السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحزن يقتلني عندما سمعت العالم المصري يحيي السيد
يقول: أنا اريد ان اشكر الغرب واكرم الغرب على ما
اعطاه لى من فرص نريدها واى شئ نريده فى اى وقت
وليس هم من يكرمونا

مقدمه : اذا تكلمنا عن الهجره بكل انواعها المختلفه فيجب اولاً ان نخوض
قليلاً عن اسباب هذه الظاهره التى هى قديمه بقدم اسبابها واختلافها من عصر
لأخر والملاحظ ان الشئ المشترك بين تلك العصور والاسباب هو الاستبداد
سواء على مستوى النخب الحاكمه او الدينيه او العرقيه
تعريف الاستبداد: هو كغيره من الظواهر الاجتماعيه هو ثمره للعديد من العوامل
التداخله منها الذاتي والموضوعي والداخلي والخارجي والاقتصادي والثقافي 1
انظر محمد هلال الخليفي جذور الاستبداد فى الحياه العربيه المعاصره
اما تعريف الاستبداد عند الكواكبي بالوصف: صفة للحكومه المطلقه العنان فعلاً
أو حكماً التي تتصرف فى شؤون الرعيه كما تشاء بلا خشية حساب ولا هى غير مكلفه
بتطبيق تصرفاتها على شريعة أو على امثله تقليدية أو على ارادة الامه وهذه هو حالة
الحكومات المقيدة او هى مقيّدة بنوع من ذلك ولكنها تملك بنفوذها ابطال قوة القيد كما تهوى
مفهوم ولي الأمر فى المنظور الرسمي للنخب الحاكمه
عندما يصل حاكم الى السلطه فإنه يصبح ولياً للأمر أي حاكماً بأمر الله ويتم الاستناد فى تمتعه
بطاعة الاخرين للآيه (وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم) فيتم اضفاء الصبغه الدينيه
على استبداد الحاكم ولا تختلف عن ذلك فكرة (ولاية الفقيه) عند الشيعه التى سعت فى تطوير
تجربة الحكم فى ايران من خلال شروط ملزمه لمعالم صلاحيات الولي الفقيه حيث لم تمنع أن
ينتخب الشعب حاكماً ويمارس حقه فى الانتخاب ليصبح الولي الفقيه

الاستبداد الحداثي
يقصد به الحاله الاستبداديه التى تؤسس شرعيتها على المدونة الحداثيه السياسيه
وكان من اهم ما حرصت الدول الناشئه على تمثله من هذه المؤسسات هو(الجيش
والبوليس) الأمر الذى جعل اهم خصائصها استخدام العنف المنظم فى ادارة الشأن
السياسي
وتواكب معه علمنة الحقل السياسي بما انطوت عليه تفكيك مؤسسات وروابط اهليه
سابقه واحلال توازنات جديده بقوة النفوذ السياسي والاقتصادي وقامت المراكز الدوليه
الكبرى بتعزيز هذه النخب ومدها بأدوات السلطه والتحكم إلا ان النتائج التى ترتبت على
هذه (العلمنه المصطنعه) الوافده تمثلت فى
اولاً شيوع الاغتراب والانفصال بين الهياكل السياسيه وقاعدة اسنادها الشعبي
ثانياً شيوع التصدع والانقسام بين النخب الحداثيه والفضاء الشعبى
وكنتيجه طبيعية ل ( المشروطية الثوريه) العسكريه فقد غابت الديمقراطيه كما غابت
الحريات العامه واضمحلت الحياه الحزبيه والبرلمانيه وتهيأ المسرح (لأبوية) الزعماء
على شعوبهم ثم رسخت لنفسها السبل التى تضمن بقاءها الى اطول وقت ممكن عبر المزج
بين القمع والتخويف والتهميش والترهيب والترغيب بالإضافه الى قدرات وقوانين تهيئ الارضيه
لفرض السيطره والتسلط كقوانين الطوارئ والأوامر الدستوريه تجنباً لوضع دساتير ديمقراطيه
دائمه كما انَّ هناك ابداعات أخرى يتم اللجوء اليها لتبرير الحيمنه والاستبداد عند الحاجه
على غرار مقتضيات المن القومي وأمن الدوله والوحده الوطنيه الخ
قال العالم محمد اركون : هناك حاله صراعيه تخالف مقتضيات الاجماع الثقافي بصوره
تكاد تكون شامله حي هناك قوى ثلاث تحاول تهميش قوى ثلاث اخرى وتحويلها الى بقايا
لا حول لها ولا قوه وهى
اولاً تشكيلة الدوله ضد مجتمعات قبليه مجزَّأه
ثانياً الكتابات المقدسه ضد الحاله الشفهيه
ثالثاً الارثوذكسيه الدينيه ضد الخروج على الأرثوذكسيه
الشخصيه المتفرده بالحكم والسلطه : هى مريضه فهى تسعى نحو القهر وترى ذاتها
لها الفضل فى التاريخ وتعيش وهم ان الآخرين عليهم دين يردّونه فتكون علاقتهم بأمتهم
علاقه مديونيه وتصاحب هذه الهستريا مثلاً أنه المنقذ
تعريف الهجره :هى شحنه وطاقه تدفع اشخاصاً للفرار من الاضطهاد الديني والسياسي
والاجتماعي وتفريغها فى اماكن تستقطبها قادره ومستعده لاحتضان هذه الشحنات والكفائات
وتعويضها مادياً ومعنوياً تعريف شخصي
تعريف اخر : هى انتقال من بلد الى آخر اكثر منهجيه وحضاريه متجهه نحو الازدهار
سأختار نوع واحد من انواع الهجرات المختلفه
هجرة العقول والكفائات
العوامل الاساسيه المسببه لهجرة هذه العقول
اولاً انتشار الفساد
ثانيا سوء الاداره
ثالثاً عدم وضع الراجل المناسب فى المكان المناسب
رابعاً عدم وجود الاستقرار السياسي
خامساً عدم تناسب الخل مع الانتاج
سادساً انخفاض مستوى الدخل والحياه للكفائات
سابعاً عدم الاستقرار الوظيفي واستمرار التخلف الاقتصادي
والحرمان وازدياد عدد الخرجين وبقاء الاوضاع الختلفه مما
يدفع هؤلاء للتفكير فى الهجره
الاسباب السياسيه للهجره اولاً: مصادرة الكلمه مكتوبه ولفظاً والتضييق
عليها بالإعلام المضاد والكتبه المأجورين
ثانياً سيطرة طبقه معينه بعد خروج الاستعمار أوسقوط بعض الملوك فى
بعض الدول والاعتماد على الوساطه والاقارب
ثالثاً عدم تقدير الكفاءات العلميه وتمييز فئات غير مؤهله
وانحطاط كرامة المواطن وتصبح حياته معرضه للخطر
وبذلك تكون قمة الاخلاص للوطن مساويه مع قمة
التأمر والخيانه
انظر كتاب: هجرة العقول العربيه للمؤلف دردة أحمد العلي

خاتمه من مذكراتي : اذا اردنا أنْ نفعل شيئاً لإيقاف هذا النزيف ونعرف
اين نقف فى طابور تقدم الدول وتخلفها فلننظر كم جامعه عندنا وكم مختبر
للأبحاث مصنف فى تقييم المراكز العلميه على مستوى العالم
الاهتمام بالحاله المعيشيه للكوادر والكفائات والعلماء والاساتذه
التى مهمتهم إعداد وتربية الاجيال
ملاحظه فى اغلب الاحيان ان لم تكن كلها دون اجترار فى الحق
تكون مرتبات ضباط الشرطه اعلى من مرتبات علماء وباحثين
فى اى مجال
كم من الاموال رصدت للابحاث بمختلف انواعها فى كل الدول
العربيه (اسرائيل تنفق 8% من الاجمالى القومى على الابحاث
العلميه)فأى فارق
الكفائات العربيه ومطالبتها بالعوده
هل نطلب بمن يعمل فى الهندسه النوويه ومجالات الفضاء وغيرها بالعوده
ونحن لا نملك مختبراً واحدا ولا نملك خطط مرحليه أو حتى مستقبليه
واذا امتلكناها فهل سيتوفر المناخ والرعايه (اجتماعيه, حريه سياسه
دينيه)لهذه الكفائات
انا ارى من وجهة نظرى المتواضعه : يجب الى جانب هذا الكشف عن
اسرار نكسة 67 والتخلاص من اثارها النفسيه التى لا تزال مستمره على
العقول العربيه اصحاب الضمائر الحيه بكل ما حملته من تبعات سياسيه
واخلاقيه حتى لأجيال لم تكن موجوده فى هذه (الحقبه المؤسفه فقراً و
ارهاباً ودوله بوليسيه مازالت اركانها ثابته حتى الان وضاربه فى
اعماق كل الدول العربيه بنسب متفاوته
نريد تغيير من اسفل وليس من اعلى كما هو الحال القائم منذ 52
وعدم رغبة الحقيقيه فى حل الازمات حلولاً جذريه بإعطائها المسكنات
او تصديرها الى المستقبل ومن يأتى يصدرها هو الاخر الى المستقبل
وهكذا الى ما شاء الله
انا اعتقد انها مسأله مقصوده تماماً وممنهجه فإذا نهضت الشعوب العربيه
بهذه الاشياء ستكون خطراً حقيقياً على انظمتها وستكون تهديداً دائماً
وهو ما تبرره هذه الانظمه المتخلفه امام الدول الدول المتقدمه وعلى
رأسها الولايات المتحده الامريكيه وهو ما تغض الطرف عنه ازاء
سكوت ومشاركة هذه الانظمه فى تمرير مشاريع هذه الدول الكبرى فى
المنطقه العربيه وعدم وجود حل للقضيه الفلسطينيه
بمقولة ان عملية الاصلاح والديمقراطيه تأتى بعد الاصلاح الاقتصادي
وهو الاخر منذ 52 لم ولن نره وإننا ايضا شعوباً لا تقوى هضم الديمقراطيه
مرةً واحده وهذا بالطبع كلاماً عارياً من الصحه وليس ادل على هذا الطرح
ان هناك نظامين اسلاميين فى جنوب شرق اسيا(ماليزا التى انجبت شخصاً
بحجم مهاتير محمد وايضا اندونسيا وحجم الاستثمارات الحقيقيه فى هاتين الدولتين
وليس استثماراتنا الوهميه) فهل حقا اننا لم ننجب مثل هذا الرجل! لا ادرى
انا ايضا احب ان اركز على نقطه مهمه وهى الثقافه العامه فهى ليست
مشكلة الانظمه الحاكمه والشعوب العربيه للأسف شعوب لا تقرأ
رغم انها امة اقرأ
الفرد الامريكي يقرأ 48 كتابا فى العام والفرد الاوروبي 40 كتاب
وكل 800 فرد عربي يقرؤن كتاباً واحداً فى العام
حكمه خاصه
إن الظلم إذا انتشر بين قوم تشرَّب منه الحاكم والمحكوم
و تعذبا به معا وصار لعنةً تُطارد اولَ ما تُطارد
الساكت عليه