نهر النيل يتكلم
الدم يسرى فى البدن وترانى بين التراب والطين
أشق الطريق عبر الزمن أشدو بنغمات المحبيـــــــــن
أفتح صفحات الأمل وأجمل من تراه العيــــــــــن
أتحمل فوق المحتمل من اجل كل العاشقيــــــــــن
نهر اسمى ورسمى ونيل بين الشطيـــــــــــــــن
ماء يجرى فى جسمى كعطر بين الرياحـــــــــــــن
تهزهزنى نسمات الصباح ويضنينى همس الحنيــــــــن
وتداعبنى لفحات الرياح وتشجينى لوعات الانــــــين
الشمس شواقة مشتاقه حبها فى قلبى دفيـــــــــــن
لكل عشيق عشاقه وعشقى بالشمس متيـــــــن
والقمر كصاحب ورفاقه وصديقى عبر السنيــــــن
يهمس لى باشواقه كأم بأحشائها جنيـــــــــن
صورتنا فى الضى براقه كأناء يسبح فيه العاشقيــــن
تسرد سطور الشعراء بأبيات من وحى الملهمين
على أثرها يعلو البناء ويدندن بها الملحنيـــــــــن
تراها فى رداء وغناء تلهب اشواق المستمعيــن
وعلى جدار الزمن أشجان دمعت لها العيـــــن
كم جاءنى ملهوف يروى لى المحن حبيب فقد المحبيــــــــــــــن
وشاب ضل منه الطريق اتانى حيران مسكيـــــــــــن
وقلب خانه الصديق ينعى ايامه وعشرة سنــين
أوحى أليهم بالضياء وأمســــــــــح بنسماتى دمعات الانيـــــــن
انا النـــــــــــــــــــــــــــهرالذى بشريانه اسعد الملاييــــــــن
انا النهر الذى اخرج الحياة من الطيـــــن
لااسير فى الدنيا بأمرتى اسير بوجى من رب العالمين
دب فى الروح ونادانى بك تستقيم الموازيــــــــــن
ان شاء افرغنى وافنانى وان شاء حطم بى القوانين
انا النهر الذى اهدت اليه القرابيـــــــــــن
صبوا فى احشائى فتيات تقر لها العيــــــــــــن
عروس جملوها وزينوها وحكمت عليهم السلاطين
وبجهل وظلم اؤدوها بين الماء والطيــــــن
ترانى ابتسم ام احزن والله انه لفعل مشيــــن
اتحمل فوق المحتمل واصمت وانا قلبى حزين
على صفحاتى قامت حروب وغزاة من فوقى المستعمرين
وانشقت من اشلائى دروب تكبدت بها المياديــــــــــــــن
وانجلى فجرا وبدت غروب وتناثرت من حولى المقاتلين
وكنت كالذى انشق صدرة بالنار والحمم والبراكيــــــن
ونمضى الايام مسرعة وتمضى من ورائها السنيـن
اعود فالتقط انفاسى واعضائى باحشائى تستكين
وتبى من حولى الرواسى ويعود شدو المحبيــــــــن
وتمتلىء على ضفافى الكراسى لتلهب همس العاشقيـــــن
وعلى ايد ابنائى ارى جموع المعذبيـــــــن
ينظرون اليه من بعيد بعدما كانو يأتونى كل حين
حجبوا عنهم الرؤيا بالمبانى وعللوا وتشدفوا بالبراهين
وصار نيلى ليس لهم فأصبحت بقبضتهم سجيــن
واسال نفسى مالفرق بينهم وبين كل مستعمر لعيـــــــن
انا النهر الذى ان شاء يروى لك أحداث السنيـــن
لاتنظر اليه كمــــــــاء محشور بين التراب والطين
او تلقينى بحجـــــــــر او تهدرنى وبى تستهيــــــن
لاتتركنى مهمــــــــــلا وتهوينى بين البحور والعين
فوالله ان عدانى قومى لجف الدم فى الشراييـــــــن
ولكن كل مزاد فى همى ان العمر ينقضى بالسنيـن
حينها اكون ذكرى مؤلمة فهل ياتر ى بمن تستعيـــــن










[b][center]

شعر /صابر محمدين