كل عـــام وأنتم بخير
أسأل الله أن يوفق الجميع لصنع ما يحبه ويرضاه في هذا الشهر الكريم
أعانني الله وإياكم في ساعات سحره ولحظات فطره وصفاء وقته
كــلمة رمضان من خمسة أحرف وهي :
الراء .. رضوان الله للمـقـربـيـن
والميم .. مغـفـرة الله للعاصـيـن
والضاء .. ضمان الله للطائعـين
والألف .. ألفة الله للمتوكـلين
والنون .. نوال الله للصادقين
وُسمي رمضان لأنه يرمض الذنوب أي يحرقها مأخوذ من الرمضاء وهي شدة الحر
متى يكون النقص كمالاً؟!
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله :
كلُّ شيءٍ ناقصٌ في عُرفِ الناس في الدّنيا
حتى إذا انتَسَبَ إلى طاعته ورضاه
فهو الكاملُ في الحقيقة
خلوف أفواه الصائمين له = أطيب من ريح المسك
عري المحرمين لزيارة بيته = أجمل مِن لباس الحلل
انكسار المخبتين لعظمته = هو الجبر
ذلُّ الخائفين مِن سطوته = هو العزّ
بذلُ النفوس للقتل في سبيله = هو الحياة
جوع الصائمين لأجله = هو الشبع
عطشهم في طلب مرضاته = هو الرّيّ
نَصَب المجتهدين في خدمته = هو الراحة
ذلُّ الفتى في الحب مكرمة... وخضوعه لحبيبه شرف
هبّت اليوم على القلوب نفحةٌ مِن نفحات نسيم القرب
سعى سمسارُ المواعظ للمهجورين في الصلح
وصلت البشارةُ للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعفو، والمستوجبين النار بالعتق
لَمّا سُلسل الشيطان في شهر رمضان، وخمدت نيران الشهوات بالصيام؛ انعزل سلطانُ الهوى
وصارت الدولةُ لحاكم العقل بالعدل
فلم يبق للعاصي عذر
يا غيوم الغفلة عن القلوب! تقشعي
يا شموس التقوى والإيمان! اطلعي
يا صحائف أعمال الصائمين! ارتفعي
يا قلوب الصائمين! اخشعي
يا أقدام المتهجدين! اسجدي لربك واركعي
يا عيون المجتهدين! لا تهجعي
يا ذنوب التائبين! لا ترجعي
يا أرض الهوى! ابلعي ماءك، ويا سماء النفوس! أقلعي
يا همم المحبين! بغير الله لا تقنعي
قد مدت في هذه الأيام موائد الإنعام للصوام فما منكم إلا مَن دُعي:
{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ} [الاحقاف: 31]
ويا همم المؤمنين! اسرعي
فطوبى لمن أجاب
فأصاب
وويل لمن طرد عن الباب
وما دعي.
"بغية الإنسان من وظائف رمضان" ، ص 21 و22 ، باختصار.
********
التمر.. سحور و فطور
عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
((نِعْمَ سَحُورُ الْمُؤْمِنِ التَّمْرُ)).
رواه أبو داود، وصححه الوالد رحمه الله في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (562)
وعن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:
"كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتَمَرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَمَرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ".
رواه الإمام أحمد وغيره، وهو في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2840)
نقاط للذكرى تتعلق برمضان / 3
كم نقرأ كل يوم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليمًا كثيرًا.
إخوتى وأخواتى
فيَتبع الموضوعَ السابقَ – وهو: تكثير الختمات- مسألةٌ مهمة لِمن اختار لنفسه الختمَ في أسبوع أو عشرة أيام أو غير ذلك مِن خيارات وردت في السُّنّة، وتلكم المسألة هي:
كم يقرأ كل يوم؟
وهذا الذي يُعرف بـ: تحزيب القرآن الكريم، ولشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بيانٌ شافٍ لهذه المسألة، نص فيه على أن تحزيب القرآن إنما هو بالسُّور، وقال أن هذا "معلوم بالتواتر"، فلا يكون التحزيب بالأجزاء، هذا الذي ذكره رحمه الله، والآن صاروا يحزّبون بالصفحات أيضًا!
وذكر رحمه الله أن في هذا مصالح عظيمة وهي:
· "..قِرَاءَة الْكَلَامِ الْمُتَّصِلِ بَعْضِهِ بِبَعْضِ
· وَالِافْتِتَاح بِمَا فَتَحَ اللَّهُ بِهِ السُّورَةَ
· وَالِاخْتِتَام بِمَا خَتَمَ بِهِ
· وَتَكْمِيل الْمَقْصُودِ مِنْ كُلِّ سُورَةٍ
· مَا لَيْسَ فِي ذَلِكَ التَّحْزِيبِ". ا.هـ
في حين أن التحزيب بالأجزاء - أو بالصفحات – فيه مفاسد، بيّن رحمه الله أنه ذكر بعضها، وسأختار أحدَها والذي هو سبب تحرير ذي النقطة، قال رحمه الله:
" وَهَذَا الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ هُوَ الْأَحْسَنُ ؛ لِوُجُوهِ:
أَحَدُهَا:أَنَّ هَذِهِ التحزيبات الْمُحْدَثَةَ تَتَضَمَّنُ دَائِمًا الْوُقُوفَ عَلَى بَعْضِ الْكَلَامِ الْمُتَّصِلِ بِمَا بَعْدَهُ، حَتَّى يَتَضَمَّنَ الْوَقْفَ عَلَى الْمَعْطُوفِ دُونَ الْمَعْطُوفِ عَلَيْهِ،فَيَحْصُلَ الْقَارِئُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مُبْتَدِئًا بِمَعْطُوفِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
{ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ }،
وَقَوْلُهُ: {وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ} وَأَمْثَالِ ذَلِكَ .
وَيَتَضَمَّنُ الْوَقْفَ عَلَى بَعْضِ الْقِصَّةِ دُونَ بَعْضٍ - حَتَّى كَلَامُ الْمُتَخَاطِبَيْنِ - حَتَّى يَحْصُلَ الِابْتِدَاءُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي بِكَلَامِ الْمُجِيبِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى:
{ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا } .
وَمِثْلُ هَذِهِ الْوُقُوفِ لَا يَسُوغُ فِي الْمَجْلِسِ الْوَاحِدِ إذَا طَالَ الْفَصْلُ بَيْنَهُمَا بِأَجْنَبِيِّ، وَلِهَذَا لَوْ أُلْحِقَ بِالْكَلَامِ عَطْفٌ أَوْ اسْتِثْنَاءٌ أَوْ شَرْطٌ وَنَحْوُ ذَلِكَ بَعْدَ طُولِ الْفَصْلِ بِأَجْنَبِيٍّ؛ لَمْ يَسُغْ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ وَلَوْ تَأَخَّرَ الْقَبُولُ عَنْ الْإِيجَابِ بِمِثْلِ ذَلِكَ بَيْنَ الْمُتَخَاطِبَيْنِ؛ لَمْ يَسُغْ ذَلِكَ بِلَا نِزَاعٍ، وَمَنْ حَكَى عَنْ أَحْمَد خِلَافَ ذَلِكَ فَقَدْ أَخْطَأَ كَمَا أَخْطَأَ مَنْ نَقَلَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي الْأَوَّلِ خِلَافَ ذَلِكَ وَذَلِكَ أَنَّ الْمَنْقُولَ عَنْ أَحْمَد أَنَّهُ فِيمَا إذَا كَانَ الْمُتَعَاقِدَانِ غَائِبَيْنِ أَوْ أَحَدُهُمَا غَائِبًا وَالْآخَرُ حَاضِرًا فَيَنْقُلُ الْإِيجَابَ أَحَدُهُمَا إلَى الْآخَرِ فَيَقْبَلُ فِي مَجْلِسِ الْبَلَاغِ وَهَذَا جَائِزٌ بِخِلَافِ مَا إذَا كَانَا حَاضِرَيْنِ وَاَلَّذِي فِي الْقُرْآنِ نَقْلُ كَلَامِ حَاضِرَيْنِ مُتَجَاوِرَيْنِ فَكَيْفَ يَسُوغُ أَنْ يُفَرَّقَ هَذَا التَّفْرِيقُ لِغَيْرِ حَاجَةٍ ؟ بِخِلَافِ مَا إذَا فَرَّقَ فِي التَّلْقِينِ لِعَدَمِ حِفْظِ الْمُتَلَقِّنِ وَنَحْوِ ذَلِكَ ". إلخ ما قال رحمه الله، ينظر في "مجموع الفتاوى" (13/ 405 – 416).