لا يملك المنتخب الالماني الذي سيواجه اسبانيا في نهائي كأس اوروبا 2008 الاحد نفس الاسلوب الرائع لمنتخب البلاد الفائز بكأس اوروبا 1972 لكن وجود مايكل بالاك قد يكون كافيا ليحقق الجيل الحالي الانجاز نفسه.
وبالاك بالطبع ليس فرانز بيكنباور لكنه أحد أروع لاعبي خط الوسط في جيله وأظهر اللاعب مدى تأثيره وفعاليته في مباراة المانيا مع البرتغال في دور الثمانية التي فاز بها منتخب بلاده 3-2 بعد اداء رائع من لاعب تشيلسي.
ويستحق يواكيم لوف مدرب المانيا التقدير بعد ان اصبح الفريق على وشك احراز لقبه الرابع اوروبيا بالنظر الى عدم وجود اي لاعب في تشكيلة المنتخب الالماني حاليا يمكن مقارنته بلاعبي الفريق العظماء السابقين.
وفازت المانيا بكأس اوروبا للمرة الأولى عام 1972 تحت اسم المانيا الغربية بعد التغلب على الاتحاد السوفيتي 3-صفر في المباراة النهائية.
واذا سئل اي مشجع كرة قدم الماني فسيجيب ان فريق عام 1972 الذي كان يتولى تدريبه هيلموت شون هو أكثر المنتخبات الالمانية روعة وهو أفضل حتى من الفريق الذي فاز بكأس العالم عام 1974.
وكان لدى منتخب المانيا في ذلك الوقت حارس المرمى الرائع سيب ماير اضافة الى خط دفاع نموذجي يتسم بالمرونة وواحد من أعظم المهاجمين في تاريخ كرة القدم وهو جيرد مولر الذي سجل 68 هدفا في 62 مباراة دولية.
وامتلكت المانيا بين صفوفها ايضا بيكنباور لكن السبب في ان يذرف مشجع الماني الدمع لمجرد ذكر تشكيلة الفريق في ذلك الوقت هو وجود اللاعب جونتر نيتسر الذي كان يتحكم في الكرة بسهولة بالغة وكانت لديه عين ثاقبة في التمرير تمكنه من توجيه سير اللعب.
ولا يوجد اي لاعب بهذه المواصفات بين لاعبي منتخب المانيا الحالي حيث يتعين على بالاك الاهتمام بالجانب الابداعي بالاضافة الى واجباته الدفاعية في وسط الملعب.
وبدا حارس المرمى ينس ليمان بعيدا عن مستواه العالي بينما يشوب التوتر اداء قلبي الدفاع كريستوف ميتسلدر وبير ميرتساكر والمهارة الحقيقية يمتلكها لاعبا الطرف باستيان شفاينشتايجر ولوكاس بودولسكي.
وتكون المقارنات أقل حدة بالنظر الى منتخبات المانيا الفائزة بكأس اوروبا 1980 و1996.
وكان منتخب المانيا الفائز بكأس اوروبا 1980 بعد الفوز على بلجيكا 2-1 في المباراة النهائية يستمد الهامه من لاعب الوسط بيرند شوستر الذي كان عمره 20 عاما فقط في ذلك الوقت لكنه بدا لاعبا كبيرا.
وضم الفريق بعض اللاعبين الرائعين مثل حارس المرمى هارالد شوماخر وكارل رومينيجه لكن منتخب المانيا في ذلك الحين اعتمد أكثر على التصميم القوي وليس المهارة المطلقة مثل منتخب عام 1972.
وفي 1996 اعتمد منتخب المانيا على الاداء الجماعي وبذل الجهد ليفوز باللقب بعد مباراة متوترة في الدور قبل النهائي أمام انجلترا ثم انتصار على جمهورية التشيك في النهائي.
ومرة أخرى ضم الفريق بعض اللاعبين الرائعين مثل يورجن كلينسمان وماتياس زامر لكن الفضل في الانتصار الذي تحقق عاد الى العمل الشاق وليس الموهبة.
واحرز اوليفر بيرهوف المدير الحالي لمنتخب المانيا هدفي الفريق في المباراة النهائية في ذلك الوقت.
وفي وجود ميروسلاف كلوسه يمتلك المنتخب الالماني لاعبا في الهجوم يشكل نفس القدر من الخطورة التي ميزت بيرهوف وبوجود بالاك وشفاينشتايجر وبودولسكي وفيليب لام وتورستن فرينجز سيكون من الممكن مقارنة هذا الفريق بمنتخب المانيا عام 1996.
واذا قدم منتخب المانيا نفس الاداء القوي الذي لعب به في مبارياته السابقة ستكون فرصته قوية في الاحتفال بانتصار اوروبي جديد.