ما قامت به حكومة حزب العدالة والتنمية فيما يتعلق بالسياسة التركية فى الشرق الأوسط ساهم فى تأكيد أهمية ودور مصر المحورى بالنسبة لواشنطن فيما يتعلق بقضايا المنطقة. هذا ما يجمع عليه خبراء ودبلوماسيون تحدثت إليهم «الشروق».
فقد كان لتصويت تركيا فى مجلس الأمن ضد فرض المزيد من العقوبات على إيران يوم 9 يونيو الماضى، ومن قبله رفض الحكومة التركية التحذيرات الأمريكية والإسرائيلية والسماح لسفن أسطول الحرية بالإبحار نحو قطاع غزة، وما نتج عنه من قتل إسرائيل لتسعة مواطنين أتراك يوم 31 مايو الماضى، كبير الأثر فى زيادة التشكك الأمريكى فى التوجهات التركية، والمناداة بضرورة العودة والتركيز على الحليف المصرى المستقر، والهادف لاستقرار صراع الشرق الأوسط، والمعارض لطموحات إيران النووية، والمعادى لحماس.
من ناحيتها، شهدت العلاقات الأمريكية المصرية تقدما ملحوظا منذ بدء حكم باراك أوباما. وقال مسئول مصرى لـ«الشروق»، طلب عدم نشر اسمه «استفدنا كثيرا من حادثة أسطول الحرية، فقد أكدت هذه الحادثة وتداعياتها، من أهمية الدور المحورى، الذى يمكن الاعتماد عليه من قبل الولايات المتحدة».
من ناحية أخرى، أكد الخبير مايكل دان، من معهد الشرق الأوسط، «أن مصر تلعب دورا مهما فى الإستراتيجية الأمريكية، وهى أكبر دوله عربية، وتشرف على قناة السويس».
ورغم نفى البيت الأبيض والحكومة التركية لأنباء توتر العلاقات بين البلدين، فإنه من الواضح للعيان تأثر علاقات تركيا بالولايات المتحدة سلبا نتيجة التوتر مع إسرائيل.
فى الوقت نفسه، أظهرت مصر تقاربا كبيرا للأهداف الأمريكية الداعية لإعادة المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وعن أهمية الدور المصرى للسياسة الأمريكية بالمنطقة، ذكر «ديفيد بولاك» من معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، أن «سلام مصر مع إسرائيل ما زال هو حجر الأساس للسياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط. ومعارضة مصر لكل من الطموح الإيرانى، وعنف المتطرفين، ذات قيمة كبيرة لأهداف أمريكا»