تمسك لاعبو الزمالك بعادتهم التاريخية فى التفريط فى البطولات لصالح غريمهم التقليدى، الأهلى، وواصل الفريق الأبيض فصوله الباردة مع جماهيره المخلصة بتعادل مستفز مع طلائع الجيش فى لقاء تكتيكى تفوق فيه فاروق جعفر على حسام حسن الذى انكشف خلاص بقدراته الفنية المحدودة والمواجهات السابقة أكدت سقوطه فى الاختبارات الصعبة ولا ينفع صراخه ولا صيحاته مع المنافسين المنظمين الذين يقودهم مدربين فاهمين مثل جعفر.
خلاص "مات الكلام" الدورى فى طريقه للجزيرة بغض النظر عن مباراة الأحمر مع إنبى فالأهلى فريق منظم يمتلك الروح والإرادة والقوة الفنية للفوز بالبطولات، فريق يتفوق ويفوز فى غياب أبو تريكة وبركات وجدو وشوقى بعكس الزمالك الذى انتهت صلاحية معظم لاعبيه عمرو الصفتى وحازم إمام وحسن مصطفى وهانى سعيد ووجيه عبد العظيم وبصراحة الاعتزال مصيرهم الواجب.. وحتى الثنائى شيكابالا وحسين ياسر المحمدى، أصبحا غير قادرين على قيادة الفريق للانتصارات بعدما نجح المنافسين فى تجميدهم ورقابتهم ومن الأفضل بيعهم للاستفادة من مقابل بيعهم فى اكتشاف مواهب جديدة.
يستفزنى كثيرًا ما يردده البعض بأن هناك مؤامرة من اتحاد الكرة أو الحكام لإسقاط الزمالك.. وأتساءل لماذا منطق المؤامرة والاضطهاد يسيطر على الزملكاوية رغم أن الواقع يقودنا لأسباب التراجع وهى تتلخص فى أننا أمام فريق لديه "جينات" وراثية انهزامية تنتقل لكل الأجيال التى تلعب للقلعة البيضاء وكل العقود، شهد على ذلك فى الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات.. كثيرًا ما كان يتقدم الأبيض بفارق 10 أو 14 نقطة وتتبخر فى أسابيع قليلة ليصعد الأحمر لمكانه المرموق على منصة التتويج ويعود الزمالك للخلف فى مقعد الوصيف "مكانه الطبيعى"!!
فهيم عمر حكم من زمن آخر.. بعيداً عن السقوط الزملكاوى هناك كلام واجب للحكم الشجاع فهيم عمر، الذى لم يتأثر بحملة الدراويش، فظهر متألقاً خلال إدارته للقاء بتروجت والاتحاد السكندرى جرأة وقوة ولياقة عالية ساعدوه على احتساب ركلتى جزاء قمة اليقظة ولولا الفساد الأفريقى لكان أحد حكام النخبة السمراء، لكنه حقاً "حكم من عالم آخر".