|
| سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت | |
| كاتب الموضوع | رسالة |
---|
AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-25, 1:56 am | |
| من عظمة الله أنك لا تدركه
يقول فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى { رحمه الله }من عظمة الله أنك لا تدركه , ولو أدركته لما صح أن يكون إلهاً ..لأن إدراك العقل لشىء , أو إدراك العين لشىء معناها أن هذا الشىء أصبح مقدوراً عليه.. . فأذا أنت أدركت الحق تبارك وتعالى",أنقلب القادر مقدوراً عليه , والمقدور عليه قادراً , لأنك قدرت على أن تراه "ولذالك فمن عظمة الله تبارك وتعالى أنك لا تدركه..
, وإذا كان الحق يصف نفسه فيقول { الله نورُ السمواتِ والأرضِ }سورة النور آية 35 . وإذا كان النور يجيىء منه الضوء , والضوء ذاته لا يرى إ نما ترى به الأشياء , فنقول للذى خلق هذا كيف لا يدرك ؟؟يُدرِك ولا يمكن أن يُدرَك , لأن من خلقه من لا يُرَى , ومن لا يُدرَك ,فكيف تتسامى أنت لتدركه هو<< الله سبحانه وتعالى؟ فسبحانه لا تدركه الابصار.. و هناك حديث عن الرسول الكريم يوضح ان لله حجاب لو تم رفعه لاحترق كل شيء لشدة نور وجهه لذلك لاتدركه الابصار اما سكان الجنه نسأل الله ان نكون منهم فإن الله يجعلهم قادرين على النظر اليه بدون اي ضرر والتمتع بذلك النور الذي ينعكس على وجوههم فيصبحون أكثر جمالاً ونوراً اللهم لا تحرمنا لذة النظر الى وجهك الكريم..
إذن فعدم إدراكه يؤكد ألوهيتـــــه بحـــــق وبصــــدق .
يجب أن يتذكر هذا الانسان الذى لا يدرك الروح التى فى داخله , والتى تقوم بها حيلته ووجوده, وهى أقرب إلى نفسه!!, كيف يقدر أو كيف يطمع ويطمح إلى أن يرى الله سبحانه وتعالى,تجلت قدرته ؟؟
في الكون أشياء قد لا ندركها على الرغم من أنه سبحانه وتعالى خلقها وسخرها في خدمتك, وبعد أن أدركتها تعمل في خدمتك, فإن حدثك الحق بشيء لا تدركه فلا تقل: مادام هذا الشيء غير مدرك فهو غير موجود. على سبيل المثال أنت لا تدرك الكهرباء, ولا الجاذبية ولا قمة أسرار الحياة وهي الروح التي تعطيك سر الحياة وتنفعل بها كل جوارحك, وإن خرجت الروح صرت جثة هامدة, إن أحدا لا يعرف مكان الروح ولا يدركها, ولا سمعها أحد أو شمها أو ذاقها أو لمسها, فالروح موجودة في ذاتك ولا تدركها, هأنت ذا –إذن- لا تستطيع أن تدرك مخلوقا لله فكيف تدرك خالقك وهو الله؟...إنك لو أدركته لما صار إلها, لأنك إن أدركت شيئا فقد قدرت عليه جوارحك, ويصير مقدورا عليه لعينك أو ليدك, والقادر المطلق لا ينقلب مقدورا أبدا, ومن عظمته أنه لا يُدرك. الشيخ الشعراويي قول تعالى في سورة الأنعام آية 103:
(لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)
تفسير الآية
هذه الآية المحكمة تضع فاصلا وفارقا بين الله تعالى وخلقه ، فمن صفات الخالق أنه يدرك الأبصار ، وهذا له وحده ، وبذلك يفترق عما عداه.والآية الكريمة في إعجازها المذهل لم تقل ( لا تراه الأبصار وهو يرى الأبصار ) ولكن استعمل الله تعالى لفظ (الإدراك ) لأنه الأوقع في وصف الفارق بين قدرة الخالق وقدرة المخلوق، فالله تعالى لا تدركه الأبصار بمعنى أنها لا تلحقه. وكلمة أدرك الشيء بمعنى لحقه بعد أن أسرع واجتهد في اللحاق به.
الفرق بين الرؤية والإدراكالرؤية هي إدراك المرئي من الجهة المقابلة، وتكون مع العلم، خلافًا للنظر؛ لأنه يقال: نظرت، فلم أر شيئًا. ولا يقال ذلك في: رأيت. والأصل في الرؤية أن تكون بالحاسة؛ نحو قوله تعالى:﴿ لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ ﴾ (التكاثر:5 - 7). وقد تكون بالوهْم والتخيُّل؛ نحو قوله تعالى:﴿ وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ ﴾(الأنعام:27). وقد تكون بالتفكُّر؛ نحو قوله تعالى:﴿ إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ﴾ (الأنفال:48). وقد تكون بالفؤاد؛ نحو قوله تعالى:﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾(النجم:11). أما الرؤية في نحو قوله تعالى:﴿ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَن يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ﴾(الإسراء:99) فهي من رؤية البصر. وقد يتعُدَّى فعل الرؤية بـ{ إلى }، فيقتضي معنى النظر المؤدي إلى الاعتبار؛ كما في قوله تعالى:﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ﴾(الملك:19).
أما الإدراك فهو بلوغ أقصى الشئ. ويقال: أدرك الصبيُّ، إذا بلغ غاية الصبا؛ وذلك حين البلوغ. وقوله تعالى:﴿ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ ﴾ (يونس:90) يعني: أن الغرق قد أحاط به من جميع الجهات.
وقوله تعالى:﴿ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ﴾ (الأنعام:103). يعني: أن الأبصار لا يمكنها أن تحيط به سبحانه. ومنهم من حمله على رؤية البصيرة، وذكر أنه قد نبَّه به على ما روي عن أبى بكر- رضى الله عنه- في قوله:" يا من غاية معرفته القصور عن معرفته "؛ إذ كان غاية معرفته تعالى أن تعرف الأشياء، فتعلم أنه ليس بشيء منها، ولا بمثلها؛ بل هو مُوجِدٌ كلَّ ما أدركته.
ومثل قوله تعالى:﴿ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ ﴾(الأنعام:103) في نفي الإدراك على سبيل الاستغراق والشمول قوله تعالى:﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ﴾(طه:110) في نفي الاحاطة.
قال الرازي:" وذلك يدل على كونه تعالى منزَّهًا عن المقدار والشكل والصورة، والا لكان الإدراك والعلم محيطين به؛ وذلك على خلاف هذين النصَّين. ".
ولما كانت الرؤية تعني إدراك المرئي من الجهة المقابلة، سأل موسى عليه السلام ربه الرؤية، فقال:﴿ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ﴾ (الأعراف: 143). ولما كانت رؤيته سبحانه غير جائزة في الدنيا، أجابه تعالى بقوله:﴿ لَن تَرَانِي ﴾، فأتى بفعل الرؤية منفيًّا بـ{ لن }، التي تدل على قصر النفي، بخلاف النفي بـ{ لا }، التي تدل على طول النفي وامتداده. فدل ذلك على أن رؤيته تعالى ممتنعة في الدنيا، جائزة في الآخرة، خلافًا للمعتزلة، الذين احتجوا بقوله تعالى:﴿ لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ﴾(الأنعام:103) على عدم جواز رؤيته سبحانه في الآخرة.
والآية حجة عليهم، لا لهم؛ لأن الإدراك إما أن يراد به: مطلق الرؤية. أو يراد به: الرؤية المقيدة بالإحاطة. والأول باطل؛ لأنه ليس كل من رأى شيئًا، يقال: إنه أدركه؛ كما لا يقال: أحاط به. وقد سُئِل ابن عباس رضي الله عنهما عن ذلك، فقال:" ألست ترى السماء ؟ قال: بلى. قال: أكلها ترى ؟ قال: لا. ".
ومن رأى جوانب الجيش أو الجبل أو البستان أو المدينة، لا يقال: إنه أدركها؛ وإنما يقال: أدركها، إذا أحاط بها رؤية.
فثبت بذلك أن الإدراك في لغة العرب ليس مرادفًا للرؤية، وأنه ليس كل من رأى شيئًا، يقال في لغتهم: إنه أدركه. وكيف يقال بترادف اللفظين، وبين لفظ الرؤية، ولفظ الإدراك عموم وخصوص. أو اشتراك لفظي، فقد تقع رؤية بلا إدراك، وقد يقع إدراك بلا رؤية؛ فإن الإدراك يستعمل في إدراك العلم، وإدراك القدرة، فقد يدرك الشيء بالقدرة، وإن لم يشاهد؛ كالأعمى الذي طلب رجلاً هاربًا منه، فأدركه، ولم يره. وقد قال تعالى:﴿ فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ* قََالَ كَلا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾(الشعراء:61-62)، فنفى موسى- عليه السلام- الإدراك مع إثبات الترائي، فعُلِم أنه قد يكون رؤية بلا إدراك. والإدراك هنا هو إدراك القدرة. أي: إنا لملحقون، محاط بنا. وإذا انتفى هذا الإدراك، فقد تنتفي إحاطة البصر أيضًا. الأستاذ محمد إسماعيل عتوك
تفسير الآية
تفسيرابن كثير - الجزء الثاني - صفحة 162-594)
قوله تعالى ( لا تدركه الأبصار ) فيه أقوال للأئمة من السلف
أحدها: لا تدركه في الدنيا وإن كانت تراه في الآخرة كما تواترت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير ما طريق ثابت في الصحاح ( خ 3235 م 177 ) والمسانيد والسنن كما قال مسروق عن عائشة أنها قالت من زعم أن محمدا أبصر ربه فقد كذب ، وفي رواية على الله فإن الله تعالى قال: ( لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) رواه ابن أبي حاتم من حديث بكر بن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن أبي الضحى عن مسروق ورواه غير واحد عن مسروق وثبت في الصحيح ( خ 3234 ) وغيره عن عائشة من غير وجه.
وخالفها ابن عباس فعنه إطلاق الرؤية وعنه رآه بفؤاده مرتين والمسألة مذكورة في أول سورة النجم .
وقال ابن أبي حاتم ذكر محمد بن مسلم حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا يحيى بن معين قال سمعت إسماعيل بن علية يقول في قول الله ( لاتدركه الأبصار ) قال هذا في الدنيا وذكر أبي عن هشام بن عبد الله أنه قال نحو ذلك وقال آخرون ( لاتدركه الأبصار ) أي جميعها وهذا مخصص بما ثبت من رؤية المؤمنين له في الدار الآخرة .
وقال آخرون من المعتزلة بمقتضى مافهموه من الآية أنه لا يرى في الدنيا ولا في الآخرة فخالفوا أهل السنة والجماعة في ذلك مع ما ارتكبوه من الجهل بما دل عليه كتاب الله وسنة رسوله.
أما الكتاب فقوله تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) وقوله تعالى عن الكافرين ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون )
قال الإمام الشافعي فدل هذا على أن المؤمنين لا يحجبون عنه تبارك وتعالى.
وأما السنة فقد تواترت الأخبار عن أبي سعيد وأبي هريرة وأنس وجريج وصهيب وبلال وغير واحد من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أن المؤمنين يرون الله في الدار الآخرة في العرصات وفي روضات الجنات جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه آمين.
وقيل المراد بقوله ( لاتدركه الأبصار ) أي العقول رواه ابن أبي حاتم عن علي بن الحسين عن الفلاس عن ابن مهدي عن أبي الحصين يحيى بن الحصين قارئ أهل مكة أنه قال ذلك وهذا غريب جدا وخلاف ظاهر الآية وكأنه اعتقد أن الإدراك في معنى الرؤية والله أعلم .
وقال آخرون لامنافاة بين إثبات الرؤية ونفي الإدراك فإن الإدراك أخص من الرؤية ولا يلزم من نفي الأخص انتفاء الأعم ثم اختلف هؤلاء في الإدراك المنفي ماهو؟ فقيل معرفة الحقيقة فإن هذا لا يعلمه إلا هو وإن رآه المؤمنون كما أن من رأى القمر فإنه لا يدرك حقيققته وكنهه وماهيته فالعظيم أولى بذلك وله المثل الأعلى قال ابن علية في الآية هذا في الدنيا رواه ابن أبي حاتم وقال آخرون الإدراك أخص من الرؤية وهو الإحاطة قالوا ولا يلزم عدم الإحاطة عدم الرؤية كما لا يلزم من إحاطة العلم عدم العلم قال تعالى ( ولا يحيطون به علما ) وفي صحيح مسلم ( 486 ) لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ولا يلزم منه عدم الثناء فكذلك هذا .
قال العوفي عن ابن عباس في قوله تعالى ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) قال لا يحيط بصر أحد بالملك.
وقال ابن جرير حدثنا سعد بن عبد الله بن عبد الحكم حدثنا خالد بن عبد الرحمن حدثنا أبو عرفجة عن عطية العوفي في قوله تعالى ( وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ) قال هم ينظرون إلى الله لا تحيط أبصارهم به من عظمته وبصره محيط بهم فذلك قوله ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) وورد تفسير هذه الآية حديث رواه ابن أبي حاتم ها هنا فقال حدثنا أبو زرعة حدثنا منجاب بن الحارث السهمي حدثنا بشر بن عمارة عن أبي روق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في قوله ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) قال لو أن الجن والإنس والشياطين والملائكة منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفا واحدا ما أحاطوا بالله أبدا غريب لا يعرف إلا من هذا الوجه ولم يروه أحد من أصحاب الكتب والستة والله أعلم.
وقال آخرون في الآية بما رواه الترمذي في جامعه ( 3279 ) وابن أبي عاصم في كتاب السنة ( 437 ) وابن أبي حاتم في تفسيره وابن مردويه أيضا والحاكم في مستدركه ( 2/306 ) من حديث الحكم بن أبان قال سمعت عكرمة يقول سمعت ابن عباس يقول رأى محمد ربه تبارك وتعالى فقلت أليس الله يقول ( لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) الآية فقال لي لا أم لك ذلك نوره الذي هو نوره إذا تجلى بنوره لا يدركه شئ وفي رواية لا يقوم له شيء قال الحاكم صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وفي معنى هذا الأثر ماثبت في الصحيحين ( م 179 ) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه مرفوعا إن الله لا ينام ولاينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع إليه عمل النهار قبل الليل وعمل الليل قبل النهار حجابه النور أو النار لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ماانتهى إليه بصره من خلقه .
وفي الكتب المتقدمة إن الله تعالى قال لموسى لما سأل الرؤية يا موسى إنه لا يراني حي إلا مات ولا يابس إلا تدهده أي تدعثر وقال تعالى ( فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين ) ونفي هذا الأثر الإدراك الخاص لا ينفى الرؤية يوم القيامة يتجلى لعباده المؤمنين كما يشاء فأما جلاله وعظمته على ماهو عليه تعالى وتقدس وتنزه فلا تدركه الأبصار ولهذا كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تثبت الرؤية في الدار الآخرة وتنفيها في الدنيا وتحتج بهذه الآية ( لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار ) فالذي نفته الإدراك الذي بمعنى رؤية العظمة والجلال على ماهو عليه فإن ذلك غير ممكن للبشر ولا للملائكة ولا لشي وقوله ( وهو يدرك الأبصار ) أي يحيط بها ويعلمها على ماهي عليه لأنه خلقها كما قال تعالى ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) .
تفسير الطبرى
القول في تأويل قوله تعالى "لاّ تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللّطِيفُ الْخَبِيرُ )اختلف أهل التأويل في تأويل قوله: لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارُ فقال بعضهم: معناه: لا تحيط به الأبصار وهو يحيط بها.
ـ حدثنا بشر, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وهو أعظم من أن تدركه الأبصار.ـ حدثني سعد بن عبد الله بن عبد الحكم, قال: حدثنا خالد بن عبد الرحمن, قال: حدثنا أبو عرفجة, عن عطية العوفي, في قوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى رَبّها ناظِرَةٌ قال: هم ينظرون إلى الله, لا تحيط أبصارهم به من عظمته وبصرُه يحيط بهم, فذلك قوله: لا تُدْركُهُ الأبْصَارُ... الاَية.ـ حدثنا هناد, قال: حدثنا وكيع, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن عامر, عن مسروق, عن عائشة, قالت: من حدّثك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ربه فقد كذب لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَما كانَ لِبَشَرٍ أنْ يُكَلّمَهُ اللّهُ إلاّ وَحْياً أوْ مِنْ وَرَاءِ حِجابٍ ولكن قد رأى جبريل في صورته مرّتين.ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبي, عن إسماعيل بن أبي خالد, عن عامر, عن مسروق, قال: قلت لعائشة: يا أمّ المؤمنين: هل رأى محمد ربه؟ فقالت: سبحان الله, لقد قفّ شعري مما قلت ثم قرأت: لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللّطِيفُ الخَبِيرُ .حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا عبد الأعلى وابن علية, عن داود, عن الشعبي, عن مسروق, عن عائشة بنحوه.ـ حدثنا ابن حميد, قال: حدثنا جرير, عن مغيرة, عن الشعبيّ, قال: قالت عائشة: من قال: إن أحدا رأى ربه فقد أعظم الفرية على الله, قال الله: لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ.فقال قائلو هذه المقالة: معنى الإدراك في هذا الموضع: الرؤية, وأنكروا أن يكون الله يُرى بالأبصار في الدنيا والاَخرة. وتأوّلوا قوله: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إلى ربّها ناظِرَةٌ بمعنى انتظارها رحمة الله وثوابه.وقال آخرون: الاَية على العموم, ولن يدرك الله بصر أحد في الدنيا والاَخرة ولكن الله يحدث لأوليائه يوم القيامة حاسة سادسة سوى حواسهم الخمس فيرونه بها.واعتلوا أيضاً من جهة العقل بأن قالوا: إن كان جائزاً أن نراه في الاَخرة بأبصارنا هذه وإن زيد في قواها وجب أن نراه في الدنيا وإن ضعفت, لأن كلّ حاسة خُلقت لإدراك معنى من المعاني فهي وإن ضعفت كل الضعف فقد تدرك مع ضعفها ما خلقت لإدراكه وإن ضعف إدراكها إياه ما لم تعدم. قالوا: فلو كان في البصر أن يدرك صانعه في حال من الأحوال أو وقت من الأوقات ويراه, وجب أن يكون يدركه في الدنيا ويراه فيها وإن ضعف إدراكه إياه. قالوا: فلما كان ذلك غير موجود من أبصارنا في الدنيا, كان غير جائز أن تكون في الآخرة إلاّ بهيئتها في الدنيا أنها لا تدرك إلاّ ما كان من شأنها إدراكه في الدنيا. قالوا: فلما كان ذلك كذلك, وكان الله تعالى ذكره قد أخبر أن وجوهاً في الآخرة تراه, علم أنها تراه بغير حاسة البصر, إذ كان غير جائز أن يكون خبره إلاّ حقّا.والصواب من القول في ذلك عندنا ما تظاهرت به الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إنّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ كمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيْلَةَ البَدْرِ, وكمَا تَرَوْنَ الشّمْسَ لَيْسَ دُونَها سَحَابٌ» فالمُؤْمِنُونَ يَرَوْنَهُ, والكافِرُونَ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ مَحْجُوبُونَ كما قال جلّ ثناؤه: كَلاّ إنّهُمْ عَنْ رَبّهمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ.
الدر المنثور
- أخرج ابن أبي حاتم والعقيلي وابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه بسند ضعيف عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (لا تدركه الأبصار) قال "لو أن الإنس والجن والشياطين والملائكة منذ خلقوا إلى أن فنوا صفوا صفا واحدا ما أحاطوا بالله أبدا. قال الذهبي: هذا حديث منكر انتهى. وفي إسناده عطية العوفي وهو ضعيف.
وأخرج الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه واللالكائي في السنة عن ابن عباس قال: رأى محمد ربه.قال عكرمة: فقلت له: أليس الله يقول (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)؟ قال: لا أم لك.! ذاك نوره وإذا تجلى بنوره لا يدركه شيء. وفي لفظ: إنما ذلك إذا تجلى بكيفيته لم يقم له بصر.وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة {لا تدركه الأبصار} قال: هو أجل من ذلك وأعظم أن تدركه الأبصار.وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في كتاب الرؤية عن الحسن في قوله {لا تدركه الأبصار} قال: في الدنيا. وقال الحسن: يراه أهل الجنة في الجنة، يقول الله {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} (القيامة الآية 22) قال: ينظرون إلى وجه الله.وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن اسمعيل بن علية في قوله {لا تدركه الأبصار} قال: هذا في الدنيا.فتح القدير
قوله: "لا تدركه الأبصار" الأبصار: جمع بصر، وهو الحاسة، وإدراك الشيء عبارة عن الإحاطة به. قال الزجاج: أي لا تبلغ كنه حقيقته، فالمنفي هو هذا الإدراك لا مجرد الرؤية. فقد ثبتت بالأحاديث المتواترة تواتراً لا شك فيه ولا شبهة، ولا يجهله إلا من يجهل السنة المطهرة جهلاً عظيماً، وأيضاً قد تقرر في علم البيان والميزان أن رفع الإيجاب الكلي سلب جزئي، فالمعنى لا تدركه بعض الأبصار وهي أبصار الكفار، هذا على تسليم أن نفي الإدراك يستلزم نفي الرؤية، فالمراد به هذه الرؤية الخاصة، والآية من سلب العموم لا من عموم السلب، والأول تخلفه الجزئية، والتقدير: لا تدركه كل الأبصار بل بعضها، وهي أبصار المؤمنين. والمصير إلى أحد الوجهين متعين لما عرفناك من تواتر الرؤية في الآخرة، واعتضادها بقوله تعالى: "وجوه يومئذ ناضرة" الآية. قوله: "وهو يدرك الأبصار" أي يحيط بها ويبلغ كنهها لا تخفى عليه منها خافية، وخص الأبصار ليجانس ما قبله. وقال الزجاج: في هذا دليل على أن الخلق لا يدركون الأبصار: أي لا يعرفون كيفية حقيقة البصر وما الشيء الذي صار به الإنسان يبصر من عينيه دون أن يبصر من غيرهما من سائر أعضائه انتهى.
تفسير القرطبى
الآية: 103 (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير)قوله تعالى: "لا تدركه الأبصار" بين سبحانه أنه منزه عن سمات الحدوث، ومنها الإدراك بمعنى الإحاطة والتحديد، كما تدرك سائر المخلوقات، والرؤية ثابتة. فقال الزجاج: أي لا يبلغ كنه حقيقته؛ كما تقول: أدركت كذا وكذا؛ لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الأحاديث في الرؤية يوم القيامة. وقال ابن عباس: "لا تدركه الأبصار" في الدنيا، ويراه المؤمنون في الآخرة؛ لإخبار الله بها في قوله: "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة" [القيامة: 22 - 23].
عن ابن عباس أيضا. وقيل: المعنى لا تدركه أبصار القلوب، أي لا تدركه العقول فتتوهمه؛ إذ "ليس كمثله شيء" الشورى: 11
وقيل: المعنى لا تدركه الأبصار المخلوقة في الدنيا، لكنه يخلق لمن يريد كرامته بصرا وإدراكا يراه فيه كمحمد عليه السلام؛ إذ رؤيته تعالى في الدنيا جائزة عقلا، إذ لو لم تكن جائزة لكان سؤال موسى عليه السلام مستحيلا، ومحال أن يجهل نبي ما يجوز على الله وما لا يجوز، بل لم يسأل إلا جائزا غير مستحيل.
واختلف السلف في رؤية نبينا عليه السلام ربه، ففي صحيح مسلم عن مسروق قال: كنت متكئا عند عائشة، فقالت: يا أبا عائشة، ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية. قلت: ما هن؟ قالت من زعم أن محمدا رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية. قال: وكنت متكئا فجلست فقلت: يا أم المؤمنين، أنظريني ولا تعجليني، ألم يقل الله عز وجل "ولقد رآه بالأفق المبين" التكوير: 23. "ولقد رآه نزلة أخرى" [النجم: 13] ؟ فقالت: أنا أول هذه الأمة من سأل عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (إنما هو جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين رأيته منهبطا من السماء سادا عظم خلقه ما بين السماء والأرض). فقالت: أو لم تسمع أن الله عز وجل يقول: "لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير"؟.... الحديث
وقال عبد الله بن الحارث: اجتمع ابن عباس وأبي بن كعب، فقال ابن عباس: أما نحن بنو هاشم فنقول إن محمدا رأى ربه مرتين. ثم قال ابن عباس: أتعجبون أن الخلة تكون لإبراهيم والكلام لموسى، والرؤية لمحمد صلى الله عليه وسلم وعليهم أجمعين. قال: فكبر كعب حتى جاوبته الجبال، ثم قال: إن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى عليهما السلام، فكلم موسى ورآه محمد صلى الله عليه وسلم.وعن مالك بن أنس قال: لم ير في الدنيا؛ لأنه باق ولا يرى الباقي بالفاني، فإذا كان في الآخرة ورزقوا أبصارا باقية رأوا الباقي بالباقي.
تفسيرالسعدى
لا تدركه الأبصار "لعظمته ، وجلاله وكماله . أي : لا تحيط به الأبصار ، وإن كانت تراه في الآخرة ، وتفرح بالنظر إلى وجهه الكريم . فنفي الإدراك ، لا ينفي الرؤية ، بل يثبتها بالمفهوم . فإنه إذا نفى الإدراك ، الذي هو أخص أوصاف الرؤية ، دل على أن الرؤية ثابتة . فإنه لو أراد نفي الرؤية ، لقال : « لا تراه الأبصار » ونحو ذلك . فعلم أنه ليس في الآية ، حجة لمذهب المعطلة ، الذين ينفون رؤية ربهم في الآخرة . بل فيها ما يدل على نقيض قولهم .
" وهو يدرك الأبصار "أي : هو الذي أحاط علمه ، بالظواهر والبواطن ، وسمعه ، بجميع الأصوات الظاهرة والخفية ، وبصره بجميع المبصرات ، صغارها ، وكبارها .
تفسير البغوى
يتمسك أهل الاعتزال بظاهر هذه الآية في نفي رؤية الله عز وجل عياناً .
ومذهب أهل السنة: إثبات رؤية الله عز وجل عياناً جاء به القرآن والسنة، قال الله تعالى: " وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة "القيامة،23، وقال: " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون " المطففين15، قال مالك رضي الله عنه: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة لم يعير الله الكفار بالحجاب، و"قرأ النبي صلى الله عليه وسلم: " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة "يونس26، وفسره بالنظر إلى وجه الله عز وجل ".
أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أن أحمد بن عبد الله النعيمي أن محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي أن أبو شهاب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنكم سترون ربكم عياناً ".
التوضيح العلمي
هذا من إعجاز القرآن الكريم في الزمن و سرعات الضوء فالعين البشرية قد تحدد مداها في الرؤية بسرعة الضوء ، أي 300 ألف كيلو متر في الثانية ، فالكائن الذي يتحرك أسرع من هذا لا يمكن أن تلحقه أو تدركه لمح العين البشرية بالبصر أو النظر . وهناك مستويات مخلوقة لا تدركها العين في عالمنا لأن سرعتها أسرع من سرعة الضوء .. وهذا في المخلوقات فكيف بالخالق جل وعلا.إذن فالله تعالى لا تدركه الأبصار ، أي ليس فقط أبصار البشر ولكن كل من له بصر حتى من الكائنات العلوية ـ كالملائكة ـ التي تتخطى سرعة حركتها تصور عقولنا المحددة بالمادة ، والتي لا نستطيع رؤيتها في هذا العالم .فالله تعالى هو الذي يدرك الأبصار ، ليس فقط يرى المخلوقات صاحبة الأبصار و لكن يدرك أيضا أبصارها وعيونها ، يدركها في سرعتها، فالكلام هنا ليس عن مجرد المخلوقات ولكن أبصار تلك المخلوقات ، أي بالنسبة لنا العين البشرية وما تراه وما لا تراه.
منه ما يدخل في مجال رؤيتها مكانيا ولكن لا تراه ، وما يبعد عنه جدا فلا تراه وما يقترب منها جدا فلا تراه ، ومنه ما تراه ماديا بالعين المادية ثم يتحول إلى صورة مقلوبة ثم إلى معنى في المخ ...ونوعية الألوان وتغيرها كل ذلك في إطار ما تراه العين البشرية ، وهى ليست أقوى عيون المخلوقات في القدرة على الرؤية والإبصار ، فهناك من الكائنات الحية حولنا كالحشرات و الحيوانات ما ترى أفضل من الإنسان في النور والظلمة. ثم هناك ما لا نراه وما لا نعرفه من مستويات أخرى من الخلق مثل الجن والملائكة و الشياطين والقرين ، وكلها حولنا وفى نفس المكان ولكن في مستويات مختلفة ترى بعيونها ـ ولكنها لا تدرك الله تعالى ، ولكن يدرك الله تعالى أبصارها مهما بلغت السرعة التي تتحرك بها أعين تلك الكائنات العلوية أو السفلية.
شبهات تحليلها :
الشبهة الأولى :
إن الآية في مقام المدح ، فإذا كان الشيء في نفسه تمتنع رؤيته فلا يلزم من عدم رؤيته مدح و تعظيم للشيء ، أما إذا كان في نفسه جائز الرؤية ثم إنه قدر على حجب الأبصار عن رؤيته وعن إدراكه ، كانت هذه القدرة الكاملة على المدح والعظمة ، فثبت أن هذه الآية دالة على أنه جائز الرؤية حسب ذاته. الرازي ، مفاتيح الغيب 13: 125.
إن هذا التشكيك يحط من مقام الرازي ، فهو أكثر عقلية من هذا التشكيك ، وذلك لأنه زعم أن المدح بالجملة الأولى ، أعني قوله سبحانه : ( لاتدركه الأبصار ) وغفل عن أن المدح بمجموع الجزئين المذكورين في الآية ، بمعنى أنه سبحانه لعلو منزلته لا يدرك وفي الوقت نفسه يدرك غيره ، وهذا ظاهر لمن تأمل في الآية ونظيرتها قوله سبحانه : يطعم ولا يطعم ، فهل يرضى الرازي بأنه سبحانه يمكن له الأكل والطعم .
الشبهة الثانية:
إن لفظ الأبصار صيغة جمع دخل عليها الألف واللام فهو يفيد الاستغراق فقوله : ( لا تدركه الأبصار ) بمعنى لا تراه جميع الأبصار ، وهذا يفيد سلب العموم ولا يفيد عموم السلب. الرازي ، مفاتيح الغيب 13: 126.
يلاحظ عليه : أن المتبادر في المقام كما في نظائره هو عموم السلب أي لا يدركه أحد من ذوي الأبصار ، نظير قوله سبحانه: ( إن الله لا يحب المعتدين ) البقرة 190 وقوله سبحانه : ( فإن الله لا يحب الكافرين ) آل عمران 32 وقوله سبحانه : ( والله لا يحب الظالمين ) آل عمران 57.
يقول الإمام علي عليه السلام : ( الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون ، ولا يحصى نعمائه العادون ، ولا يؤدي حقه المجتهدون ، الذي لا تدركه بعد الهمم ولا يناله غوض الفطن ). نهج البلاغة ، الخطبة الأولى .
فهل يحتمل للرازي في هذه الآيات والجمل سلب العموم وأنه سبحانه لا يحب جميع المعتدين والكافرين والظالمين ، ولكن يحب بعض المعتدين والكافرين والظالمين ، أو أن بعض القائلين يبلغون مدحته ويحصون نعماءه . |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-25, 1:59 am | |
| لا كَـــربَ وأنــــتَ رَب
الإبتلاء
إن الله يريد أن يعلمنا أننا ما دمُنا مؤمنين ... فإنه معنا
وأنه قادر على كل شىء
فلا يدخل اليأس إلى نفسك أبدا
والله هو القائل إن مع العسر يسراً
ولم يقل إن بعد العسر يسراً
حتى نعرف أنه إذا أصابنا عسر أو ضيق
أن العسر معه اليسر من الله تعالى وأن الفرج سيأتى حتما
الذكر
أحداث الكون حين تقع عليك ... فهى من الله
فإستعن عليها بذكر الله
حين يذكر الإنسان النعمة ... ثم يتعالى فى الذكر ... فيذكر المُنعِم
يعيش آوياً إلى ركن شديد
فلا يوجد أى حدث يستطيع أن ينال منه
لأنه غير معزول عن الحق الأعلى
فالإنسان يخور أمام الأحداث إن واجهها بذاته
أما حين يواجهها بربه وبخالقه ... فلا حدَثْ
لا كَـــربَ وأنــــتَ رَب
والذكر هو الشرف ... والصالح منه هو النافع
يقول أمير الشعراء أحمد شوقى-
إن الحياة دقائق وثوانى فإحفظ لِنفسك بعد موتك ذِكرها فالذِكر للإنسان عُمر ثانى
تأبى المواهب فالأحياء لا يستوون ولا الأموات أكفاءُ
والناس صِنفان موتى فى حياتهم وآخرون ببطن الأرض أحياءُ
والذين عاشوا الله ... أى أنه دائما معهم
فحين يجلسون معاً يتعالمون فى باب العرفان وباب الفيض ... فيدلون على بعض
فيقول بعضهم
الله يعلم أنى لست أذكره إذ كيف أذكره إذ لست أنساه
عند ذكر الله فى نفسك ... فكل شىء يتضائل فى نظرك فى الحياة
فعندما تصيبك أى مصيبة مهما علت على أسبابها
تدرك أن لك رب فوق الأسباب ويخرق الأسباب ... فينجى بالمهلُك ؟؟؟
عندما رمت أم فرعون إبنها فى البحر
خافت من موت محتمل ... وألقته فى موت محقق
ولكن مع الخاطر الربانى ألقيه فى اليم فذلك أمر منتهى
إشراقات
اذكروا نعمة الله .... خاطب الله بها بنى إسرائيل
اذكروا الله ... خاطب الله بها أمة محمد صلى الله عليه وسلم
الفرق أن بنى إسرائيل أمة مادية ... ولكن أمة محمد غير مادية
لأنه فيه فرق بين أن يكون الإنسان مع النعمة ... وبين أن يكون مع المُنعِم ... مع الله
حتى وإن قبض الله نعمته ... فنحن معه ... لأنه يستحق أن يُحب لذاته
إذن فالمؤمن ينظر إلى فضائل ربه
وليس للإفضال الموصل للفضائل
لذلك أهل الله هم أهل الإبتلاء منه
حتى يبين لملائكته أنهم يحبونه لذاته
دعاء الفرج
لسيدنا على زين العابدين بن سيدنا على بن أبى طالب
إلهى ... كيف أدعوك وأنا أنا ؟
وكيف أقطع رجائى منك وأنت أنت ؟
إلهى .. إن لم أدعك فتستجب لى ... فمن ذا الذى أدعوه فيستجيب ؟
وإن لم أسألك فتعطينى ... فمن ذا الذى أسأله فيعطينى ؟
وإن لم أتضرع إليك فتنجينى ... فمن ذا الذى أتضرع إليه فينجينى ؟
إلهى ... وكما فلقت البحر لموسى فنجيته من الغرق
فصل على محمد وعلى آل محمد ونجنى مما أنا فيه من كرب
بفرج عاجل غير آجل وبرحمتك يا أرحم الراحمين
وعسى أن تحبوا ... وعسى أن تكرهوا
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ
وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ سورة البقرة 216
يُحكى أن رجل من الصين كان يملك مكانا متسعا وفيه خيل كثيرة
وكان من ضمن الخيل حصان يحبه
وحدث أن هام هذا الحصان فى المراعى ولم يعد فحزن عليه
فجاء الناس ليعزوه فى فقد الحصان
فإبتسم وقال لهم : وما أدراكم أن ذلك شر لتعزونى فيه ؟
وبعد مدة فوجىء الرجل بالحصان يعود ومعه قطيع من الجياد يجره خلفه فلما رأى الناس ذلك جاءوا ليهنئوه
فقال لهم : وما أدراكم أن ذلك خير ؟ فسكت الناس عن التهنئة
وبعد ذلك جاء إبنه ليركب الحصان فإنطلق به وسقط الولد من فوقه فإنكسرت ساقه
فجاء الناس مرة أخرى ليواسوا الرجل
فقال لهم : ومن أدراكم أن هذا شر ؟
وبعد ذلك قامت حرب فجمعت الحكومة كل شباب البلدة ليقاتلوا العدو وتركوا هذا الإبن لأن ساقه مكسورة فجاءوا يهنئونه
فقال لهم : ومن أدراكم أن هذا خير ؟
فعلينا أن نأخذ كل قضية من قضايا الحياة فى ضوء قول الحق :
(( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم )) 23 الحديد |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-25, 2:01 am | |
| أعظم العبادات
عبادة التفكرالمقصود بالتفكر : النظر والاعتبار ، بعين البصيرة ، لا بعين البصر . والتفكر من العبادات التي كاد الناس أن يهجروها ، مع أن آيات الله في الكون لا تعد ولا تحصى ، ففي كل شئ له آية تدل على أنه الواحد ، وكما قال سبحانه في كتابه العزيز (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) [ فصلت : 53 ] .
والتفكر في آلاء الله ومخلوقاته يقود الإنسان إلى التعرف على قدرة الله وعظمته ، لهذا كان التفكر من أعظم العبادات ، وقد امتدح الله في كتابه المتفكرين (إِنّ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَاخْتِلاَفِ الْلّيْلِ وَالنّهَارِ لاَيَاتٍ لاُوْلِي الألْبَابِ، الّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكّرُونَ فِي خَلْقِ السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبّنَآ مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النّارِ) [آل عمران:190، 191].
ونقل ابن القيم في ( مفتاح دار السعادة ) عن بعض السلف قوله: ( تفكر ساعة خير من عبادة ستين سنة ) . وقيل لأم الدرداء: ما كان أفضل عمل أبي الدرداء؟ قالت التفكر.
وقال الحسن: إن من أفضل العمل الورع والتفكير. وقال مولى سعيد بن المسيب: ما رأيت احسن مما يصنع هؤلاء، قال: وما يصنعون؟، قال: يصلي أحدهم الظهر ثم لا يزال صافا رجليه حتى يصلي العصر، قال: ويحك!أما والله ما هي العبادة؛ إنما العبادة التفكر في أمر الله، والكف عن محارم الله [ أخرجه أبو الشيخ في العظمة 1/210 ] .
وقيل لإبراهيم ابن أدهم إنك تطيل الفكرة ، فقال الفكرة مخ العبادة . وقال : الحسن في قوله تعالى : ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض ....) قال : أمنعهم من التفكر فيها . وقال عمر بن عبد العزيز : الفكرة في نعم الله من أفضل العبادات . وقال بشر بن الحارث : لو فكر الناس في عظمة الله ما عصوه
وللتفكر في خلق الله وآلائه جملة من الفوائد منها :
1) التفكر يزيد الإيمان أكثر مما يزيده العمل. إن التفكر في خلق الله تعالى ليزيد الإيمان في القلب ويقويه ويرسخ اليقين، ويجلب الخشية لله تعالى وتعظيمه، وكلما كان الإنسان أكثر تفكرا وتأملا في خلق الله وأكثر علما بالله تعالى وعظمته كان أعظم خشية لله تعالى كما قال سبحانه: ( إنما يخشى الله من عباده العلماء ) . 2) التفكر من أعمال القلب،وأعمال القلب افضل من أعمال الجوارح باتفاق العلماء.
3) يبعث على التواضع أمام عظمة الله تبارك وتعالى، ويبعث على حسن الظن بالله عز وجل.
4) يؤدي إلى العمل بآيات كثيرة من كتاب الله تعالي والعمل بسبة النبي صلى الله عليه و سلم.
5) يفتح آفاق العلم و الإيمان مما لم يكن معلوما قبل ذلك؛ لان الفكرة تجر الفكرة.
وهكذا يتبين أن التفكر في خلق الله تعالى من صفات المؤمنين الصادقين، أولي الألباب، وأصحاب العقول السليمة الراشدة .. فينبغي للمسلم أن يعتني به، فإن الإنسان مع طول الزمن والغفلة قد يتبلد إحساسه، فيغفل عن النظر والتفكر فيما حوله من المخلوقات العظيمة في هذا الكون.
وفي الوقت الذي يحث فيه القرآن المسلم أن يُعمل عقله للوصول إلى عظمة الله وقدرته من خلال التفكر حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تبديد طاقات العقل فيما لا يمكن إدراكه ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله ) وفي رواية ( تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في ذات الله ) . [ رواه أبو الشيخ الأصفهاني في كتاب العظمة والبيهقي عن ابن عمر وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة ] .
وهكذا يشفق الإسلام على هذا العقل الضعيف الذي لا يقوى على التفكر في خلق الله ، فكيف يقوى على التفكر في الله سبحانه ؟ |
| | | nile.rose :: مشرفـــة ::
المشاركات : 5266 العمر : 36 محل الاقامة : محافظة كفر الشيخ الوظيفة : مُدرسة لغة عربية الهوايات : كتابة الشعر ومشاهدة المباريات بتشجع نادي إيه : الاهلى (نادى القرن) لاعبك المفضل : تريكه واحمد حسن وبركوته تاريخ التسجيل : 08/08/2010 التقييم : 31 نقاط : 12049 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-25, 2:14 am | |
| |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-25, 3:06 am | |
| جزاكى مثله باذن الله نورتى التوبيك |
| | | احمد الشعار :: مراقب عام ::
المشاركات : 15936 العمر : 36 محل الاقامة : ميت غمر _ المنصوره الهوايات : التامل _ قراءه القران _ الشغل لاعبك المفضل : سيد معوض تاريخ التسجيل : 06/01/2009 التقييم : 109 نقاط : 30662 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-25, 12:28 pm | |
| تسلم ايدك يا اميره بس كنت عايز افهم حاجه هو التوبيك هيكون تفسير لايات وللشعراوي ولا هيبقي عام لكل حاجه وبجد فيه حاجات جميله اوي ربنا يبارك فيكي يارب ومستنين الحاجات الجديده ربنا ينفع بيكي الامه |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-25, 3:55 pm | |
| وجزاك مثله ان شاء الله يا احمد لا التوبيك هيكون حاجات عامة عن قدرة ربنا عز وجل وحكمته فى الحياة بارك الله فيك |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-25, 4:15 pm | |
| مسألة : وقدرته عز وجل وقوته حق لا يعجز عن شيء ، ولا عن كل ما يسأل عنه السائل من محال أو غيره مما لا يكون أبدا . قال عز وجل : { أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة } حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد ثنا إبراهيم بن أحمد البلخي ثنا الفربري ثنا البخاري ثنا إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا معن بن عيسى ثنا عبد الرحمن بن أبي الموال سمعت محمد بن المنكدر يحدث عبد الله بن الحسن قال : حدثني جابر بن عبد الله قال { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الاستخارة - فذكر الحديث وفيه - اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك } وقال عز وجل : [ ص: 54 ] { لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين } وقال تعالى : { لو أراد الله أن يتخذ ولدا لاصطفى مما يخلق ما يشاء } وقد أخبر عز وجل أنه قادر على ما لا يكون أبدا . قال عز وجل : { عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن } وقال تعالى : { والله على كل شيء قدير } وقال تعالى : { إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } ولو لم يكن تعالى كذلك لكان متناهي القدرة ، ولو كان متناهي القدرة لكان محدثا ، تعالى الله عن ذلك ، وهو تعالى مرتب كل ما خلق ، وهو الذي أوجب [ ص: 55 ] الواجب وأمكن الممكن وأحال المحال ، ولو شاء أن يفعل كل ذلك على خلاف ما فعله ، لما أعجزه ذلك ، ولكان قادرا عليه ، ولو لم يكن كذلك لكان مضطرا لا مختارا . وهذا كفر ممن قاله . قال عز وجل : { وربك يخلق ما يشاء ويختار } . |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-25, 4:19 pm | |
| مجموعة من الاحاديث القدسية من يقراها يستشعر رحمة الله عز وجل ويخشع قلبه ويزيد المؤمن ايمانا ويستحي العاصي من الله عند قراتها . يا ابن ادم , إنك ما دعوتنى ورجوتنى غفرت لك على ما كان فيك . ولو أتيتنى بملء الأرض خطايا أتيتك بملء الأرض مغفرة مالم تشرك بى شيئاً , و لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتنى , غفرت لك يقول إبليس لرب العالمين عز و جل و عزتك و جلالك لأغوينهم أجمعين فيقول الله تعالى له و عزتى و جلالى لأغفرن لهم ماداموا يستغفروننى } (( ما من يوم إلا ويستأذن البحر ربة يقول يأرب ااذن لي أن اغرق ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك وتقول السماوات يأرب ااذن لي أن أطبق على ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك و تقول الأرض يارب أأذن لي أن ابتلع ابن ادم فأنة أكل رزقك وعبد غيرك فيقول الله تعالى دعوهم لو خلقتموهم لرحمتموهم )) أنا والأنس والجن في نبا عظيم اخلق ويعبد غيري ارزق ويشكر سوايا خيري إلى العباد نازل وشرهم أليا صاعد أتودد أليهم برحمتي وأنا الغنى عنهم ويتبغضون أليا بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إلي أهل ذكرى أهل مجالستي فمن أراد أن يجالسني فاليذكرنى أهل طاعتي أهل محبتي أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي إن تابوا أليا فانا حبيبهم وان أبوا فانا طبيبهم ابتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب الحسنة عندي بعشر أمثالها وأزيد والسيئة عندي بمثلها واعفوا و عزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم من اتانى منهم تائبا تلقيتة من بعيد ومن اعرض عنى ناديتة من قريب أقول لة أين تذهب ألك رب سواي ألك رب سواي يقول الله عز وجل "إني لأجدنى أستحي من عبدي يرفع إلى يديه يقول يأرب فأردهما فتقول الملائكة إلى هنا إنه ليس أهلالتغفر له فأقول ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم إني قد غفرت لعبدي" ((يا ابن ادم انك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالى يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك يا ابن ادم لو لقيتني بتراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شئ لأتيتك بترابها مغفرة • يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي (( أذنب عبدا ذنب فيقول يارب أذنبت ذنبا فاغفرة لي فقال الله علم عبدي أن لة ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ثم عاد فأذنب ذنبا فقال اى ربى أذنبت ذنبا فاغفر لي فقال الله علم عبدي أن لة ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبدي ثم عاد عبدي فأذنب ذنبا فقال يارب أذنبت ذنبا فقال الله عز وجل علم عبدي أن لة ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب قد غفرت لعبد فليفعل عبدي ما شاء ما دام يستغفرني ويتوب إلى ))يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي (( أوحى الله إلى داود يا داود لو يعلم المدبرين عنى شوقي لعودتهم ورغبتي في توبتهم لذابوا شوقا أليا يا داود هذة رغبتي والمدبرون فكيف محبتي بالمقبلين عليا )) • يقول الله تبارك وتعالى في الحديث القدسي (( أنى لاجدنى استحى من عبدي يرفع أليا يدية يقول يارب ارب فاردهما فتقول الملائكة إلى هنا أنة ليس أهلا لان تغفر لة فيقول الله ولكني أهل التقوى وأهل المغفرة أشهدكم أنى قد غفرت لعبدي )) • جاء في الحديث أن العبد إذا رفع يدة إلى السماء وهو عاصي فيقول يارب فتحجب الملائكة صوتة فيكررها فيقول يارب فتحجب الملائكة صوتة فيكررها فيقول يارب فتحجب الملائكة صوتة فيكررها فيقول يارب فيقول الله عز وجل إلى متى تحجبون صوت عبدي عنى لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي لبيك عبدي ))"ابن آدم خلقتك بيدي وربيتك بنعمتي وأنت تخالفني وتعصاني فإذا رجعت إلى تبت عليك فمن أين تجد إلها مثلي وأنا الغفور الرحيم " ـ"عبدي أخرجتك من العدم إلى الوجود وجعلت لك السمع والبصر والعقل عبدي أسترك ولا تخشاني، أذكرك وأنت تنساني، أستحي منك وأنت لا تستحي منى. من أعظم منى جودا ومن ذا الذي يقرع بابي فلم أفتح له ومن ذاالذي يسألني ولم أعطيه. أبخيل أنا فيبخل على عبدي؟"ــ"جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقال له يا رسول الله "من يحاسب الخلق يوم القيامة؟ " فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم "الله"فقال الأعرابي: بنفسه؟؟ فقال النبي: صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بنفسه فضحك الأعرابي وقال: اللهم لك الحمد. فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : لما الابتسام يا أعرابي؟ فقال: يا رسولالله إن الكريم إذا قدر عفا إذا حاسب سامح قال النبي: صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فقه الأعرابي". أنا عند ظن عبدى بى , و أنا معه إذا ذكرنى فإن ذكرنى فى نفسة ذكرته فى نفسى , و إن ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منهم , و إن تقرب إلي بشبراً تقربت إلية بذراعاً , و إن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً و إن أتانى يمشى أتيته هروله } (15) إن الله تعالى يباهى بأهل عرفات فيقول للملائكة أنظروا إلى عبادى جاؤنى شُعثاً غُبراً } ( رواه ابن حبان ) . (16) إذا مات ولد العبد يقول الله للملائكه : قبضتم ولد عبدى ؟ فيقولون نعم فيقول : قبضتم ثمرة فؤادة ؟ فيقولون نعم فيقول : ماذا قال عبدى ؟ فيقولون : حمدك فيقول الله ابنوا لعبدى بيتاً فى الجنه و سموه بيت الحمد } ( رواه الترمزى و ابن حبان ). |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-26, 12:22 am | |
| التوازن الموجود في كوكب الأرض
قال تعالى : (اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)
إن مقدار حجم الأرض مهم جداً كأهمية بعدها عن الشمس وأهمية سرعة دورانها أو الشكل الخارجي لها . وكبر الأرض هو بقدر ما يتلاءهم مع وجود البشرية عليها واستمرارها بصورة متطابقة تماماً من ناحية المقاييس المفتراض وجودها، ولو قارنا كتلة عطارد التي تشكل نسبة 8% من كتلة الأرض أو مع كتلة المشتري التي تكبر الأرض بمقدار 318 مرة لوجدنا أن هذه الكواكب تختلف من حيث الكتلة اختلافاً كبيراً . ويمكننا عبر هذه المقارنة أن ندرك بان كتلة الأرض لها قيمة معينة هي الأمثل والأكثر ملاءمة وأن هذه القمية لم تأت مصادفة قط . ولو تألمنا وتمعنا مقاييس معينة هي الأمثل والأكثر ملاءمة وأن هذه القيمة لم تأت مصادفة قط . ولو تأملنا وتمعنا في مقاييس الكرة الأرضية لتوصلنا إلى كونها الأمثل والأنسب لمثل هذه الكوكب التصميم المعجز لبلورات الثلج
عندما يتفحص المرء بلورات الثلج يرى أشكالاً متعددة و مختلفة فيما بينها . ويعتقد الباحثون أن متراً مكعباً من الثلج يحتوي على 350 مليون بلورة ، و هذه البلورات جميعها تتخذ شكل مضلع سداسي
الإيمان بالله والأدلة العلمية
الإيمان بوجود الله فطرة في النفس الإنسانية ، وهو أمر ضروري يحصل للإنسان كثمرة من ثمرات مواهبه العقلية فمن الأمور المتفق عليها أن كل شيء له علة توجده ،أو صانع يصنعه [size=21]النظام الفريد في المجوعة الشمسية
[/size] قال تعالى : (لا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) (يّـس:40) . نعلم أن في المجموعة الشمسية ثمانية كواكب غير منيرة تدور حول الشمس : أصغرها عطارد ثم المريخ ثم الزهرة ، فالأرض فارونوس فنبتون فزحل فالمشتري ، ثم بلوتوا الذي كشفوه منذ أكثر من أربعين عاماً ( و هو كوكب شاذ في صغر حجمه و في بعده عن الشمس فلا يصلح أن يكون سبباً قاطعاً لإبطال النسبة العجيبة التي سأذكرها عن بعد الكواكب من الشمس ) . هذا في ترتيب أحجامها ، و أما بعدها عن الشمس فالكواكب تأتي على ترتيب آخر : فأقربها عطارد الذي يبلغ متوسط بعده عن الشمس 36 مليون ميل ، ثم الزهرة و متوسط بعدها 67 مليوناً ، فالأرض و متوسط بعدها 93 مليواناً ، فالمريخ و بعده مليوناً ، فالمشتري و بعده 484 مليوناً ، فزحل 887 مليوناً ، فأورانوس و بعده 1782 مليوناً ، و نبتون و متوسط بعده عن الشمس 2792 مليوناً من الأميال .
[size=21]وايضا هناك العديد من الايات اللتي تدل على عظمة الله ومنها :
[list] [size=21]عجائب الضوء التصميم الخاص لعناصر الطبيعية التوازنات الدقيقة على كوكب الأرض خلق الكون من العدم والانفجار الكوني الكبير . التوازن الدقيق في الانفجار الكوني الكبير. الانسجام المعجز بين الشمس و الضوء . آيات عظمة الله في غاز النتروجين . من عجائب الذرات و الإلكترونات . آيات عظمة الله في الغازات . التوازنات الدقيق في الكون . الكون تحت سيطرة مركزية . المسافة الفاصلة بين الأجرام السماوية . الله و الكون المعقد . تقدير من الله لا مصادفة . آيات الله في السماوات و الأرض . آيات عظمة الله في البحار . [/size][/size] |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-26, 12:29 am | |
| هناك مقولة قديمه تقول..أحصي البركات التي أعطاها الله لك واكتبها واحدة واحدة وستجد نفسك أكثر سعادة مما قبل ...إننا ننسى أن نشكر الله لأننا لا نتأمل في البركات ولا نحسب ما لدينا ...ولأننا نرى المتاعب فنتذمر ولا نرى البركات. قال أحدهم: إننا نشكو لأن الله جعل تحت الورود أشواك ...وكان الأجدر بنا أن نشكره لأنه جعل فوق الشوك وردا ...!!ويقول آخر : تألمت كثيراً عندما وجدت نفسي حافي القدمين ... ولكنني شكرت الله أكثر حينما وجدت آخر ليس له قدمين ...!!! فاللهم لك الحمد على العافية.. ولك الحمد على كل نعمة أنعمتَ بها علينا في قديم أو حديث، أو خاصة أو عامة، أو سرٍّ أو علانية.. اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرِّضـا.. لك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد لك ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد أنت ملك السماوات والأرض.. لك الحمد على العافية.. ونسألك العافية في الدنيا والآخرة. كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في دعائه حين يمسي وحين يصبح : "اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ومن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي". رواه الإمام أحمد وأبو داود وابن ماجه.
|
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-26, 12:45 am | |
| حكمة من خلق الإنسان وحقيقة الحياة الدنيا
خلق الله الإنسان لحكمة ولم يخلقه عبثا إن الخالق الحكيم قد خلق الإنسان لحكمة بينها في كتابه، لكن الكافر يزعم أن الإنسان خلق عبثاً !! وهو بهذا يتهم خالقه بالعبث، سبحانه وتعالى عما يقول الكافرون علواً كبيراً.
ولو قيل للكفار إن أطباءهم يعبثون في أعمالهم لسخروا من هذا القول، وقالوا : وهل يعبث الذي يصلح الخلل في أعينكم وأفواهكم وأمعائكم وقلوبكم إن أصيبت بالمرض؟ إن أطباءنا أجل وأعلا من أن يظن بهم العبث. فنقول لهم: صدقتم، إن الذي يصلح الخلل ويعالج المرض في أعضاء الجسم لا يعبث. ولكن كيف تزعمون أن خالق العيون والأفواه والأمعاء والقلوب يعبث في خلقه؟!
إنه سبحانه أجل وأعلا من أن يظن به العبث. قال تعالى: {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ (115) فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} (المؤمنون:115-116).
شهادة علم وظائف الأعضاء وهذا علم وظائف الأعضاء – الذي لابد لكل طبيب أن يدرسه – يقدم الدليل المشاهد على أن كل عضو في جسم الإنسان، بل كل خلية ونسيج قد خلقه الله لحكمة محددة تختلف عن حكمة ووظيفة بقية الأعضاء والأنسجة. كما يشهد علم وظائف الأعضاء بأن الحكمة من الخلايا والأنسجة والأعضاء مرتبطة بالكيان كله. فالخلايا تتكامل فيما بينهما لتكوين النسيج. والأنسجة تتكامل لتكوين العضو. والأعضاء تتكامل لتكوين الجهاز. والأجهزة تتكامل لتكوين الكيان الإنساني.
فعلم وظائف الأعضاء يقرر: أن الله خلق كل خلية ونسيج وعضو وجهاز في الإنسان لحكمة ووظيفة خاصة تختلف عن غيرها. وأن الله ما أحكم خلق الخلايا والأنسجة والأعضاء والأجهزة إلا من أجل أن تتكامل في وظائفها لتكوين الإنسان.. وإذن فالإنسان محكم في خلقه وتكوينه، من أجل حكمة أرادها خالقه سبحانه.
الحكمة التي خلق من أجلها الإنسان واحدة لجميع البشر من المعلوم في علم وظائف الأعضاء أن التركيب الواحد الثابت للخلية أو النسيج أو العضو أو الجهاز يحتم وحدة وظيفته وثبوتها، والاختلاف في التركيب يؤدي إلى اختلاف الوظيفة. وبالتالي فلابد أن تكون الحكمة من خلق البشر كلهم واحدة، لأن تركيبة عيني إنسان فقير هي نفس تركيبة عيني إنسان غني، وإن تركيبة عيني رئيس هي نفس تركيبة عيني أي مرؤوس، وهي نفس تركيبة عيني عالم أو جاهل، سواء كان ذلك في زمننا الحاضر، أو في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، أو في زمن موسى أو في زمن آدم عليهما السلام.
فالحكمة من كل جزء من أجزاء الإنسان واحدة في الجنس الإنساني بأكمله على اختلاف الزمان والمكان. كما أن التركيب الإنساني الجسدي والنفسي والروحي والعقلي واحد لم يتغير في الجنس البشري على اختلاف الزمان والمكان، والفطرة البشرية واحدة لم تتغير في بنى الإنسان. وإذن لابد أن تكون الحكمة من خلقهم واحدة ولا تتعلق بزمان أو مكان، أو جاه أو غنىً أو فقر أو علم أو جهل، وإنما تتعلق بأصل الفطرة الإنسانية والتركيب الإنساني. قال تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (الروم:30).
فمن توهم أنه خلق من أجل أن يؤدي حرفة أو وظيفة فيعيش بها ولها فقد أخطأ؛ لأن وظائف الناس وحرفهم الحكومية والتجارية والصناعية والزراعية وغيرها مختلفة ومتعددة بينما خلقتهم واحدة، فلابد أن تكون هناك حكمة واحدة من خلقهم جميعاً. ولو خلق الناس لحكم متعددة، لكانت خلقتهم متعددة تبعاً لاختلاف تلك الحكم.
الحكمة من خلق الإنسان متعلقة بالدنيا والآخرة إن الحكمة من خلق الإنسان متعلقة بالدنيا والآخرة معاً، لذلك فهي تخفي على الذين يقصرون أنظارهم على الحياة الدنيا. فلقد كنا قبل مائة عام في عالم الغيب، وسنكون بعد مائة عام في عالم الغيب مرة أخرى، وكذلك الأجيال من قبلنا، ومن بعدنا تعبر على هذه الأرض ولا تدوم لها حياة عليها.
وكما عبرنا في أرحام الأمهات طوراً بعد طور حتى نزلنا في هذه الدنيا، فإننا نعبر في هذه الدنيا إلى الآخرة طوراً بعد طور من الطفولة وحتى الشيخوخة. ولا يستطيع الإنسان أن يفهم الحكمة من وجوده في طور الحياة الدنيا إذا لم يعرف الطور السابق لها وكذا اللاحق بعدها. وما سبق الحياة الدنيا غيب، وما يأتي بعدها غيب آخر، والذين قصروا أنظارهم على مرحلة الحياة الدنيا، وتوهموا للحياة البشرية أهدافاً مقصورة على الدنيا أصيبوا بالخيبة والحيرة وتحطمت كل فلسفاتهم على صخرة الموت.
فالذين زعموا أن الحكمة من خلق الإنسان هي: الحياة – العمل - المتعة واللذة - بناء الحضارة - أو الصراع من أجل الأحسن! نقول لهم: إذا كانت الحكمة من خلق الإنسان ما ذكرتم: فلم الموت بعد الحياة؟! ولم العجز عن العمل بعد القدرة، ولم الموت؟! ولم الكدر بعد المتعة، ولم الموت؟! ولم الانتكاسة إلى الأسوأ، ولم الموت؟!
وتراهم يعلنون عن حيرتهم فيقول قائلهم: جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ولقد أبصرت قدامي طريقا فمشيت وسأبقى سائراً إن شئت هذا أم أبيت كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟! لست أدري!! فهم كما قال تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} (الروم:7).
إن الحكمة من خلق الإنسان في الحياة الدنيا لا تعلم إلا بمعرفة ما قبلها وما بعدها وذلك الأمر لا يعلمه إلا الله. الحكمة من خلق الإنسان لا تعلم إلا من الخالق سبحانه إن الحكمة من أي مصنوع تكون مخفية في نفس الصانع، ولا تعلم إلا بتعليم منه، أو ممن تعلم منه.
ولقد أرسل الله رسله إلينا لتعليمنا ما نجهل، وأيدهم بالبينات والمعجزات، وخلق لنا أدوات للعلم من سمع وبصر وفؤاد لنكتسب بها العلم. فإذا تعلمنا ما غاب عنا ممن أرسلهم الله إلينا، عرفنا الهدى وخرجنا من حياة التيه والعمى التي يحياها الكافرون إلى حياة النور والهدى، قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ (15) يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (16)} (المائدة:15-16).
وبهذا الهدى تعلمنا من خالقنا سبحانه أنه قسم حياتنا إلى قسمين: 1) الحياة الدنيا، وهي دار الابتلاء فيما استخلفنا الله عليه. 2) الحياة الآخرة وهي دار الجزاء.
وأعلمنا أن الموت هو الانتقال من دار الابتلاء إلى دار الجزاء. الحياة الدنيا دار استخلاف إذا تأملنا في موقف الإنسان على الأرض وجدناه موقف المستخلف عليها من قبل مالكها؛ لأن الإنسان لم يخلق شيئاً على هذه الأرض مما ينتفع به ويستخدمه أو مما هو مسخر لمنفعته ومصلحته، قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا} (البقرة:29).
بل إن الإنسان لا يملك من نفسه شيئاً، لا يملك يده ولا لسانه ولا عينه ولا رجله ولا يملك عرقاً ولا عظماً ولا جلداً ولا لحماً ولا عصباً ولا حتى قطرة دم لأنه لم يخلق من ذلك شيئاً، قال تعالى: {نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ (57) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) ءَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59)} (الواقعة:57-59). وقال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} (الطور:35).
ومع أن الإنسان لا يملك شيئاً من نفسه ولا مما حوله فهو من الناحية العملية يتصرف وكأنه المالك، فقد أعطي من الصلاحيات والقدرات والإمكانيات ما جعله يسخر كل شئ في الأرض لمصلحته، وينتفع بالقوى والخيرات وغيرها من المخلوقات حتى سمي الإنسان (سيد الأرض) قال تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ} (الجاثية:13).
ومن الواضح أن هذه المنزلة التي للإنسان لم تكن له إلا بما يأتي: 1) بما أودع الله فيه من طاقات ومواهب وكفايات. 2) بتسخير ما في الأرض جميعاً له. 3) بعدم خلق من ينافسه أو يتغلب عليه ويستضعفه.
وإذن فمنزلة الإنسان في هذه الأرض بمنزلة المالك لما فيها، مع أنه لم يخلق منها شيئاً فهو إذن مستخلف عليها من قبل مالكها الحق ومالك الإنسان. قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ} (البقرة:30).
وقال تعالى: {وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} (النمل:62). وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا ءَاتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيم} (الأنعام:165).
ومع أن الإنسان مستخلف في الأرض، فهو في نفسه خاضع ومحكوم بما قدر الله له وعليه. فلا يملك أن يختار أبويه أو جنسه (ذكراً كان أو أنثى) أو صورته أو عمره أو زمانه أو مكان ولادته أو موته أو مواهبه أو مجتمعه أو أبناءه. ويخرج الإنسان من الدنيا كما دخل إليها وقد سلم الودائع جميعاً، وترك كل ما كان يحرص عليه. فالإنسان عبد مستخلف على الأرض بتقدير سيده ومالكه خالقه وخالق كل شئ.
الأرض دار ابتلاء وامتحان للإنسان يستخلف الخالق سبحانه الإنسان على هذه الأرض لمدة محدودة، وأجل معلوم، لمعرفة طاعته من معصيته، ولتمييز المؤمن من الكافر، والمطيع من العاصي، حتى يكون الجزاء في الآخرة على ما قدم الإنسان من عمل في الدنيا. ألست ترى أن الذي خلقك أخرجك إلى الدنيا وأنت لا تملك شيئاً ثم وهب لك ما شاء من المواهب، والأموال، والأولاد، والعلم، والجاه. ثم يسترد بالموت كل الودائع، وتخرج من الدنيا كما دخلت إليها. قال تعالى: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} (الأنعام:94).
فتأمل: كل ما أعطاك الله إياه لم يرد منه التمليك الدائم لك؛ لأنه يسترد منك الذي أعطاك. وعندما أخذ الله منك ما أعطاك لم يرد سلبك لأنه الذي أعطاك أول مرة. وإذن فالامتحان والاختبار هو المراد من التمليك المؤقت لما أعطاك ربك. وجعل كل ما في الدنيا أداة من أدوات الامتحان.ولأن الامتحان هو المقصود من الحياة فإن الله لم يرغم الناس على عبادته بل استخلفهم على الأرض، وأرسل إليهم رسلاً ورسالات، وطلب منهم أن يخضعوا لأمره، وأن يطيعوه ويعبدوه باختيارهم، في المهلة المعطاة لهم على الأرض. قال تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ…} (الكهف:29).
كيف يتحقق الامتحان لقد زين الله في أنظارنا الدنيا الفانية، وزين لنا في كتابه وسنة نبيه الآخرة الباقية كي يتحقق الامتحان لإيماننا. قال تعالى: {وَمَا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (القصص:60). وعرفنا أن كل ما في الأرض فانه لا يدوم ولا قيمة له وأنه قد غر من قبلنا فتصارعوا عليه، ثم تركوه مرغمين..
قال تعالى: {وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} (العنكبوت:64). وقال تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (الحديد:20). وقال تعالى: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا ءَاخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ(29)} (الدخان:25-29).
وإذا استعرضت حياتك وجدت صدق هذه الحقيقة المبينة لحقيقة الدنيا، فكل ما مضى من حياتك لا قيمة له عند موتك، ولا يبقى منه إلا عملك الصالح، وما هي إلا سنوات حتى تكتشف هذه الحقيقة في حياتك بأكملها، بل في حياة جيلك كله، بل ستجدها واضحة في الحياة البشرية كلها. قال تعالى: {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ…} (الأحقاف:35).
نتيجة الامتحان فمن كان إيمانه قوياً، وخوفه من ربه عظيماً، سلك لجمع الدنيا طريق ربه، واتبع هدى خالقه، وقاوم الهوى ووسوسة الشيطان، ولم ينخدع بزينة الدنيا فذلك هو الامتحان والنجاح والنجاة من النار والفوز بالجنة. قال تعالى: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (آل عمران:185). ومن أبى وعصى، فقد ظل وغوى، وفي النار هوى، قال تعالى: {كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ (25) فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (26)} (الزمر:25-26). وأما إن كان ضعيف الإيمان، لا يخاف ربه فإن بريق الدنيا يخدعه، وينطلق لجمع ما في الدنيا من متاع وزينة بأي وسيلة أو طريق، بقتل أو تدمير أو تخريب، بحيلة أو خديعة، معرضاً عن هدى خالقه وهداه، وبهذا يظهر كفره أو فسقه فذلك هو الامتحان والفشل فيه.
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ ءَايَاتِنَا غَافِلُونَ (7) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (8)} (يونس:7-8). وقال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَءَاثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39)} (النازعات:37-39) وقال تعالى: {الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ} (إبراهيم:3) وقال تعالى ? الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَهْوًا وَلَعِبًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا فَالْيَوْمَ نَنْسَاهُمْ كَمَا نَسُوا لِقَاءَ يَوْمِهِمْ هَذَا وَمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ} (الأعراف:51).
العبادة هي الحكمة من خلق الإنسان لقد تبين لنا مما سبق أن الإنسان خلق لحكمة ولم يخلق عبثاً. وأن الحكمة من خلق جميع البشر واحدة. وأن الحكمة من خلق الإنسان متعلقة بالدنيا والآخرة. وأنها لا تعلم إلا من الخالق سبحانه. وأن الخالق سبحانه قد استخلف الإنسان في الأرض. وأن غاية الاستخلاف هو الابتلاء والامتحان. وأن موضوع الامتحان هو العبادة لله سبحانه. والعبادة هي العمل وفق مراد الخالق الذي خلق سبحانه. ألست ترى أن أي مصنوع يصنع لا يكون صنعه إلا لعمل وفق مراد الذي صنعه.
وكذلك الإنسان ما كان ليعمل إلا وفق مراد خالقه سبحانه. وعمل الإنسان وفق مراد خالقه هو العبادة. قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات:56). فالحكمة من خلق الإنسان هو أن يكون عبداً لله على الأرض التي استخلفه فيها، ليمتحنه ربه أيطيعه ويعبده، أم يعصيه ويكفر به.
ثم ينقله بالموت من دار الامتحان والعمل إلى دار الجزاء على ما قدم. وهذه الحكمة واحدة لا تتبدل من خلق كل إنسان في كل زمان ومكان، ولكل الإنسان مهما كانت مكانته فهو ممتحن فيما استخلفه الله فيه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).
فكل إنسان عليه أن يعبد ربه لأنه: 1- ما خلق إلا ليعمل وفق مراد خالقه سبحانه. 2- ولأن الله هو الذي استخلفه ومكنه فعليه أن يعمل وفق مراد الذي مكنه واستخلفه. 3- ولأنه مملوك في كل أمره فعليه أن يعمل وفق مراد مالكه سبحانه. 4- ولأنه محاسب بين يدي ربه فعليه أن يعمل وفق مراد مالك يوم الدين والحساب.
والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه كما قال العلماء، والاستخلاف في الأرض داخل في مدلول العبادة. فالعبادة هي غاية الوجود الإنساني، ووظيفة الإنسان الأولى في أي موقع كان. وليس في الوجود إلا رب واحد والكل له عبيد، عليهم أن يتوجهوا بأعمالهم ومشاعرهم وضمائرهم لعبادته عبادة خالصة له دون شريك.
جريمة من غير الحكمة من خلقه إذا عمد شخص إلى مصنوع ما وقرر أن يستخدمه لغرض غير الذي صنع من أجله، فسنقول له: إنك بهذا تفسده. فإذا أراد أن يجعل القلم سواكا خالف الحكمة من صنع القلم، وإذا أراد أن يجعل السيارة مكاناً ثابتاً للجلوس خالف الحكمة من صنع السيارة. وإذا أراد أن يجعل الكتاب وسادة خالف الحكمة من تأليف الكتاب. والسبب أن صناعة المصنوع تأتي محققة للحكمة من صنعه، فإذا أراد تغيير الحكمة فيجب عليه أولاً أن يغير الصناعة لتأتي متوافقة مع الغرض الجديد الذي يريده.
ولا يجرؤ الناس على مخالفة الحكمة من صناعة المصنوعات خوف إفسادها. لكنهم يتجرؤون ويخالفون الحكمة التي خلقهم الله من أجلها ويفسرونها حسب أهوائهم. فمنهم الغافل الذي لا يكلف نفسه السؤال عنها!! قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ ءَاذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ} (الأعراف:179).
ومنهم الملحد الذي يدعي أنه خلق عبثاً، قال تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ} (الجاثية:24). ومنهم المشرك الذي خلط الأمور وعبد مع الله غيره. قال تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ} (الأعراف:191).
ومنهم العاصي الذي عرف حكمة خلقه لكنه غلّب أهواءه وشهواته، وخالف ما خلق من أجله. قال تعالى: {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (الأحزاب:36). وإذا سألت ملحداً عن الحكمة من خلق أعضاء جسمه أجابك مقراً بأن لكل عضو في جسمه حكمة بديعة. وإذا سألته عن ارتباط الحكمة من العضو بالجسم أجابك بأن الحكمة من أي عضو مرتبطة بالكيان بأجمعه. وإذا سألته عن الحكمة من كيانه بأجمعه، الذي أحكمت الأعضاء من أجله، نفى أن تكون له حكمة!! ولو طلبت من أحدهم أن يستخدم أي عضو في بدنه لغير الحكمة التي خلق من أجلها، كأن يأكل بإذنه أو عينه فإنه سيستنكر ذلك ويستسخفه، لأنه بذلك سيفسد العضو بتغيير وظيفته التي خلق من أجلها، بينما هو يخطئ في تفسير الحكمة من خلقه بأجمعه، ويفسد حياته ويخسر نفسه.
فقد خلقه الله ليسير في طريق العبادة والطاعة في الدنيا ليكون من الفائزين بالجنة فأبى إلا أن يسلك طريق المعصية فيخسر نفسه في نار جهنم، وأي مصيبة وجريمة أكبر من أن يتمرد على خالقه ويخسر نفسه في النار أبداً. قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ} (الزمر:15). الموت قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ} (الأنبياء:35) {إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} (يونس:49).
فالموت لا يرده عنك مال ولا بنون ولا يرده علم ولا جاه، يقهر الملوك في قصورهم، ويأخذ الأطباء من مستشفياتهم، وينتزع الأغنياء والتجار من بين كنوزهم، ويأخذ أرواح الشباب والأطفال إذا جاءت آجالهم، ولكن المؤمن يستسلم لهذا القدر، ويعد نفسه لما بعده حتى يحيا الحياة الأبدية منعماً في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين.
إن الله سبحانه وتعالى قد حدد للإنسان أجله ورزقه وعمله وشقي أو سعيد، وقد كان هذا التحديد يوم أن نفخ فيه الروح وهو في بطن أمه، كما جاء في الحديث الشريف (ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ فَيُؤْذَنُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ فَيَكْتُبُ رِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَعَمَلَهُ وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ)، فالحياة الدنيا اختبار وابتلاء، وينتهي هذا الاختبار بخروج الروح من الجسد حيث ينتقل الإنسان من مرحلة الحياة الدنيا إلى الحياة البرزخية.
تعريف الموت الموت هو: مفارقة الروح للبدن وانتقال من الحياة الدنيا إلى الحياة الآخرة. قال القرطبي: (قال العلماء: الموت ليس بعدم محض ولا فناء صرف وإنما هو انقطاع تعانق الروح بالبدن ومفارقته وحيلولة بينهما، وتبدل حال وانتقال من دار إلى دار).
أما علماء الكائنات الحية: فيرون الموت انقطاعاً عن أنشطة الحياة فالميت لا يأكل، ولا يشرب ولا يسمع ولا يحس ولا يعقل شيئا ولا يتنفس ولا يتناسل ولا يتحرك ولا ينمو، وبعكسه الحي. وقد قررت هذه الفوارق بين الكائنات الحية والميتة نتيجة للاستقراء والدراسة الطويلة للتفريق بين الميت والحي.
وهناك ما يسمى بالموت السريري، وفيه يتوقف عمل القلب والرئتين، ولكن الشخص يعود إلى وعيه ثانية بعد عودة القلب والرئتين إلى عملهما، وكان ذلك يثير شبهة عند الجاهلين بأن الميت قد عاد إلى الحياة مرة ثانية، والحقيقة أن ذلك الإنسان لم يمت فعلاً وإنما تعطلت بعض مظاهر الحياة فيه مؤقتاً بينما الروح في الجسم لم تفارقه.
كل من عليها فان الموت قدر محتوم على كل مخلوق ولا مفر منه، فجميع الكائنات الحية من النباتات والحيوانات والإنسان ستموت. بل وكل الأحياء المبثوثة في الأرض الطحالب والفطريات والجراثيم والبكتريا والفيروسات والكائنات التي في أعماق البحر وفي جو السماء، وحتى التي في جوف الصخر، كلها ستموت. كما أن للكون كله أجلاً معلوماً سينتهي فيه، فالجبال لها أجل معلوم والشمس والقمر والكواكب والنجوم لها أجال محتومة. قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} (لقمان:29).
والهرم الذي يصيب أجزاء الجسم نذير من نذر الموت فعنده يثقل السمع ويضعف البصر ويلين العظم وتضمر العضلات ويتجعد الجلد وتضعف الذاكرة وتتساقط الأسنان ويشيب الشعر قال تعالى: {وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا يَعْقِلُونَ} (يس:68). وقال تعالى: {ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} (الحج:5). فسيموت البشر جميعاً الرجال والنساء، الأطفال والشيوخ، الأغنياء والفقراء، الأطباء والمرضى، القادة والشعوب، الرؤساء والمرؤوسون، وكذا الملوك والطغاة والجبابرة والمتكبرون. قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (العنكبوت:57).
يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ يبدأ الله خلق الإنسان نطفة صغيرة (خلية ملقحة) لا ترى بالعين المجردة، فيغذيها بمواد ميته من دم الأم، فتتحول تلك المواد الميتة إلى خلايا حية تنمو مكونة علقة فمضغة فعظاماً فتكسى العظام لحماً، وبهذا يصير الغذاء الميت جنيناً حياً (حياةً نباتيةً). وينمو ذلك الجنين ويتحرك ثم تنفخ فيه الروح، فينشئه الله خلقاً آخر ويجعله بشراً سوياً.
وتجتمع عملية الموت والحياة في أجسام الكائنات الحية، فبينما تموت خلايا في تلك الأجسام تتولد خلايا حية أخرى فيها، وتجري هذه العملية في أجسامنا وأجسام الكائنات الحية بلا انقطاع، فخلايا تولد من مواد ميتة وخلايا تموت من أجسام حية في وقت واحد وهكذا نرى سنة الإماتة والإحياء لمواد ميتة تتكرر لتوديع أجيال كانت حية واستقبال أجيال من مواد كانت ميتة، سواءً على مستوى الأمم والأجيال أو على مستوى الخلايا في الجسد الواحد فسبحان القائل: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ} (الروم:19).
الله وحده مالك الموت والحياة إن أعلى درجات التصرف في الكائنات الحية هو منحها الحياة وإيقاع الموت عليها، وذلك بيد مالك الموت والحياة سبحانه، فمع أن كل كائن حي يكره الموت لكنه في النهاية يموت رغماً عنه، كما أنه لم يظهر إلى الوجود بإرادته. قال تعالى: {لَهُ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (الحديد:2). وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (المؤمنون:80). وجاء في الحديث القدسي الذي يرويه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه: (… وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ).
الحكمة من الموت كلما تخيل الإنسان صورة لحياته واختارها لنفسه وفسر بها وجوده، جاء الموت فحطمها ودمرها، فمن جعل تحصيل العلم أو الشهرة والجاه، أو جمع المال، أو كثرة الأولاد هدفاً لحياته، أو جعل الحصول على اللذة والمتعة، أو الزعامة والقيادة غاية لحياته، جاءه الموت فحطم كل هذه الأمنيات التي تقتصر على ظاهر من الحياة الدنيا.
فهل الحكمة من الموت هي مجرد تحطيم هذه الآمال والأهداف أم لابد له من حكمة تكون مرتبطة بكل أطوار الحياة قبل الموت وبعده، لأنه حلقة في سلسلة أطوار وجود الإنسان قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا ءَاخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16)} (المؤمنون:12-16).
إن الخالق سبحانه الذي نقلنا طوراً بعد طور قد أخبرنا عن الحكمة من طور الموت فبين أنه: هي الانتقال من دار العمل إلى دار الجزاء حيث توفى كل نفس ما كسبت. قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (آل عمران:185).
الموت يأتي بغتة وفي أجله المحدود من الناس من يكون في صحة وعافية وعلى الرغم من ذلك يفجأوه الموت ولا يستطيع أحد رده. قال تعالى: {فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ} (الأعراف:34). وبعض المرضى يصلون إلى حافة الموت وييأس الأطباء من حياتهم، وإذا بالحياة تدب في أوصالهم ويعيشون إلى ما شاء الله. والذين يشهدون المعارك العسكرية يدركون هذه الحقيقة فيشاهدون أفراداً يتعرضون للهلاك حين تقصفهم الطائرات أو تنفجر بهم الألغام أو يخترق الرصاص أجسامهم، أو يتعرضون لمؤامرات محكمة لقتلهم، ورغم ذلك لا يموتون لأن الأجل لم يأت. قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا} (آل عمران:145).
أما إذا جاء الأجل فلا يدفعه الحذر. قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (الجمعة:8). فكيف ننسى الموت أو نتناساه وهو لا محالة واقع ولا مفر منه ولا مهرب ونحن لا ندري في أي لحظة يفجؤنا وفي أي مكان يدهمنا؟ قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله، فاستعد أيها المؤمن للموت، وتجهز له بالتوبة وترك الذنوب صغيرها وكبيرها والإقبال على الله بالعمل الصالح كما فعل القعقاع بن حكيم الذي قال (قد استعددت للموت منذ ثلاثين سنة، فلو أتاني ما أحببت تأخير شئ عن شئ).
ومن أيقن بالموت جعل وقته كله طاعة لله عز وجل، وكيف نخشى الموت وهو لا يأتي إلا في أجله وموعده وحين يعلم الإنسان ذلك، فإنه يكون شجاعاً في مواقفه وتصرفاته فلا يخشى إلا الله، ولا يخاف على نفسه لأنه يعلم أن أجله بيد الله سبحانه وتعالى. كفى بالموت واعظاً الموت حقيقة واقعة لا يستطيع مخلوق رده أو التهرب منه أو تأجيله عن وقته، غير أن كثيراً من الناس يغفلون أو يتغافلون عن ذكر الموت، والاستعداد لما بعده، ويفرون من ذكره وهم ملاقوه، ويتعامون عنه وهو آتيهم، قال تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ} (النساء:78).
فكن أيها المؤمن على استعداد دائم للموت فقد تصبح مع الأحياء ولا تمسي إلا مع الأموات، أو تمسي مع الأحياء ولا تصبح إلا مع الأموات، قال تعالى: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} (لقمان:34). إن تذكرنا للموت يجعلنا ندرك حقيقة الدنيا الفانية التي تنكشف بالموت، فلا نغتر بها أو نركن إليها، ويجعلنا نتوجه إلى الحياة الباقية الدائمة، ونسارع في التوبة وننشط في العبادة، وكفى به واعظاً يهدم اللذات ويقطع الأماني والآمال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أَكثروا من ذكرِ هادمِ اللذّات) قلنا يا رسول الله وما هادم اللذات قال: (الموت).
هذا وزيارة القبور تذكر بالموت وهي من دأب الصالحين، فحين نشاهد القبور نتذكر من كان في قصوره منعماً ومن كان صاحب الأمر والنهي، ومن كان يصدر الأوامر للجيوش والشعوب، كما أنها تذكر بالآخرة فيبقى القلب في يقظة دائمة. وقد قال صلى الله عليه وسلم (فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ). وقد جاء رجل من الأنصار فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أي المؤمنين أفضل؟ قال (أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا) قَالَ: فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ؟ قَالَ (أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا، وَأَحْسَنُهُمْ لِمَا بَعْدَهُ اسْتِعْدَادًا، أُولَئِكَ الأكْيَاسُ)، ومعنى الأكياس: العقلاء.
قال أبو العتاهية الموت باب وكل الناس داخله يا ليت شعري بعد البابِ ما الدار؟ الدار جنة خلد إن عملت بما يرضي الإله وإن قصرت فالنار والموت لا محالة نازل بنا بكربه وغصصه ونزعه وسكراته وغمه، ولا شك بأن ملك الموت سينزع أرواحنا ونلقى من الآلام والشدة ما الله به عليم، ولسنا أكرم على الله من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقد روت عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل يده عند وفاته في إناء فيه ماء ثم يمسح بها وجهه ويقول: (لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ إِنَّ لِلْمَوْتِ سَكَرَاتٍ) وفي رواية عنها قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يموت وعنده قدح فيه ماء وهو يدخل يده في القدح فيمسح به وجهه ويقول: (اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى سَكَرَاتِ الْمَوْتِ). قال تعالى: {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ} (ق:19).
حال المؤمن وحال الكافر عند الموت لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن حال المؤمن وقت موته بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (فصلت:30). وأما حال الكافر فكما قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ ءَايَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} (الأنعام:93).
|
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-26, 5:01 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم بالشكر تدوم النعم الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركا فيه ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك سبحانك اللهم لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله خير نبيٍ أرسله أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً اللهم صلِّي وسلم وبارك على سيدنا محمدوعلى آل سيدنا محمد احبتي في الله اوصيكم ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد، فيا عباد الله: ها قد أقبل إليكم الخير واقبلت اليكم نعم الله عز وجل فاحافظوا عليها بشكر الله عز وجل تدوم النعم وأنتم تعلمون أيها الإخوة والاخوات ، أن النعمة إذا وفدت فإن لها حصناً واحداً لا ثاني له به تحفظ هذه النعم ألا وهو شكر الله سبحانه وتعالى ألم تقرؤوا قوله: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 14/7] وما تقرب عبد إلى الله بمثل شكره على النعم التي تفد إليه من الله عز وجل وخالقه ورازقه ومعافيه الله سبحانه. انظروا إلى قوله سبحانه وتعالى : {كَما أَرْسَلْنا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آياتِنا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ ما لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ، فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} [البقرة: 2/151-152] انظروا كيف ربط نعمه الوافدة إلينا بل نماذج من نعمه الوافدة إلينا بضرورة التوجه إليه بالشكر. تأملوا في قوله رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما يرويه مسلم في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه: ((إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيشكره عليها ويشرب الشربة فيشكره عليها)) وقفت أمام هذا الكلام الجميل ((إن الله ليرضى عن العبد)) وهل هنالك نعمة أجل من أن يرضى الله عنك؟ هل هنالك صلة يكرمك الله بها أجلّ لا من أن يعفو الله عنك بل من أن يرضى الله عنك؟ ورتبة الرضى أسمى من رتبة العفو ومع ذلك فإنك تنالها بشيء يسير أن تشكر الله على الأكلة التي تأكلها أن تشكر الله على الشربة التي تشربها ولكن انظروا إلى قول الله سبحانه وتعالى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ، جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارِ} [إبراهيم: 14/28-29] انظروا إلى قوله سبحانه وتعالى : {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيها رِزْقُها رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذاقَها اللَّهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ} [النحل: 16/112] وكفران نعم الله عز وجل ليس معناه أن يرتد الإنسان من الإيمان إلى الكفر بل كفران النعمة أن يعرض عن شكر الله عليها كفران النعمة أن ينسى فضل الله عز وجل عليه فضلاً عن أن يستعمل نعمة الله عز وجل فيما حرم فيما نهى عنه. أيها الإخوة والاخوات ! لقد رأيتم نعمة الله كيف أقبلتوإنكم لتذكرون مظاهر الحرمان التي كنتم تعانون منها، طرقتم باب الله فاستجاب الله لكم التجأتم إليه، فقال لكم من خلال استجابته لبيكم يا عبادي ما الذي بقي لكي تحصنوا نعمه، ولكي تحرزوها من التبدد والضياع؟ بقي أن تشكروا الله وشكر الله ليس كلمة تدور على الألسن كما يقول عامة الناس من ملتزمين وتائهين: (نشكر الله) كلمة تقليدية تعودت عليها الألسن هذا ليس شكراً شكر الله سبحانه وتعالى أن تستعمل النعمة التي وفدت إليك فيما يرضى الله وألاّ تستعملها فيما يسخط الله سبحانه وتعالى شكر الله بطاعة الله عز وجل والتقرب إليه شكر الله عز وجل ببر الوالدين وصلة الارحام شكر الله عز وجل بتلاوة كتابه والتزود من سنه نبيه صلى الله عليه وسلم شكر الله بذكر الله اناء الليل واطراف النهار وفي كل وقت شكر الله في المحافظه على الصلوات في وقتها جماعه مع المسلمين شكر الله عز وجل بحسن الاخلاق والاحسان للناس شكر الله بصلة الارحام و بعيادة المرضى والتفريج عن المسلمين المحتاجين شكر الله عز وجل بطاعة ولاة الامر في كل ما يرضى الله عز وجل شكر الله بالصدقات شكر الله بإماطة الاذى عن الطريق وكف الشرور عن عباد الله شكر الله بان تفك المسلمين من شرك وتحسن لهم شكر الله بحسن معاملتك مع اخيك في بيتك وجيرانك واصدقائك شكر الله ان لا نتسلط على عباد الله الضعفاء ونقهرهم شكر الله نرحم الصغير ونحترم الكبير والمجال واسع واسع للي يريد شكر الله عز وجل وهو صادق بذلك سوف يحدث نفسه يشكر الله عز وجل في كل عمل يعمله اذا قصد فيه وجهه الله الكريم اللهم اجعلنا من الشاكرين اللهم اجعلنا من الشاكرين اللهم اجعلنا من الشاكرين
|
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-26, 5:07 pm | |
| من عجائب التدبير الإلهي في مشهد الصراع بين الإسلام ، وأعداءه ، المتضمّن آيات الله الباهرة ، التي لايراها إلاّ أهلُ البصيــرة ، المهتدون بنور الوحي ، المليئة قلوبهم بضياء اليقين ، ما يلــــي :
1ـ في الوقت الذي امتلأت بلادُ العرب سيما العراق ، والجزيرة ، من جيوش الصليب التي لا تُوازيهــا ، أيّ قوة ماديّة في الأرض ، ومما لم يسبق له مثيل في التاريخ ، كان من المتوقع وفق المعايير المادية أن لايبقى للجهاد اسم ، ولا لراية القتال في سبيل الله رسم .
لكن الذي حدث ـ وسبحان العزيز الحكيم ـ أنـّه لم تكن أصلا ،ومنذ عقود ، رايةٌ للجهاد على مستوى البصيرة في العلم وإتباع السنّة ، والتخطيط المحكم ، والإعداد المتقن، والنكاية بالعدو ، والعزيمة الماضية ،والأمل الراسخ بالنصر ، كما هو الحال اليوم ،
وأين ؟!
في العراق نفسه ، الذي فيه قـد حلّت كلّ قوى الكفر العالمي ، والتي هـي أيضا ، كانت قـد سعت بكلّ ما أوتيت من خبث ، ومكر ، لإجتثاث الإسلام من العراق ، حتى أصبح مرتعا لكل الأحزاب اللادينية المعادية للفكرة الإسلامية ، فأصبح اليوم محضن الإسلام الجهادي ،وفيه ترفع رايته ، وتتساقط أمامها كلّ الرايات الأخرى .
فتأمل هذه العجيبة !
2 ـ في الوقت الذي حاز الأعداء على مقاليد التكنلوجيا المعلوماتية ، وخططوا ليتمكنوا بها للسيطرة على عقول المسلمين ، وليفسدوها ، وهيمنوا على الفضاء ، ليقعــدوا منها مقاعد للسمع ، وليرصدوا مرور المعلومات في كلّ الأجواء ، كان من المتوقع أن لايُسمع للإسلام صوتٌ ، فضلا عن صــوت كلمة الجهاد ، وصيحــة العزة ،
لكن الذي حدث ـ وسبحان العزيز الحكيم ـ أنـّه لم تكن قطّ ـ ومنذ قرون ـ كلمةُ الجهاد ، أرفع من اليوم ، ولم يحصل كذلك أنّ صوتَ العزة الإسلامية ، أكثر طرقاً لأسماع البشر من هذا العصـتر ، بعزّ عزيز ، أو بذلّ ذليل ، طوعاً ، أوكرهــاً ،
بل ذلك يعلن بالصوت والصورة أيضـا ، حتـّى لم يبق نورٌ من نور هذه الشعيرة الإسلامية العظيمة ، التي هي ذروة سنام الإسلام ، إلا وبلغ أقاصي الأرض ، بقوّة واستعلاء شامخين ، حتى اعترف وزير دفاع أقوى دولة في العالم أمريكا ، أن الإعلام الجهادي ، متفوّق على الآلة الإعلامية الأمريكية .
فتأمل هذه العجيبة!
3ـ في الوقت الذي كانت الصفوية العنصرية في إيران ، تحشد السلاح المدّمر ، وتنفق المليارات على مخطط ماكر للسيطرة على العراق والجزيرة ، طامعة في العدوان على المسلمين ، كان من المتوقـّع أن تبلغ أهدافها الخبيثة ، لكــــن الذي حدث ـ وسبحان العزيز الحكيم ـ أن الله تعالى قـد أعــدّ الظّالمين ، ليسلّطهم على الظالمين ، فجاء بالقوات الصليبية :
ـ لتنال حظّهــا من العقوبة الإلهية على يد المجاهدين ، فتصِمُها كتائب الجهاد بالذلّ، وتسمُ خرطومَها بالمهانة ، وتلصق أنوفها بالرغام ، وتُظهرها أمام العالم على حقيقتها ، وتكشف أمام الناس جميعا سوءتها ، فيُهراق من دماءهم ، ماشاء الله أن يُهراق بالحق ، جزاءَ ما سفكوا من دماء المجاهدين في أفغانستان ، وغيرها من بلاد المسلمين بالباطل .
ـ ويرهقها إنفاقها العسكري فيكون سببا في هلاكها بإذن الله ،
ـ ويسلّطها على عدو آخر يتربّص بالمسلمين بالدوائر ، فيعجّل بهلاكها بإذن الله .
ـ ويجعل سبحانه ذلك كلّه من الكيد لدينه الذي هو دين جميع المرسلين ، وأمة محمد صلى الله عليه المصطفين على العالمين .
فتأمل هذه العجيبة !
4ـ في الوقت الذي حازت أمريكا فيه ،على تمام القدرات الإستخباراتية ، والتطوّر في وسائل التجسس ، والآلات البالغة التعقيد في مراقبة كلّ شيء ، وكان من المتوقع أنـّه لايعجزها أن تصل إلى أيّ عدوّ لها في الأرض ، وتكشف مُسبقا كلّ خططه ،
لكنّ الذي حدث ـ وسبحان العزيز الحكيم ـ أنـّه لم تكن أمريكا أشـدّ عجزاً ، في الوصول إلى معلومات عن عدوّ لها ، هـو أفقر الأعداء في وسائل تكنولوجيا التجسّس ، وأبعد المناوئين لأميركا مسافةً بينه وبين تطورها التكنولوجي الإستخباراتي ،
حتى إنّ قيادات الجهاد العالمي ، تتحدّى أمريكا بالظهور العلني المتكرر ، وبأشدّ عبارات التحدّي ، والتهديد ، وتنفذ تهديداتها بقوّة تفوّق توقعات عدوّها غالبا ,
ومع ذلك تقف أمريكا عاجزة تماما عن استعمال آلاتها الإستخباراتية العملاقة ، فصارت في أيديها ، كأنهّـا عدم لافائدة فيها البتة ، وصدق الله تعالى العظيــم إذ يقول : ( ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لايعجزون ) .
فتأمل هذه العجيبة !
5ـ في الوقت الذي سخّرت أمريكا ، وأذنابها من الدول الخاضعة لها، هيئات الفتوى ، وشيوخ الزيف ، للشهادة بالزور على أن :
المشروع الأمريكي الصليبي لايناقض الإسلام ، فصمّوا الآذان بكذبهم أنّ الأعداء معاهدون مستأمنون ، جاؤوا بعهد الله ، وأمانة الله ، وفق شريعة الله !!، ولا يجوز حتّى التحريض ضدّهم ، وذلك من الإثم العظيم ، والزور الجسيم ،
وأنّ المقاومين للمشروع الأمريكي ، من المجاهدين باللسان ، والسنان ، هم الخوارج الذين مشروعهــم يناقض الإسلام ! وأنّ التحريض ضدهم بل التبليغ عنهم ، حتى لو سجنوا ، أو عذّبوا ، أو قتلوا ، من صلب التوحيــد ، ومن التمسك بالنهج الرشيد !!
وكان من المتوقع أن تنجح هذه الأكاذيب ، في مسخ عقول المسلمين ، وتلبّس الحق بالباطل ،
لكنّ الذي حدث ـ وسبحان العزيز الحكيم ـ أن المسلمين ازدادوا بصيرة بكراهية ، وبغض ، وعداوة المشروع الأمريكي ، وسقط من أعينهم كلّ من يدافع عنه ، حتى أظهرت جميع استطلاعات الرأي في البلاد الإسلامية ، أن أمريكا لم تكن قطّ أكثر بغضا في قلوب المسلمين منها اليوم ،
فتأمّل هذه العجيبة !
6ـ في الوقت الذي أنفق الأعداء المليارات ، وأستهلكوا جهودا ًلاتعـد ، مرت عليها أزمانٌ لا تحُصى ، لتخنيث شباب المسلمين ، وإفساد أخلاقهم بتقديم مســـوخ ( ستار أكاديمي ) لهم أنموذجا يحتذى بـه ، وكان من المتوقع أن تُعدم الرجولة تماما ، من شباب الإسلام ، وسط هذا الكم الهائل من البث المخنّث الهائل في أجواء العالم الإسلامي!
لكن الذي حدث ـ وسبحان العزيز الحكيم ـ أنّ صورة واحدة للزرقاوي ـ مثلا ـ وهو يحمل شارة العزّة ، ويخاطب الأمّة بخطاب الرجولة ، ويعدها وعدَ الأبطال، لاتكلف المجاهدين شيئا ، لكنها تُبــثّ في نفس وسائل الإعلام المفسدة كأنّه رغما عنهـا !! فتُحطّم في لحظات ، كلّ تلك المؤامرات الإعلامية الغربية على أمتنا ، وتجعلها هباء منثورا ، وتُخرج مئات الرجال ، الذين يرفضون أن يكونوا مخنثين ، يتتبّعون أخبارهن الساقطة في كل وسيلة إعلامية !
فتأمّل هذه العجيبة !
7ـ في الوقت الذي حشدت أمريكا كلّ ما ملكت من تمكين مادي ، ومعنوي ، للقضاء على حركة طالبان ، وهي في المعايير المادية أضعف دولة في الأرض ،وأقلّها خبرة في وسائل ، ومكايد، ومكر ، الصراعات الدولية ، وكان من المتوقع أن تنتهي هذه الحركة إلى الأبد ، وتزول فلا يبقى منها أحد ، ويصبح قادتها أسرى في سجون العدوّ ، يقدمهم أنموذجا لمن يتمرد على فرعون العصر أمريكا ، كما قدم صدام حسين!
لكن الذي حدث ـ وسبحان العزيز الحكيم ـ أنّ طالبان وفقها الله ، ونصرها ، تزداد يوما بعد يوم قوة وعدداً ، وتتعاظم كلّ يوم نكايتها بعدو أكثر منها عتادا ، وعدداً ، وأما قادتها فأكثرهم بخيـر ، وأتم عافية ، لاسيما الملا أمير المؤمنين محمد عمر المتوكل على ربه ، فهو أعلى الأمراء فخـرا في الأرض ، وأعلاهم قامة في المجد ،وأرفعهم رأسها في العـزّ .
فتأمل هذه العجيبة !!
8ـ في الوقت الذي استهلكت أمريكا كلّ ماتملك ، من مال ، وخبرة سياسية ، وشراء للذمم ، وتسخير لمن يطيعها من الشعوب ، والأمم ، لتنصيب حكومات دُمى تمثل مشروعها ، يرضى عنها الناس ، وتظهر أمامهم قدرة أمريكا على تحقيق الأمن ، والاستقرار ، في البلاد التي تحتلها، وكان من المتوقع أن تنجح فيما ترمي إليه ،
لكن الذي حدث ـ وسبحان العزيز الحكيم ـ أنّ أكثر الحكومات فشلاً ، وأكثرها تخبطاً، وأعظمها إفساداً في البلاد ، واستعباداً للعباد ، هي التي تنشأ تحت الاحتلال الأمريكي ، كما في أفغانستان ، والعراق ، وكذا الصومال ، ذلك أن الله تعالى أبى إلا أن يظهرهم على حقيقتهم ،كما قال : ( ألا إنهم هم المفسدون ولكن لايشعرون ) .
فتأمل هذه العجيبة !
9ـ في الوقت الذي قدمت الدول التي رضيت بالعبودية لأمريكا ، كلّ ما تملك لإرضائها ، وخضعت لها حتى سجدت تحت أعتابها ، وكان من المتوقع أن تكافئها بأن تمكنها وتحميى كراسي حكامها ،
لكن الذي حدث ـ وسبحان العزيز الحكيم ـ أنّ أمريكا أصبحت تخطط لتغييرها ، وتتآمر ضدها مع معارضيها في الداخل ، وتوسّع عليها المكر والخديعة ، وتُزعجها بالحديث عن الإصلاحات في نظام الدولة ، وعن تداول السلطة ، وتنتقدها لمنع الحرية للمعارضين ، حتى صارت امريكا هي التي تدعو إلى الخروج التدريجي على تلك الأنظمة ، بينما يجتهد علماء السوء بتثبيت كراسي أولياء أمريكا بدعوى أنّ الاعتراض على سياستهم مذهب الخوارج ، والواقع أن مذهب الخوارج تتبناه أمريكا نفسها التي ابتليت هذه الأنظمة بالخضوع لها ، وابتليت بأن سُلّطت عليها !!
ثم أصبحت أمريكا تستغلها في حروب بالوكالة ، تدمّر تلك الأنظمة ، وتثقل كاهلها ، فيذهب عنها الأمان الذي نشدته عند أعداء الله تعالى ، فابتلاها الله بالخوف ، والرفاه الإقتصادي الذي نشدته عند الكفرة ، فابتلاها الله بالفقر واضطراب الأسواق المالية ، وكذلك كلّ من ترك الله لغيره ، عذّبه الله بذلك الغير ، ومن طلب الأمان عند غيره ، فهو ذاهب إلى خوفه من غير أن يشعر ، كماقال تعالى ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) .
فتأمل هذه العجيبة !
10ـ في الوقت الذي يقمع الطغاة القائمين بالقسط من الناّس ، فيقتلونهــم ، ويشرّدونهــم ، ويأسرونهــم ، ويضيّقون عليهم ، وكان من المتوقع أن تخفى كلمة الحق التي لايحبّ أن يسمعها الطغاة ، وتضعف همم المجاهدين باللسان ، وتكلّ عزائمهم ،
لكن الذي حدث ـ وسبحان الله العزيز الحكيم ـ أنهم يزدادون صلابةً وبأسا ، ويستعمل الله بالحـق من بعد كلّ رأس رأسـا ، وتعلو كلمة الله التي يظهرها بهم على كلّ باطل ، وتزدان صورتهم بين الناس على لسان كلّ قائل .
ثم صار بأيديهم من وسائل نشر كلمة الحقّ أكثر بكثير مما كانوا يتوقعون ، واتّسع الخرق على الطغاة ، فلم يقدروا أن يمنعوها ، وهي تنتشر في خطوط الهاتف التي تنظّمها الدولة نفسها ـ شبكات الإنترنت ـ وتصل إلى الناس في بيوتهم ، وتتجاوز كل وسائل الرقابة ، ساخرة من بطش أنظمة الإستخبارات التي ترى كلمة الحـقّ ، تمر أمامها عاجزة عـن منعـها ، حتى تصل إلى مأمنها !!
فتأمل هذه العجيبة !!
وكلّ مامضى ، شواهدُ حيّة لمن يتدبّــر ، ناطقة بالتسبيح لقدرة الله تعالى الباهرة ، أن الله تعالى يمكر بأعداء دينه ، بمكرهم نفسه ، ويجعل كيدهم كيداً عليهم ، حتى يخـرّ عليهم بنيانهم نفسه الذي بنوه ،
فسبحان القائل (إِنَّالَّذِينَيُجَادِلُونَفِيآيَاتِ اللَّهِبِغَيْرِسُلْطَانٍأَتَاهُمْإِنفِيصُدُورِهِمْ إِلاَّكِبْرٌ مَّاهُمبِبَالِغِيهِفَاسْتَعِذْبِاللَّهِإِنَّهُهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
وهذه كلّها آيات من الله تعالى ، يُظهرها لمن تدبـّـر ، ويجلّيها لمن في قدرة الله تعالى آمن وتفكـّـر ،
ويُخفيها عمّن عميت بصائرهم فلا يرونها ، ويطمس أبصارَهم عنها، فلا يشاهدونها .
( وَقَالُواقُلُوبُنَافِيأَكِنَّةٍ مِّمَّاتَدْعُونَاإِلَيْهِوَفِيآذَانِنَاوَقْرٌوَمِن بَيْنِنَاوَبَيْنِكَحِجَابٌ فَاعْمَلْإِنَّنَاعَامِلُونَ ) .
وتلك سنـّة الله تعالى في آياته ،
فهي من جهة : نورٌ ، وهدى للذين آمنوا ، بها يعتبرون ،
يعلمون بها أن الحقّ منصور ، والباطل يبور ، وأنّ أعداء الدين ، مكرهم عليهم يدور ،
ومن جهة : هـي عمَى ، وشقاءٌ ، للذين في قلوبهم زيغ ، فبها يهلكون .
كما قال الحق سبحانه : (قُلْهُوَلِلَّذِينَآمَنُواهُدًىوَشِفَاءوَالَّذِينَ لايُؤْمِنُونَفِيآذَانِهِمْوَقْرٌوَهُوَعَلَيْهِمْعَ مًىأُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَمِنمَّكَانٍبَعِيدٍ) .
وقال سبحانه (وَنُنَزِّلُمِنَالْقُرْآنِمَاهُوَشِفَاء وَرَحْمَةٌلِّلْمُؤْمِنِينَوَلاَيَزِيدُالظَّالِمِين َإَلاَّخَسَارًا).
وقال سبحان (سَأَصْرِفُعَنْآيَاتِيَالَّذِينَيَتَكَبَّرُونَ فِيالأَرْضِبِغَيْرِالْحَقِّوَإِنيَرَوْاْكُلَّآيَةٍ لاَّيُؤْمِنُواْ بِهَاوَإِنيَرَوْاْسَبِيلَالرُّشْدِلاَيَتَّخِذُوهُس َبِيلاًوَإِنيَرَوْاْ سَبِيلَالْغَيِّيَتَّخِذُوهُسَبِيلاًذَلِكَبِأَنَّهُ مْكَذَّبُواْبِآيَاتِنَا وَكَانُواْعَنْهَاغَافِلِينَ) .
وهذه الآية تشمل في دلالتها : آياته المشاهدة الكونيـّة ، كما آياته المتلوّة القرآنية ، فهي نفسها ، ينتفع بها المهتدون ، ويضلّ بهـا الضالّون ،
كما قال تعالى : ( وَلَوْفَتَحْنَاعَلَيْهِمبَابًامِّنَالسَّمَاءفَظَلّ ُواْفِيهِيَعْرُجُونَ* لَقَالُواْإِنَّمَاسُكِّرَتْأَبْصَارُنَابَلْنَحْنُق َوْمٌمَّسْحُورُونَ ) .
وقال تعالى : ( وَلَوْنَزَّلْنَاعَلَيْكَكِتَابًافِيقِرْطَاسٍفَلَمَ سُوهُبِأَيْدِيهِمْ لَقَالَالَّذِينَكَفَرُواْإِنْهَـذَاإِلاَّسِحْرٌمُّ بِينٌ ) .
وهكذا يقيم الله تعالى سوق إمتحان الخلق ، بتسليط أعداءه على أولياءه ، ثم يمهل في الزمان ، ويؤخـّر النصر عن أهل الإيمان ، ويمُلي ماشاء أن يملي ، ويخفض من شاء ويُعلي ، حتى إذا رضي بما يرى من أهل الصدق والوفا ، واتخذ من الشهداء من اصطفى ، وميّز صف أهل الحق من الباطل حتى صفـا ،
مكّن من شاء أن يمكنهم ، فابتلاهم بالصبر على امتثال الشريعة ، وهو بلاء أيّ بلاء ، بعدأن نصرهم على الأعداء .
فنسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلا ، ويرزقنا اجتنابه ، وأن يرزقنا الثبات في الأمر ، والعزيمة على الرشد ، وشكر نعمته ، وحسن عبادته ، والصبر على مراده منا حتى نلقاه آمين |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-29, 12:21 am | |
| اجماع الصحابة وائمة السلف على ثبات الارض
لقد اجمع الصحابة في فهمهم للقران وتفسيرهم له ان الارض ثابتة لاتدور
ولم يحدث ان ظهر في زمان الصحابة من خالف هذه النظرية والتي اجمع
عليها بعدهم ائمة السلف الصالح حتى علماءنا في الزمن الحالي فلو
وجد في القران اي دليل على حركة الارض لفهمه وعرفه الصحابة وهم
اعلم الناس بالقران واكثر ادراكا لمعانيه فل من المعقول ان الصحابة لم
يدركو وجود الدوران للارض بالقران ولم يشيرو اليه ابدا بل اشارو الى
دوران الشمس .
وهذه بعض اقول الصحابة وائمة السلف والعلماء المعاصرين في هذه
المسالة :-
1- الصحابي الجليل عبدالله بن عباس :-
من المعروف ان الصحابي الجليل عبدالله بن عباس هو ترجمان القران
واكثر ادراكا وفهما لمعانيه وقد ذكر رضي الله عنه في تفسيره لاية
والشمس تجري لمستقر لها ( الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في
السماء في فلكها فإذا غربت جرت بالليل في فلكها تحت الارض حتى
تطلع من مشرقها قال : وكذلك القمر . رواة ابن ابي حاتم بإسناد صحيح.
2- الامام ابن القيم
ذكر ابن القيم في كتابه مفتاح دار السعادة :-
(ثم تامل الحكمة من طلوع الشمس على العالم كيف قدره العزيز العليم سبحانه فإتها لو كانت في موضع من السماء فتقف فيه ولاتعدوه لما وصل شعلعها إلى كثير من الجهات لأن ظل احد جوانب كرة الارض يحجبها عن الجانب الاخر وكان يكون الليل سرمدا على من لم تطلع عليهم . والنهار سرمدا على من هي طالعة عليهم فيفسد هؤلاء وهؤلاء ، فاقتضت الحكمة الالهية والعناية الربانية أن قدر طلوعها من أول النهار فتشرق على من قابلها من الافق الغربي ثم لاتزال تدور وتغشى جهة بعد جهة حتى تنتهي الى المغرب فتشرق على مااستتر عنها في أول النهار فيختلف عندهم الليل والنهار فتنتظم مصالحهم .) انتهى
فلما تبين انه يتم تعاقب الليل والنهار والارض ثابتة وذلك بدوران الشمس
عليها عكس نظرية الكشاف والكرة الدائرة. اجعل الكرة ثابتة والضوء هو
الذي يدور عليها تظهر لك الحقيقة .
3- الامام القرطبي:-
قال القرطبي في تفسيره عند قوه تعالى( وهو الذي مد الارض وجعل
فيها رواسي وانهارا) الاية . قال والذي عليه المسلمون واهل الكتاب
القول بوقوف الارض وسكونها ومدها وأن حركتها إنما تكون في العادة
بزلزلة تصيبها. وقد اثبت اجماع المسلمين وأهل الكتاب على ثباتها.
4- الشيخ عبدالقادر الاسفرائيني :-
ذكر الشيخ في كتابه (الفرق بين الفرق) وأجمعوا- يعني اهل السنة-
على وقوف الارض وسكونها وأن حركتها إنما تكون في العادة بعارض
يعرض لها من زلزلة ونحوها خلاف قول من زعم من الدهرية أن الارض
لاتهوي ابدا
5- فضيلة الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله:-
من اوائل من اصدر فتواه في هذه المسالة واثبت بان الارض ثابتة لاتدور
وله في ذلك كتاب الأدلة النقلية و الحسية على جريان الشمس وسكون
الأرض وإمكان الصعود للكواكب ومما ذكره في كتابه :-
(نشرت الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالرياض في عام 1402 هـ/1982م كتاباً من تأليف الشيخ بن باز يقول فيه : (أجمعت آراء السلف من أمثال شيخ الإسلام ابن تيمية وابن كثير وابن القيم الذين أجمعوا على ثبوت الأرض ).من هنا: إنَّ القول بأن الشمس ثابتة وأن الأرض دائرة هو قولٌ شنيعٌ ومنكر ، ومن قال بدوران الأرض وعدم جريان الشمس فقد كفر وضل ، ويجب أن يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً ، ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين"
وأضاف ابن باز بأنه كان من جملة الناس الذين شاهدوا بعيونهم وأبصارهم سير الشمس وجريانها في مطالعها ومغاربها قبل أن يذهب نور عينيه وهو دون العشرين ، وأكد أن الشمس سقفها ليس كروياً كما يزعم كثير من علماء الهيئة الضالين ، وإنما هي قبة ذات قوائم تحملها الملائكة وهي فوق العالم مما يلي رؤوس الناس، و أنه لو كانت الشمس ثابتة لما كان هناك فصول أربعة ولكان الزمان في كل بلد واحد لا يختلف.
وقد نصَّ في كتابه على (أن كثيراً من مدرسي علوم الفلك ذهبوا إلى القول بثبوت الشمس ودوران الأرض وهذا كفرٌ وضلال وتكذيبٌ للكتاب والسنة وأقوال السلف ،وقد اجتمع في هذا الأمر العظيم النقل والفطرة وشاهد العيان فكيف لا يكون مثل هذا كافراً)، وقد حجَّهم ! بقوله (لو أن الأرض تتحرك لكان يجب أن يبقى الإنسان على مكانه لا يمكنه الوصول إلى حيث يريد ، لذلك فالقول بهذه المعلومات الطبيعية وتدريسها للتلاميذ على أنها حقائق ثابتة يؤدي إلى أن يتذرع بها أولئك التلاميذ على الإلحاد حتى أصبح كثير من المسلمين يعتقدون أن مثل هذا الأمر من المسلمات العلمية).وكذلك استدل بأنَّه (لو كانت الأرض تدور كما يزعمون لكانت البلدان والأشجار والأنهار لا قرار لها ، ولشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق والبلدان المشرقية في المغرب ، ولتغيرت القبلة على الناس لأن دوران الأرض يقتضي تغيير الجهات بالنسبة للبلدان والقارات هذا إلى أنه لو كانت الأرض تدور فعلاً لأحسَّ الن اس بحركة كما يحسون بحركة الباخرة والطائرة وغيرها من المركوبات الضخمة ).ووصف المسلمين الذين يؤمنون بكروية الأرض بأنهم يتبعون كلَّ ناعق يريد أن يفسد عقيدة المسلمين بأنهم بعيدون عن استعمال عقولهم وأنهم أعطوا قيادهم لغيرهم فأصبحوا كبيهمة الأنعام العجماء بعد أن فقدوا ميزة العقل.
وقد خلص ابن باز إلى أن (القائل بدوران الأرض ضال قد كفر وأضل كذَّب القرآن والسنة ، وأنه يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافراً مرتداً ويكون ماله فيئاً لبيت مال المسلمين) .اليكم مقاطع مما ذكره ابن باز في كتابه المسمى ي ( الأدلة النقلية و الحسية على جريان الشمس و سكون الأرض و إمكان الصعود إلى الكواكب ) من مطبوعات الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة 1395 هجرية : قال ابن باز في كتابه المذكور في الصفحات التالية : (ص23) و كما أن هذا القول الباطل - يقصد ثبوت الشمس ودوران الأرض- مخالف للنصوص فهو مخالف للمشاهد المحسوس و مكابرة للمعقول والواقع لم يزل الناس بسلميهم وكافرهم يشاهدون الشمس جارية طالعة و غاربة ويشاهدون الأرض قارة ثابتة و يشاهدون كل بلد و كل جبل في جهته لم يتغير من ذلك شيء ، ولو كانت الشمس تدور كما يزعمون لكانت البلدان والجبال و الأشجار و الأنهار والبحار لا قرار لها و لشاهد الناس البلدان المغربية في المشرق والمشرقية في المغرب ولتغيرت القبلة على الناس حتى لا يقرّ لها قرار و بالجملة فهذا القول فاسد من
وجوه كثيرة يطول تعدادها .
(ص24 ) ثم هذا القول مخالف للواقع المحسوس فالناس يشاهدون الجبال في محلها لم تسيّر فهذا جبل النور في مكة في محله وهذا جبل أبي قبيس في محله وهذا أُحــد في المدينة في محلّه و هكذا جبال الدنيا كلها لم تسيّر و كل من تصور هذا القول يعرف بطلانه وفساد قول صاحبه و أنه بعيد عن استعمال عقله وفكره قد أعطى القياد لغيره كبهيمة الأنعام فنعوذ بالله من القول عليه بغير علم و نعوذ بالله من
التقليد الأعمى الذي يردي من اعتنقه و ينقله من ميزة العقلاء إلى خلق البهيمة العجماء .ص 39 ) ثم الناس كلهم يشاهدون الشمس كل يوم تأتي من المشرق ثم لا تزال في سير و صعود حتى تتوسط السماء ثم لا تزال في سير ، وانخفاض حتى تغرب في مدارات
مختلفة بحسب اختلاف المنازل و يعلمون ذلك علما قطعيا بناء على مشاهدتـهم و ذلك مطابق لما دل عليه هذا الحديث الصريح –حديث سجود الشمس- والآيات القرآنية ولا ينكر هذا إلا مكابر للمشاهد المحسوس و مخالف لصريح المنقول و أنا من جملة الناس الذين شاهدوا سير الشمس و جريانها في مطالعها و مغاربها قبل أن يذهب بصري و كان سني حين ذهاب بصري تسعة عشر عاما و إنما نبهت على هذا ليعلم القراء أني ممن شاهد آيات السماء والأرض بعيني رأسه دهرا طويلا والله المستعان وبالجملة فالأدلة النقلية والحسية على بطلان قول من قال إن الشمس ثابتة أو قال إنها جارية حول نفسها كثيرة متوافرة و قد سبق الكثير منها فراجعه ان شئت . والنتيجة
هي : (ص23 ) فمن زعم خلاف ذلك وقال إن الشمس ثابتة لا جارية فقد كذّب الله و كذّب كتابه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد".
" ومن قال هذا القول فقد قال كفرا و ضلالا لأنه تكذيب لله ، وتكذيب للقرآن و تكذيب للرسول (ص) لأنه عليه الصلاة والسلام قد صرح في الأحاديث الصحيحة أن الشمس جارية وأنها إذا غربت تذهب و تسجد بين يدي ربها تحت العرش كما ثبت ذلك في الصحيحين من حديث أبي ذر -رضي الله عنه -وكل من كذب الله سبحانه أو كذب كتابه الكريم أو كذب رسوله الأمين عليه الصلاة والسلام فهو كافر ضال مضل يستتاب فإن تاب وإلا قتل كافرا مرتدا و يكون ماله فيئا لبيت مال المسلمين كما نص على مثل هذا أهل العلم . )
6- فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين:-
وهو من الذين يدافعون عن ثبات الارض وله في ذلك فتوى وهذا نصها
( الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : التوحيد والعقيدة السؤال: رسالة المستمع ع. ف. أبو صالح يقول فضيلة الشيخ أرجو إفادتي يا فضيلة الشيخ محمد وفقكم الله بما يحبه ويرضاه هل صحيح أن للأرض حركتين أم لا وهل في ذلك آيات تدل على ذلك أم العكس ثم أفيدوني أين توجد الجنة والنار وهل هناك آيات دالة على ذلك وفقكم الله لكل خير ونفع بعلمكم جميع المسلمين وأخيراً يا فضيلة الشيخ أخبرك بأنني أحبك في الله كثيراً وأنا من الذين يستمعون لكلامك كثيراً سواء في الأشرطة أو من برنامج نورٌ على الدرب ومن الذين يقرأ ون ما تكتب في الكتب فلكم مني جزيل الشكر بعد شكر الله عز وجل والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ع. ف. ض. آل صالح. الجواب
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين ثم إني أشكر الأخ السائل على محبته لي في الله وأرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون ذلك حقيقةً وأني ممن يحبُ ويُحب في الله عز وجل وأسأل الله تعالى أن يحبه كما أحبني فيه وأقول له ولمن يستمعوا إلى كلامي إن من أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله فعلى الإنسان أن تكون محبته تابعةً لمحبة الله ورسوله أي بأن يحب ما يحب الله ورسوله من الأقوال والأعمال والأحوال والأزمان والأمكنة والأشخاص حتى يكون من أولياء الله عز وجل الذين يحبهم ويحبونه أما ما يتعلق بسؤاله فإنه سأل عن عدة أشياء سأل هل للأرض حركتان أم لا وهل في آياتٍ تدل على ذلك أما العكس فأقول إن البحث في هذا من فضول العلم وليس من الأمور العقدية التي يجب على الإنسان أن يحققها ويعمل بما تقتضيه الأدلة ولهذا لم يبين هذا الأمر في القرآن الكريم على وجهٍ صريح لا يحتمل الجدل فمن الناس من يقول إن للأرض حركتين حركة تختلف بها الفصول وحركة أخرى يختلف بها الليل والنهار ويقول إن قول الله تعالى (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) يدل على ذلك ووجه الدلالة عنده أن نفي الميدان دليلٌ على أصل الحركة إذ لو لم يكن أصل الحركة موجوداً لكان نفي الميدان لغواً من القول لا فائدة منه ويقول إن هذا دالٌ على كمال قدرة الله أن تكون هذه الأرض وهي هذا الجرم الكبير تتحرك بدون أن تميد بالناس وتضطرب مع أن الله عز وجل إذا شاء حركها فحصلت الزلازل والخسوفات ومن العلماء من يقول الأرض لا تتحرك بل هي ثابتة لقوله تبارك وتعالى (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور) أي تضطرب ولقوله تعالى (الذي جعل لكم الأرض فراشاً والسماء بناءً) ولأن الله تعالى جعل الأرض قراراً يقر الناس عليه وهذا ينافي أن تكون لها حركة و أياً كان هذا أو هذا فإن إشغال النفس بمثل ذلك ليس فيه كبير فائدة فيقال إن كانت تتحرك وهي في هذا القرار التام فهذا دليلٌ على تمام قدرة الله عز وجل وإن كانت لا تتحرك فالله تعالى هو الذي خلقها وجعلها ساكنةً لا تتحرك لكن الشيء الذي أرى أنه لا بد منه هو أن نعتقد أن الشمس هي التي تدور على الأرض وهي التي يكون بها اختلاف الليل والنهار لأن الله تعالى أضاف الطلوع والغروب إلى الشمس فقال عز وجل (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال) فهذه أربعة أفعال أضيفت كلها إلى الشمس إذا طلعت وإذا غربت تزاور تقرض كلها أفعال أضيفت إلى الشمس والأصل أن الفعل لا يضاف إلا إلى فاعله أو من قام به أي من قام به هذا الفعل فلا يقال مات زيدٌ ويراد مات عمرو ولا يقال قام زيدٌ ويراد قام عمرو فإذا قال الله (وترى الشمس إذا طلعت) ليس المعنى أن الأرض دارت حتى رأينا الشمس لأنه لو كانت الأرض هي التي تدور وطلوع الشمس يختلف باختلاف الدوران ما قيل إن الشمس طلعت بل يقال نحن طلعنا على الشمس أو الأرض طلعت على الشمس وكذلك قال الله تبارك وتعالى في قصة سليمان (إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت) أي الشمس (بالحجاب) ولم يقل حتى توارى عنها بالحجاب وقال النبي عليه الصلاة والسلام لأبي ذر عند غروب الشمس أتدري أين تذهب قال قال الله ورسوله أعلم قال (فإنها تذهب فتسجد تحت العرش) فأضاف الذهاب إلى الشمس فظاهر القرآن والسنة أن اختلاف الليل والنهار يكون بدوران الشمس على الأرض وهذا هو الذي يجب أن نعتقده ما لم يوجد دليلٌ حسيٌ قاطع يسوغ لنا أن نصرف النصوص عن ظواهرها إلى ما يوافق هذا النص القاطع وذلك لأن الأصل في أخبار الله ورسوله أن تكون على ظاهرها حتى يقوم دليل قاطع على صرفها عن ظاهرها لأننا يوم القيامة سنسأل عما تقتضيه هذه النصوص بحسب الظاهر والواجب علينا أن نعتقد ظاهرها إلا إذا وجد دليلٌ قاطع يسوغ لنا أن نصرفها عن هذا الظاهر هذا هو الجواب عن السؤال الأول وأما قوله أفيدوني أين توجد الجنة والنار فالجواب عليه أن نقول الجنة في أعلى عليين والنار في سجيل وسجيل في الأرض السفلى كما جاء في الحديث الميت إذا احتضر يقول الله تعالى اكتبوا كتاب عبدي في سجيل في الأرض السفلى وأما الجنة فإنها فوق في أعلى عليين وقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أن عرش الرب جل وعلا هو سقف جنة الفردوس جعلنا الله تعالى من أهلها ).
وهذا رابط الفتوى من موقع الشيخ
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1256.shtml
وستجد في هذا الرابط تسجيلا صوتيا لراي الشيخ حول الربط بين دوران
الارض وقوله ( امن جعل الارض قرارا)
http://www.ibnothaimeen.com/all/soun...le_16287.shtml
7- الشيخ عبدالكريم صالح الحميد :-
وهو من مشائخ بريدة والمعروفين بزهده ومؤلفاته والشيخ عبدالكريم
الحميد يعتبر اكثر من دافع عن مسالة ثبات الارض ورد على جميع
الشبهات بالتفصيل من القران والسنة والعلم الحديث وله في ذلك مؤلفه
(هداية الحيران في مسالة الدروان) والذي حوله من كتيب صغير الى
كتاب ضخم متوسعا في رده على من زعم بدوران الارض وانصح كل من
لديه شبهة او اراد التوسع في فهم المسالة بالرجوع لكتاب الشيخ ففيه
كل مايبحث عنه اخي القارئ من معلومات عن هذه المسالة .
8- الشيخ عبدالله الدويش:-
فقد ذكر في كتيبه المورد الزلال في التنبيه على أخطاء الضلال
ص196-198 : ( قوله – قطب - لو كانت الأرض لا تدور حول نفسها في مواجهة الشمس ما تعاقب الليل والنهار ، يقال هذا القول بناء منه على أن الشمس ثابتة ومعلوم أن هذا القول باطل بل كفر لأن الله تعالى يقول {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا }(يس/38) وقال تعالى مخبراً عن إبراهيم أنه قال {فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنْ الْمَغْرِبِ}(البقرة/258) .- لاحظ أن هاتين الآيتين لهما تفسير يتوافق مع حقائق العلوم الطبيعية - الوجه الثاني قوله لو دارت الأرض حول نفسها أسرع مما تدور لتناثرت المنازل الخ ، هذا باطل والأرض ثابتة لا تتحرك كما قال تعالى {أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَارًا}(النمل/61) قال ابن كثير أي قارة ساكنة ثابتة لا تميد ولا تتحرك بأهلها ولا تنجرف بـهم فإنـها لو كانت كذلك لما طاب عليها العيش والحياة بل جعلها من فضله ورحمته مهادا وبساطا ثابتة لا تتزلزل ولا تتحرك . الوجه الثالث قوله وجرت الأرض في مدارها حول الشمس في دائرة الشمس مركزها ، كلام باطل بل الأرض هي المركز كما ذكره شيخ الإسلام في الرسالة العرشية ).
ثم يقول : ( قوله إذن لاختلفت الفصول ولم يدر الناس ما صيف ولا شتاء وما خريف ولا ربيع . جوابه أن يقال إن معرفة الفصول بدوران الشمس وثبوت الأرض لا بدوران الأرض وثبوت الشمس فإن هذا القول رد للكتاب والسنة .
9- الشيخ الدكتور ابو بكر الجزائري:-
وقد سمعتها بنفسي له في احد دروسه بالمدينة عندما سئل عن دوران
الارض فاجاب لو الارض تدور لتغير مكاني هذا .
هذا خلاصة اراء العلماء في هذه المسالة .
معلومة للتوضيح
ولايضاح فتوى الشيخ ابن باز وابن عثيمين والرد على كل من اتخذ من ردهم اسلوبا لمحاربتهم فهذا الرابط فيه فتوى توضح ان الشيخين ابن باز وابن عثيمين قاما بتكفير من ادعى ثبوت الشمس ولم يقوما بتكفير من ادعى دوران الارض .
وهذا نص الفتوى
(رقم الفتوى : 59419 عنوان الفتوى : ابن باز وابن عثيمين ودوران الأرض والشمس تاريخ الفتوى : 18 محرم 1426 / 27-02-2005 السؤال
أصحيح أن الشيخين ابن باز وابن العثيمين رحمة الله عليهما أفتيا بعدم دوران الأرض وأن الشمس التي تدور حول الأرض ومن قال غير ذلك فقد كفر؟ وإن كان صحيحا كيف يمكن أن يسمح علماء أجلاء كابن باز وابن العثيمين المسموعين في العالم أن يجعلون شبهة كهذه على القرآن الذي لا يتضارب مع العلم؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فالعلامتان ابن باز وابن عثيمين رحمة الله عليهما عالمان شامخان من علماء العصر الأجلاء الحريصين على نصرة الحق وقمع الباطل والبدعة والضلال ونشر عقيدة السلف الصالح. وأما ما نسب إليهما من تكفيرمن قال بدوران الأرض فإنه من التلفيق والكذب والطعن فيهما، وقد رد العلامة ابن باز على من ادعى ذلك فقال: أما ما نشرته عني مجلة السياسة من إنكاري هبوط الإنسان على سطح القمر وتكفير من قال بذلك أو قال إن الأرض كروية أو تدور فهو كذب بحت لا أساس له من الصحة، كما أني قد أثبت في المقال فيما نقلته عن العلامة ابن القيم ما يدل على إثبات كروية الأرض أما دورانها فقد أنكرته.. ولكني لم أكفر من قال به وإنما كفرت من قال إن الشمس ثابتة غير جارية لأن هذا القول مصادم لصريح القرآن والسنة المطهرة. اهـ. وكذلك نفى العلامة ابن عثيمين دوران الأرض ولم يكفر من قال به كما في فتاواه. والسبب في عدم قولهم بدوران الأرض هو عدم صحة الدليل النقلي عندهما في ذلك بالإضافة إلى ظنهم أن إثبات دوران الأرض مجرد نظريات قابلة للنقض. ولا شك أن دوران الأرض حول نفسها ثم حول المجموعة الشمسية بأكملها حول المجرة أصبح حقيقة علمية ثابتة، وراجع الفتاوى ذات الأرقام: 12870، 26538، 22383. واعلم رحمك الله أنه ليس من شرط العالم أن لا يخطئ والكمال عزيز فلا نغلوا فيهما وندعي لهما العصمة ولا نجفوا عنهما بتتبع زلاتهما التي لم يسلم منها بشر وكفى بالمرأ نبلا أن تعد معايبه، وكل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكل مجتهد مأجور كما بين النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن العاص في الصحيحين: إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر. قال أبو محمد ابن حزم: عموم لكل مجتهد لأن كل من اعتقد في مسألة ما حكما فهو حاكم فيها لما يعتقد هذا هو اسمه نصا لا تأويلا لأن الطلب غير الإصابة وقد يطلب من لا يصيب على ما قدمنا ويصيب من لا يطلب فإذا طلب أجر فإذا أصاب فقد فعل فعلا ثانيا يؤجر عليه أجراً ثانيا أيضا. اهـ. من الإحكام. ) والله اعلم
وهذا رابط الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/S...Option=FatwaId
تعاقب الليل والنهار والفصول الاربعة
والسؤال الذي يطرح نفسه الان اذا سلمنا بان الارض ثابتة ولا تدور
فكيف يتم اذا تعاقب الليل والنهار والفصول الاربعة في ظل اختلاف
النظرية التي كنا نحسب بها تعاقب الليل والنهار واختلاف الفصول الاربعة
فالرد على ذلك :-
1- تعاقب الليل والنهار :-
ويكفينا في ذلك قولان الاول لترجمان القران عبدالله بن عباس حيث قال
(الشمس بمنزلة الساقية تجري بالنهار في
السماء في فلكها فإذا غربت جرت بالليل في فلكها تحت الارض حتى
تطلع من مشرقها قال : وكذلك القمر)
وقول العلامة ابن القيم حيث قال ( ثم تامل الحكمة من طلوع الشمس على العالم كيف قدره العزيز العليم سبحانه فإتها لو كانت في موضع من السماء فتقف فيه ولاتعدوه لما وصل شعلعها إلى كثير من الجهات لأن ظل احد جوانب كرة الارض يحجبها عن الجانب الاخر وكان يكون الليل سرمدا على من لم تطلع عليهم . والنهار سرمدا على من هي طالعة عليهم فيفسد هؤلاء وهؤلاء ، فاقتضت الحكمة الالهية والعناية الربانية أن قدر طلوعها من أول النهار فتشرق على من قابلها من الافق الغربي ثم لاتزال تدور وتغشى جهة بعد جهة حتى تنتهي الى المغرب فتشرق على مااستتر عنها في أول النهار فيختلف عندهم الليل والنهار فتنتظم مصالحهم ) وقد ذكرت ذلك في التعريف باراء علماء السلف.
2 - الفصول الاربعة :-
معتقد اهل الاسلام لتعاقب الفصول الاربعة وذلك بدوران الشمس حول
الارض مع تغير مطالعها ومغاربها كل يوم فتتعامد الأشعة وتميل وبذلك
تحتلف الفصول .
وإذا اردت ان تعلم كيف ان الاشعة بتعامدها ترتفع الحرارة وبميلها تنخفض فانظر في صباح يوم من ايام الصيف في بداية طلع الشمس او ل النهار يبقى الوقت بارد لان اشعة الشمس مائلة منبسطة وماتزال ترتفع الحرارة بحسب تعامد الأشعة فكلما كانت متعامدة كلما ارتفعت حرارتها وكذلك في اخر النهار حيث تميل فتضعف حرارتها كوقت طلوعها.
ومن هنا يتبين ان الشمس في كل وقت وكل فصل لاتتغير حرارتها بذاتها لكن التغير الذي يحدث في الارض بحسب مواقع الشمس من المكان فإذا كانت فوقهع تعامدت اشعتها عليه وارتفعت حرارته وإذا كانت مائلة عنه جهة الجنوب أو الشمال انخفضت الحرارة لميل اشعتها عنه . ( ذلك تقدير العزيز العليم). والشمس فوق الارض دائما كما تكون فوق رؤوسنا وقت الظهيرة وغروبها المذكور في القران وفي كلام النبي صلى الله عليه وسلم نسبي فتغرب عن جهة وتكون طالعة على جهة اخرى فيكون الليل عندنا نهارا في مناطق اخرى والنهار عندنا ليلا عندهم كما هو معروف عند اهل الوقت والشهور .
واذا كان الحال هكذا وأن برودتها أول النهار واخره نسبية ايضا وذلك لميل أشعتها كما انها وسط النهار ترتفع حرارتها لتعامد الأشعة فمبعرفة هذا ينحل اشكال الفصول الاربعة .
وحيث تبين ارتفاع الحرارة وانخفاضها يوميا وان سببه تعامد الاشعة وميلها فكذلك تتغبر الفصول الاربعة لكن التغير اليومي في الحرارة يحصل بتغير مواضع الشمس من المشرق الى المغرب واما في الفصول الاربعة فيحصل ذلك بتغيير مواضع الشمس من الشمال الى الحنوب وبالعكس لانها ليس مجراها خطا واحدا في السماء لاتعدوه بل كل يوم تطلع من مطلع وتغرب من مغرب .
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى اختلاف مطالع الشمس ومغاربها لتعاقب الفصول الاربعة في سياق تعداد نعمه والائه على عباده فقال تعالى ( رب المشرقين ورب المغربين)
قال ابن كثير رحمة الله مشرقي الصيف والشتا ومغربي الصيف والشتا وقال في الاية الاخرى ( فلا اقسم برب المشارق والمغارب) وذلك باختلاف مطالع اللمشس وتنقلها في كل يوم وبروزها منه الى الناس وقال في الاية الاخرى ( رب المشرق والمغرب لا اله الا هو فاتخذه وكيلا ) وهذا المراد منه جنس المشارق والمغارب. ثم قال ابن كثير رحمه الله ولما كان في اختلاف هذه المشارق والمغارب مصالح للخلق من الجن والانس قال ( فباي الاء ربكما تكذبان). انتهى
وهذا واضح فلو كانت الارض هي التي تدور حول الشمس لتعاقب الفصول التي فيها مصالح الخلق كما يزعمون لما ذكر الله المشارق والمغارب الذي معناه دوران الشمس حول الارض وتغير مطالعها ومغاربها فهذا كله منسوب اليها لاسيما قوله تعالى ( رب المشرقين ورب المغربين) اللذين هما مشرقي الصيف ومغربي الشتا.
فلو كان الامر على تخريف الملاحدة لذكر الله حركة الارض ودورانها حول الشمس لتحصل مصالح الخلق بتغير الفصول. واين اية واحدة تدل على ذلك . انتهى
حقائق مهمة في مسالة ثبات الارض
الان بعد ان ادركنا الدليل من القران والسنة واجماع ائمة اهل العلم
على اثبات ان الارض ثابتة وان الشمس هي التي تدور وتبقى اخي
الكريم ان اضع بين يديك بعض المعلومات والحقائق عن هذه النظرية.
1- الاصل الذي استند عليه ارباب نظرية دوران الارض:-
لتعلم اخي الكريم ان اهم مافي نظرية دوران الارض الرجوع الى اصلها حيث يتبين بطلانها بمعرفة الاصل الذي تفرعت منه وهو نشاة الكون وبدايته فارباب هذه النظرية يتكلمون عن بداية الكون بظنونهم وخرصهم دون رجوع الى علم الانبياءفيرون الكون لاخالق له ويزعمون انه كان في الفضاء الذي لاحدود له سديما عرض له عارض فصار يدور حول نفسه بسرعة عظيمة جدا وانفصلت منه الشمس وغيرها ثم الذي انفصل عنه صار يدور ايضا حوله ومن ذلك الشمس ويعتبرونها ام الارض ومايسمونه المجموعة الشمسية حيث انفصلت الارض عن الشمس لسرعة الدوران وكانت في البداية غازية تم تكثفت بعد ملايين السنين حيث صارت صالحة للحياة فجاء دور الكائنات الحية كيف تكونت فحل لهم الاشكال (داروين) ونحوه في الاميبا فتطورت الحياة وقارب التطور الكمال بالقرد الذي تطور الى انسان !!!!!.
ولعدم ايمان الدهرية بالخالق سبحانه ووحيه نظرو الى الكون باحثين عن اصل المخلوقات والخياة معتمدين على عقولهم الضالة وماتوحيه اليه شياطينهم التي يعتبرون وجودها خرافة كغيرها من الخرافات، مثل وجود الرب سبحانه وتعالى والملائكة والسموات المبنية والكرسي على العرش كل هذا لايدخل في حساباتهم ولايذكرونه في علومهم والجاهلية التي يعيشونها اعظم من الجاهلية عند العرب الذين كانو يؤمنون بوجود الرب ولكن اشركو مع وجوده ولم ينفعهم
فهل نعتد وناخذ بنظريتهم التي اساسها باطل وهش ام نعتد براي ائمة
العلم المسلمين والذين يستمدون رايهم من ايمانهم بخلق الله .
2- فضاء الدهرية واصحاب النظرية كله مجرات لاينتهي :-
هم يعتقدون بان المجرات هي ملايين من الشموس سابحة في الفضاء الذي لانهاية له في خيالهم ويقولون بان هناك بليون من المجرات يوقلون ان من النجوم ماهو اعظم من حجم شمسنا بمائة مليون مرة ولايزال الكول يتسع بتكاثر المجرات .
ومعتقد اهل الاسلام المجرة واحدة وهي التي نراها في السما الدنيا وهي معروفة وقد ذكر ابن عباس انها باب السماء الذي تنشق منه .
اذا تبين ان حقيقة القول مثل مايزعمون بدوران الارض معناه ان الفضاء لانهاية له كما يصرحون بذلك وهذا يعني نفي وجود الرب الخالق سبحانه ونفي وجود السماوات السبع والكرسي والعرش والملائكة والجنة .
3- هل الصحابة لم يفهموا او يتدبرو ايات القران ؟
لقد كان الصحابة يتدبرون القران ولا تمر عليهم ايه الا ويسالو عنها وعن حميع الاحكام والامور التي بها فهل من المعقول ان يقرا الصحابة حميع الايات الدالة على الارض والشمس والقمر والليل والنهار وهم اعظم من يتدبر القران ويفسر معانيهوفهمو وفسرو معانيه في ثبات الارض لم يتدبرو
او يعرفو معانيه في دوران الارض ؟؟؟
كما يزعم بعض المؤيدين لنظرية دوران الارض للاسف من مايسمون انفسهم شيوخ الاعجاز العلمي في القران والمتدبرين لمعانيه واحكامه وهم اقل من ان يطبقو ويعرفو جميع احكامه.
ولو قلنا بانهم اثبتو الكثير من النظريات العلمية في القران ومسائل حديثة لم تظهر ايام الصحابة فارد عليك اخي الكريم ان جميع نابينوه من اعجاز علمي في القران ام يخرج عن مفهوم الصحابة او تفسييرهم بل ان شيوخ الاعجاز العلمي يستدلون بتفسير الصحابة فكيف هنا يفسرون ويتدبرون خلاف مفهوم الصحابة ؟؟؟ هل بلغو من المعرفة بالقران وباياته واحكامه اكثر مما عرفه الصحابة ؟؟.
ام انهم غلوا بعلمهم وافكارهم ؟
4- المرجع الاساسي للمسلمين في الخلافات في المسائل:-
ان المرجع الاساسي للمسلمين في العلم وفي الخلافات هو القران الكريم او السنة النبوية او الاجماع .
وفي هذه المسالة اذا رجعنا الى الكتاب والسنة وجدناها بينت ثبات الارض واذا اردنا اجماع الامة فاالصحابة وائمة السلف اجمعو على فهم ثبات الارض
اما المرجع في هذه النظرية فهو اولا اقتناع الكنيسة بها ومن ثم اجماع
الكفار عليها فهل يبنى اجماع المسلمين على القران والسنة ام يبنى كما
علماء العصر الحديث الذين يؤيدون نظرية دوران الارض وبنو اجماعهم
على اجماع الكفار .
ثم هل ناخذ باجماع العلماء في العصر الحالي وهم اجماعم اعتمد على اساسين غير صالحين ولا تقبل في الدين
اما الاساس الاول فهو اجماع الكنيسة واهل الكفر على النظرية وهذا لايعتد به في الاسلام .
واما الاساس الثاني فهو تفسيرهم لايات القران بمفهوم غير المفهوم الذي فسر به الصحابة ايات القران وهذا غير جائز شرعا .
( فمن احدث في التفسير بعد السلف مايخالفهم فقد جوز ان تكون الامة مجتمعة على ظلاله في تفسير القران والحديث .
ونستدل بقول شيخ الاسلام ابن تيمية حيث قال
( قال فيمن قال: ان الامة أذا اختلفت في تاويل الاية على قولين جاز لمن بعدهم إحداث قول ثالث قال : فجوز ان تكون الامة مجتمعة على الظلال في تفسير القران والحديث وان يكون الله انزل الاية واراد بها معنى لم يفهمه الحابة والتابعون ولكن قالوا : ان الله اراد معنى اخر . )انتهى .
وهكذا من احدث معاني لأيات القران في وقتنا غير المعروف عن الصحابة فهور يجوز ان تكون الامة مجتمعة على ظلال في تفسير القران وهذا ماقام به من ايد نظرية دوران الارض من بعض علماء الاعجاز العلمي في القران .
وقال ابن تيمية رحمه الله ( فان معرفة مراد الرسول ومراد الصحابة هم اصل العلم وينبوع الهدى .) 5/413 فتاوى
5- الكلام على دوران الارض هل هو حق ام باطل ؟ وهل يهمنا معرفته؟
تبين لك اخي الكريم في فتوى الشيخ بن باز وبن عثيمين تحذيرهم
وابعادهم في الرد على من ايد نظرية دوران الارض .
وقال الشيخ عبدالكريم الحميد في كتابه هداية الحيران :
( ومما ينبغي ان يعلم بان اعتقاد دوران الارض ليس هو شئ هين ، ولا مسالة جانبية لاعلاقة بها بالاعتقاد كما يزعم ذلك من لم يوفق ، وقدوجد في زماننا كثيرون ينكرون على من يتكرها ، ويبين بطلانها ويحذر المسلمين من عظيم خطرها . وعلى كل حال ، فليس هذا مانعا لنا ان شاء الله من قول الحق فيها, وكيف تكون مسالة اصلها التعطيل وتؤؤل اليه كما ساوضح ذلك ان شاء الله مسالة جانبية لاعلاقة لها بالاعتقاد ويذم من حذر منها .) انتهي كلامه ص 7 كتاب هداية الحيران .
واخيرا اخي الكريم اتمنى ان تنتبه عند قراءتك للموضوع ان فضيلة
الشيخ عبدالعزيز بن باز فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين رحمهم الله
جميعا ومن بعدهم الشيخ عبدالكريم الحميد كلهم اجمعوا على ان
الاعتقاد بهذه النظرية يمس عقيدة المسلم .
اتمنى اكون قد وفقت في ايضاح اهم الدلائل والحقائق في مسالة الدوران
واتمنى ايضا ان ارى ردودكم مصحوبة باراءكم في قضية الدوران
وتقبلوا مني في الختام خالص تحياتي ودعواتي القلبية للجميع بالتوفيق
ولاتنسوني من خالص دعاءكم
دمتم بصحةوعافية وخير
اخوكم
ولد جدة
المراجع :-
1- هداية الحيران في مسالة الدوران للدكتور عبدالكريم صالح الحميد.
2- الأدلة النقلية و الحسية على جريان الشمس وسكون الأرض وإمكان الصعود للكواكب لفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز .
3- فتوى الشيخ بن عثيمين في دوران الشمس من موقع الشيخ على الانترنت بقسم فتاوى نور على الدرب قسم التوحيد والعقيدة .
دوران الأرض حول الشمس: لقد لبث الناس عامتهم وخاصتهم كما ذكرنا قروناً بعد نزول القرآن وهم يعتقدون أن الأرض ثابتة لا حراك بها، إذاً ليس للأرض حركة محسوسة في الظاهر كحركة الشمس الظاهرية من المشرق إلى المغرب. ولو أن القرآن الكريم صارح الناس عند نزوله بحركة الأرض وهم يحسبونها ساكنة لكذبوه وحيل بينهم وبين هدايته، فكان من الحكمة البالغة ومن الإعجاز البلاغي في الأسلوب أن ينبه الناس في كتاب الله إلى آياته سبحانه في حركة الأرض حول محورها كما ذكرنا في البند السابق وفي حركتها حول الشمس بمختلف الإشارات إلى نتائج هاتين الحركتين بأسلوب يحثنا على البحث فيهما ويشعرنا بنعمة الله علينا نتيجة تحرك الأرض ولقد أشار القرآن للحركة الانتقالية الدورانية للأرض حول الشمس في قوله تعالى. )وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء ([النمل: 88]. والسحاب كما هو معروف لعلماء الطبيعة الجوية لا يتحرك بذاته ولكن ينتقل محمولاً على الرياح فكذلك الجبال يراها الرائي فيظنها جامدة في مكانها بينما هي في الحقيقة تمر مسرعة محمولة أيضاً ولا يراها الإنسان كذلك لأنه يركب نفس القطار، وليس للجبال والناظرين إليها حامل إلا الأرض التي تنطلق مسرعة في الفضاء الكوني كما تسرع الرياح بالسحاب وكلا الأمرين من صنع الله الذي أتقن كل شيء فهو سبحانه الذي يرسل الرياح فتثير سحاباً وهو الذي يحرك الأرض فتحمل الجبال التي تمر مر السحاب وهذا تفسير علمي لظاهرة كونية فيها من إتقان الصنع ما يدل على جلال حكمة الله وقدرته سبحانه. ولقد أخطأ المفسرون القدامى عندما اعتبروا هذه الآية إشارة إلى نسف الجبال نسفاً يوم القيامة! ولهم عذرهم في ذلك لأنهم لم يكونوا يعرفون أن للأرض حركة ما، لا يومية ولا سنوية، وبهذا حرفوا المعنى عما يقتضيه المعنى العلمي في الآية الكريمة وأهملوا الإعجاز البياني في التعبير القرآني الذي يمنع اللجوء للتفسير الأخروي للأسباب التالية: 1ـ الجبال يوم القيامة لا وجود لها لأنها سوف تتناثر وتنسف كما في قوله تعالى: )ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفاً ([طه: 105]. )وإذا الجبال سيرت ([التكوير: 3]. فكيف ينظر الإنسان إلى الجبال المنسوفة وليس عنده مجال يومئذٍ للتأمل في الجبال أو غيرها في وقت تسوده الأهوال والشدائد كما في قوله تعالى: )يوم يفرُّ المرءُ من أخيه ([عبس: 34]. )لكل امرىء منهم يومئذٍ شأن يغنيه ([عبس: 37]. 2ـ قوله تعالى:)تحسبها جامدة (يكون في الدنيا وليس الآخرة فالدنيا دار الظن والحسبان بينما الآخرة دار اليقين كما في قوله تعالى: )ثم لترونها عين اليقين ([التكاثر: 7]. 3ـ قوله تعالى في ختم الآية: )إنه خبير بما تفعلون (.أي: عالم بما تفعلونه الآن في الدنيا فالآخرة دار جزاء وليست دار عمل أو فعل. 4ـ قوله تعالى: )صنع الله الذي أتقن كل شيء (. يشير إلى الدنيا لأن الخراب والدمار والنسف يوم القيامة لا يسمى صنعاً ولا يدخل في حيز الإتقان. وكما يقول المرحوم الدكتور الغمراوي: والزمخشري وحده هو الذي أدرك بذوقه البياني عدم التلاؤم بين قوله تعالى: )صنع الله الذي أتقن كل شيء (وبين التفسير بما سيجل بالجبال من دمار بين يدي الساعة، فقدر محذوفاً يليق في رأيه بذلك الصنع المتقن إذ قال: ( والمعنى يوم ينفخ في الصور، وكان كيت وكيت، أثاب الله المحسنين وعاقب المجرمين ). ثم قال: ( صنع الله ) يريد به الإثابة والمعاقبة. وجعل هذا الصنع من جملة الأشياء التي أتقنها وأتى بها على الحكمة والصواب، إلى آخر ما قال مما رفضه غيره مثل أبي حيان ولو أنهم جميعاً لم يدركوا إشارة هذه الآية لحركة الأرض!. ولو عرف الزمخشري وأبو حيان ما نعرفه اليوم من دوران الأرض حول الشمس بتلك الكيفية الباهرة وجريانها في الفضاء، وما يحكمها من تلك السنن الإلهية الدقيقة وما يترتب عليها من المنافع للناس، إذن لكبروا الله وتسارعوا إلى المعنى المتبادر من الآية ومن تشبيهها التمثيلي ومن القرائن الحسية والبلاغية فيها ولفهموا الخطاب في: )وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب (على أنه خطاب للإنسان الآن في عصر العلم وفي كل عصر آت، يدله على آية من آيات الله الكبرى عله يهتدي بها إلى الله، كما دله سبحانه في الآية التي قبلها بآيتين على الحركة المغزلية للأرض في قوله تعالى: )ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصراً إن في ذلك لآياتٍ لقومٍ يؤمنون ([النمل: 86]. والسياق ودلالته على حركات الأرض في الدنيا يسقط حجة قدامى المفسرين بأن آية )ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين ([النمل: 87]. في موضعها بين الآيتين إشارة للتفسير الأخروي لزوال الجبال يوم القيامة [ ويقول فضيلة الإمام الشيخ الشعراوي أن التشبيه القرآني ( مر السحاب ) يجعلنا نتساءل. لماذا لم يقل الله سبحانه ( مر الرياح ) أو ( مر العواصف ) أو ( مر الأمواج ) أو أي لفظ آخر.. لأن السحاب لا يتحرك بنفسه بل تدفعه قوة ذاتية هي قوة الريح وبهذا ينبهنا الله تعالى أن حركة الجبال هنا ليست حركة ذاتية كحركة الأرض وليست حركة ذاتية كحركة الرياح ولكنها تمر أمامكم مر السحاب أي: تتحرك بحركة الأرض وإلا فلماذا لم يقل الله... وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تسير أو وهي تجري أو وهي تتحرك...؟ لأنه سبحانه يستبعد الألفاظ التي تعطي للجبال ذاتية الحركة وهذا إعجاز. وبهذا يتضح لنا أهمية مراجعة ما ورد في التفاسير القديمة للآيات الكونية من آراء فالمفسرون بشر يؤخذ من كلامهم ويرد... ولو تدبرنا سياق آيات [ سورة النمل: 86 ـ 88] لعرفنا الحكمة الإلهية للأسلوب القرآني في التعبير عن حركات الأرض بالإشارة وليس بصريح العبارة حتى لا يصدم الناس فيما يعتقدون من سكون الأرض فيكذبوه وبشرط ألا ينافي الحقيقة الكونية فيكون ذلك داعياً إلى تكذيبه إذا تقدم العلم وكشف عن حركات الأرض وهذا من أعجب عجائب القرآن الكريم التي لا تنتهي... هذا الأسلوب القرآني في التعبير عن الحقائق الكونية أو في دلالة أدلى العلم عليها أمر يعجز عنه البشر ولا يقدر عليه إلا الله الذي أنزل القرآن بالحق هدى للناس وأنزله سبحانه مفصلاً على علم كما في قوله تعالى: )ولقد جئناهم بكتابٍ فصلناه على علم هدًى ورحمة لقوم يؤمنون ([الأعراف: 52]. حقاً فلقد ثبت علمياً أن الأرض تدر حول الشمس مرة كل 365.25 يوماً بسرعة مدارية قدرها في المتوسط 67000 ميل / ساعة وذلك في مدار نصف قطره المتوسط 93 مليون ميل وبهذا فهي ترمح في مدارها دون أن تقذف بنا من على سطحها... وبالرجوع لآيات النمل [86 ـ 88] نجد أن الآية الأولى تشير إلى ظاهرة تنشأ من إحدى حركتي الأرض وأعني الحركة المغزلية بتبادل الليل والنهار كما في قوله تعالى. )ألم يروا أنا جعلنا الليل ليسكنوا فيه والنهار مبصراً ([النمل: 86].بينما تشير الآية الثالثة إلى الحركة الأخرى للأرض في قوله تعالى:)وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ([النمل: 88]. رابعاً: حركة الأرض مع الشمس: عرفنا منذ القرن السادس عشر أن الأرض تدور حول نفسها حول الشمس ثم أتضح في القرن العشرين: أن الشمس ليست ساكنة في مركز المجموعة الشمسية بل تتحرك حركتين داخل مجرة سكة التبانة كما يلي: 1ـ تتحرك الشمس فتجري بالنسبة لما حولها من نجوم المجرة بسرعة 43 ألف ميل / ساعة نحو نجم النسر الواقع. 2ـ تدور الشمس في نفس الوقت حول مركز المجرة بسرعة أخرى مدارية قدرها 54 ألف ميل / ساعة. وحيث أن المجموعة الشمسية ( بكواكبها التسعة بما فيهم الأرض وأقمارها بما فيهم قمر الأرض وبحزام الكويكبات وكذلك المذنبات ) تابعة للشمس فإننا على الأرض سوف نجري مع الشمس في الحركة الأولى وندور مع الشمس في الحركة الثانية داخل المجرة. ومن المدهش حقاً: أن هاتين الحركتين اللتين تم قياسهما حديثاً لأول مرة باستخدام الإزاحة الضوئية لدوبلر مذكورتان في القرآن الكريم بصريح العبارة كما يلي: أـ جريان الشمس: يقول سبحانه: )والشمس تجري لمستقرٍ لها ذلك تقدير العزيز العليم (]يس: 38]. والفعل (تجري ) ينطبق نسبياً في أعين الناس على حركة الشمس الظاهرة يومياً من المشرق إلى المغرب وهي حركة خادعة للشمس لأن المتحرك هو الأرض وهي تدور حول نفسها من المغرب إلى المشرق فتبدو لنا الشمس تجري نسبياً في الاتجاه المضاد تماماً لحركة الشجر إذا نظرت إليه من شباك القطار... ولم يدرك المفسرون القدماء أصل هذا التحرك الظاهري للشمس واعتبروه جرياناً حقيقياً للشمس حول الأرض يومياً تماماً كما في النظرة الإغريقية الخاطئة لسكون الأرض ودوران الشمس حولها... وللمفسرين عذرهم بترك حقيقة لفظ: (تجري) واللجوء إلى المجاز بينما الفعل في حرفيه يعبر عن حركة حقيقة ذاتية للشمس أثبتها العلم الحديث وقدرها بسرعة 43 ألف ميل / ساعة والفعل يدل، ليس فقط على حركة انتقالية ذاتية للشمس ولكن أيضاً على عظم تلك الحركة إذ الجري طبعاً أدل على السرعة من المشي أو السير... كما أن الانتقال الظاهري اليومي للشمس في قبة السماء أمام أعيننا ليس جرياً بل خداعاً... وبهذا فقوله سبحانه: )والشمس تجري (معجزة علمية عظمى لم تخطر لأحد على بال حتى كشف عنها علم الفيزياء الفلكية بعد أن تهيأ له من آلات الرصد والأطياف ومن المقدرة على تفسير النتائج بالإزاحة الدوبلرية مما أدى على هذا الكشف العظيم في منتصف هذا القرن العشرين وسبحان الله كتلة من النار قدر كتلة الأرض 333 ألف مرة تقريباً تجري في ملكوت الله بسرعة 43 ألف ميل / ساعة.
الشمس تجري بالنسبة لما حولها من نجوم المجرة بسرعة 43 ألف ميل / ساعة نحو نجم النسرثم كيف لا يكون في إخبار القرآن بجري الشمس هكذا قبل العلم الحديث بحيث تمر القرون بعد نزول القرآن والبشرية كلها في غفلة عن جريها وجهل به دليل قاطع وبرهان ساطع على أن القرآن أنزله رب الشمس سبحانه الذي فطرها وقدر لها ذلك الجري وجع |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-08-29, 12:41 am | |
| الكتب إلا من أجل تحقيق غاية واحدة من أسمى الغايات ألا وهي عبادته سبحانه وتحكيم شرعه، ولا يمكن أن تصل العبادة إلى أعلى كمالها إلا بتعظيم المعبود، فالعبادة هى فعل المكلف على خلاف هوى نفسه تعظيماً لله، أي أن العبادة هي تعظيم الله وامتثال أوامره، ومن هذا التعريف تتضح لنا أهمية تعظيم الله، وأنها هى العبادة التي خلقنا الله لتحقيقها.وقد جاءت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة ووضحت لنا فضل تعظيم الله، فمنها قوله تعالى: {إياك نعبد وإياك نستعين} ومنها قوله تعالى في معرض ذكر صفات عباده المؤمنين: {الذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرءون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار } ، وفى تفسيره لهذه الآية قال ابن جرير الطبري : ابتغاء وجه ربهم أي طلب تعظيم الله وتنزيهاً له أن يخالف في أمره أو يأتي أمراً كره إتيانه فيعصيه به.وحول هذا الموضوع دارت حلقة أمس من برنامج "بناء الإيمان " للدكتور أشرف الفيل على قناة الناس الفضائية حيث سرد أمثلة أخرى من الكتاب تبين فضل تعظيم أمر الله ومنها قوله تعالى في قصة نوح ـ عليه السلام ـ مع قومه: {ما لكم لا ترجون لله وقارا} أي ما لكم لا تؤملون له سبحانه توقيراً أي تعظيماً لمن عبده وأطاعه.ومنها قوله لما ذكر قصة أصحاب الجنـة: {قال أوسطهم ألم أقل لكم لو لا تسبحون } .وقال الدكتور أشرف الفيل: الناظر في أحوال الناس ليعجب من هذه النفوس التي إذا ذُكِّرت بالله لم تتذكر، ولا تتعظ، وإذا قرأت عليها آيات الوعد والوعيد لم تبك ولم تتأثر، ولا شك أن هذا نذير خطر على العبد إذا لم يراجع نفسه ويحاسبها ويذكرها بالله تعالى، ولعله من أعظم الأسباب التي أوصلت الإنسان إلى هذه الحالة المتردية عدم استشعار عظمة الله في القلوب والبعد عن خشيته والخوف منه سبحانه.ثم أوضح الفيل المقصود لغوياً بكلمة التعظيم قائلاً: ذكر الفيروز أبادي في القاموس المحيط في معنى التعظيم قال: العِظم بكسر العين خلاف الصِغر، وعظَّمه تعظيماً وأعظمه أي فخمه وكبره، واستعظمه أي رآه عظيماً، وقال الرازي في مختار الصحاح: عظُم الشيء أي كبُر فهو عظيم، وقال ابن منظور في لسان العرب: العظيم الذي جاوز قدره وجل عن حدود العقول.واضاف الفيل : ونرى جميعاً علماء الأمة يجتهدون في تذكير الناس بمسألة تعظيم الله، فها هو شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله ـ يصنف (كتاب التوحيد)، ويقرر فيه مسائل العقيدة ثم يختم كتابه بأبواب عديدة كلها تتعلق بتعظيم الله، مثل (باب فيمن لم يقنع بالحلف بالله)، باب (التسمي بقاضي القضاة) باب (احترام أسماء الله) باب قوله: {وما قدروا الله حق قدره} .ثم تساءل دكتور الفيل : لكن هل نحن معظمون لله أم لا؟ للإجابة عن هذا التساؤل لا بد أن ننظر إلى حالنا عند الإقدام على فعل طاعة من الطاعات،هل نؤديها رغبة ورهبة، خوفاً وطمعاً أم أن الطاعة أصبحت عادة من العادات نعملها كل يوم دون استشعار الهدف من أدائها.فهل المرأة حين تلبس الحجاب الشرعي تلبسه لأنه شرع من الله أم أنه تراث وتقاليد؟ ، كذلك ننظر إلى حالنا عند فعل المعصية هل نحس كأننا تحت جبل يكاد أن يسقط علينا أم كذبابة وقعت على أنف أحدنا فقال بها هكذا؟ كذلك لننظر إلى حالنا أثناء أداء الصلاة والقيام لرب العالمين هل نستشعر عظمة من نقابله فنخشع في صلاتنا أم تشغلنا الأفكار والهواجس؟ وهل إذا قابلنا ملكاً من ملوك الدنيا صنعنا عنده مثل ما نصنع في صلاتنا؟ إذا أجبنا عن هذه التساؤلات بكل تجرد فسنعرف يقيناً هل نحن معظمون لله أم لا؟لنتأمل حال أولئك المعظمين لله تعالى عند قيامهم للصلاة فقد قال مجاهد ـ رحمه الله ـ: كان إذا قام أحدهم يصلي يهاب الرحمن أن يشد بصره إلى شيء، أو أن يلتفت أو يقلب الحصى، أو يعبث بشيء أو يحدث نفسه من شأن الدنيا إلا ناسياً ما دام في صلاته، وكان ابن الزبير إذا قام في الصلاة كأنه عود من الخشوع،وكان على بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ إذا حضرت الصلاة يتزلزل ويتلون وجهه، فقيل له: ما لك؟ فقال: جاء والله وقت أمانة عرضها الله على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملتها وأضاف الفيل: ان عدم تعظيم الله في القلوب سيُسأل عنه كل فرد منا فلا بد من المحاسبة والمراجعة وتقويم النفس والنظر في علاقتنا بربنا جل وعلا، ولعل من أعظم أسباب عدم تعظيم الله الوقوع في المعاصي، التى هى السبب في كل بلاء ومحنة وبعد عن الله تعالى، و التساهل في أوامر الله فتجد كثيراً من الناس لا يؤدون العبادات على الوجه المطلوب فلو كانوا يعظمون الله حق التعظيم لعظموا أمره كذلك.وعدم تدبرنا للقرآن حال قراءته، وعدم الوقوف عند وعده ووعيده، وأصبح همُّ القارئ آخر السورة فحسب دون اعتبار للهدف الذي أُنزل من أجله القرآن قال تعالى : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب }.والغفلة عن ذكر الله حيث تجد أحدنا في المستشفيات أو في إحدى الدوائر الحكومية جالساً على كرسي الانتظار زمناً طويلاً وهو لا يذكر الله ولا يسبحه ولا يكبره حتى وإن سبح وكبر فهو لا يعي معنى هذا التسبيح وهذا التكبير، وهذه مشكلة لا بد أن نعالجها في نفوسنا، ولهذا فلا عجـب أن يكون السلف الصالح ـ رضوان الله عليهم ـ من أشد الناس تعظيماً لله لأنهم أحرص الناس على طاعته وأبعدهم عن معصيته. وبعد ذلك تطرق الدكتور أشرف الفيل للأمور المعينة على تعظيم الله فذكر منها:تحقيق العبودية الكاملة لله تعالى فالعبد كلما تقرب إلى ربه بأنواع العبادات وأصناف القربات عظُم في قلبه أمر الله ،قال شيخ الإسلام: "وكلما ازداد العبد تحقيقاً للعبودية ازداد كماله وعلت درجته".ولابد من التدبر الدقيق للقرآن الكريم وما فيه من حكم وأحكام، والنظر فيما فيه من الدروس والعبر، وأن نتدبر في الآيات التي تتحدث عن خلق الله وبديع صنعه، والآيات التي تتحدث عن عقوبته وشديد بطشه، وآيات الوعد والوعيد، فإن تدبر القرآن يؤثر في القلب بلا شك، ويُذكي فيه عظمة الخالق والخوف منه. قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم صاحب حاشية الروض ـ رحمه الله ـ: بل قراءة آية بتدبر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة الإيمان، وهكذا قراءة النبي صلى الله عليه وسلم والسلف من بعده، حتى إنه ليردد الآية إلى الصباح، وهذا هو أصل صلاح القلب، ومن مكائد الشيطان تنفير عباد الله من تدبر القرآن لعلمه أن الهدى واقع في التدبر.وكذلك التفكر في خلق السماوات والأرض فإن الناظر فيها ليدهش من بديع صنعها وعظيم خلقها واتساعها ومع هذا فهو لا يرى فيها شقوقاً ولا فطوراً قال تعالى: { الذي خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور (3) ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير }. |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-09-02, 1:52 am | |
| قوله تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ . أي : أوجدنا من الماء كل شيء حيٍّ ، وكوَّناه بقدرتنا . وقال تعالى :﴿ وَجَعَلْنَا ﴾ ، ولم يقل :﴿ خَلَقْنَا ﴾ ؛ لأن جعل لفظ عام في الأفعال كلها . ولمَّا كان قوله تعالى:﴿ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ مرادًا به عموم المخلوقات ، ناسب التعبير عنه بفعل يدلُّ على العموم . وقال تعالى هنا :﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ ، وقال في سورة النور :﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِن مَّاء ﴾( النور : 45 ) ، فأتى بلفظ الماء في الأول معرفة ، وفي الثاني نكرة . أما تعريفه في الأول فلأن المعنى : أن أجناس الحيوان كلها مخلوقة من هذا الجنس الذي هو الماء ، فجاء ذِكْرُ الماءِ- هنا- معرَّفًا بأل الجنسية ؛ ليشمل أجناس المخلوقات المختلفة الأنواع . وأما تنكيره في الثاني فلأن المعنى : أن الله سبحانه خلق كل دابة من نوع مخصوص من الماء ؛ وهو النطفة ، ثم خالف بين المخلوقات بحسب اختلاف نطفها : فمنها هوامٌ ، ومنها ناسٌ ، ومنها بهائمٌ ؛ كما قال تعالى :﴿ فَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُم مَّن يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ ﴾( النور : 45 ) . وتحرير الفرق بين القولين : أن الغرض من الأول إظهار الآية بأن أشياء متفقة في جنس الحياة ، قد تكونت بالقدرة من جنس الماء المختلف الأنواع . أما الغرض من الثاني فهو إظهار الآية بأن شيئًا واحدًا ، قد تكونت منه بالقدرة أشياء مختلفة .. فتأمل أسرار الله تعالى في خلقه ، وفي كلامه الذي سجد لبلاغته وفصاحته البلغاء والفصحاء . وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا...*
بقلم الدكتور: زغـلول النجـار هذا النص القرآني المعجز جاء في بداية الثلث الأخير من سورة الأنعام, وهي سورة مكية, ومن طوال سور القرآن الكريم, إذ يبلغ عدد آياتها(165) بعد البسملة, وقد سميت بهذا الاسم لتكرر الإشارة إلي الأنعام فيها. ومن خصائص هذه السورة المباركة أنها نزلت دفعة واحدة; ويدور المحور الرئيسي لها حول عدد من العقائد والتشريعات الإسلامية, وقصص عدد من الأنبياء والمرسلين الذين أرسلهم الله( تعالي) قبل بعثة خاتمهم صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين, والإشارة إلي شيء من ذكر الأمم البائدة, واستشهدت هذه السورة المباركة علي صدق ما جاء بها من أخبار بالعديد من الآيات الكونية الناطقة بطلاقة القدرة الإلهية المبدعة في الخلق, والشاهدة علي وحدانية الخالق العظـيم, بغير شريك, ولا شبيه, ولا منازع, ولا صاحبة, ولا ولد( تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا).
وتبدأ سورة الأنعام بقول الحق( تبارك وتعالي): الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون* أي يساوون بين هذا الخالق المبدع, قيوم السماوات والأرض ومن فيهن, وإله السماوات والأرض ومن فيهن, ورب السماوات والأرض, ومن فيهن, وبين نفر من المخلوقين أو الأوثان المصنوعة بأيدي هؤلاء المخلوقين. واستنكارا لهذا الموقف المشين من الكفار والمشركين تؤكد السورة أن الله( تعالي) هو الذي خلق الإنسان من طين, وحدد لكل مخلوق أجله, كما حدد للبعث أجلا عنده( سبحانه) استأثر وحده بعلمه, بينما ينكر كثير من المخلوقين حتمية البعث أو يتشككون فيه.
وتؤكد سورة الأنعام كذلك في مطلعها أن الله( سبحانه وتعالي) هو وحده الإله في السماوات وفي الأرض, وهو وحده الذي يعلم السر والجهر, ويعلم ماتكسب كل نفس. وتنعي السورة الكريمة علي الكافرين إعراضهم عن كل آية تأتيهم من ربهم, وتكذيبهم بوحي السماء, وهو الحق الذي أنزله ربهم علي فترة من الرسل, وأتمه, وأكمله, وحفظه في القرآن الكريم, الذي هو وحيه الخاتم, وعلي الرغم من ذلك كذب الكافرون والمشركون بهذا الحق لما جاءهم, وترد عليهم السورة بقول الحق( تبارك وتعالي):... فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون.
وتؤكد سورة الأنعام أن الكافرين مهما أتاهم من معجزات فسوف يعتبرونه سحرا مبينا, وأنهم من فجرهم طالبوا رسول الله صلي الله عليه وسلم بنزول ملك من السماء يشهد له بالنبوة والرسالة, ويرد عليهم الحق( سبحانه وتعالي) أنه لو أنزل ملكا لحكم عليهم بالهلاك دون إمهال, ولو قدر الله( تعالي) ذلك لأنزله علي هيئة رجل فاختلط الأمر عليهم. وتصبر الآيات خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين) بأن الرسل من قبله قد تعرضوا لتكذيب الكافرين وسخريتهم, فأهلكهم الله( تعالي) بما سخروا, وتطالب الناس بالسير في الأرض لينظروا كيف كانت عاقبة المكذبين.
وتطلب الآيات من رسول الله(صلي الله عليه وسلم) أن يسأل الكافرين: لمن ما في السماوات والأرض؟ وأن يجيب بأن ذلك كله لله الذي كتب علي نفسه الرحمة تفضلا منه علي خلقه, وإحسانا إليهم, وأنه( تعالي) قد قرر أن يجمع الخلائق إلي يوم القيامة لا ريب فيه, وأن الكافرين قد حكموا علي أنفسهم بالهلاك حين كذبوا الرسل, وشككوا في حقيقة البعث وكفروا بالله. وأشارت سورة الأنعام إلي أمم قد أبيدت من قبل بعد أن مكن الله( تعالي) لها في الأرض ثم أهلكهم بذنوبهم, وأنشأ من بعدهم قوما آخرين, ويمكن تلخيص المحاور الرئيسية للسورة في النقاط التالية:
أولا: من ركائز العقيدة الإسلامية في سورة الأنعام. (1) الإيمان بالله: خالق السماوات والأرض, وجاعل الظلمات والنور, الذي خلق الإنسان من طين, وحدد لكل مخلوق أجله, كما حدد لحظة البعث لجميع الخلائق بعد إفنائهم, واستأثر وحده بعلم ذلك دون غيره. والإيمان بهذا الخالق العظيم إلها واحدا للسماوات والأرض ومن فيهن, يعلم السر والجهر, ويعلم ما تكسب كل نفس, وأن هذا الخالق العظيم له ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم, وأنه( سبحانه) يطعم ولا يطعم, وأنه( تعالي) فالق الحب والنوي, يخرج الحي من الميت, ومخرج الميت من الحي, وأنه( تبارك وتعالي) هو فالق الإصباح, الذي جعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا, وجعل النجوم لنهتدي بها في ظلمات البر والبحر, وأنشأ الناس من نفس واحدة فمستقر ومستودع, وأنزل من السماء ماء فأخرج به نبات كل شيء, وأخرج منه خضرا يخرج منه حبا متراكبا(... ومن النخل من طلعها قنوان دانية وجنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها وغير متشابه...) وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات, وهو( سبحانه وتعالي) خالق كل شيء, وهو علي كل شيء وكيل, لأن أمره( تعالي) كن فيكون, وأن الله( تعالي) لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار. وهو اللطيف الخبير*( الأنعام103).
وهو القائل: فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء. كذلك يجعل الله الرجس علي الذين لايؤمنون*( الأنعام125). وأن علمه( سبحانه وتعالي) قد وسع كل شيء, وأنه( سبحانه) هو كاشف الضر عمن يشاء, ومجري الخير علي من يشاء, وهو الذي ينجي من ظلمات البر والبحر, وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير, وأنه( تعالي) واحد أحد, فرد صمد, بغير شريك ولا شبيه, ولا منازع, ولا صاحبة, ولا ولد( تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا), وأنه( سبحانه) يرسل المرسلين مبشرين ومنذرين, وأن كل الخلائق سوف تحشر إليه ليحاسبهم علي أعمالهم في الدنيا, وأنه( تعالي) هو أسرع الحاسبين, وأنه( سبحانه) هو منزل التوراة, ومنزل القرآن الذي هو كتاب مبارك مصدق الذي بين يديه, وهو وحي الله الخاتم الذي أوحاه إلي خاتم أنبيائه ورسله( صلي الله عليه وسلم).
(2) الإيمان بملائكة الله وبكتبه ورسله وبخاتمهم أجمعين صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم اجمعين, وبأنهم أرسلوا مبشرين ومنذرين, وبأن القرآن الكريم هو رسالة الله الخاتمة, ومن هنا فقد تعهد بحفظها فحفظت. (3) الإيمان باليوم الآخر: وما سوف يكون فيه من بعث, وحشر, وحساب, وخلود في حياة قادمة, إما في الجنة أبدا أو في النار أبدا, وبحتمية ذلك دون أدني شك أو ارتياب.
(4) الإيمان بالغيب: ومنه غيوب مطلقة لا سبيل للإنسان في الوصول إليها إلا عن طريق وحي السماء, وتلك الغيوب المطلقة علي المسلم أن يؤمن بها كما أنزلت دون الخوض فيها بإمكانات الإنسان المحدودة. (5) الإيمان بأن الله( تعالي) هو أكرم الأكرمين وأرحم الراحمين: ولذلك يجازي الحسنة بعشر أمثالها( إلي سبعمائة ضعف إلي أضعاف كثيرة) ولا يجازي السيئة إلا بمثلها, ومن هنا كانت ضرورة المواظبة علي التوبة وحسن الاستغفار, واليقين بأن من عمل سوءا بجهالة ممن يؤمنون بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر, ثم تاب من بعده وأصلح فإن الله غفور رحيم.
(6) الإيمان بأن من أبشع صور الظلم الذي يوقعه الإنسان علي نفسه أن يشرك بالله, سواء كان هؤلاء الشركاء من الجن أو الإنس, أو بنسبة الزوجة أو الولد إلي الله من البنين أو البنات( تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا). وأن المشركين سوف يسألون عن شركهم, يوم القيامة فيتنصلون منه ويحاولون إنكاره. وأن افتراء الكذب علي الله, او التكذيب بآياته, او الادعاء كذبا بتلقي الوحي, أو تصور إمكانية تحقيق شيء مما أنزل الله, كل ذلك من صور ظلم الإنسان لنفسه.
(7) الإيمان بأن كل من ينكر أن القرآن منزل بالحق من لدن رب العالمين, وينكر نبوة خاتم الأنبياء والمرسلين( صلي الله عليه وسلم), فقد كفر. (8) الإيمان بأن اليهود قد حرفوا التوراة, وأخفوا كثيرا من حقائقها وأضافوا إليها ما لم ينزله الله.
(9) الإيمان بأن الظالمين تعنفهم الملائكة وهم في سكرات الموت, وتطلب منهم أن يخرجوا أنفسهم, وتتوعدهم بما ينتظرهم من عذاب شديد, وذلك بما كانوا يقولون علي الله غير الحق, وكانوا عن آياته يستكبرون, وتذكرهم بأنهم عادوا إلي الله فرادي كما خلقهم أول مرة, وتركوا من ورائهم ما كان الله( تعالي) قد وهبهم من متاع الحياة الدنيا, كما تركوا شركاءهم الذين أشركوا بهم, وانقطع اتصالهم بهم. (10) الإيمان بأن كل العباد مطالبون بإسلام أنفسهم لرب العالمين, وأن يقيموا الصلاة له وحده( سبحانه وتعالي) كركن أساسي من أركان الدين.
(11) الإيمان بأن الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم لهم الأمن وهم مهتدون. (12) الإيمان بأن النوم صورة مصغرة من الوفاة, وأن اليقظة من النوم صورة مصغرة من البعث.
(13) الإيمان بأن الله( تعالي) سوف يفتح علي الكافرين أبواب كل شيء في آخر الزمان ثم يأخذهم بغتة فإذا هم مبلسون. (14) الإيمان بالوعيد الإلهي الذي يقول فيه ربنا( تبارك وتعالي): لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون( الأنعام67).
(15) الإيمان بأنه لايجوز لمسلم البقاء في مجلس يطعن في القرآن الكريم أو يسخر منه.
ثانيا ـ من ركائز التشريع الإسلامي في سورة الأنعام: ( أ) الأمر بما يلي: (1) الإحسان إلي الوالدين. (2) إلتزام صراط الله المستقيم.
(3) إقام الصلاة, وإيتاء الزكاة ومنها زكاة الزرع يوم حصاده وتقوي الله( تعالي) في كل الأحوال. (4) وفاء الكيل, والميزان بالقسط, واجتناب المحرمات. (5) الصدق في القول, والإخلاص في العمل, والوفاء بعهود الله.
(ب) تحريم مايلي: (1) الشرك بالله. (2) قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق. (3) أكل مال اليتيم إلابالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده.
(4) الاقتراب من الفواحش ماظهر منها ومابطن. (5) أكل ما لم يذكر اسم الله عليه, وما أهل لغير الله به, والميتة, والدم المسفوح, ولحم الخنزير, وغير ذلك من المحرمات, إلا من اضطر غير باغ ولا عاد فإن الله غفور رحيم.
ثالثا ـ من قصص الأنبياء في سورة الأنعام: جاء ذكر عدد من الأنبياء والمرسلين الذين من الله( تعالي) بهم لهداية البشرية قبل بعثة خاتمهم( صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين) ومنهم إبراهيم وحواره مع أبيه آزر( ءازر) وتأملاته في السماء, اسحق, يعقوب, نوح, داود, سليمان, أيوب, يوسف, موسي, هارون, زكريا, يحيي, عيسي, إلياس, إسماعيل, اليسع, يونس, ولوط( عليهم جميعا من الله السلام).
رابعا ـ الآيات الكونية في سورة الأنعام: (1) خلق السماوات والأرض بالحق, وجعل الظلمات والنور, مما يشير إلي أن الظلمة هي الأصل في الكون. (2) خلق الإنسان من طين.
(3) الإشارة إلي ما سكن في الليل والنهار من المخلوقات. (4) الإشارة إلي إمكانية تصنيف الحيوانات.
(5) توقع التقدم العلمي والتقني المعاصر, وأنه سوف يكون وبالا علي الكافرين. (6) تشبيه النوم بالموت واليقظة من النوم بالبعث بعد الموت.
(7) الإشارة إلي وسطية مكة المكرمة بالنسبة للسماوات والأرض. (8) الإشارة إلي أن الله( تعالي) هو فالق الحب والنوي لحظة الإنبات, وأنه( تعالي) هو الذي يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي.
(9) إثبات أن الله( تعالي) هو فالق الاصباح, جاعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا, وهي إشارة إلي دقة دورانهما, وإلي امكانية استخدام ذلك في التاريخ. (10) الإشارة إلي أن الله( تعالي) هو الذي جعل لنا النجوم لنهتدي بها في ظلمات البر والبحر.
(11) التأكيد علي أن الله( تعالي) أنشأ الناس من نفس واحدة فمستقر ومستودع. (12) الإشارة إلي أن الله( تعالي) هو الذي أنزل من السماء ماء فأخرج به نبات كل شيء, فأخرج منه خضرا يخرج منه حبا متراكبا.
(13) الإشارة إلي خلق النخيل, وخلق طلعها وهو أول ما يبدو ويخرج من ثمر النخل كالكيزان, وخلق قنوانها, والقنوان هي العراجين( جمع قنو وهوالعذق) وخلق جنات من أعناب والزيتون والرمان مشتبها, وغير متشابه وجعل بعض هذه الجنات معروشات وبعضها الآخر غير معروشات. (14) التأكيد علي حقيقة الخلق, وعلي أن الله( تعالي) هو خالق كل شيء.
(15) الإشارة إلي تناقص كل من الضغط وتركيز الأكسيجين مع الارتفاع مما يؤدي إلي ضيق الصدر وحرجه. (16) التأكيد علي أن بالكون غيوبا مطلقة لايعلمها إلا الله( تعالي).
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج إلي معالجة خاصة بها, ولذلك فسوف أركز هنا علي النقطة الثانية عشرة في القائمة السابقة, التي تتحدث عن اخراج الحب المتراكب من( الخضر) الذي يخلقه الله( تعالي) في داخل معظم النباتات, وقبل الوصول إلي ذلك لابد من الرجوع إلي أقوال عدد من المفسرين القدامي, والمعاصرين في شرح دلالة تلك الآية الكريمة:
من أقوال المفسرين في تفسير قوله( تعالي): وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا..*. (الأنعام99).
* ذكر ابن جرير( رحمه الله) مانصه فأخرجنا) يعني: من الماء( خضرا) هو الأخضر الرطب من الزرع( حبا متراكبا) هو مافي السنبل من الحب.... * وذكر ابن كثير( رحمه الله) مانصه وهو الذي أنزل من السماء ماء) أي بقدر, مباركا ورزقا للعباد وإحياء وغياثا للخلائق, رحمة من الله بخلقه,( فأخرجنا به نبات كل شيء), كقوله( وجعلنا من الماء كل شيء حي),( فأخرجنا منه خضرا) أي زرعا وشجرا أخضر, ثم بعد ذلك نخلق فيه الحب والثمر. ولهذا قال( تعالي) نخرج منه حبا متراكبا) أي يركب بعضه بعضا كالسنابل ونحوها....
* وجاءفي تفسير الجلالين( رحم الله صاحبيه) مانصه وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا) فيه التفات عن الغيبة( به) بالماء( نبات كل شيء) ينبت( فأخرجنا منه) أي: النبات شيئا( خضرا) بمعني: أخضر( نخرج منه) من الخضر( حبا متراكبا) يركب بعضه بعضا كسنابل الحنطة ونحوها... * وذكر صاحب الظلال( رحمه الله رحمة واسعة جزاء ماقدم) مانصه: والماء كثيرا ما يذكر في القرآن في صدد ذكر الحياة والإنبات.. ودور الماء الظـاهر في إنبات كل شيء دور واضح يعلمه البدائي والمتحضر, ويعرفه الجاهل والعالم. ولكن دور الماء في الحقيقة أخطر وأبعد مدي من هذا الظاهر الذي يخاطب به القرآن الناس عامة...... وكل نبت يبدأ أخضر, واللفظ( خضر) أرق ظلا, وأعمق ألفة من لفظ( أخضر), هذا النبت الخضر( يخرج منه حبا متراكبا) كالسنابل وأمثالها....
* وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن( رحم الله كاتبه) مانصه فأخرجنا منه خضرا) أي أخرجنا من النبات الذي لا ساق له نباتا غضا أخضر; وهو ما تشعب من أصل النبات الخارج من الحبة, وخضر بمعني أخضر, اسم فاعل. يقال: خضر الزرع ـ من باب فرح ـ واخضر فهو خضر وأخضر( نخرج منه حبا متراكبا) أي سنابل فيها الحب يركب بعضه بعضا; كمافي الحنطة والشعير وسائر الحبوب. يقال: ركبه ـ كسمعه ـ ركوبا ومركبا, علاه, كارتكبه.... * وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم( جزاهم الله خيرا) مانصه: وهو الذي أنزل من السحاب ماء أخرج به نبات كل صنف, فأخرج من النبات شيئا غضا طريا, ونخرج منه حبا كثيرا بعضه فوق بعض....
وجاء تعليق الخبراء بالهامش ليقول: توضح هذه الآية الكريمة في النباتات كيفية خلق تلك الثمار وكيف نشأت ونمت في أطوارها المختلفة حتي وصلت إلي طور نضجها الكامل بما تحويه من مركبات مختلفة من الزيوت, والبروتينات والمواد الكربوهيدراتية كالسكريات والنشويات, كل هذا يتكون في وجود ضوء الشمس عن طريق المادة الخضراء( مادة اليخضور) التي توجد عادة في المجموع الخضري للنباتات, خاصة الأوراق, فهي المصنع الذي تتكون فيه تلك المركبات, ومنها توزع علي باقي اجزاء النبات بما فيها البذور والثمار, علاوة علي أن الآية الكريمة تقطع بأن ماء المطر هو المصدر الوحيد للماء العذب علي الأرض, وأن طاقة الشمس هي مصدر طاقات الأحياء جميعا, ولكن النباتات هي التي تستطيع اختزان طاقة الشمس بواسطة مادة اليخضور وتسلمها لكل من الإنسان والحيوان في المواد الغذائية العضوية التي كونتها, وقد كشف العلم عن حقيقة باهرة تدل علي وحدة الخالق, وهي أن مادة الهيموجلوبين اللازمة لتنفس الإنسان وتنفس كثير من أنواع الحيوان وثيقة الصلة بمادة اليخضور, فذرات الكربون والإيدروجين والأكسوجين والنيتروجين تكتنف ذرة الحديد في جزيء الهيموجلوبين, بينما هي بنفسها تكتنف ذرة المغنيسيوم في جزيء اليخضور, كما أنه قد اتضح من البحوث الطبية أن مادة اليخضور عندما يتمثلها جسم الإنسان تندمج في خلاياه فتقويها وتساعدها في القضاء علي جراثيم الأمراض فتتيح لأنسجة الجسم فرصة الدفاع ومكافحة الأمراض.
وفي آخر الآية الكريمة قوله تعالي انظروا إلي ثمره إذا أثمر وينعه..) وفي هذه الإشارة سبق لعلم النبات الحديث فيما وصل إليه من الاعتماد في دراسته علي مشاهدة الشكل الخارجي لأعضائه كافة في أدواره المختلفة. * وجاء في صفوة التفاسير( جزي الله كاتبها خيرا) مانصه وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء) أي أنزل من السحاب المطر فأخرج به كل ماينبت من الحبوب والفاكهة والثمار والبقول والحشائش والشجر,( فأخرجنا منه خضرا) أي أخرجنا من النبات شيئا غضا أخضر( نخرج به حبا متراكبا) أي نخرج من الخضر حبا متراكبا بعضه فوق بعض كسنابل الحنطة والشعير, قال ابن عباس: يريد القمح والشعير والذرة والأرز.
الدلالات العلمية للنص القرآني: أولا ـ وهو الذي أنزل من السماء ماء: علي الرغم من فهمنا لعملية نزول المطر من السماء وما يتدخل في ذلك من تصريف الرياح وامرارها علي مصادر الماء, وتحميلها ببخاره حتي تتكون السحب بارتفاع هذه الرياح المحملة ببخار الماء إلي الأجزاء العليا من نطاق الرجع( نطاق التغيرات المناخية) حيث تثريها دورة الماء حول الأرض ببخار الماء المتصاعد من فوهات البراكين, ومن تبخير الماء من مسطحاته بفعل أشعة الشمس, ومن نتح النبات, وتنفس, وإفراز كل من الإنسان والحيوان, وبارتفاع بخار الماء في نطاق الرجع يزداد تكثفه لتناقص الضغط وانخفاض درجة الحرارة فتتكون المزن( السحب الممطرة بإذن الله) بالمزيد من تكثف بخار الماء مما يؤدي إلي زيادة حجم وكتلة قطيرات الماء في السحب المزنية حتي تسقط علي هيئة زخات المطر أو حبات البرد أو بلورات الثلج. وبتصريف من الله( تعالي) تقوم الرياح بدور مهم في هذه العملية, كما يقوم كل من درجة رطوبتها وحرارتها, وشدة اندفاعها, وكم نوي التكثف فيها( من هباءات الغبار, ودقائق الأملاح, وبلورات الثلج الدقيقة, وغيرها) بتعظيم ذلك الدور أو تقليله حتي تصل درجة تشبع الهواء ببخار الماء عند كل درجة حرارة وضغط إلي حد معين, فإن الهواء لايستطيع حمل مزيد من هذا البخار فينزله بإذن الله( تعالي) مطرا بالقدر الذي يحدده الله وفي المكان الذي يختاره بعلمه وحكمته. ولذلك يقول المصطفي( صلي الله عليه وسلم):... ولايعلم متي يأتي المطر أحد إلا الله...( فتح الباري).
ثانيا ـ فأخرجنا به نبات كل شيء: شاءت إرادة الخالق( سبحانه وتعالي) أن تنتقل البذور عند نضجها بعيدا عن النبات الأم, وذلك لتحقيق الانتشار الأفقي لتوزيع النباتات والحيلولة دون تنافسها علي مصادر حياتها من التربة, والماء, وضوء الشمس. ويتم هذا الانتقال والتناثر إما بانفجار الثمرة أو انتقالها كاملة بواسطة الهواء أو الماء أو بواسطة الحيوانات التي تأكل الثمار, وتلفظ البذور مع روثها, أو تقوم بتخزينها في أماكن تصلح لإنباتها, أو بتعلق تلك البذور بفرائها, وقد وهب الله( تعالي) بعض البذور وسائط تعين علي تناثرها مثل الأجنحة أو الأهداب أو القدرة علي الطفو. وبذلك انتشرت بذور كل النباتات في تربة الأرض, وعلي سطحها انتشارا واسعا, وعندما ينزل الله( تعالي) الماء من السماء, ويصل هذا الماء إلي البذور المدفونة في تربة الأرض. فإنها تبدأ بالانبات. وذلك بامتصاص الماء والانتفاخ الذي يؤدي إلي انشطار غلاف البذرة وانفتاحها لتفسح طريقا سهلا لأول جذر الجذير, وأول ساق السويقة للخروج منها, ويتجه الجذير إلي أسفل ليخترق التربة ويثبت نفسه فيها, بينما تتجه السويقة إلي أعلي مخترقة التربة لتظهر فوقها. ويطلق اسم الأوراق البذرية علي أول أوراق تنمو علي السويقة, وتمتاز هذه عن الأوراق الحقيقية التي تظهر بعد ذلك بشفافيتها, ويسمي هذا النبات باسم البادرة ويعيش علي الطعام المخزون في بذرته إلي حين ظهور أوراقه الحقيقية التي أعطاها الله( تعالي) القدرة علي صنع الطعام لذلك النبات النامي بواسطة عملية التمثيل( التركيب أو البناء) الضوئي حتي ينمو ويزهر ويصبح جاهزا لاعطاء الثمار والبذور. ويعرف الآن اكثر من ربع مليون نوع من أنواع النباتات المزهرة بالإضافة إلي اعداد كبيرة من النباتات اللازهرية أي التي لاتنتج أزهارا.
ثالثا: فأخرجنا منه خضرا بمجرد ظهور الأوراق الحقيقية علي النبتة الناشئة( البادرة) يزودها خالقها( سبحانه وتعالي) بصبغ أخضر يعرف باسم( اليخضور), وهذا الصبغ أعطاه الله( تعالي) القدرة علي امتصاص قدر من طاقة ضوء الشمس, وتحويله إلي طاقة كيميائية يستخدمها في تخليق الكربوهيدرات من الماء الذي تمتصه جذورالنبات مع العصارة الغذائية من التربة, وثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه أوراق النبات من الجو, ويتصاعد الأكسيجين, أما النباتات المائية خاصة المغمور منها في الماء فتحصل علي ثاني أكسيد الكربون من نسبته الذائبة في الماء, ويصل بعد ذلك إلي عضيات سيتوبلازمية دقيقة تعرف باسم البلاستيدات الخضراء علي هذه الصورة الذائبة في الماء أو مندمجا في أملاح البيكربونات, ويطلق علي هذه العملية أحيانا اسم: التمثيل الكربوني نظرا لما تنطوي عليه من استعمال الكربون في تصنيع المواد الكربوهيدراتية. ويوجد ثمانية أنواع من مادة اليخضور, وهي مادة تشبه الهيموجلوبين من ناحية تركيبها الكيميائي ولكنها تختلف في بنائها الجزيئي حول ذرة من المغنيسيوم بدلا من ذرة الحديد في قلب جزيء الهيموجلوبين.
وتوجد البلاستيدات الخضراء( جبيلات اليخضور) في الخلايا الطويلة العمودية علي جدار أوراق النبات, وهذه البلاستيدات أعطاها الله( تعالي) القدرة علي التحرك داخل الخلية بحرية كاملة لاصطياد أكبر قدر من أشعة الشمس.. وتقوم أوراق النبات بامتصاص ثاني أكسيد الكربون من الجو, وبالتقاط الماء الصاعد مع العصارة الغذائية من التربة بواسطة الجذور, والمرتفع بالخاصية الشعرية إلي قمة النبات, ويقوم الصبغ الأخضر( اليخضور) الموجود بداخل البلاستيدات بالتقاط الطاقة القادمة مع أشعة الشمس واستخدامها في تحليل الماء إلي الأكسيجين الذي ينطلق إلي الجو عبر ثغور ورقة النبات, والأيدروجين الذي يتحد مع ثاني أكسيد الكربون لتكوين السكريات والنشويات وغيرهما من الكربوهيدرات وتتم هذه العملية علي مراحل عدة تؤدي المادة الخضراء دورا مهما فيها, وتشترك عدة انزيمات في إتمامها ويستخدم معظم الكربوهيدرات الناتجة عن عملية التمثيل الضوئي كغذاء للنبات من أجل توفير الطاقة اللازمة لنموه, وما يزيد علي حاجة النبات يتم حفظه داخل الخلايا علي هيئة مواد نشوية وسكرية تستخدم بعد ذلك من أجل بناء الثمار والحبوب والبذور. ويستمد النبات الطاقة التي يحتاجها في نموه من غذائه في عملية معاكسة لعملية التمثيل الضوئي تعرف باسم التنفس الداخلي تتحد فيها الكربوهيدرات مع الأكسجين لإطلاق الطاقة وثاني أكسيد الكربون والماء علي النحو التالي:
عملية التمثيل الضوئي ثاني أكسيد كربون+ ماء+ طاقة كربوهيدرات+ أكسيجين عملية التنفس الداخلي واعتمادا علي وفرة ضوء الشمس أو ندرته يزيد معدل إتمام إحدي العمليتين علي حساب الأخري, ففي ضوء الشمس الساطع يتسارع معدل التمثيل الضوئي وينتج النبات من الكربوهيدرات والأكسيجين أكثر مما يستهلكه في عملية التنفس, وفي العتمة التامة يتسارع معدل التنفس الداخلي فيستهلك النبات ما ينتجه من الكربوهيدرات ليحرقه منتجا الطاقة اللازمة لنموه بالاضافة إلي ثاني أكسيد الكربون والماء. وعند كل من الغسق والفجر تتوازن العمليتان بمعني ان عملية التمثيل الضوئي تنتج من الكربوهيدرات والأكسيجين مايكفي لعملية التنفس الداخلي فقط كما تنتج تلك العملية من الطاقة وثاني أكسيد الكربون والماء مايكفي لاتمام عملية التمثيل الضوئي, ولذلك تسمي هاتان النقطتان باسم نقطتي التكافؤ.
رابعا: خضرا نخرج منه حبا متراكبا: تؤدي عملية إخصاب النباتات المزهرة إلي إنتاج البذور, والبذرة تحتوي علي جنين لنبتة جديدة, ومخزون من الطعام يكفي بادرة هذه النبتة حتي تتمكن من إنتاج أوراق خضراء أعطاها الله( تعالي) القدرةعلي إنتاج الغذاء ذاتيا لتلك النبتة, وهذه البذور قد تكون هي الثمرة أو قد تحفظ في داخل الثمرة, وهذه الثمرة قد تتبعثر وتنتشر في الأرض لإنتاج نبات جديد أو قد يقتنصها أي من الإنسان أو الحيوان. والبذرة عادة ماتكون محمية بغلاف متين يعرف باسم( غلاف البذرة) ويملك كل غلاف لبذرة من البذور( سرة) علي سطحه تظهر الموضع الذي ارتبطت به البييضة بالمبيض, كما يمكن مشاهدة الفتحة الصغيرة التي دخلت عبرها حبة اللقاح إلي البييضة وتعرف باسم( النقرة) وتمثل الممر الذي يسمح بمرور الماء إلي الجنين كي ينبت, وجنين البذرة يتكون من السويقة( السبد) والجذير.
والحب هو ثمر جميع أنواع الحبوب من مثل القمح, والشعير, والشوفان, والذرة, والأرز وغيرها من النباتات ذوات الفلقة الواحدة والتي تنطوي في عائلة تعرف باسم العائلة النجيلية وهي من أكثر النباتات نجاحا لأنها تغطي مساحات من اليابسة أكثر من أية نباتات أخري وتشكل الغذاء الرئيسي لكل من الإنسان والحيوان آكل العشب, وتشمل نحو سبعة آلاف نوع من أنواع النباتات. وهذه الحبوب تتكون أساسا من الكربوهيدرات التي تبنيها الصبغة الخضراء في داخل البلاستيدات الخضراء( جبيلات اليخضور) وهنا يندهش الإنسان لهذا النص القرآني المعجز الذي أنزله ربنا( تبارك وتعالي) من قبل ألف وأربعمائة سنة ليقول فيه:
وهو الذي أنزل من السماء ماء فأخرجنا به نبات كل شيء فأخرجنا منه خضرا نخرج منه حبا متراكبا.. وارتباط الإنبات بإنزال الماء, وارتباط حياة النباتات الزهرية( وتمثل الغالب من النباتات) بتلك القدرة الذاتية التي أعطاها إياها الخالق( سبحانه وتعالي) علي تصنيع غذائها بعملية التمثيل الضوئي والتي تقوم بها تلك الصبغة الخضراء التي وضعها الله الخالق( سبحانه وتعالي) في جبيلات اليخضور, وأن ماتنتجه تلك الجبيلات الخضراء من الكربوهيدرات يزيد علي احتياج النبات فيخزن في داخله حتي تنتج منه الحبوب المتراكبة, وهي حقائق لم يدركها العلم المكتسب إلا في القرن العشرين, وورودها في كتاب الله من قبل أربعة عشر قرنا بهذه الدقة والإحاطة والشمول لمما يجزم بأن القرآن الكريم هو كلام الله الخالق الموحي به إلي خاتم أنبيائه ورسله, والمحفوظ بنفس لغة وحيه( العربية) في صفائه الرباني, واشراقاته النورانية, فالحمد الله الذي أنزل القرآن الكريم( أنزله بعلمه) والصلاة والسلام علي النبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقاه فأبلغه بأمانة تامة وحرص شديد فجزاه الله تعالي خير ماجزي به نبيا عن أمته ورسولا علي حسن تبليغ رسالته, وأتاه الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعه التي وعده إياها إن ربي لايخلف الميعاد
سبحان الله العظيم؛سبحان الله وبحمده انظروا الى قدرة الله العلي العظيم جعل هذه الحفره مكان تجمع المياه لاأله إلاالله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-09-02, 1:57 am | |
| ثم تجيء الشهادة الكبرى والتكريم العظيم: { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }.. وتتجاوب أرجاء الوجود بهذا الثناء الفريد على النبي الكريم، ويثبت هذا الثناء العلوي في صميم الوجود! ويعجز كل قلم, ويعجز كل تصوّر, عن وصف قيمة هذه الكلمة العظيمة من رب الوجود, وهي شهادة من الله، في ميزان الله, لعبد الله, يقول له فيها { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }. ومدلول الخُلُق العظيم هو ما هو عند الله، مما لا يبلغ إلى إدراك مداه أحد من العالمين!
ودلالة هذه الكلمة العظيمة على عظمة محمد صلى الله عليه وسلم، تبرز من نواحٍ شتى: تبرز من كونها كلمة من الله الكبير المتعال, يسجّلها ضمير الكون, وتثبت في كيانه, وتتردد في الملأ الأعلى إلى ما شاء الله. وتبرز من جانب آخر, من جانب إطاقة محمد صلى الله عليه وسلم لتلقـّيها. وهو يعلم من ربه هذا, قائل هذه الكلمة. ما هو? ما عظمته? ما دلالة كلماته? ما مداها? ما صداها? ويعلم من هو إلى جانب هذه العظمة المطلقة, التي يدرك هو منها ما لا يدركه أحد من العالمين.
إن إطاقة محمد صلى الله عليه وسلم لتلقي هذه الكلمة من هذا المصدر, وهو ثابت, لا ينسحق تحت ضغطها الهائل -ولو أنها ثناء-، ولا تتأرجح شخصيته تحت وقعها وتضطرب.. تلقيه لها في طمأنينة وفي تماسك وفي توازن.. هو ذاته دليل على عظمة شخصيته فوق كل دليل.
ولقد رويت عن عظمة خُلُقِهِ في السيرة, وعلى لسان أصحابه روايات منوعة كثيرة. وكان واقع سيرته أعظم شهادة من كل ما روي عنه. ولكن هذه الكلمة أعظم بدلالتها من كل شيء آخر؛ أعظم بصدورها عن العلي الكبير، وأعظم بتلقـّي محمد لها وهو يعلم من هو العلي الكبير, وبقائه بعدها ثابتاً راسخاً مطمئناً، لا يتكبّر على العباد, ولا ينتفخ, ولا يتعاظم, وهو الذي سمع ما سمع من العلي الكبير!
و { اللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }.. وما كان إلا محمد صلى الله عليه وسلم بعظمة نفسه هذه من يحمل هذه الرسالة الأخيرة، بكل عظمتها الكونية الكبرى؛ فيكون كفئاً لها, كما يكون صورة حية منها.
إن هذه الرسالة من الكمال والجمال, والعظمة والشمول، والصدق والحق، بحيث لا يحملها إلا الرجل الذي يثني عليه الله هذا الثناء. فتطيق شخصيته كذلك تلقي هذا الثناء في تماسك وفي توازن, وفي طمأنينة؛ طمأنينة القلب الكبير الذي يسع حقيقة تلك الرسالة وحقيقة هذا الثناء العظيم. ثم يتلقى -بعد ذلك- عتاب ربه له ومؤاخذته إياه على بعض تصرفاته, بذات التماسك وذات التوازن وذات الطمأنينة. ويعلن هذه كما يعلن تلك, لا يكتم من هذه شيئاً ولا تلك.. وهو هو في كلتا الحالتين النبي الكريم، والعبد الطائع، والمبلغ الأمين.
إن حقيقة هذه النفس من حقيقة هذه الرسالة، وإن عظمة هذه النفس من عظمة هذه الرسالة، وإن الحقيقة المحمدية كالحقيقة الإسلامية لأبعد من مدى أي مجهر يملكه بشر. وقصارى ما يملكه راصد لعظمة هذه الحقيقة المزدوجة أن يراها ولا يحدد مداها، وأن يشير إلى مسارها الكوني دون أن يحدد هذا المسار!
ومرة أخرى أجد نفسي مشدوداً للوقوف إلى جوار الدلالة الضخمة لتلقي رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الكلمة من ربه, وهو ثابت راسخ متوازن مطمئن الكيان.. لقد كان -وهو بشر- يثني على أحد أصحابه, فيهتزّ كيان صاحبه هذا وأصحابه من وقع هذا الثناء العظيم.. وهو بشر وصاحبه يعلم أنه بشر، وأصحابه يدركون أنه بشر.. إنه نبي.. نعم، ولكن في الدائرة المعلومة الحدود؛ دائرة البشرية ذات الحدود.. فأما هو فيتلقى هذه الكلمة من الله، وهو يعلم من هو الله، هو بخاصة يعلم من هو الله! هو يعلم منه ما لا يعلمه سواه، ثم يصطبر ويتماسك ويتلقى ويسير... إنه أمر فوق كل تصور وفوق كل تقدير!!
إنه محمد -وحده-، هو الذي يرقى إلى هذا الأفق من العظمة.. إنه محمد -وحده-، هو الذي يبلغ قمة الكمال الإنساني المجانس لنفخة الله في الكيان الإنساني.. إنه محمد -وحده- هو الذي يكافئ هذه الرسالة الكونية العالمية الإنسانية; حتى لتتمثل في شخصه حية, تمشي على الأرض في إهاب إنسان.. إنه محمد -وحده-، الذي علم الله منه أنه أهل لهذا المقام، والله أعلم حيث يجعل رسالته، وأعلن في هذه أنه على خلق عظيم. وأعلن في الأخرى أنه، جلّ شأنه وتقدّست ذاته وصفاته, يصلي عليه هو وملائكته (إن الله وملائكته يصلون على النبي). وهو جل شأنه، وحده القادر على أن يهب عبداً من عباده ذلك الفضل العظيم..
ثم إن لهذه اللفتة دلالتها على تمجيد العنصر الأخلاقي في ميزان الله; وأصالة هذا العنصر في الحقيقة الإسلامية كأصالة الحقيقة المحمدية.
والناظر في هذه العقيدة, كالناظر في سيرة رسولها, يجد العنصر الأخلاقي بارزاً أصيلاً فيها, تقوم عليه أصولها التشريعية وأصولها التهذيبية على السواء.. الدعوة الكبرى في هذه العقيدة إلى الطهارة والنظافة والأمانة والصدق والعدل والرحمة والبر وحفظ العهد, ومطابقة القول للفعل, ومطابقتهما معاً للنية والضمير; والنهي عن الجور والظلم والخداع والغش وأكل أموال الناس بالباطل, والاعتداء على الحرمات والأعراض, وإشاعة الفاحشة بأية صورة من الصور.. والتشريعات في هذه العقيدة لحماية هذه الأسس وصيانة العنصر الأخلاقي في الشعور والسلوك, وفي أعماق الضمير وفي واقع المجتمع، وفي العلاقات الفردية والجماعية والدولية على السواء.
والرسول الكريم يقول: « إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ».. فيلخّص رسالته في هذا الهدف النبيل، وتتوارد أحاديثه تترى في الحض على كل خلق كريم، وتقوم سيرته الشخصية مثالاً حياً، وصفحة نقية, وصورة رفيعة, تستحق من الله أن يقول عنها في كتابه الخالد { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }.. فيمجّد بهذا الثناء نبيه صلى الله عليه وسلم، كما يمجد به العنصر الأخلاقي في منهجه الذي جاء به هذا النبي الكريم, ويشد به الأرض إلى السماء, ويعلّق به قلوب الراغبين إليه -سبحانه- وهو يدلّهم على ما يحب ويرضى من الخلق القويم.
وهذا الاعتبار هو الاعتبار الفذّ في أخلاقية الإسلام؛ فهي أخلاقية لم تنبع من البيئة, ولا من اعتبارات أرضية إطلاقاً. وهي لا تستمد ولا تعتمد على اعتبار من اعتبارات العرف أو المصلحة أو الارتباطات التي كانت قائمة في الجيل؛ إنما تستمد من السماء وتعتمد على السماء.
تستمد من هتاف السماء للأرض لكي تتطلع إلى الأفق، وتستمد من صفات الله المطلقة ليحققها البشر في حدود الطاقة, كي يحققوا إنسانيتهم العليا, وكي يصبحوا أهلاً لتكريم الله لهم واستخلافهم في الأرض، وكي يتأهلوا للحياة الرفيعة الأخرى { فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }.. ومن ثم فهي غير مقيدة ولا محدودة بحدود من أي اعتبارات قائمة في الأرض; إنما هي طليقة ترتفع إلى أقصى ما يطيقه البشر. ثم إنها ليست فضائل مفردة: صدق وأمانة وعدل ورحمة وبر.... إنما هي منهج متكامل, تتعاون فيه التربية التهذيبية مع الشرائع التنظيمية، وتقوم عليه فكرة الحياة كلها واتجاهاتها جميعاً, وتنتهي في خاتمة المطاف إلى الله.. لا إلى أي اعتبار آخر من اعتبارات هذه الحياة!
وقد تمثلت هذه الأخلاقية الإسلامية بكمالها وجمالها وتوازنها واستقامتها واطّرادها وثباتها في محمد صلى الله عليه وسلم وتمثلت في ثناء الله العظيم, وقوله { وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ }.. |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-09-02, 2:02 am | |
| عجائب عن البعوض اقرأ ثم قل سبحان الله العظيم
قال تعالى إن الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضه فما فوقها فاما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم واما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به الا الفاسقين)
البعوضه هذا المخلوق الضعيف العجيب الله سبحانه وتعالى عندما ضرب مثلا ما بعوضه , فهو ليبين للناس أن هذا المخلوق الصغير في حجمه عظيم في خلقه
إليكم هذه المعلومات عنها: ـ1- هي انثى ـ2- لها مائة عين في رأسها ـ3- لها في فمها 48 سن ـ4- لها ثلاث قلوب في جوفها بكل اقسامها ـ5- لها ستة سكاكين في خرطومها ولكل وظيفتها ـ6- لها ثلاث اجنحه في كل طرف ـ7- مزوده بجهاز حراري يعمل مثل نظام الاشعه تحت الحمراء وظيفته يعكس لها لون الجلد البشري في الظلمه الى لون بنفسجي حتى تراه ـ8- مزوده بجهاز تخدير موضعي يساعدها على غرز ابرتها دون ما يحس به الانسان , وما يحس به الانسان هو نتيجة مص الدم ـ9- مزوده بجهاز تحليل دم فهي لا تستسيغ كل الدماء ـ10- مزوده بجهاز لتمييع الدم حتى يسري في خرطومها الدقيق جدا
واغرب ما في هذا كله ان العلم الحديث اكتشف ان فوق ظهر البعوضه تعيش حشره صغيره جدا لا ترى الا بالعين المجهريه
وهذا مصداق لقوله تعالى (ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضه فما فوقها ) |
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-09-02, 2:04 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم أن الله لا يستحي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين أمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدى به كثيرا"
وما يضل إلا الفاسقين ) سورة البقرة
البعوضة هذا المخلوق الضعيف العجيب خلقه الله سبحانه وتعالى وضرب به مثلا ، ليبين مدى عظمته جل جلاله ، تعالي ياأخي الكريم نتعرف على هذه الحشره الصغيره الذي لو اجتمع الانس والجن جميعا ما يتسطيعوا خلقه ، ونعرف كم هذه الحشره صغيره فى حجمها لكن عظيمه فى خلقها واليكم هذه المعلومات :
1- هي انثى 2- لها مائه عين فى رأسها 3- لها فى فهمها 48 سن 4- لها ثلاث قلوب فى جوفها بكل اقسامها 5- لها سته سكاكين فى خرطومها ولكل سكين وظيفتها 6- لها ثلاث اجنحه فى كل طرف 7- مزودة بجهاز حرارى يعمل مثل الاشعه الحمراء ووظيفته يعكس لون الجلد البشري فى الظلمه الى لون بنفسجي تراه 8- مزوده بجهاز تخدير موضعي يساعدها على غرز ابرتها دون ان يحس بها الانسان ومايحس به كالقرصه هي نتيجة مص الدم 9- مزوده بجهاز لتمييع الدم جدا حتى يسرى فى خرطومها الدقيق 10- مزوده بجهاز تحليل دم لأنها لا تستسيغ كل الدماء 11- اكتشف ان تعيش فوق ظهرها حشره صغيره جدا لا ترى بالعين المجرده وهذا مصداق لقوله تعالى ( ان الله لا يستحي ان يضرب مثلا ما بعوضه فما فوقها )
فسبحان الله العظيم ... فسبحان الله العظيم ...
|
| | | AmiRa 3mR :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 13412 العمر : 29 محل الاقامة : Balady الوظيفة : Student الهوايات : El tarekh / Reading/EL AHLY بتشجع نادي إيه : MY best team :El Ahly لاعبك المفضل : treika we bas تاريخ التسجيل : 05/07/2009 التقييم : 40 نقاط : 22593 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-09-02, 2:09 am | |
| قوله تعالى : "قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم" . قوله تعالى : "قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا" فيه ثلاث مسائل : الأولى : قوله تعالى : "سبحانك" أي تنزيهاً لك عن أن يعلم الغيب أحد سواك . وهذا جوابهم عن قوله : أنبئوني فأجابوا أنهم لا يعلمون إلا ما أعلمهم به ولم يتعاطوا ما لا علم لهم به كما يفعله الجهال منا . و ما في ما علمتنا بمعنى الذي ، أي إلا الذي علمتنا ، ويجوز أن تكون مصدرية بمعنى إلا تعليمك إيانا . الثانية : الواجب على من سئل عن علم أن يقول إن لم يعلم : الله أعلم ولا أدري ، اقتداء بالملائكة والأنبياء والفضلاء من العلماء ، لكن قد أخبر الصادق أن بموت العلماء يقبض العلم ، فيبقى ناس جهال يستفتون فيفتون برأيهم فيضلون ويضلون . وأما ما ورد من الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين بعدهم في معنى الآية فروى البستي في المسند الصحيح له عن ابن عمر " أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم : أي البقاع شر ؟ قال : لا أدري حتى أسأل جبريل فسأل جبريل ، فقال : لا أدري حتى أسأل ميكائيل ، فجاء فقال : خير البقاع المساجد ، وشرها الأسواق" . وقال الصديق للجدة : ارجعي حتى أسأل الناس .وكان علي يقول : وابردها على الكبد ، ثلاث مرات . قالوا وما ذلك يا أمير المؤمنين ؟ قال : أن يسأل الرجل عما لا يعلم فيقول : الله أعلم . وسأل ابن عمر رجل عن مسألة فقال : لا علم لي بها ، فلما أدبر الرجل . قال ابن عمر : نعم ما قال ابن عمر ، سئل عما لا يعلم فقال لا علم لي به ! ذكره الدارمي في مسنده . وفي صحيح مسلم عن ابن عقيل يحيى بن المتوكل صاحب بهية قال : كنت جالساً عند القاسم بن عبيد الله ويحيى بن سعيد ، فقال يحيى للقاسم : يا أبا محمد أنه قبيح على مثلك عظيم أن يسأل عن شيء من أمر هذا الدين فلا يوجد عندك منه علم ولا فرج ، أو علم ولا مخرج ؟ فقال له القاسم : وعم ذاك ؟ قال : لأنك ابن إمامي هدىً : ابن أبي بكر وعمر . قال يقول له القاسم : اقبح من ذاك عند من عقل عن الله أن أقول بغير علم أو آخذ عن غير ثقة . فسكت فما أجابه . وقال مالك بن أنس : سمعت ابن هرمز يقول : ينبغي للعالم أن يورث جلساه من بعده لا أدري حتى يكون اصلاً في أيديهم ، فإذا سئل أحدهم عما لا يدري قال : لا أدري . وذكر الهيثم بن جميل قال : شهدت مالك بن أنس عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنتين وثلاثين منها : لا أدري . قلت : ومثله كثير عن الصحابة والتابعين وفقهاء المسلمين ، وإنما يحمل على ترك ذلك الرياسة وعدم الإنصاف في العلم . قال ابن عبد البر : من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه ، ومن لم ينصف لم يفهم ولم يتفهم . روى يونس بن عبد الأعلى قال سمعت ابن وهب يقول سمعت مالك بن أنس يقول : ما في زماننا شيء أقل من الإنصاف . قلت : هذا في زمن مالك فكيف في زماننا اليوم الذي عم فينا الفساد وكثر فيه الطغام ! وطلب فيه العلم للرياسة لا للدراية ، بل للظهور في الدنيا وغلبة الأقران بالمراء والجدال الذي يقسي القلب ويورث الضغن ، وذلك مما يحمل على عدم التقوى وترك الخوف من الله تعالى . اين هذا مما روي عن عمر رضي الله عنه وقد قال : لا تزيدوا في مهور النساء على أربعين أوقية ولو كانت بنت ذي العصبة ـ يعني يزيد بن الحصين الحارثي ـ فمن زاد ألقيت زيادته في بيت المال ، فقامت امرأة من صوب النساء طويلة فيها فطس فقالت : ما ذلك لك ! قال : ولم ؟ قالت لأن الله عز وجل يقول : "وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا" فقال عمر : امرأة أصابت ورجل أخطأ ! وروى وكيع عن ابي معشر عن محمد بن كعب القرظي قال : سأل رجل علياً رضي الله عنه عن مسألة فقال فيها ، فقال الرجل : ليس كذلك يا أمير المؤمنين ، ولكن كذا وكذا ، فقال علي : أصبت واخطأت ، وفوق كل ذي علم عليم . وذكر أبو محمد قاسم بن أصبغ قال : لما رحلت إلى المشرق نزلت القيروان فأخذت على بكر بن حماد حديث مسدد ، ثم رحلت إلى بغداد ولقيت الناس ، فلما انصرفت عدت إليه لتمام حديث مسدد ، فقرأت عليه في يوماً حديث النبي صلى الله عليه وسلم : "أنه قدم عليه قوم من مضر من مجتابي النمار" فقال : إنما هو مجتابي الثمار ، فقلت إنما هو مجتابي النمار ، هكذت قرأته عل كل من قرأته عليه بالأندلس والعراق ، فقال لي : بدخولك العراق تعارضنا وتفخر علينا ! أو نحو هذا . ثم قال لي :قم بنا إلى ذلك الشيخ ـ لشيخ كان في المسجد ـ فإن له بمثل هذا علماً ، فقمنا إليه فسألناه عن ذلك فقال : إنما هو مجتابي النمار ، كم قلت وهم قوم كانوا يلبسون الثياب مشققة ، جيوبهم أمامهم . والنمار جمع نمرة . فقال بكر بن حماد وأخذ بأنفه : رغم أنفي للحق ، رغم أنفي للحق . وانصرف . وقال يزيد بن الوليد بن عبد الملك فأحسن : إذا ما تحدثت في مجلس تناهى حديثي إلى ما علمت ولم أعد علمي إلى غيره وكان إذ ما تناهى سكت الثانية : قوله تعالى : "سبحانك" سبحان منصوب على المصدر عند الخليل و سيبويه ، يؤدي عن معنى نسبحك تسبيحا . وقال الكسائي : هو منصوب على أنه نداء مضاف . و "العليم" فعيل للمبالغة والتكثير في المعلومات في خلق الله تعالى . و "الحكيم" معناه الحاكم ، وبينهما مزيد المبالغة . وقيل معناه المحكم ويجيء الحكيم على هذا من صفات الفعل ، صرف عن مفعل إلى فعيل ، كما صرف عن مسمع إلى سميع ومؤلم إلى أليم ، قاله ابن الأنباري . وقال قوم : الحكيم المانع من الفساد ، ومنه سميت حكمة اللجام ، لأنها تمنع الفرس من الجري والذهاب في غير قصد . قال جرير : أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضبا أي امنعوهم من الفساد . وقال زهير : القائد الخيل منكوباً دوابرها قد أحكمت حكمات القد والأبقا القد : الجلد . والأبق : القنب . والعرب تقول : أحكم اليتيم عن كذا وكذا ، يريدون منعه . والسورة المحكمة : الممنوعة من التغيير وكل التبديل ، وأن يلحق بها ما يخرج عنها ، ويزاد عليها ما ليس منها ، والحكمة من هذا ، لأنها تمنع صاحبها من الجهل . ويقال : أحكم الشيء إذا أتقنه ومنعه من الخروج عما يريد . فهو محكم وحكيم على التكثير |
| | | احمد الشعار :: مراقب عام ::
المشاركات : 15936 العمر : 36 محل الاقامة : ميت غمر _ المنصوره الهوايات : التامل _ قراءه القران _ الشغل لاعبك المفضل : سيد معوض تاريخ التسجيل : 06/01/2009 التقييم : 109 نقاط : 30662 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-09-09, 9:09 pm | |
| بجد مجهود هايل ورائع جدا ربنا يبارك فيكي يارب ويزيدك علم ومنفعه للغير جزاكي الله خيرا |
| | | لؤلؤة التريكاوية :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 8324 العمر : 29 محل الاقامة : Damietta الوظيفة : طالبة الهوايات : العزفـــــ بتشجع نادي إيه : نادى القرن لاعبك المفضل : ابو تريكة تاريخ التسجيل : 25/12/2008 التقييم : 18 نقاط : 14420 ::: :
| موضوع: رد: سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت 2010-09-16, 3:51 pm | |
| توبيك روووووووووووووووووووووووعة بجد مية مية يا ميرو تسلم ايدك يا قمرى جزاك الله خيرا وجعله فى ميزان حسناتك |
| | | | سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا...أرجو التثبيت | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
صفحة 1 من اصل 1 | | | |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| المواضيع الأخيرة | » انا ررججععتت2017-05-30, 10:18 am من طرف clever » كل سنه وانتو طيبين2016-12-30, 10:27 pm من طرف clever » فين الناس2016-12-30, 10:24 pm من طرف clever » قصة عضو _1 ( Treikawymagoody ) 2016-12-30, 10:21 pm من طرف clever » فضل قضاء حوائج المسلمين2015-09-23, 5:30 am من طرف اسكن عيونى » بالفيديو الاهلي يخسر امام خيتافي بركلات الترجيح2015-09-11, 10:14 pm من طرف saeedpepo » بالفيديو منتخب مصر يسحق تشاد بخماسية في تصفيات كاس الامم الافريقية2015-09-11, 10:07 pm من طرف saeedpepo » برد نصيحة العالم الرباني2015-08-30, 6:33 am من طرف اسكن عيونى » الصحة الإسلامية التناسلية 2015-08-03, 8:39 pm من طرف اسكن عيونى » ماحكم التدخين أثناء الصيام2015-06-26, 10:03 am من طرف اسكن عيونى |
تصويت | | لا عبك المفضل هو ؟ | ابوتريكه | | 100% | [ 2 ] | كرستيانو | | 0% | [ 0 ] | ميسى | | 0% | [ 0 ] |
| مجموع عدد الأصوات : 2 |
|
أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع | |
أو قم باختيار مايصلك.....
|
|