كنت قد ذكرت سابقا انى قد كتبت فى دفتر الخواطر
التى اكتبها شئ بعنوان سيدى الرئيس
وكما هى العاده اقوم بكتابة ما اكتبه على الورق
بكتابته مجددا فى ملف على الايميل الخاص بى
كى احتفظ به خاصه مع حياة الترحال التى اعيشها الان
بعد ان فقدت زوجتى منذ عامين ونصف
من سكن الى اخر ومن بلد الى اخرى
فأخاف ان يضيع ما اكتبه على الورق
فأذا باعز صديق لى فى مصر يدخل على الايميل
تبادلنا التحيه
وسئلنى عنما افعل اخبرته ان اسجل ما كتبته
فقال لى معاتبا دعك منه اى الرئيس
اهم شئ انت تكلمنا هذه المره قليلا ولم نكمل الحديث
لماذا لا اعرف
فكان هو مضطرب بعض الشئ
بعد ان انهيت معه الحديث
عز عليا نفسى
فقلت قى نفسى معاتبا اياه ايضا
انت لا تعلم شيئا عن الغربه وما بها وفيها
قلت
انت لا تعلم شيئا عن الوحده والفراغ بعد يوم عمل
او يومى السبت والاحد فى هذه البلاد
انت لا تعلم شيئا عن شاب مسلم عمره الان 26 عاما
يرى شاب يقبل فتاه فى الشارع فى محطة الحافلات
فى كل مكان
فى مشهد يتكرر يوميا وهو بحكم ديانته
لا يستطيع ان يفعل مثل هذا
وفى الوقت ذاته يحتاج انثى تؤنس وحدته
خاصه بعد رحيل زوجته منذ عامين ونصف فى فرنسا
قلت فى نفسى
انت لا تعلم شيئا عندما يتسلل الحزن شيئا فشيئا
الى انسان دائما عنده من الامل الكثير
فى غدا مشرق لوطنه ولنفسه بالتبعيه
ولكن لا شئ يلوح فى الافق
لا شئ يلوح فى الافق يساعده
تحمل كل هذا واكثر
لا شئ يمسح دمعا دائما
صديقى انى فقدت وطنا
فقدت احبابا رحلوا واصدقاء فارقوا
واعيش غرية داخلها غربة تقطع الاحشاء
انت لا تعرف شيئا عن انسان رغم عشقه
للسفر منذ صغره والترحال الآ انه الان
اصبح يمقتهما معا
هل تعرف الترحال القصرى
اظنك على الاقل سمعت عنه
لكنى لا اتمنى ان يكتب عليك يوما
فى بلاد ترفضك كثيرا بكل خلفياتك الاسلاميه ولون بشرتك
وتتقبلك على مضض احيانا
وترى هذا فى اعينهم
وانت تعيش معذبا بين هذا وذالك
صديقى انت لا تعلم شيئا عن انسان يرى حب هذه البلاد
فى عيون ووجوه ابنائها ويقارنه مع حب بلاده
الذى ما احيانا كثيره يوجعه
ويراه حبا من طرف واحد
صديقى انت لا تعلم شيئا عن انسان يرى
عَلَم هذه البلاد يطل من شرفة كل منزل
معلقا على واجهات المحال والشركات الخاصه
دليلا على عشق متبادل
فئتسائل اين نحن من هذا العشق
صديقى انت لا تعلم شيئا
عن انسان يرى مَلِكِة هذه البلاد تمشى بين الناس
تصافحهم دون خوف والناس ملتفون حولها فى حب خالص
يهدونها باقات من الورود ورسائل التحيه
ويذهبون لزيارتها فى قصرها فى اى يوم
يوقعون فى سجلات الحضور
ثم يعكس هذا المشهد فيرى
رئيس دولته بين حراسه فى موكب تحرسه المدرعات
واحياء بأكملها مغلقه من اجل تأمين موكبه
من خطر وهمي
من خطر فى رأسه فقط
رغم انى اعتدت على تلقى الصدمات
الآ اننى اجدها احيانا اكبر من ان اتحملها احيانا
اجد نفسى اكتب واكتب
فاعذرنى صديقى