بسم الله الرحمن الرحيم
حذيفة بن اليمان ، و هو حذيفة بن حسيل ، و يقال حسل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مالك بن اليمان .
من نجباء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وصاحب سره ، وكان النبي صلى الله
عليه وسلم قد أسر إلى حذيفة أسماء المنافقين ، وقد ناشده عمر بن الخطاب رضي
الله عنه أأنا من المنافقين فقال لا ولا أزكي أحدا بعدك .
ويروى أن عمر ابن الخطاب لم يكن يصلي على أحد حتى يصلي عليه حذيفة ، لئلا يكون من المنافقين الذين نهي عن الصلاة عليهم .
ومعرفته بأعيان المنافقين الذين كانوا في غزوة تبوك هو السر الذي لا يعلمه
غيره ، ويقال: إنهم كانوا هموا بالفتك بالنبي صلى الله عليه وسلم، فأوحى
الله إلى النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم، فأخبر حذيفة بأعيانهم، ولهذا كان
عمر لا يصلي إلا على من صلى عليه حذيفة , لأن الصلاة على المنافقين منهي
عنها.
سبحان الله
و قال مجالد ، عن عامر الشعبى ، عن صلة بن زفر : قلنا
لحذيفة : كيف عرفت أمر المنافقين و لم يعرفه أحد من أصحاب رسول الله صلى
الله عليه وسلم أبو بكر و لا عمر .
قال : إني كنت أسير خلف رسول
الله صلى الله عليه وسلم فنام على راحلته ، فسمعت ناسا منهم يقولون : لو
طرحناه عن راحلته ، فاندقت عنقه فاسترحنا منه .
فسرت بينهم و بينه ، و جعلت أقرأ و أرفع صوتى فانتبه النبى صلى الله عليه وسلم .
فقال : " من هذا " ؟
قلت : حذيفة .
قال : " من أولاء " ؟
قلت : فلان و فلان حتى عددتهم .
قال : " أو سمعت ما قالوا " ؟
قلت : نعم ، و لذلك سرت بينك و بينهم .
قال : " فإن هؤلاء فلانا و فلانا ـ حتى عد أسماءهم ـ منافقون لا تخبرن أحدا " .
سبحان الله
وضبط عنه الفتن الكائنة في الأمة ، وكان يقول رضي الله عنه
أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة. فما
منه شيء إلا قد سألته. إلا أني لم أسأله: ما يخرج أهل المدينة من المدينة؟.
و عن بسر بن عبيد الله الحضرمي قال : حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول : كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني .... . اهـ وجوب الاعتزال .
و كان يقول رضي الله عنه : يا معشر القراء، استقيموا
وخذوا طريق من كان قبلكم، فوالله لئن اتبعتموهم لقد سبقتم سبقًا بعيدًا،
ولأن أخذتُم يمينًا وشمالاً لقد ضللتم ضلالا بعيدًا. أهـ مجموع الفتاوى
سبحان الله
وقد ندبه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب ليجس
له خبر العدو ، وقيل إن النبي صلى الله عليه وسلم استخلفه مرة على المدينة .
وولي إمرة المدائن لعمر ، وعن ابن سيرين أن عمر كتب في عهد حذيفة على
المدائن اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم فخرج من عند عمر على حمار،
فقالوا سل ما شئت قال طعاما آكله وعلف حماري هذا ما دمت فيكم .
وكان رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة ولا حضر الجمل ولا صفين بل اتخذ سيفا من خشب وتحول إلى الربذة فأقام بها .
وقد مات رضي الله عنه بالمدائن سنة ست وثلاثين .
سبحان الله