السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بخير جمييييييعا
دى مقالة عجبتنى وقلت انقلها ليكو
اتمنى تعجبكوا
هى بتتكلم عن سلبيات موجوده فينا
والسلبيات دى سببت او بتسبب نوع من انواع التحرش
سواء بقى كان تحرش فكرى او نفسى او صحى او ثقافى وكده...
اسيبكم مغ المقالة
بعد أن كبرنا و نشأنا و ترعرعنا على ضفاف تلك الحقيقة الصفاء سعودية التى تنص على أنه .. "العيد فرحة" .. كيف نستطيع أن نؤقلم أنفسنا على تلك الحقيقة الجديدة التى لم تخبرنا بها أى صفاء أبو السعود من قبل و إنما أخبرتنا بها الشوارع بذات نفسها و التى تنص على أنه .. "العيد تحرش" .. كيف أمكننا إستبدال الفرحه بالتحرش بكل تلك السهوله .. وإذا كانت عملية الإستبدال و التسليم و التسلم قد تمت و خلاص .. ألا يجدر بنا على الأقل أن نحاول التعرف على الظروف و الملابسات التى تمت فيها تلك العمليه المشينة ؟! ألا يليق بنا فى مثل تلك المناسبة التحرشية العطرة أن نسترجع معاً التاريخ غير الرسمى للتحرش فى حياتنا كمصريين؟! ألا ينبغى علينا أن نكون وطنيين وننشد ونطنطن .. و نتحدث قليلاً عن التحرش فى هذا الوطنطن ؟!
مبدئياً .. نحن و على مدار سنوات طوال عجاف تركنا عقول أبنائنا و بناتنا نهباً لنظام تعليمى عقيم لا يمكن له أن ينتج لنا سوى عقول مشوهه و غير قادرة على التفكيرالسليم أو تحديد أى شىء فى الحياة .. أليس هذا تحرشاً بالعقول ؟!
لقناهم معلومات صماء و أخضعناهم لأنظمة إمتحانات غير منطقية يطرش فيها العيل من دول ما ظل يحفظه و يصمه على مدار الكام شهر اللى فاتوا فى ورقة الإجابة ليخرج بعدها من لجنته الإمتحانيه و هو راضياً مرضياً و أشبه بالصينى بعد غسيله ونظيفاً تماماً من أى معلومه من اللى لسه طارشهم فى ورقة الإجابه منذ دقائق معدودة فقط .. يخرج العيل من دول من اللجنه و هو لا يعلم على وجه الدقة هو كان جوه بيعمل إيه أصلاً .. حيث يتكفل غياب الرابط المنطقى بين ما يدرسه العيال فى مدارسهم و ما يعيشونه فى حياتهم بالفعل بغياب إدراكهم للغرض الرئيسى للتعليم .. ألا وهو المعرفه أولاً ثم النجاح فى الإمتحان كتابع منطقى و بديهى للمعرفه و ليس العكس كما يحدث .. أليس هذا الخلط تحرشاً بالإدراك ؟!
تركنا حواسهم بين أيدى من لا يرحمون ولا يفهمون من منتجى و صناع السينما العبيطه و الأغانى الأعبط .. ثم إندهشنا أوى بعد ذلك من إنحدار مستواهم الفنى والثقافى و الفكرى و من تدهور و تخلف ذائقتهم الفنية و من صعودهم بأنصاص كثيرون ليصنعوا منهم نجومهم و مشاهيرهم .. أليس هذا تحرشاً بالحواس ؟!
تركناهم يكبرون فى بلد تختلط مياه شربه بمياه صرفها الصحى لدرجة أن الهيئة المسئوله عن مياه الشرب فى مصر إسمها .. "هيئة مياه الشرب و الصرف الصحى" فى مظهر يعكس أقصى درجات الشفافيه و تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية .. ثم تركنا خلاياهم و أنسجتهم تتشكل من خضروات مسرطنة و مهرمنة لم تتم محاسبة أو مسائلة من سرطنها حتى الآن .. أليس هذا تحرشاً بالصحه العامه ؟!
فصلنا البنات عن الأولاد منذ الصغر فكان طبيعياً تماماً أن تخرب علاقتهم ببعض فى الكبر.. و زرعنا بداخل كل منهم خوفاً أزلياً من الآخر أدى بنا إلى ما نراه الآن من مهزلة سياسة الفصل العنصرى بداخل بعض مدرجات الجامعه بين الأولاد و البنات .. أخبرنا البنات أن الأولاد كائنات شريرة و قللاة الأدب و ينبغى عليهن الإبتعاد عنهم للحفاظ على سمعتهن .. و تعاملنا مع بدء الأولاد فى التعرف على البنات و تكوين صداقات معهن على أنه بداية النهايه و الخطوة الأولى على طريق الضياع و الإنحراف .. نقشنا على صفحات أمخاخهم البيضاء منذ الصغر أن الأولاد شر و أن البنات إنحراف .. أليس هذا تحرشاً بالصحة النفسية ؟!
ظللنا نخبرهم بأساطير عن المشاركة السياسية و الديموقراطية و الشفافية .. و عندما أرادوا المشاركة بالفعل إنضربوا و اتبهدلوا بهدلة ما بعدها بهدله على أيدى البلطجية و فرق الكاراتيه التابعة لقوات الأمن المركزى فى المظاهرات و الوقفات الإحتجاجية .. ظللنا نخبرهم أن التزوير حرام و أن من غشنا فليس منا .. و لم ندع أعينهم تتكحل ولو لمرة واحدة يتيمة قبل أن يقابلوا وجه رب كريم برؤية إنتخابات نزيهة بجد فى أى مجال من المجالات أو فى أى قطاع من القطاعات .. تفتكروا ما هى تركيبة الأجيال التى من الممكن لها أن تنشأ على ضفاف كل تلك التناقضات العبثية ؟! أليس هذا تحرشاً بالمنطق ؟!
تركناهم يتابعون على مدار أعوام و أعوام سرمدية و هلامية من حكم الحزب الوطنى القوى على الشعب الضعيف وقائع تحرش الحكومات المتعاقبة بأبناء هذا الوطن و بأرزاقهم و الحرص على جعلهم مهمومين طوال الوقت بكيفية كسب لقمة العيش و بالدوران فى سواقى وطواحين كد و كفاح و عمل لا ينتهى من أجل توفير الحد الأدنى من الحياه الآدميه .. و تركناهم يتابعون أيضاً صعود العديد و العديد من رجال الأعمال الجدد الكثيرين الذين لا يعلم أحد على وجه التحديد المصدر الأصلى و الحقيقى لثرواتهم .. تركناهم يتابعون إنهيارو إختفاء الطبقة المتوسطة .. رمانة ميزان أى مجتمع سوى و متحضر .. لتصبح هناك طبقتان فقط .. أغنياء جداً و فقراء تماماً .. أليس هذا تحرشاً بالتركيبة المجتمعية ؟!
إذن .. تركنا النظام الحاكم يتحرش عبر سنوات و سنوات - ولسه - بهؤلاء العيال الغلابة و بتعليمهم و بعقولهم و بإدراكهم و بحواسهم و بذائقتهم الفنية و بصحتهم العامه و بصحتهم النفسية و بمنطقهم و بتركيبتهم المجتمعيه و تركنا الأمن فى بعض الأحيان و المناسبات يتحرش بهم هم أنفسهم .. و عندما بدأ هؤلاء العيال فى تفريغ طاقات الغضب والكبت بداخلهم من كل شىء حولهم إنتبهنا فجأة و كأننا فوجئنا بما آلت إليه الأحوال فى شوارع مصرالمحروسة من همجية و تخلف و سوقية .. و أخذنا نتساءل عن سبب تلك الظاهرة الفجة والدخيلة على المجتمع المصرى الشريف العفيف النظيف الطاهر النقى البرىء المتسق مع نفسه اللى ما بيغلطش أبداً .. صحيح يا جماعه .. جالنا منين التحرش دا على الرغم من أننا نقول للأخلاق بذات نفسها قومى و أنا أقعد مطرحك ..