"أسرة كل طفل مجتمعه الصغير الذى يتعلم منه فنون التواصل والقيم والأخلاق،
ومن خلال هذا المجتمع نعدّه حتى يعرف التواصل مع مجتمعه الأكبر، ومن أجل
أن يتعلموا يجب أن يخطأوا، وللأبوين دور رئيسى حتى يميز الطفل بين الخطأ
والصواب، ويمكن أن يعاقب ولكن العقاب يكون متزناً لا يضر بالصحة النفسية
للطفل"، هذا ما أكدته الأستاذة إيمان يوسف المستشارة التربوية من أجل
تربية سليمة لأطفالنا بدون آثار نفسية سلبية.
وشددت يوسف على أن يتبع الآباء خطوات معينة قبل أن يرفعوا العصا على
أبنائهم وهى أن يتحلوا بالصبر والهدوء ويكونوا قدوة حسنة للأبناء فى
تصرفاتهم، ويحافظوا على الحوار مع أطفالهم، وأن تكون طريقة الجلوس أثناء
هذا الحوار على نفس المستوى أى إذا كانت الأم جالسة لا يجب أن يكون الطفل
واقفا، وأن ينظر الآباء فى أعين أطفالهم أثناء هذا الحوار، ويفهموا الطفل
من خلال هذا الحوار أن هذا السلوك غير مقبول، ونفسر للطفل لماذا يعتبر هذا
السلوك سلوكا خاطئا، ويجب أن نعطى للطفل فرصا قبل العقاب، فإذا كرر الطفل
الخطأ نقول له لديك فرصتان ثم ستعاقب إذا فعلت ذلك ثانية.
وتوجد عدة خطوات لتنفيذ العقاب، حيث يجب البعد تماما عن الألفاظ والكلام
السلبى فلا يجوز أن نقول للطفل "أنت مفيش فايدة فيك"، ويجب البُعد عن
مقارنته مع الأطفال الآخرين، وتجنّب الضرب تماما، ولا يجب أن نعاقب الطفل
أمام الآخرين لأنه بذلك سيفقد ثقته بنفسه وسيعتاد على الإهانة.
وأكدت الأستاذة إيمان يوسف على تنوع أساليب العقاب حسب المرحلة السّنيّة،
فلا يوجد عقاب للطفل "ما قبل العامين" وتكتفى الأمّ أن تكلّم الطفل بنبرة
حازمة، ووجه متجهم حتى يستطيع التفرقة بين الصواب والخطأ.
وبالنسبة للأسلوب الأفضل الذى يجب اتباعه مع الطفل الذى بلغ عمره
أكثر من عامين، هو أسلوب وقت العزل "quiet time" وهو الأسلوب الفعال مع
معظم الأطفال، حيث نضع كرسى فى مكان ما بالمنزل ونسميه كرسى العزل، ولا
يجوز أن يوضع ذلك الكرسى فى حجرته حتى لا يرتبط فى ذهن الطفل العقاب
بحجرته وحتى لا يكرهها، ويقوم الآباء بأسلوب العزل وهم فى هدوء تام بدون
انفعال.
ويتم حساب وقت العزل حسب عمر الطفل فيحسب لكل سنة من عمر الطفل دقيقة جلوس
بمفرده، فإذا كان الطفل يبلغ من العمر 3 سنوات، يجلس ثلاث دقائق.
ولكل طفل أسلوب عقاب يتفق معه، فهناك طفل يتعلم الصواب من خلال أسلوب
العزل، وهناك طفل لا يتناسب معه غير أن نمنعه عن الأشياء المفضلة لديه مثل
أن نقلل من وقت مشاهدة الكارتون المحبب لديه، "فإذا كان نصف ساعة نخصم منه
10 دقائق" وذلك حسب سن الطفل يخصم منه الشىء المفضل لديه تدريجياً، أو لا
نكمل له القصة التى نقرأها له ونؤجلها فى وقت آخر أو لا يشارك الأم فى
أعمال المنزل إذا كان يحب ذلك.
كما يجب القيام بالعقاب فورا بعد خطأ الطفل لأن ذلك سيجعله يربط بين الخطأ
والعقاب، ولا يجب أن نرجع عن قرارنا فى عقاب الطفل، ويكون ذلك بالاتفاق
بين الأب والأم حتى لا يعبث الابن بينهما منتهزا فرصة عدم اتفاقهما.
وعلى الجانب الآخر، أكدت إيمان يوسف المستشارة التربوية على مكافأة الطفل
عند اتباعه السلوكيات الإيجابية معنويا من خلال أن نقول له "شاطر، نقبله،
ونداعبه، أو نصفق له"، وماديا عن طريق شراء الشىء المفضل له.