تزينت في ابهي صوره وحملت دعوه فرح صديقتي بكل ثقه
وامل ان اجد فتي احلامي بين الحضور دخلت القاعه ورايت نظرات الاعجاب تلتف
حولي وكلمات الاطراء والغزل تخرج من افواه من يعرفني ومن لا يعرفني
......اخذت اتطلع الي هؤلاء الحضور وتسألت تري من من هؤلاء حبيبي ؟من
سيصبح شريك حياتي فقد كان في مثل ذلك الوقت تحدث معظم الزيجات من الافراح
والمناسبات وفي نفسي سألت لعله هذا الطبيب لا بل ذلك المهندس عجبا لا يصلح
احد منهم ان يصبح شريك حياتي من بات يزر احلامي ليل نهار ....فأنا لم ارغب
يوما سوي بفارس قلبا وقالبا كم وددت ان اعش زمن الاميرات زمن كان ينحني
الرجال للنساء ليقبل يديها عرفانا بالجميل ....لا ادري حقا سوي انني تهت
بين النظرات التي لم أعبأبها علي اي حال وعندما استدرت علي عجل لاجلس
خانني توازني واوشكت ان اهوي علي الارض حتي التقتتني يداه ....ارتجفت
للمسته وفي خجل سحبت يدي واعتدلت فحياني علي عجل ومضي....تابعته بنظري كان
يسير بين الحضور بثقه وشموخ لم اعهده في رجل من قبل ،كان اسمر الوجه مليح
القسمات لم تعتلي شفاه البسمه مطلقابل كان يعمل في صمت وفخر يحمل بين يديه
الاطباق يضعها هنا وهناك وكأنه ينفذ امرا عسكريا بطريقه مثيره
للاعجاب،اقترب مني وانا اقف ذاهله ودون الكلام جذب لي مقعدا وانحني برقه
كي اجلسويديه لم تغادر ظهره وبنفس الجديه علي ملامحه.....لم اشعر بنفسي
وانا انظر اليه اطيل النظر ولم تطعني عيناي حين امرتها بالغمض ....وتذكرت
حلم لاطالماخالجني ....شعرت بأنني لست هنا بل هناك في الحلم ...عصر من
العصور الوسطي وقد كانت الشمس قد هبت من مرقدها ولاتزال في جفنها سنه
الغمض فمشيت امامها حاشيه من الضوء تتقدمها كما تتقدم الملك حاشيته....كنت
ارتدي ثوب وردي مزين بالدنتيلا البيضاء واحمل بين يدي هره بيضاء بديعه
الخلق كنت اجلس امام قصر فخم رائع الجمال به رواق طويل مزين بزهور النرجس
الحالمه به حديقه غناء كثيفه الاشجار تعلو اغصانها عصافير الكنريا الصفراء
ويتوسطها حوض ماء ازرق تتدفق منه المياه كالينابيع الصافيه....صوت ملائكي
لموسيقي بتهوفنيه قادم من احدي نوافذ القصر جعلني اشعر وكأنني اسبح في
مياه عميقه ممتده الي الانهايه...واذا به يخرج من بين الاشجار يمتطي فرسه
بيضاء ويرتدي حله سوداء وحذاءطويل لامع وفي شموخ اقترب مني وبرقه متناهيه
قبل يدي ومازالت يده خلف ظهره ...كان امير من زمن الحب جعلني اشعر بانني
امراه....مضي زمن طويل قبل ان اكتشف انني اغلق عيناي وان حفل الزفاف قد
اوشك علي الانتهاء ويجب ان اغادر نظرت حولي ابحث عنه فاذا به يجلس في ركن
القاعه يتطلع الي وجههي كما فعلت انا ولكن عجبت لنفسي كيف اعجب لمثل هذا
الفتي وهو لايزد عن كونه نادل في احدي قاعات الافراح وانا بمثل جمالي
وعائلتي لا يلق بي سوي من بنفس المكانه والمستوي ولكنه سلطان القلوب الذي
لا يعرف فروق ولا يعترف بمهور...شعرت تلك الليله انني فريسه عواطف شتي
حلوه وما استطعت لحظه ان اصرف ذهني عن التفكير في هذا الرجل لقد جثم طيفه
علي مخيلتي....ومضت تلك الليله ولم انفك ان اذكر سواها وكلما هاج الشوق
والحنين الي رؤياه سرت بالقرب من القاعه لعلي اصادفه وتمر علي قلبي ريح
منه تكون سلوي لي عن بعاده عني انني اتذكر جيدا نظراته لي حين هممت
بالمغادره وكأن عينيه تاهت بلا دليل في بحر عيناي وظل يتابعني بنظراته حتي
غادرت وكأنه كان يسألني انلتقي من جديد؟.....كم مضي لست ادري سنه او سنين
وما يربط بيننا سوي نظرات ومشاعر دفينه ابي الخجل ان يفصح عنها لا ادري
سوي انني اغلقت الابواب في وجه الخطاب والراغبين في الزواج مني حتي زاد
القيل والقال الي ان جاء ذلك اليوم واذا به يطرق بابي طالبا لقاء والدي
...شعرت وكأن النجوم صارت ملكي كاد قلبي ان يثب من مخبأه من فرط السعاده
تري ايجمعنا القدر بمثل هذه السهوله ؟ولم تلبث السعاده ان تلاشت عندما
سمعت ابي ينهره لم اتمالك نفسي خالجني شعور الطائر المذبوح وهو يرقص رقصه
الموت الاخيرهواصابتني حمه وابي ابي ان يغير موقفه حتي فقدت الامل ولم اكد
اتماثل للشفاء حتي خرجت لابحث عنه وعلمت من اصدقاءه انه قرر الرحيل بيعيدا
عني فقد قال :انني لا اطيق ان ابقي في وطن به حبيبتي وقد بنيت الاسوار
بيننا......وبعد الحاح وفقدان الامل وافقت علي الزواج من احدي خطابي في
بدايه الامر سار كل شئ علي مايرام وبدأت انسي او اتناسي ما مضي كمالم يكن
فيجب ان اخلص لشريك حياتي ولكنني رغبت ان اودع الماضي ولو للمره الاخيره
لهذا اصريت ان اقيم حفل زفافي في اول مكان شهد ميلاد حبي لعله موطن ميلاد
حبي يكون موطن نهايته ....وجاءت اللحظه التي يتناول فيها العروسان مشروب
الزفاف واتي النادل يحملهم دون ان ينظر اليوجهي ولكن انا قد عرفته وقفته
دفعتني ان اتسلق وجه انه كان هو.....يالمأساتي ويالي افعال القدر ماذا اتي
به اليوم اجاء ليعذبني ام ليقتل نفسه ؟ولكن يبدو انه كان لا يعلم لقد جاء
في زياره عابره لصديق له في هذا الفندق وقد نزل في اجازه ودفع ليعمل بدلا
منه الليله دون غيرها ودون ان يدري سقط كوب الشراب من يده واتسي ثوبي بلون
الشراب فبدا كما لو نزف قلبي فوق ثوب زفافي....انقلب الحفل راسا علي عقب
ومضي حبيبي دون ان يلتفت واشفقت عليه وودت لو عانقته واحتملت الامه بلا
منه ولكن حال بيني وبين ذلك خاتم ذهبي تلالا في اصبعي ذكرني انني لم اعد
ملكه وانني اصبحت زوجه لغيره وانني يجب ان الملم الامي في صدري وامضي في
حياه جديده رسمها لي القدر والايام وعلمت بعد ذلك انه انتقل للعمل باحدي
الدول العربيه بصفه دائمه وبلا رجعه ....ومضت سنوات من عمري لا اذكر عددها
وكيف مضت وانا اعيش حياه روتينيه ممله مع رجل لا يفقه عن الحب شيئا لم
يعبا سوي بجمالي فانا بنظره امراه جميله تسابق الجميع علي الفوز بها وها
قد فعل ولم يدري يوما انه لو فاز بقلبي لملك الديا وما فيها...وظهر ذلك
بعدسنوات مضت وقد عجزت عن منحه لقب اب ولم تعد لي فائده علي الاطلاق وقرر
ان ينفصل عني ورايت في ذلك الخلاص لروحي المعذبه والتي باتت حبيسه سنوات
من العمر عجزت عن عدها وتذكرته وعادت ذكراه تلح علي قلبي فقررت ان ارحل
واسافر لقضاء عمره رمضان لعلها سلوي من الله تحملني علي التجلد والصبر علي
الفراق والوحده واصطحبتني بعدها صديقتي في جوله في احدي المدن المجاوره
لمكه المكرمه ودخلنا سويا مركز تجاري كبير ملحق به سلسله مطاعم فاخره لفت
نظري واحد منهم اصريت ان اتناول وجبه الغذاء به فقد كان يشبه ذلك الحلم
الذي راودني في يوم لقائنا كان علي طراز روماني قديم قصر فخم به رواق طويل
تملاه ظهور النرجس الفاتنه ويتوسط حديقته حوض ماء كالينبوع جلسنا وانا
ذاهله مما اري وظننت للحظات انني سأري حصان ابيض وا................ولكن
تذكرت ان المعجزات زمن ولي وانتهي ....لا ادري كم من الوقت مضي وانا لا
ارغب ان اغادر المكان حتي قاربت الشمس من المغيب وكان لابد ان ارحل وهممت
بالخروج حتي استوقفني صوت حالم جاء من الداخل توقفت له دقات قلبي واستدرت
في بطئ لقد كان هو بهيئته وملامحه لم يزد عليه سوي خصلات رماديه اخذت تغزو
راسه في كبرياء وصمت زادته مهابه ووقار ...تري ااحلم لا بل كان هو قلبي
الذي تركته بمصر ولاول مره اشعر بنبض قلبي بعدما توقف طويلا عن
النبض....وعلمت انه يمتلك سلسه المطاعم هذه وقد اطلق عليها اسمي فلقد سافر
بعد زفافي ليعمل ويعمل ويعمل لعل القدر يكون احن علي قلبينا منا ويجمعنا
سويا لم يتزوج بل كان لا يري عروس غيري فلقد كنت اميرته كما كان دوما لي
ولم يمضي اسبوع الا وتزوجنا وعلم مني انني عجزت ان اصبح اما فقال لي...انت
ابنتي وحبيبتي وزوجتي وكل مالي يكفيني ان استيقظ علي ابتسامتك واغفو فوق
صدرك يكفيني ان تحرقني انفاسك فأعلم انكي بجواري ويغمرني عشقك فادرك انك
لست لاحد غيري فانت الحياه ولا حياه بدونك واني لزاهد عن حياه لست فيها
وبكي وبكيت لبكائه حزنا علي سنوات من عمري مضت دونه.....ومن العجيب انه لم
تمضي شهور قليله الا وتحرك في احشائي طفلا منه وكأن القدر ابي ان يحرم
الدنيا من ذكري لاروع قصه حب انجبنا فارس ليثبت للعالم ان للحب قوي لا
يقدر علي محوها الايام والفروق والحب دواء لكله عله وداء.....