أنزل ولا إيه رأيك يا ماما؟
شابة جميلة شحب لونها وضعفت قوتها فترة الحمل، وهى الآن راقدة تتألم وتتحمل آلام الحمل وطلقات الوضع وتنتظر الفرج من الله،
متحملة ضرب ورفس عتريس فى البطن والجنب، سعيدة وحزينة
تركوها ساعة حتى يبدأ الطلق وما هى إلا لحظات، لأنه لا يعلم متى ينزل الجنين إلا الله، فاعتدلت من نومتها وجلست وأسندت ظهرها وبدأت الآلام تتزايد وتتناقص،
وهى تنظر إلى بطنها وحركاتها والآلام تتزايد ودمعه من عينيها تلتقى وبسمه من شفتيها مع ظهور رأس الجنين وشعراته السوداء والتقت لأول مرة عينه بعين أمه
نظره فيها استغراب ودهشة وحنين وشوق ومازالت الدموع تتساقط وتتقابل مع البسمات
عيون تنظر لأعلى من وليد طازه وعيون تنظر لاسفل من ام جالسه فى هذه المسافه فقط وهذا الزمن القصير جدًا
حكت العيون وبكت وابتسمت وحزنت وتألمت وتأملت وتمنت وراحت وذهبت،
قل ما شئت فلن تستطيع وصف هذه اللحظة وهذا المشهد أم جالسة ومسندة ظهرها ووليد لا يظهر منه سوى رأسه، ودع عيون ماما تتكلم لعيون وليدها وتجيب وتوضح وهو يسمع ويتعجب..
قالت بعد دقائق سيدخل بابا ليؤذن فى أذنيك وأن لم يعرف فمعه المحمول وmp3 عليهما الأذان..
وبعدها هندفع للممرضات زى ماهندفع للمستشفى بالظبط،
وبعدها بأسبوع هنحطك فى الغربال ونطوحك يمين حلقاتك وشمال برجالاتك ... وممكن يجيلك حول أو يروح نظرك
وبعدين هندق الهون وممكن تفقد سمعك وتتاثر ودنك الوسطى وبعدها البخور علشان تتعود على الدخان والأتربة والسحابة السودا وبعدين حضرتك هاتدمر ميزانيه البيت فى البامبرز والنيدو المغشوش ودكاتره الأطفال وبعدين هتروح الحضانه لن تتعلم شىء إلا صراخ الداده وبعدين هتروح المدرسة ممكن تتعلم وممكن تموت لو ضربك مدرس، وهتدمن الدروس وده بمزاج استاذ محروس.. وهتحرمنى من هديه عيد الأم علشان هتاخدها الأبلة على أساس هى اللى ولدت وربت.. وهتتعود على شيل شنطة الكتب على ظهرك لتعرف معنى الديسك والانزلاق الغضروفى لما تكبر.. وتتعود على النظر فى الأرض ولا ترفع رأسك مطالباً بحقك فهى خطه حكوميه مستقبليه وبعدين هتروح إعدادى ممكن تكون مدرسه مشتركه وهتشوف وهتعرف يعنى إيه بنات بيحطوا برفان ومكياج وتسريحات فى سن البراءه.. ممكن تشغل نفسك بدراستك وهوايتك وممكن تضيع وتتعلم تقف فى طوابير العيش والبوسطه والمترو والجمعيه والتموين ومكن تموت فى طابور منهم.. وبعدها هتروح ثانوى ودايما هتكون بجوار مدرسه بنات فى هذه المرحله بالذات تخطيط حكومى والسبب هتعرفه لما تكبر ياضنايا.. وإذا دخلت صنايع ممكن ايدك تجيب دهب وممكن تطلع بلطجى وبعدها هتخش الجامعه هاتشوف كرنفالات وأشكال فى اللبس وأجزاء من الجسم وترى أشكال الحجاب ما أنزل الله بها من سلطان وتسمع صرخات وضحكات وهبل ومرج من شباب المستقبل وممكن ترى شباب محترم ومثقف ومتدين وواعد.. وستسمع عن جواز عرفى وتيارات وتشتت فكرى وتتخرج ليبدأ الصراع مع الوظيفه عندك واسطه هتشتغل مش مهم تخصص ولا دراسه وتعرف الكدب والنفاق والرشوه والنصب والمحسوبيه وهتسمع عن الأحزاب ورجال الأعمال والصفقات والحكومة والدعم والفتاوى والاحتكار والفساد وتفصيل القوانين والتعذيب وابتكار الديانات والجوازات وهتشوف عمارات تقع وعبارات تغرق وكليبات وفضايح من كبار وصغار وبطاله وارتفاع اسعار و محدش عارف السبب قرصه فى الودن علشان مابنسمعش الكلام ولا استعداد للحرب وشد حزام وايام عجاف وجفاف ولا نهب لئام بس نعرف السبب ونستحمل.. هتحاول تهرب الحدود مقفوله وممكن تغرق قبل ما توصل.. وبعدها لو فكرت فى جواز الشقه ممكن تستلمها وتقع عليك وممكن تستلمها بعد بياض الشعر وخشونه العظام وبعدين تحاول منع زوجتك من الإنجاب لضيق ذات اليد وانشغالها هى بالعمل ويحدث الحمل غصب عنك وعنها لان ربك عايز كده وبعدين هتيجى هنا وتنتظر بالخارج مثل ابوك وترقد زوجتك مكانى وتعانى من آلام الحمل وطلقات الوضع لأن يوم الجمعة مافيش دكاتره وينزل ابنك وتلتقى عيناه بعين امه مثلك الآن
ويسألها انزل.. ولا إيه رأيك يا ماما؟