قال علي رضي الله عنه: ليس من أحد إلا وفيه حمقة فيها يعيش.
..........................
وقال أيضاً: إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان فالتمسوا لها من الحكمة طرفاً.
..........................
وتلا عمر هذه الآية: " ما غرك بربك الكريم " قال: الحمق يا رب.
..........................
وقال سفيان الثوري: خلق الإنسان أحمق لكي ينتفع بالعيش.
..........................
وقال
الأصمعي: إذا أردت أن تعرف عقل الرجل في مجلس واحد فحدثه بحديث لا أصل له
فإن رأيته أصغى إليه وقبله فاعلم أنه أحمق وإن أنكره فهو عاقل.
..........................
مكي
بن إبراهيم يقول: رأيت جحا رجلاً كيساً ظريفاً وهذا الذي يقال عنه مكذوب
عليه وكان له جيران مخنثون يمازحهم ويمازحونه فوضعوا عليه.
..........................
وحكي: أن جحا تبخر يوماً فاحترقت ثيابه فغضب وقال: والله لا تبخرت إلا عرياناً.
..........................
واشترى
يوماً دقيقاً وحمله على حمال فهرب بالدقيق فلما كان بعد أيام رآه جحا
فاستتر منه فقيل له: ما لك فعلت كذا فقال: أخاف أن يطلب مني كراه.
..........................
وعنه
أيضا : وجهه أبوه ليشتري رأساً مشوياً فاشتراه وجلس في الطريق فأكل عينيه
وأذنيه ولسانه ودماغه وحمل باقيه إلى أبيه فقال: ويحك ما هذا فقال: هو
الرأس الذي طلبته.
قال: فأين عيناه قال: كان أعمى.
قال: فأين أذناه قال: كان أصم.
قال: فأين لسانه قال: كان أخرس.
قال: فأين دماغه قال: فكان أقرع قال: ويحك رده وخذ بدله.
قال: باعه صاحبه بالبراءة من كل عيب.
..........................
نظر أحمق يوماً في المرآة فقال: اللهم بيض وجوهنا يوم تبيض وجوه وسودها يوم تسود وجوه.
...........................
نظر أحمق يوماً في المرآة فقال لإنسان عنده: ترى لحيتي طالت
فقال له: المرآة في يدك.
فقال: صدقت ولكن الشاهد لا يرى ما لا يراه الغائب.
..........................
وكسر أحمق يوماً لوزاً فطارت لوزة فقال: لا إله إلا الله كل شيء يهرب من الموت حتى البهائم.
..........................
دعاء أحمق : نعوذ بالله من نعمه ونتوب إليه من إحسانه ونستقيله من عافيته ونسأله عوائق الأمور.
..........................
خرج رجل إلى قرية فأضافه خطيبها فأقام عنده أياماً
فقال له الخطيب: أنا منذ مدة أصلي بهؤلاء القوم وقد أشكل علي في القرآن بعض مواضع قال: سلني عنها
قال: منها في " الحمد لله " " إياك نعبد وإياك " أي شيء تسعين أو سبعين أشكلت علي هذه فأنا أقولها تسعين آخذا بالإحتياط .
..........................
جاء
رجل من أشراف الناس إلى بغداد فأراد أن يكتب إلى أبيه كتاباً يخبره فلم
يجد أحداً يعرفه فانحدر بالكتاب إلى أبيه وقال: كرهت أن يبطىء عليك خبري
ولم أجد أحداً يجيء بالكتاب فجئت أنا به ودفعه إليه.
..........................
قيل لمؤذن ما يسمع أذانك فلو رفعت صوتك فقال: إني لأسمع صوتي من ميل.
..........................
رأيت مؤذناً يؤذن ثم عدا فقلت: إلى أين فقال: أن أحب أعرف إلى أين يبلغ صوتي.
..........................
مر رجل بإمام يصلي بقوم فقرأ: آلم غلبت الترك فلما فرغ قلت: يا هذا إنما هو " غلبت الروم " فقال: كلهم أعداء لا نبالي من ذكر منهم.
..........................
وقرأ
إمام في صلاته: " إذا الشمس كورت " فلما بلغ قوله: " فأين تذهبون " ارتج
عيه وجعل يردد حتى كادت تطلع الشمس وكان خلفه رجل معه جراب فضرب به رأس
الإمام وقال: أما أنا فأذهب وهؤلاء لا أدري إلى أين يذهبون.
..........................
وعن
الأصمعي أنه قال: مررت بأعرابي يصلي بالناس فصليت معه فقرأ والشمس وضحاها
والقمر إذا تلاها كلمة بلغت منتهاها لن يدخل النار ولن يراها رجل نهى النفس
عن هواها فقلت له: ليس هذا من كتاب الله قال: فعلمني فعلمته الفاتحة
والإخلاص ثم مررت بعد أيام فإذا هو يقرأ الفاتحة وحدها فقلت له: ما للسورة
الأخرى قال: وهبتها لابن عم لي والكريم لا يرجع في هبته.
..........................
وعنه قال: رأيت أعرابياً يضرب أمه فقلت: يا هذا أتضرب أمك فقال: أسكت فإني أريد أن تنشأ على أدبي.
..........................
جاء أعرابي إلى المدينة فجالس أهل الفقه ثم تركهم ثم جالس أصحاب النحو فسمعهم يقولون نكرة ومعرفة فقال: يا أعداء الله يا زنادقة.
..........................
وعن
الأصمعي قال: خرج قوم من قريش إلى أرضهم وخرج معهم رجل من بني غفار
فأصابهم ريح عاصف يئسوا معها من الحياة ثم سلموا فأعتق كل رجل منهم مملوكاً
فقال ذلك الأعرابي: اللهم لا مملوك لي أعتقه ولكن امرأتي طالق لوجهك
ثلاثاً.
..........................
وصلى أعرابي خلف إمام صلاة
الغداة فقرأ الإمام سورة البقرة وكان الأعرابي مستعجلاً ففاته مقصوده فلما
كان من الغد بكر إلى المسجد فابتدأ الإمام بسورة الفيل فقطع الأعرابي
الصلاة وولى وهو يقول: أمس قرأت البقرة فلم تفرغ إلى نصف النهار واليوم
تقرأ الفيل ما أظنك تفرغ منها إلى نصف الليل.
...........................
لقي رجلاً من أهل الأدب وأراد أن يسأله عن أخيه وخاف أن يلحن ،
فقال: أخاك أخوك أخيك ؛ هاهنا فقال الرجل: لا لي لو ما هو حضر.
..........................
كيف يقضي الأحمق على الشيطان :
قال
بعض الحمقى : يا معشر الناس إن الشيطان إذا سمي على الطعام والشراب لم
يقربه فكلوا خبز الأرز المالح ولا تسموا فيأكل معكم ثم اشربوا الماء وسموا
حتى تقتلوه عطشاً.
..........................
وحكي أن أبي الشوارب
قد احتلم ليلة في وقت بارد وكره أن ينغمس في الماء البارد وطلب شيئاً يسخن
فيه الماء فلم يجد فنزع ثوبه وعبر النهر سباحة حتى استعار شيئاً يسخن فيه
الماء ورجع سباحة ثم سخن فيه واغتسل.
..........................
وسمع بعض الحمقى مؤذناً يؤذن يقول: أشهد أن لا إله إلا الله
فقال الأحمق: أشهدها مع كل شاهد وأجحدها مع كل جاحد.
..........................
خروج الريح في الصلاة: قال: تقدم رجل إلى بعض الفقهاء
فقال له: الرجل إذا خرجت منه الريح تجوز صلاته قال: لا ؛ قال: قد فعلت أنا وجاز.
..........................
تزوج رجل امرأة صغيرة فقيل له في ذلك .
فقال: إنما المرأة شر وكلما أقللت من الشر كان خيراً.
..........................
وقيل لمغفل سرق حمارك فقال: الحمد الله انني لم أكن راكبا عليه .
..........................
ماتت جارية لرجل فلما دفنها .
قال: لقد كنت تقومين بحقوقي فلأكافئنك اشهدوا علي أنها حرة.
..........................
مرض
رجل مرة فلما اشتد به المرض أمر بجمع العيدان والطنابير والمزامير إلى
بيته فأنكروا عليه ذلك فقال: إنما فعلت ذلك لأني سمعت أن الملائكة لا تدخل
بيتاً فيه شيء من آلات الملاهي والفجور فإن كان ملك الموت من الملائكة
دفعته عني بهذه الأشياء.
..........................