الصورة التي أمامنا هي منظر رائع يستمر عادة لمدة ساعة ويمتد لعدة كيلو مترات في السماء. وتعتبر هذه الظاهرة فريدة من نوعها على الأرض.
أما ظاهرة الشفق القطبي فهي تحدث نتيجة عمليات معقدة. فالشمس تقذف
ملايين الأطنان في الانفجارات الشمسية، وعندما يصل الحقل المغنطيسي
القوي الناتج عن هذه الانفجارات إلى غلاف الأرض الجوي فإنه يتفاعل
مع الحقل المغنطيسي للأرض ويتبدد عند منطقة القطبين، ويحدث نتيجة ذلك
الشفق القطبي، وهي من روائع الظواهر الكونية وآية تشهد على عظمة وإبداع
الخالق تبارك وتعالى.
صورة التقطت عند القطب الشمالي ونلاحظ فيها الألوان الزاهية لهذا الشفق، فسبحان مبدع هذه المخلوقات!
لقد اكتشف العلماء أن الشمس تطلق ريحاً عاصفة تصل إلى حدود الأرض
ولكن الله برحمته لم يسمح لهذه الريح أن تقترب منا ولذلك فقد حفظ أرضنا
بغلاف مغنطيسي محكم يحيط بالأرض من جميع جوانبها، وتنطلق خطوطه من
القطبين وتعود إلى القطبين.
إن مهمة هذا الحقل المغنطيسي هي تلقف هذه الريح الشمسية الملتهبة
وتبديدها والتفاعل معها وحرقها، مما يؤدي إلى توهج الجزء الخارجي
من الغلاف الجوي لنرى هذه الصورة الرائعة.
صورة نرى عليها الأرض وكيف تنطلق من القطبين خطوط المجال
المغنطيسي الذي هو بحق درع محكم يحفظ الأرض، وهذا الغلاف
هو جزء من السماء الدنيا وهو ما أشار إليه القرآن بقوله تعالى:
(وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آَيَاتِهَا مُعْرِضُونَ) [الأنبياء: 32].
صورة رائعة لظاهرة الشفق القطبي، ونرى فيها الألوان الزاهية وبخاصة اللون الأخضر الذي يميز هذه الظاهرة عن غيرها.
يقول سبحانه وتعالى: (فَلَا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ *
وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ * فَمَا لَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ *
وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآَنُ لَا يَسْجُدُونَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا
يُكَذِّبُونَ * وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ * فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ
* إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ) [الانشقاق: 16-25].