والدة إحدى الضحايا
اتهم أسر ضحايا قسم النساء والولادة بمستشفى الزقازيق الجامعى واللاتى لقين مصرعهن على مدى الأسبوعين الماضيين خلال إجراء عمليات ولادة لهن بعد تعطل جهاز التنفس الصناعى، الدكتور ماهر الدمياطى رئيس الجامعة والدكتور خالد عبد البارئ رئيس مجلس إدارة المستشفيات بالجامعة، بقتل أبنائهن عمدا وإهدار المال العام فى صرف الأموال على واجهات المستشفى والسيراميك على الرغم من أن أجهزة المستشفى معطلة فى معظم الأقسام، كما أن الاثنين لم يتحركا لإنقاذ أى ضحية إلا بعد اتصال احد أشقاء الضحايا الذى يعمل بجهة سيادة بالدولة.
"اليوم السابع" التقت أسرة الضحية شرين محمد عبد المنعم عنانى (28 سنة) التى ترقد حاليا فى حالة خطرة بنفس المستشفى، حيث يقول شقيقها أحمد الذى يعمل بإحدى الجهات السيادية بالدولة إنه قام بنقلها إلى المستشفى وتركها إلى الساعة 2 ظهرا حتى تم إجراء عملية الولادة وبعدها تم نقلها إلى العناية المركزة، مؤكدا أنه فور دخوله المستشفى فوجئ بحالتها فحاول الأطباء تهدئته منعا للشوشرة، وقالوا له إنها تعانى من نزيف حاد وهبوط بالدورة الدموية وتم نقلها إلى العناية المركزة.
وأضاف: علمت أنها ليست الحالة الأولى التى يحدث معها ذلك، حيث سبقها خلال يومين فقط، 5 حالات وفيات ويتم تهديد أهالى الضحايا بأن الشرطة والنيابة لن ترد لكم بناتكم ولن تكسبوا غير بهدلة الجثة فى الطب الشرعى والتشريح.
ويكمل: وجدت غرفة العمليات عبارة عن مقلب زبالة وسريرين فى حالة احتضار، وعلمت أيضا أنها أصيبت بجلطة بالرئة والمخ فقمت بالاستعانة ببعض زملائى بالجهات الأمنية وحضر إلى القسم المستشار يحيى عبد المجيد محافظ الشرقية الذى ترك مكتبه واصطحب معه رئيس الجامعة.
وأوضح أن الكارثة فى الإجراء الذى اتخذه رئيس الجامعة بنقل جهاز التنفس الصناعى وهو معطل إلى قسم النساء بمستشفى صيدوناى التابع للجامعة وهذه مصيبة ثانية وأحضر جهازا بديلا ولا ندرى مصير المرض مع هذا الجهاز، مشيرا إلى أن شقيقته أصيبت بعاهات مستديمة وشلل كامل.
أما أسرة الضحية سماح محمد رسلان- والتى تعمل ممرضة بنفس القسم بالمستشفى والتى توفيت يوم الخميس الماضى- فأكدوا أنهم لن يتركوا حق ابنتهم رغم تهديدهم بتشريح الجثة وإخراجها من القبر، حيث يقول شقيقها نبيل رسلان الذى يعمل مشرفا بالمستشفى إن الدكتور نادر السيد مدرس مساعد التخدير بالقسم قام بتركيب الجهاز على المريضة سماح ثم تركه للنائب الدكتور محمد يسرى والذى قام هو الآخر بترك القسم رغم تحذيرنا له بخطورة حالة الجهاز على المريضة.
وأضاف أننا فوجئنا بعد الانتهاء من عملية الولادة القيصرية وسحب الجنين بأن المريضة لا تتحرك وتلون وجهها باللون الأزرق وكان لون دم الولادة أزرق، وتأكدنا من وفاتها وتعرضنا للتهديد من قبل إدارة المستشفى.
وأكدت سهام أحمد عبد الله حسانين، مشرفة تمريض وزوجة شقيق سماح والتى تعمل بنفس القسم، أن جميع الأطباء على علم أن جهاز التخدير عاطل منذ فترة وقمت أنا وزملائى بكتابة العديد من المذكرات التى تفيد ذلك إلا أننا فوجئنا بمدير مستشفى الولادة الدكتور محمد صبرى يهددنا بإحالتنا إلى التحقيق بتهمة إثارة الشغب داخل القسم وبالفعل قام بإحالة زميلتنا إيمان إبراهيم محمد مسئولة الصيانة إلى التحقيق لإعلامنا بذلك واتهامها بالإهمال.
وقال زوجها عمر رأفت مصطفى سالم الذى يعمل محاسبا بإحدى الشركات إنه لن يترك حق زوجته، مضيفا أنها قالت له قبل الذهاب إلى المستشفى أنها مستشفى خربانة يا عمر وإن خايفة، وفيه أربع حالات توفيت منذ أيام ولولا ظروفنا المادية لما ذهبت لهذه المستشفى إلا أننى طمأنتها وكنت أهون عليها ثم انخرطت فى بكاء مستمر.
من ناحية أخرى قام الدكتور ماهر الدمياطى بإحالة كافة أطباء القسم وعدد من الممرضات والمسئولين عن الصيانة بالقسم لتحديد المسئولية القانونية على المتسبب فى وفاة هذه الحالات تمهيدا لإحالة الموضوع للنيابة العامة.