قبل ستة شهور فقط أعلن حسام حسن المدير الفني لفريق الزمالك المصري
لكرة القدم وتوأمه إبراهيم مدير الكرة بالنادي أن عودة البرتغالي مانويل جوزيه إلى
منصب المدير الفني للأهلي لا تخيفهما وأن القلق يجب أن يسيطر على الأهلي وجماهيره
وليس العكس.
لكن شهرا واحدا فقط كان كافيا لقلب الأوضاع رأسا على عقب ونقل
روح القلق من مدرجات الأهلي إلى قلوب جماهيره بعدما فشل التوأم في تحقيق طموحاته
وأصبح مهددا بالسقوط مجددا أمام المدرب الأشهر في تاريخ الأهلي.
واستبشرت
جماهير الزمالك خيرا بالتوأم مع إنتهاء الموسم الماضي بإحراز الفريق للمركز الثاني
في جدول مسابقة الدوري المصري نتيجة الصحوة التي حققها الشقيقان حسن منذ توليهما
قيادة الفريق في وسط الموسم الماضي خلفا للمدرب السويسري دي كاستال الذي ساءت
نتائجه مع الفريق.
وتوقع الفريق أن تتحول الصحوة في أداء ونتائج الفريق إلى
ثورة حقيقة في مسيرة أبناء مدرسة الفن والهندسة بعدما نجح التوأم في تثبيت أقدامه
مع الفريق من ناحية وانتزاع ثقة الجماهير ومجلس الإدارة من ناحية أخرى بل وفرض
هيمنته على الفريق من خلال الحزم الشديد في التعامل مع اللاعبين.
وقاد
الحماس الشديد للتوأم فريق الزمالك إلى إنهاء الدور الأول من المسابقة في كانون
ثان/يناير الماضي على قمة جدول المسابقة لتتضاعف آمال الفريق وجماهيره في إحراز
اللقب للمرة الأولى منذ ست سنوات.
ولكن الزمالك رفض استكمال مسيرة النجاح
وبدأ في الترنح بينما فشل حماس التوأم في تصحيح المسار فخسر الفريق ثلاث مباريات
وتعادل في مثلها خلال 11 مباراة خاضها في الدور الثاني مقابل ثمانية انتصارات
وثلاثة تعادلات للأهلي الذي قفز مجددا على القمة ونجح في تحويل تأخره بأربع نقاط في
نهاية الدور الأول إلى تفوق بفارق خمس نقاط أمام الزمالك قبل مباراتهما المقررة غدا
الأربعاء.
ولقن جوزيه منافسيه الجالسين على مقاعد الإدارة الفنية في فريق
الزمالك درسا قاسيا بعدما نجح بخبرته التدريبية في إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح
داخل فريق الأهلي (الشياطين الحمر).
ولم يلتفت جوزيه كثيرا إلى التصريحات
"العنترية" للتوأم على مدار الشهور الماضية بأن الوقت حان ليحقق الزمالك الفوز على
الأهلي وأن جوزيه يجب أن يخشى هذه المواجهة بينهما في الدور الثاني.
وبعد
أسابيع طويلة تهيأ فيها الزمالك للانقضاض على الأهلي والإجهاز على لاعبيه ومديرهم
الفني في مباراة القمة رقم 107 والمقررة غدا في المرحلة السابعة والعشرين من
المسابقة واعتبرها التوأم موقعة الحسم ، جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن وأصبحت
المباراة بمثابة فرصة سانحة أمام جوزيه للرد العملي على التصريحات.
وقاد
جوزيه فريق الأهلي إلى العديد من الانتصارات في مواجهة الزمالك على مدار المواسم
التي تولى فيها قيادة الأهلي وكانت أبرز هذه الانتصارات في موسم 2001/2002 عندما
حقق فوزا ساحقا على الزمالك 6/1 هو الأكبر في تاريخ لقاءات الفريقين.
ولكن
جوزيه الذي يتولى قيادة الشياطين الحمر للمرة الثالثة في تاريخه يبدو مستعدا الآن
لتحقيق نصر آخر بارز لا يتوقف على نتيجة مباراة الغد وإنما على "قمع" ثورة الفريق
الأبيض بقيادة حسام حسن "عميد لاعبي العالم سابقا".
وإذا نجح الأهلي بقيادة
جوزيه في تحقيق الفوز على الزمالك في مباراة الغد سيكون الفريق الأحمر قد ضرب أكثر
من عصفور بحجر واحد لأنه سيدنو من الفوز بلقب الدوري للموسم السابع على التوالي
وسيجهض آمال الزمالك في استعادة الانتصارات على الأهلي بعدما غابت عنه كثيرا.
والأهم من ذلك ، سيكون الدرس قاسيا للعميد الذي علقت عليه جماهير الزمالك
أملا كبيرا فقادها إلى سقوط جديد ودخل بالفريق إلى النفق المظلم مجددا وقد تصبح
مباراة الغد نهاية لمسيرته مع الزمالك بدلا من أن تكون نقطة انطلاق نحو القمة التي
طالما رغب في تنحية الأهلي ، فريقه السابق ، عنها.