اللهم لك الحمد أنك ربنا
اللهم لك الحمد على لطفك و حلمك و عفوك
سبحـــــان الله !
ما أعظمه من إله... كفى به وليًا وكفى به نصيرًا
يكفي من رحمته لما تقول يارب هو بذاته العلية يرد عليك:
لبيك عبدي!
لم يكلنا (ما وكلناش) لحد من خلقه يرد نيابة عنه
يكفي من عظمته أن هو بذاته العلية اللي هيحاسبنا يوم القيامة
مع تحقيق صفتي العدل والرحمة في آن واحد
ما وكلناش لحد من خلقه يحاسبنا نيابة عنه
يارب عفوك وغفرانك!
يكفي من كمال ملكه أن مفاتيح و خزائن رحمته بيده وحده
ما وكلناش لحد من خلقه يدخلنا الجنة أو يمنعنا منها أو يعطينا صكوك للجنة زي النصارى
(وكل ما تدفع أكتر فرصتك في الفوز تكتر!)
أنا مش عارفة أبدأ الموضوع منين
هبدأ من حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"أن رجلا قال : والله ! لا يغفر الله لفلان . وإن الله تعالى قال : من ذا الذي يتألى علي أن أغفر لفلان . فإني قد غفرت لفلان . وأحبطت عملك . أو كما قال ."صحيح مسلم
كلامي عن النوعية الغريبة دي من البشر اللي بتحتقر الناس و بتحرّج عليهم عيشتهم كأنهم مش عايزينهم يدخلوا الجنة ومستخسرينها فيهم
وسبحان الله الصفة دي من صفات اليهود
" وَقَالُوا لَن يَدخُلَ الجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَو نَصَارَىٰ.... "
عايزين يستأثروا بالجنة لنفسهم .. كأن الجنة هتضيق لو غيرهم دخلوها !
لكن المسلم الحقيقي يحب يدخل الجنة.. وقلبه يتمنى أن كل البشر يدخلوها معاه
ومعذرة بعد المقدمة اللي رفعتنا لمستوى التعامل مع الرب الخالق -جل و علا- اللي لا شك كلها مكسب
هنزل بكم للتعامل مع البشر
وأنا آمل من الموضوع أننا نضع ربنا ورضاه نصب أعيننا في التعامل مع بعض
ونحقق صورة المسلم الحقيقي
ونتراحم فيما بيننا عسى الله أن يرحمنا جميعًا
.
.
.
جملة سمعتها قريبًا في مقطع لأحد الشيوخ ..وهي أثر عن عيسى عليه السلام:
لا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ولكن انظروا فيها كأنكم عبيد
إنما الناس رجلان مبتلى ومعافى
فارحموا أهل البلاء .. و
احمدوا الله على العافية
أمرنا نعامل الناس كعبيد.. زينا زي بعض
فعاملوا الناس أنهم مثلكم مخلوقات مسكينة فقيرة إلى الله...
فكلنا فقراء إلى عفو الله وغفرانه.. وكلنا نتمنى الفوز بجنته
*مثال 1:
واحد اغتاب واحد أو غلط في حقه في حاجة.. و راح للطرف التاني يستسمحه عشان يسامحه ويعفو عنه
يجد من الطرف التاني صدود وتكبر و يطلع القديم والجديد
ليــــــه؟
ليه توصله لكده ؟
لازم يعني يبوس رجلك و تذله عشان تسامحه؟
سامحهلله!
عايزه يدخل النار وما يدخلش الجنة؟
*مثال 2:
زوجة و زوج متخانقين .. و الزوجة هجرت الفراش وهي المخطئة
وعندنا حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
" إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت ، فبات غضبان عليها ، لعنتها الملائكة حتى تصبح ."صحيح البخاري
فليه الزوج ما يتنازش المرة دي و يجي على نفسه و يصالحها؟؟
حتى لو مش غلطان بحيث أنه ما يباتش عليها غضبان... رحمة و شفقة بزوجته أنها تبات تلعنها الملائكة حتى تصبح
يرضيك زوجتك تُلعن وما تدخلش الجنة؟
*مثال 3:
مثلا كنتو 3 أصحاب قاعدين مع بعض ..فجيت خدت واحد منهم على جنب وقعدت تكلمه في موضوع سر
كده حرام لأنه تناجي... ولأنه ممكن يخلي صاحبكم التالت يحزن أو يسئ الظن بكم أنكم بتغتابوه
فلا تضع نفسك في وضع تخلي الناس تسئ الظن بك
وتقول : يللا اللي هيسئ الظن بي هياخد ذنوووب وهيدخل النااار
ليــــــــــــه؟؟
ليه توصلهم لكده؟
اعذِرهم من نفسك.. برر لهم و وضح لهم .. كن عونا لهم ولا تكن عونا للشيطان عليهم
وخد أسوة من النبي صلى الله عليه وسلم!
عن صفية بنت حيي:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا ، فحدثته ثم قمت فانقلبت ، فقام معي ليقلبني ، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد ، فمر رجلان من الأنصار ، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : على رسلكما ، إنها صفية بنت حيي . فقالا : سبحان الله يا رسول الله ، قال : إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما سوءا ، أو قال : شيئا . صحيح البخاري
الحديث بيحكي موقف أنه كان في اتنين من الصحابة بيمروا والرسول صلى الله عليه وسلم في الوقت ده كان واقف مع أمنا صفية ليلا .. وطبعا النساء أيام النبي
صلى الله عليه وسلم كانوا منتقبات فمش معروف اللي واقفة معاه مين
فالصحابيين أول ما مروا أمام النبي أسرعوا في المشي
فالنبي صلى الله عليه وسلم ناداهم وقال لهم أنها زوجته صفية
فالصحابيين تعجبا لأنهم ماخطرش في بالهم
لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم اللي بيتمنى السلامة و الجنة لكل المسلمين خشى أن الشيطان يلقي في قلبهم ظن سوء به وطبعا الظن السوء بالنبي فوضح لهم.
*مثال 4:
ربنا فتح عليك بعمل خير .. ليه مش بتدعي غيرك أنهم هم كمان يشاركوك الخير ده ويكتب لكم أنتو الاتنين عمل صالح تدخلوا به الجنة؟
ليه تستخسر الخير في غيرك؟
ممكن تقول: أنا عارفه كسلان ومش هيعمل حاجة!
طيب مش هتخسر برضو لما تدعيه..في كلتا الحالتين أنت كسبان:
لو عمله ==> هتاخد ثواب دعوته + ثواب عمله
لو ماعملوش
==> هتاخد ثواب دعوته
*مثال 5 والأخير:
واحد نصحته وحذرته من عمل شئ وغلط وعمله.. وبعدها ندم
لا تشمت فيه و تزيده هم إلى همه
ما أدرك إن ممكن شماتتك فيه تصده عن طريق ربنا وتخليه ييأس ويتمادى ؟!
ليه تعون عون للشيطان و نفسه الأمّارة بالسوء عليه ؟
أختم كلامي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تباغضوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث أيام "صحيح البخاري
كونوا عباد الله إخوانًا !
منقول للفائدة