعبين الأفذاذ أو نجوم الصف الأول فى المنتخبات
الأوروبية الكبرى مثل إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا إلى ذروة الإجهاد البدنى
وقمة التشبع النفسى مع حلول نهائيات كأس العالم.
وهو ما يفسر عدم ظهور منتخبات إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وإنجلترا بالمستوى
الجيد وعجزها جميعا عن الفوز فى المرحلة الأولى.
بات الوقت مناسبا للنظر بعين الاعتبار لتلك النقطة السلبية التى تقلل من
عطاء اللاعبين ومن أداء منتخباتهم فى المونديال.
وإذا قرر الفيفا إنهاء الموسم الكروى فى إنجلترا وأسبانيا وإيطاليا
وألمانيا وفرنسا والبطولات الأوروبية فى الأسبوع الثالث أو الرابع من
أبريل.. سيتمكن المدربون فى المنتخبات من منح لاعبيهم الدوليين أسبوعين
كاملين من الراحة الموزعة بين الراحة السلبية لأسبوع والإيجابية لأسبوع
آخر.. ويعود بعدها اللاعبون فى حالة رائعة من الاستعداد البدنى والنفسى مع
شوق لممارسة كرة القدم ولهفة لتحقيق الفوز والعودة إلى أضواء الإعلام.
وسيجد المدربون شهرا كاملا بين العاشر من مايو والعشر من يونيو، وهو الموعد
الحالى لكأس العالم لإعداد منتخباتهم ولاعبيهم على كل الأصعدة البدنية
والفنية والخططية والنفسية.
وعندها سنرى أعلى أداء من كل المنتخبات.
الاتحاد الأفريقى لكرة القدم (الكاف) لم يجد حرجا بتغيير موعد نهائيات كأس
الأمم الأفريقية من الأعوام الزوجية إلى الفردية ليتفادى تدنى المستوى من
المنتخبات المتأهلة لكأس العالم فى البطولة التى يتزامن موعدها مع عام
المونديال.
وبالفعل تقام النهائيات فى عامى 2013 و2015 أى قبل وبعد المونديال المقبل
المقرر فى البرازيل 2014.
القرار كان صعبا لأن المسابقة الأفريقية انتظمت فى الأعوام الزوجية منذ
1968 وحتى 2010 أى لمدة 42 عاما دون أى تعديل.. ولكن مصلحة اللعبة
والمسابقة اقتضت اتخاذ القرار.
هل يحذو الفيفا حذو الكاف فى شجاعته؟