الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
سورة عــظيمة ، مآ أن تتدبر في معانيها ، تجد الدموع تسبقك ~
سورة الإخلاص
تفسير سورة الإخلاص من تفسير السعدي -رحمه الله-
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)
أي ( قُلْ) قولا جازمًا به، معتقدًا له، عارفًا بمعناه،
( هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) أي: قد انحصرت فيه الأحدية، فهو الأحد المنفرد
بالكمال، الذي له الأسماء الحسنى، والصفات الكاملة العليا والأفعال
المقدسة، الذي لا نظير له ولا مثيل.
( اللَّهُ الصَّمَدُ) أي: المقصود في جميع الحوائج.
فأهل العالم العلوي والسفلي مفتقرون إليه غاية الافتقار، يسألونه حوائجهم،
ويرغبون إليه في مهماتهم، لأنه الكامل في أوصافه، العليم الذي قد كمل في
علمه، الحليم الذي قد كمل في حلمه، الرحيم الذي [كمل في رحمته الذي(وسعت
رحمته كل شيء، وهكذا سائر أوصافه، ومن كماله أنه ( لَمْ يَلِدْ وَلَمْ
يُولَدْ) لكمال غناه ( وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ(لا في أسمائه ولا
في أوصافه، ولا في أفعاله، تبارك وتعالى.
فهذه السورة مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.
بعض الأحاديث التي ذُكرت في فضلها :
عن أنس أن رجلا قال : يا رسول الله
إني أحب هذه السورة ( قل هو الله أحد ) فقال : ( إن حبك إياها يدخلك الجنة (
) رواه الترمذي وصححه الألباني / 2323 (
عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم :
أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟ .
قالوا : وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟
قال : ( قل هو الله أحد ) تعدل ثلث القرآن
) رواه مسلم) [ وصحح الألباني في صحيح الترغيب والترهيب / 1480 .
عن معاذ بن عبد الله بن خبيب بن أبية قال :
خرجنا في ليلة مطيرة وظلمة شديدة نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي لنا ، قال : فأدركته
فقال : قل فلم أقل شيئا ثم قال : قل فلم أقل شيئا قال : قل فقلت ما أقول ،
قال : ( قل هو الله أحد والمعوذتين حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء )
( رواه الترمذي وصححه الألباني / 2829 )
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أقبلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فسمع رجلا يقرأ( قل هو الله أحد الله الصمد (
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( وجبت (
قلت وما وجبت ؟ قال الجنة )
) رواه الترمذي وصحح الألباني / 2320 (
اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا و نور صدورنا