لايزال
الجدل مستمر في اسبانيا حول عدد الاهداف التي احرزهاكريستيانو رونالدو فعليا في
الدوري الأسباني هذ الموسم. هل هي 38 ام 39؟ ولذلك، هل تفوق على الرقم القياسي
المسجل لعدد الأهداف في الدوري، أم عادله فقط؟
ظل الجدل قائما منذ 18
أيلول/سبتمبر الماضي، عندما سجل اللاعب البرتغالي هدفا لريال مدريد من ضربة حرة في
مرمى ريال سوسييداد ودخلت الكرة إلى المرمى بعد أن لمست في طريقها مواطنه وزميله في
الفريق بيبي. ومن يومها والبعض ينسبون الهدف لكريستيانو، فيما يرى آخرون أنه من حق
مدافع الملكي.
اليوم لايتفق احد على ما إذا كان كريستيانو رونالدو قد تحول
أمس الأحد إلى أكثر اللاعبين تسجيلا للأهداف في تاريخ الدوري الأسباني، أم أنه عادل
فقط رقم الأسطورتين تيلمو زارا والمكسيكي هوجو سانشيز برصيد 38 هدفا لكل
منهما.
جاء عنوان صحيفة "ماركا" اليوم الاثنين "سي آر 39" في إشارة إلى
الأحرف الأولى من اسم اللاعب، فيما كتبت منافستها "آس" في المقابل "38
هدفا!".
تسلم "ماركا" منذ موسم 1952/1953 جائزة هداف الدوري الأسباني.
المشكلة أنه لحصر الأهداف، تعتمد الصحيفة الرياضية الأكثر انتشارا في أسبانيا على
ما يكتب بواسطة صحفيوها وليس على تقارير حكام المباريات، مثلما تقر قواعد رابطة
الدوري التي تنظم المسابقة.
ووفقا لصحفيي "ماركا"، أحرز كريستيانو رونالدو
39 هدفا، بينما يملك البرتغالي 38 فقط بحسب إحصائيات رابطة الدوري الإسباني ومسئولي
الاتحاد الأوروبي، الذين يمنحون في النهاية "جائزة الحذاء الذهبي" لأفضل هدافي
القارة.
وقال مؤخرا سانتياجو سيجورلا، الصحفي الذي غطى مباراة 18
أيلول/سبتمبر الماضي، أو سبب المشكلة، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)
"لم أتمكن من رؤية إعادة اللعبة حتى نهاية اللقاء. وقبل أن أراها كنت قد أرسلت خبر
اللقاء".
وقال سيجورلا "إنه هدف أكثر من مشكوك به كي يمنح لرونالدو.. تدخل
بيبي كان عارضا، لكن حاسما. كما أننا لا نعرف إذا ما كانت لعبة رونالدو هي عامل
الحسم في دخول الكرة".
ويؤكد سيجورلا، أحد الصحفيين الرياضيين المرموقين في
إسبانيا، أن المعيار لحساب صاحب الهدف ليس "واضحا".
ويتساءل "عادة، إذا ما
كانت الكرة قد اصطدمت بأحد المدافعين، فإن الهدف يحتسب للمهاجم. لكن إذا كان من
اصطدمت به هو زميل، فهل ستحسب الهدف للأخير؟".
وأضاف سيجورلا "إذا ما كان
لابد من وضع معيار، فليتم إصلاح الأمر. إنني مجرد صحفي ... إذا ما قررت الصحيفة فتح
نقاش حول الموضوع، فأنا على استعداد للمشاركة".
سبق لجائزة الهداف أو
"البيتشيتشي" - التي سميت كذلك نسبة إلى رافاييل مورينو لاعب أتلتيك بيلباو الذي
كان يتألق مع إحراز الأهداف بين عامي 1910 و1920 من القرن الماضي - قد تسبب في لغط
في مناسبات ماضية: في موسم 2004/2005 رأى الكاميروني صامويل إيتو مهاجم برشلونة
السابق بعينيه كيف حرم من الجائزة لمصلحة الأوروجوائي دييجو فورلان لاعب أتلتيكو
مدريد، بعد أن رفضت "ماركا" احتساب هدفه في مايوركا، رغم أن الاتحاد الأسباني لكرة
القدم سجله باسمه.
في ذلك العام، احتسب لفورلان 25 هدفا مقابل 24 لإيتو،
وحصل الأوروجوياني على الحذاء الذهبي، لأن "دون بالون" المجلة التي تعد في أسبانيا
إحصائيات الجائزة الأوروبية راجعت شريط المباراة، واحتسبت الهدف في مرمى مايوركا
باسم البرتغالي ديكو.
وبعد نصف عقد، يبدو الوضع مختلفا.
يقول خورخي
جونزالو أحد موثقي المجلة لوكالة الأنباء الألمانية "في مباراة ريال مدريد، نحن
أيضا احتسبنا الهدف باسم كريستيانو، لكن بعدها راجعنا الأمر وقررنا الاعتداد بتقرير
الحكم. في حالة الشك، لابد من الاعتداد بتقرير حكم اللقاء".
لم تجلس "ماركا"
أو رابطة الدوري أو الاتحاد الأسباني على طاولة واحدة من أجل تحديد المعايير،
وإنهاء اللغط حول عدد الأهداف التي أحرزها كريستيانو رونالدو.
ما يرغب به
الكثيرون هو أن يحرز البرتغالي هدفا آخر في الجولة الأخيرة من الدوري الأسباني من
أجل تحطيم الرقم القياسي بصورة مشروعة، فربما تمكن حينها من أن يفعل بقدمه ما لا
يقدر عليه المراقبون.