طلبة مدارس
"10 أو 20 مش فارقة كتير" ابرز التعليقات التى قالها أحد الطلبة عن درجة
التربية الدينية ليتفق فيها مع بقية آراء الطلاب، مؤكدين أن عدم دخول
المادة فى المجموع النهائى حولها إلى مجرد امتحان "نجاح ورسوب" يكتفون
باستذكاره فى الساعات القليلة السابقة للامتحان، أوضحت ردود الطلاب أن
ارتباط الاهتمام بالمادة يعتمد على المدرس بالدرجة الأولى، وفى الوقت الذى
أكدوا تمسكهم بتعاليم دينهم إلا أنهم لا يدركون أن المادة الدينية تعد
إحدى الوسائل لنقل هذه التعاليم، وهو الأمر الذى لم يفرق بين الدين
الاسلامى أو المسيحى.
استطلع "اليوم السابع" آراء الطلاب من مختلف المراحل التعليمية
الأساسية، بعد إعلان مدارس النيل دخول المادة فى المجموع دون بقية
المدارس، وفيما يلى عرض لبعضها والتى تحدث فيها كل منهم عن اهتمامهم
بالمادة على مدار سنواتهم الدراسية.
إسراء سمير- 4 ابتدائى– تحب المذاكرة ونفسها تبقى "دكتورة أطفال" تحصل
دروسها اليوم بيومه وتذهب للجامع لحفظ القرآن ورغم ذلك تشعر فى حديثك معها
أن التربية الدينية مجرد مادة عليها أن تدخل امتحانها لتنتقل إلى السنة
التالية، تقول: "يشرح مدرس العربى المنهج حصتين فى الأسبوع، وبيخلينا نحفظ
السورة بس بصراحة مش بكون فاهماها، وعمرى ما جبت فيها درجة حشة أصل
الامتحان بيكون سهل واللجنة بتبقى سهلة وساعات بنغش".
اختلفت معها نيرفين سعيد- 3 إعدادى- قائلة: "المدرس فى الفصل مش بيهتم
أساسا بحصة الدين ومش بيتكلم فى المنهج وإنما فى موضوعات عامة ، ويقرأ
السورة القرآنية الموجودة وإحنا بنقولها وراه، ولو متأخرين فى منهج العربى
بناخدها بدلا من حصة الدين"، ورغم أن نيرفين أيضا من أوائل المدرسة إلا
أنها لا تذاكر الدين إلا فى اليوم السابق للامتحان قائلة: "المدرسين
بيركزوا على المواد الثانية وتقريبا كل صحابى، بيعملوا كدة وبنعتمد فى
الإجابة على المعلومات العامة وساعات بيدخلوا يغششونا".
ويقول مينا ميخائيل– الصف الأول الاعدادى– "مش بناخد الحصة بانتظام ساعات
بنكون فى الفصل مع بقية الطلبة وساعات بنروح فصل تانى أو ننزل الحوش مع
أحد المدرسين ، والموضوعات بتكون سهلة عشان كده بذاكرها فى آخر السنة"،
وأضاف "ولو جبت 10 أو 20 مش فارقة كتير".
وفى الثانوية لم يختلف الوضع كثيرا حيث عبرت آية أحمد – 2 ثانوى - عن
ضيقها من إهمال الطلبة والمدرسين للتربية الدينية رغم أنها من الممكن أن
تساعدهم فى تعديل سلوكهم والاتجاه إلى الأفضل ، وتقول " كتاب الأمن فى
الإسلام اللى مقرر علينا هذا العام لم نقرأ منه حرفا، والسورة القرآنية
يقرؤها المدرس دون أن يشرحها"، لم تكن آية الطالبة الأولى التى تؤكد أنها
لا تحفظ السورة المقررة فى المنهج وتتركها فى الامتحان وتكتفى بحل بقية
الأسئلة من الحياة، لكنها أكدت أن المدرسة لها دور فى توصيل أهمية المادة
إلى الطلبة والتشديد عليهم فى مذاكرتها كغيرها من المواد قائلة: "ليه
المديرة مش بتعدى علينا فى الفصول فى حصة الدين زى باقى المواد".
أما مصطفى جمال – 3 ثانوى– فاعتبر أن ضغط بقية المواد لأنها تدخل فى
المجموع يجعل مذاكرة الدين فى آخر اهتمامات الطالب، وتساءل: "إزاى
التكنولوجيا تدخل والدين لأ"، وأضاف "حصة الدين ممكن تكون درسا للحياة
وتعلمنا الأخلاق، لكن للأسف ده مش بيحصل".
وأكدت ماريا جرجس – 3 ثانوى - أن إضافة مادة الدين إلى المجموع سيزيد من
احترام المادة وطالبت "لازم المدرسة تشدد على الطلبة فى حصة الدين فلا
تتحول إلى عربى أو ألعاب، وتناقش موضوعات من حياتنا الحالية حتى يكون
التأثير أعمق".
من جانبه، أكد دكتور مبروك عطية – الأستاذ بجامعة الأزهر – أن ترك الإنسان
لهواه سيصل به إلى تيار جارف وهو ما يتشابه مع خروج المادة الدينية من
المجموع، قائلا "لازم الطالب يجبر على فهم دينه حتى ولو لم يكن مدركا
لأهمية ذلك فى هذا السن، خصوصا فى هذه الأيام التى نعانى فيها من انفلات
اخلاقى بين الشباب لتتحول إلى ظاهرة مرعبة فى المدارس الشوارع"، رفض دكتور
مبروك مبررات البعض بسهولة الدين المسيحى عكس الإسلامى مما يخل بالعدل بين
الطلاب، وقال: "يجب أن نقدم الدين بشىء من السهولة حتى يصل إلى عقول
الطلبة وهذا مطلوب فى الإسلامى والمسيحى على السواء، المهم فى اختيار
الموضوعات التى يجب أن تتناسب مع حياتنا الآن، وتحتوى على المواقف التى
نواجهها فى البيت والشارع والدولة".
وشدد عطية على ضرورة التنسيق بين جميع المنابر التى يستطلع منها الشاب
مبادئه قائلا: "مينفعش ياخد فى المدرسة حاجة ويذهب إلى المدرسة يجد العكس
فى الفضائيات، أو نقوله متدخنش ويلاقى سجائر والده طوال الوقت فى البيت".
وعن مدرس الفصل يقول عطية: "مدرس اللغة العربية هو الأجدر على الإلمام
بمهارات وقواعد اللغة، لكن هذا لا يمنع أيضا من ضرورة أن ندربه ومتابعة
اتقانه لتدريسها، وأن يكون خير مثال لما يشرحه فكيف يقتنع الطالب بموضوع
عن الأمانة والمدرس لا يرحم فى الدروس الخصوصية، وكيف يلتزم بحسن الخلق
وهو يسمع الشتائم منه".