جامعة كامبريدج تدرس مخاطر التكنولوجيا على البشرية …

من أكثر أعمال الخيال العلمي الفنية شعبية هي فكرة استعباد الآلات للبشر و السيطرة على العالم فقد أصبحت هذه الأفكار هي المسيطرة على جانب كبير من معظم الأفلام و القصص و الكتابات و لكن بعيداً عن الخيال العلمي فقد تشكل مركز أكاديمي جديد في جامعة كامبريدج لدراسة ما إذا كان هذا النوع من التهديدات المتعلقة بتقدم التكنولوجيا يمكن حدوثه في الواقع أم لا.

و وفقاً لـ (سيلفيا هوي) مراسلة صحيفة (هافينجتون بوست) فإنّ المشروع الذي أطلق عليه (مركز دراسة مخاطر الوجود – Center for the Study of Existential Risk (CSER)) قد شارك في تأسيسيه أستاذ الفلسفة بجامعة كامبريدج (هيو برايس) و أستاذ علم الكون و الفيزياء الفلكية بجامعة كامبريدج (مارتن ريس) و مؤسس برنامج المحادثات العالمي سكايب (جين تالين).

و قالت الجامعة في بيان لها الأحد (25 نوفمبر/تشرين الثاني 2012) أن المركز المقرر إفتتاحه العام المقبل سيقوم بدراسة التقدم التكنولوجي في العقود الأخيرة دون توقف و أجهزة الكمبيوتر و الآلات التي انتشرت عالمياً في الآونة الأخيرة و أصبحت ضرورية في مناحي كثيرة جداً من الحياة بما في ذلك الإقتصاد و الرعاية الصحية و الإتصالات.

و على الرغم من قلة الآراء التي تنكر فوائد البشرية نتيجة العبقرية الهندسية و التعامل فترات كبيرة مع الشبكات العالمية و التكنولوجية فبدأ البعض يتساءل إذا كانت سرعة تقدم التكنولوجيا ستؤدي إلى بقاءنا أم هي ذاتها التي ستقضي على البشرية أجمع.

و أكد الخبراء أنّه سيتم بناء (مركز دراسة مخاطر الوجود – Center for the Study of Existential Risk (CSER)) للوقوف على علاج لهذه التساؤلات من تطوير علم البيولوجي و النانو تكنولوجي و تغير المناخ و حتى الذكاء الإصطناعي و الوقوف على مخاطر التقدم التكنولوجي على البشرية و هل من الممكن أن يأتي اليوم أن تكون سبب لإنقراض الجنس البشري.

خلال هذا القرن أو فيما بعد سنواجه أحد التحولات الكبرى في تاريخ البشرية …

و قال أستاذ الفلسفة بجامعة كامبريدج (هيو برايس) أنّه عند نقطة ما خلال هذا القرن أو ما يليه سنواجه أحد التحولات الكبرى في تاريخ البشرية و أضاف (الطبيعة لم تتكن تتوقع هذا الجنس البشري و لم تكن تتوقع أن نفعل بها ما نفعل و أنّه يجب علينا أن نتعامل بجدية مع إحتمال أن يكون هناك (صندوق باندورا – Pandora’s Box) “راجع فيلم Lara Croft Tomb Raider: The Cradle of Life” و هو صندوق يمثل مهد الحياة أو بدايتها فإذا تم فتحه يصب عذاب على البشر – تعالى الله عمّا يصفون).

و قال أستاذ الفلسفة (هيو برايس) أنّه بدأ في الإهتمام بعلم (الذكاء الإصطناعي العام – Artificial General Intelligence) بعد مقابلته (جين تالين) مؤسس برنامج المحادثات العالمي سكايب و الذي أصبح في السنوات الأخيرة الماضية داعية لتعليم الآثار المحتملة و سلامة أخلاقيات إستخدام التكنولوجيا و قال (برايس) أن (تالين) أصبح مقتنعاً بأنّه أكثر عرضة للوفاة بسبب عشقه و إعجابه للذكاء الإصطناعي الذي أصبح مرضاً أكثر من مرض السرطان أو القلب.

و قال (برايس) أنّنا لم نعد أذكى كائن على سطح الأرض لأننا صممنا علم الذكاء الإصطناعي فأصبح بمقدور الكمبيوتر التنبؤ بأشياء بعد برمجته بالمعلومات الأمر الذي من الممكن أن يتطور في القرن القادم و ربما نجد أنفسنا تحت رحمة الآلات بالفعل و لكننا لا نعرف مدى خطورة هذا الأمر و لكن يجب أن نأخذ حذرنا.