هانى سرور
أسدلت محكمة النقض الستار نهائيا على قضية أكياس الدم الفاسد المتهم فيها
الدكتور هانى سرور رئيس شركة هايدلينا للمستحضرات الطبية وشقيقته
"نيرفانا" بأن أصدر المستشار إبراهيم عبد المطلب حكما قضائيا صباح اليوم
السبت بنقض حكم حبس سرور ونيرفانا 3 سنوات وبراءتهما من الاتهامات
المنسوبة إليهما.
يأتى هذا الحكم بعد تفجير القضية بـ3 سنوات وسط انشغال الرأى العام بكل
كبيرة وصغيرة من تفاصيل القضية التى بدأت بتحقيقات مكثفة فى نيابة الأموال
العامة العليا انتهت بإحالة سرور إلى محكمة الجنايات وتحديدا إلى دائرة
المستشار أحمد عزت العشماوى المشهور بأحكامه الرادعة فى قضايا الفساد.
وصول أوراق القضية إلى المستشار العشماوى أعطى ارتياحا نسبيا لقطاع عريض
من الشعب المصرى بأن سرور سيلقى حكما رادعا ولن يشفع له كونه عضوا بمجلس
الشعب أو وكيلا للجنة الاقتصادية أو تربطه علاقات بشخصيات نافذة فى
الدولة، ومع أولى جلسات المحاكمة أمر العشماوى بحبس هانى سرور احتياطيا
كما أمر باستدعاء الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة للإدلاء بشهادته فى
القضية وهو ما اعتبر مؤشرا وقتها بارتفاع درجة حرارة القضية.
خمس جلسات ساخنة رأسها عشماوى وسط تكثيف إعلامى لكن ما حدث بعد ذلك لم يكن
فى الحسبان وهو غياب العشماوى عن الجلسة السادسة بتاريخ 13 يناير 2008،
حيث فوجئ جميع الحاضرين فى قاعة محكمة جنايات جنوب القاهرة بحضور عضو
اليمين مترئسًا الجلسة وانتداب قاض آخر لاستكمال هيئة المحكمة، وهنا بدأ
الهمس يسود داخل القاعة والجميع يردد سؤالا واحدا "لماذا غاب العشماوى..
إيه اللى حصل؟
الأخبار تناقلت من داخل القاعة إلى خارجها ثم إلى وسائل الإعلام وفى اليوم
التالى انتشر الخبر اليقين وهو أن المستشار العشماوى تنحى عن القضية لكن
الهمس ما زال موجودا خاصة أن الجميع لم يعلموا أسباب التنحى، وهل جاء عن
إرادة شخصية أم بضغط من جهات عليا.
ساعات قليلة وانتشر خبر آخر مفاده أن المستشار العشماوى يرقد على الفراش
بمستشفى السلام بحى المهندسين فى غيبوبة شبه تامة، ولم يتوقف الحديث عن
غيبوبة العشماوى وأسبابها فى ذلك الوقت تحديدا خاصة أن سجله الصحى خالٍ من
أى أمراض على الإطلاق.
خروج عشماوى من المستشفى لم يكن ليعود يجلس على كرسى العدالة ويحكم بين
الناس مرة ثانية، إنما لينتقل إلى الدار الآخرة وتحديدا فى 14 مارس 2008
لتتفجر الشائعات حول وجود شبهات جنائية وراء وفاة العشماوى والربط بينها
وقضية هانى سرور بالتزامن مع قرار خطير لأسرة العشماوى بعدم تشريح جثته
لأسباب لا تريد الكشف عنها.
رحيل العشماوى لم ينه الجدل الدائر حول القضية، بل زاد اللغط حولها خاصة
أن فى ذكرى أربعين وفاته، طلبت أسرة العشماوى من "صحيفة الأهرام" نشر نعى
مكتوب فيه الآيه القرآنية "ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب" كأنها
رسالة إلى مجهول لا يعلمه سوى أسرة العشماوى.
أول حكم فى القضية صدر فى 15 أبريل 2008 بعد 30 يوما تقريبا من وفاة
العشماوى وقضى ببراءة جميع المتهمين فى القضية من الاتهامات المنسوبة
إليهم إلا أن نيابة الأموال العامة العليا طعنت على الحكم وقبلت محكمة
النقض الطعن وتم نظر القضية من جديد أمام دائرة المستشار محمدى قنصوة وبعد
مرافعات طويلة امتدت لما يقرب من 20 ساعة لكبار محامى مصر وعلى رأسهم
المستشار بهاء أبو شقة ونجله الدكتور محمد والدكتور عبد الرؤوف مهدى
والدكتورة آمال عثمان، قضى المستشار قنصوة بحبس المتهمين لفترات مختلفة
تتراوح من 3 إلى 5 سنوات وقدم دفاع سرور طعنا على الحكم أمام محكمة النقض
والتى قضت اليوم بقبول الطعن وبراءة سرور من الاتهامات المنسوبة إليه.
الجديد فى حكم اليوم كما يقول المستشار بهاء أبو شقة رئيس هيئة الدفاع عن
سرور أن محكمة النقض قضت بنقض الحكم الصادر بحق هانى سرور وبرأته من
الاتهامات المنسوبة إليه وفقا لتشريع قانونى جديد يطبق لأول مرة فى محكمة
النقض المصرية بعد تعديله فى 2007.
وأوضح أبو شقة أنه من المعتاد فى محكمة النقض فى مثل تلك القضايا أن تقضى
بنقض الحكم وتحديد جلسة لنظر القضية، أما بعد تعديل المادة 39 من القانون
رقم 57 لسنة 1959 أصبح من حق محكمة النقض أن تقضى بنقض الحكم وتعديل
العقوبات أو نقض الحكم وبراءة المتهم من الاتهامات المنسوبة إليه.
وفى الحالة الأولى وهى نقض الحكم وتعديل العقوبات فقد تمت تطبيقها فى قضية
تسريب امتحانات المنيا، أما الحالة الثانية، وهى نقض الحكم وبراءة المتهم
فتم تطبيقها للمرة الأولى فى قضية هانى سرور.
براءة هانى سرور فى قضية أكياس الدم الملوثة