.... بين ميلادي ووفاتي ....
استخرجوا لى يوما ً شهادة ميلادى
وفى يوم سيأتى سيستخرجون شهادة وفاتى
وأين أنا منهما؟!..أين فيما بينهما حياتى؟!
أيام تمر مرور الكرام
بلا نظام
يتوه الحلم والهدف بين تشويشات التفاهة
فأسير فى خضم الزحام
ألملمه من بين أركان العشوائية
وحين أرسم الطريق يمزقون أوراقى
يبعثرون ألوانى وفرشاتى مع الوجدان
ينهمر المرار دموعا ً وتخرسنى الآلام
ويعود الأمل فيحدونى
هل أترك عمرى منفرطا ً بلا انسجام؟!
أخط بإصبعى فوق الرمال رسمي
وأعيد تشكيل الأحلام
يمرون فيرون محاولاتى
ويحذروننى إن لم أرتدع
وعن سعى أمتنع
سيُقَطّعون أصابعى كيلا أخط ولا أرسم
ويتركونى بعد أن يسكبون الماء فوق رسوماتى
أسير مع آخرين فى ظل الظلام
وفى طريق اليأس والإحباط
ننضم إلى صف طويل
يرتكن إلى جدار السبات
يتمرد أملى صارخا ً
ويجمع تشويشى وتشتتى
وينظمه عقدا ً موّاليا ً من الكلمات
سأخطط هدفى من جديد
لا بأصابعى لكن بصوتى
سأرسمه أنشودة وأنطلق
فى طريق آخر من البداية
وأترنم برسمى ليرشدنى
حتى وإن ضعفت منى النبرات
سَمِعونى
فانطلقوا وأحاطونى
قالوا إننى أسبب إزعاج وشغب وضوضاء
وإننى إن لم أكف عن هذه الغوغاء
فبسياطهم سيلهبونى
وسيستأصلون حنجرتى
لكى أمتنع عن الغناء
ونظرت لهم..هل يرهبونى؟!
لن أرسم ولن أخط ولن أغنى
فقد حفرت الحلم فى ثنايا القلب
وسأمضى فى الطريق بخطوات صابرة
هل يعدمون خطواتى؟!
هل يرجمونى؟!
وهل أتركهم يفعلون؟!
سأفعل ما بوسعى وربما يغلب إصرارى والأمل
وحتى لو تعثرت ملايين المرات
فسأحاول النهوض وربما أصل
وربما ينجحون
ويسفكون دمائى فوق طريقا ً
للهدف لن يُكتمل
وحينها لن أترك بين مولدى وموتى فراغا ً
و طريقا ً عابثا ً صنعه الملل
ودوامة متشابكات وزيف
وإنتصار حيرة وخوف
يفضوا للين العزيمة والكلل
بل سأترك انتصارا ً
لحلم أخير
لن ينجحوا فى وأده
أو ضحده
سيعجزون!!!
منـ ق ـــول