اخبار يوم بيوم

يا حسرة على "الرئيس"..صوره ع الرصيف والأرامل والشحاتين يقبضون ثمن البكاء عليه


كأننا في حلم طوييييل.. لم نفق من غفلته بعد بتنا نسمع بعيوننا ونرى بأذننا الأنباء المتواترة عن الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك الذي كانت أخباره ملأ السمع والبصر طوال 30 عاما من حكمه لمصر، تلك الأنباء التي إن دلت على شيء فإنما تدل على أن الدنيا حقا ليس لها أمان وأنه ما علا طير وارتفع إلا كما طار وقع.

فبعد انكشاف المستور وظهور كل شيء على حقيقته وحبس كل رموز النظام الفاسد بعد نجاح ثورة 25 يناير المقدسة وفرض إقامة جبرية على الرئيس السابق الذي كان مجرد ذكر اسمه يبعث الهلع والفزع في أرجاء مصر ومن جاورها بات المشهد المخزي الذي يعيشه الآن مبارك وأنجاله في انتظار كلمة العدالة التي ستنتهي على الأقل بالسجن.

وبين حين وآخر تخرج بعض الأصوات التي تنادي بعودة الرئيس السابق وكأنها تؤذن في جزيرة مالطا، حيث جرت اشتباكات بمنطقة المهندسين وبالتحديد من أمام مسجد مصطفى محمود الذي يتخذه أنصار مبارك مقرا لهم وبين الكارهين لعودته كراهة العمى.







وأصيب العشرات من المواطنين مساء الجمعة جراء اشتباكات عنيفة وتراشق بالحجارة بين مؤيدي الرئيس السابق حسني مبارك والمعارضين له بشارع "جامعة الدول العربية" بمدينة المهندسين بالجيزة.

وكان ميدان مصطفى محمود قد شهد تجمع حوالى 800 شخص من المؤيدين للرئيس السابق، وذلك للمطالبة بعدم محاكمته والإفراج عنه على الفور من الحبس الإحتياطى، وأثناء ذلك تجمع حوالي 300 شخص من المعارضين للرئيس السابق فى محاولة إقناعهم بالعدول عن مطلبهم بإعتبار الرئيس السابق مسئولا عن قتل المتظاهرين خلال الثورة؛ مما أدى إلى تطور الأحداث بين الطرفين وقيام كل منهم بالتعدى على الأخر والتراشق بالحجارة.

وأسفر ذلك عن إصابة العشرات بإصابات طفيفة وتكسير بعض السيارات المتوقفة على جانبى الطريق.
ومن جانبها انتقلت على الفور الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة الى الميدان، وتمكنت من السيطرة على الموقف التفريق بين الجانبين.

وفي هذه الأثناء التقت شبكة الإعلام العربية "محيط" بالعديد ممن حملوا صور الرئيس السابق فوجدنا شيئا عجبا، حيث حمل صورته أحد الكهول الذي يبدو من ملابسه احتراف التسول فسألناه عن سبب مشاركته في هذه التظاهرات ورفعه صورة الرئيس السابق فقال أنا كنت ماشي "ألقط رزقي" فوجدت أناسا يعطوني هذه الصورة ويطلبون مني الوقوف مع الناس فوقفت معهم.







فسألناه، طيب وهل أنت تريد حقا عودة الرئيس السابق مبارك للحكم، فقال بتلقائية لا أعرف، أنا كل ما يهمني لقمة العيش ، فطلبنا منه أن يصارحنا إذا ما كان حصل على نقود مقابل ذلك فأدار وجهه الناحية الثانية والتزم السكوت الذي نعرف جميعا معناه في مثل هذه الظروف.

أما سيدة أخرى فقد حملت صورة الرئيس وضمتها إلى صدرها بشغف تحس عليه، فسألناها لماذا تطالب بعودة الرئيس بعد كل ما قيل عنه فقالت أنه كان نصير الغلابة والمطلقات والآن لا نجد من يسأل فينا ، فنحن من غيره ولا نسوى ، وعن تفصيل ذلك سألناها هل كانت تحصل على حق معين في أيامه ثم حرمت منه فقالت أنها يكفيها أنها كانت تشعر بالأمان والاطمئنان في وجوده على أساس أنه كبير العائلة أما الآن فتفتقد لهذا الشعور.

وبعيدا عن الشحاتين والمطلقات لاحظنا وجود طفل صغيرة يحمل الصورة "المباركة" فحاولنا معرفة سبب ذلك فعلمنا أنه كان لا يجد شيئا يفعله خصوصا بعد انتهاء الامتحانات وظهور النتيجة ، وبالصدفة كان يمر بجانب هذه التجمع فوجد من يشده من ذراعه ليضمه للمظاهرة بعد أن أقنعه أنه سيفعل شيئا ذا قيمة بأن يشارك في مظاهرة بصرف النظر عن هدفها.







وهناك وبالتحديد على أحد أرصفة ميدان مصطفى محمود وجدنا باعة "سريحة" يعرضون "تي شيرتات" بعضها مرسوم عليها علم مصر والآخر مرسوم عليه قلب وسهم وقد كتب عليها بالإنجليزية أنا أحب مبارك إلى جانب صور لزعماء مصر بدءا من جمال عبد الناصر وأنور السادات وإلى جانبهم صورة الرئيس السابق حسني مبارك ، فسألنا صاحب "الفاترينة" بكم يبيعها فقال لنا على الفور "ببلاش" يابيه، ثم مد يده ليعطيني أحدها إلا أنني لا أعرف لماذا انقبض قلبي وخفت أن أخذها؟!