بسم الله الرحمن الرحيم
نسمع كثيراً من يردد هذه العبارة لا حياء في الدين مطلقاً، لايبالي في ذلك متى يليق ذكرها ، ومتى لا يليق الاستدلال بها
وكل هذا داخل في الجهل بأمور الدين ، و بالألفاظ الشرعية والله المستعان
هذه فتاوى وأقوال العلماء نحو هذه المسألة :
السؤال والفتـوى (( نصيةً وصوتية ))

يدور على ألسنة الناس الكلمة التالية (( لا حياء في الدين )) فهل هذا صحيح؟
أجاب الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ
هذا صحيح في المعنى، صحيح في الجملة، مثلما قالت المرأة للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟)
فمعنى: لا حياء في الدين، يعني لا حياء يمنع السؤال والتعلم والتفقه في الدين، الحياء لا يمنع،
أما إن كان المراد لا حياء في الدين بالكلية لا، ليس صحيح،الرسول -صلى الله عليه وسلم- قالالحياء من الإيمان)
فالحياء الذي يردعه عن المعاصي من الإيمانالحياء من الإيمان)،وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا لم تستح فاصنع ما شئت)
لكن إذا كان المراد لا حياء في الدين، يعني لا حياء يمنع من التعلم والسؤال فهذا صحيح، الحياء لا يمنع من سؤالك عن دينك والتفقه في الدين
فالحياء حياءان :
حياء يمنع من التفقه في الدين هذا ممنوع ليس بحياء،
والحياءالثاني يمنعك من سيء الأخلاق من المعاصي هذا حياء مطلوب جاء به الدين كما في الحديث الصحيح: (الإيمان بضع وسبعون شعبة وأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)

فالحياء الذي يمنع من الشر شعبة من الإيمان، فإن الحياء خلق عظيم كريم يمنع من أعمال الشر ويحمل على الأفعال الطيبة.


تفضلوا هنا للإستماع http://www.alandals.net/Node.aspx?id=5962


ما مدى صحة قول ( لا حياء في الدين ) فكثير من الناس ردد هذه الكلمة ؟
أجاب الشيخ الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ
هذه نجد دليلها في كلمة مأثورة في صحيح مسلم، وإن كان هذا القول المأثور يحتاج إلى تقيد لأن القول المأثور يفسر بعضه بعضا وهو قول عائشة رضي الله عنها (رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن حياؤهن من أن يتفقهن في الدين)

فإذا قيلت هذه الكلمة ـ لا حياء في الدين ـ بمناسبة سؤال كأن يقول انسان والله ياشيخ أنا عندي سؤال ولا حياء في الدين،
وضعت في مكانها المناسب؛
أما تقال لا حياء في الدين فهذه تخالف الدين قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم (الحياء من الإيمان) فكيف يقال لا حياء في الدين


لكن لا حياء في الدين أي : لا حياء يمنع من أن يتفقه في الدين
إذا وضعت هذه الكلمة المسؤول عنها ـ لا حياء في الدين ـ.
في جو يشعر السامعين بأن المفروض ما يمنع الإنسانأن يتكلم بكلام يمنعه الحياء عادة ،لكنه إذا لم يتكلمه خسر العلم والفقه،فإذا قيلت هذه الكلمه بمثل هذه المناسبة فلا شيء فيها لأنها ككلمت عائشةرضي الله عنها

لا يمنع من التعلم وهذا يقع مع النساء ومع الرجال، وحينئذ ينبغي أن نقول أن هناك حياء ليس من الدين في شيئ
وهذا نراه متمثلا في تصرفات بعض الناس ونسمع أحيانا أمور عجيبة جدا
نسمع بعض الرجال كانوا يصلون قبل ما يتزوجوا، وتزوجوا وجامع زوجته ولا يغتسل ويصلي!
بلغني هذا من بعض الناس، هذا الأمر عجيب جدا لماذا لأنه لا يهتم للعلم
ولعله يخجل، لعله يستحي
ولا يقال لا حياء في الدين ـ لعله وضح الجواب إن شاء الله ـ


وهنا أيضا تفضلوا كي تستمعوا
http://www.alalbany.net/fatawa_view.php?id=4668


ومن الخطأ تقسيم الحياء إلى قسمين محمود ومذموم
لقول النبي صلى الله عليه وسلم
( الحياء كله خير )( الحياء لايأتي إلابخير )

فدل على العموم، ولم يأت مايخصصه.

فقد أخرج مسلم وأبو داود وغيرهما عن عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الحياء خير كله أوقال الحياء كله خير"
فقال بشير بن كعب : إنا نجد في بعض الكتب أن منه سكينة ووقارا،ومنه ضعفا . فأعاد عمران الحديث وأعاد بشير الكلام، قال فغضب عمران حتى احمرت عيناه وقال : ألا أراني أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتحدثني عن كتبك. قال قلنا يا أبا نجيد إيه إيه.
وقد ورد هذا الإشكال في تحفة الأحوذي
قال النووي في شرح مسلم حديث كون "الحياء كله خير" أو" لا يأتي إلا بخير":
يشكل على بعض الناس من حيث أن صاحب الحياء قد يستحي أن يواجه بالحق من يجله ويعظمه فيترك أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر ، وقد يحمله الحياء على الاخلال ببعض الحقوق وغير ذلك مما هو معروف في العادة!!


والجواب ما أجاب به عنه جماعة من الأئمة منهم الشيخ أبو عمرو بن الصلاح إن هذا المانع الذي ذكرناه ليس بحياء حقيقة ، بلهو عجز وخور، وإنما تسميته حياء من إطلاق بعض أهل العرف أطلقوه مجازا لمشابهته الحياء الحقيقي،

وإنماحقيقة الحياء : خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق ونحو هذا.
والحمد لله ربّ العالميـــن