احمد مرعى :: من كبار التريكاويه ::
المشاركات : 6151 تاريخ التسجيل : 09/05/2009 التقييم : 40 نقاط : 14565 ::: :
| موضوع: رواية لحن الغروب الجزء الثانى 2011-06-30, 5:08 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الروايه لها فى نفسي وفى حياتي اثر مازال في حتى الان فقد قرئتها فى محنة حادث جرى لي العام الماضى غبت عن المنتدى بسببه تقريبا ستة اشهر الروايه رائعه وتستحق القراءه وستكون على اجزاء لأنها طويله وحتى لا يمل احد وهى رواية ( لحن الغروب) للكاتب اللبنانى بيار روفائيل اتمنى انها تعجبكم هى منقوله لكن انا عدلت فيها بعض الاشياء ولا تتعجلوا فالقصه لها تمهيد وتبدأ بعد حينا من القراءه وبطلتها رامونا فتاه فرنسيه
لحن الغروب
الجزء الثانى
لماذا اذا تلتقط صور قبور الاموات ؟ ولم يجب الصحافي الشاب العجوز على سؤاله بل تناول علبة تبغ من جيبه ليقدم لذلك العجوز لفافة ثم يلقي بلفافة التبغ بين شفتيه ويشعل اللفافتين . وارتاح ذلك الرجل بعض الارتياح وقد قدم له ذلك الفضولي المقتحم معقل الاموات . لفافة فاخرة ونفث دخان اللفافة في الفضاء ليستأنف طرح الاسئلة : لماذا انت هنا ؟ فابتسم سامي مجبور متسائلا : بل لماذا انت هنا؟ فاجاب : انا حارس هذه المقبرة منذ دخولك الى هنا وانا اراقبك من غرفتي الصغيرة هناك في الزاوية البعيدة عن القبور فهل تتفضل بان تقول لي من انت بعد ان علمت من من انا ؟ فاتسعت ابتسامة على شفتي سامي مجبور وتمتم : انا صحافي جئت الى هنا لاقف على بعض خفايا هذه االقبور وتاريخها والتقط صور القبور الفخمة والقبور المتواضعة فلمعت الدهشة في عيني حارس وكلمات ذاك الصحافي تقع في الاذنين : لماذا يقدم هذا الصحافي على محاولة الوقوف على تاريخ مقبرة اللاتين ...؟ ولماذا يريد التقاط صور القبور؟ وادرك الشاب الصحافي ما يجول خاطر الحارس من اسئلة فاوضح انني منصرف الى كتابة تحقيق حول المقابر في لبنان وقد رأيت ان ابدا من مقبرة اللاتين فارتسمت ابتسامة واهية صفراء على شفتي الحارس العجوز وقد ادرك حقيقة مهمة هذا الشاب وهمس بتساؤل : انت ستنشر اذن تفاصيل ما ترى وتشاهد وتصور في المقبرة ؟ -: اجل ..... -: وتنشر الصور في صحيفتك؟ -: نعم .. -: وهل ستلتقط صورة "لمحسوبك" حارس هذه المقبرة ؟ -: نعم -: متى ؟... -: الان ...... -: وتنشر صورتي في صحيفتك ؟ -: اجل ... فاتسعت ابتسامى على شفتي الحارس العجوز وهمس متسائلا : اين ستلتقط صورتي ؟ -: هنا -: هنا ؟ بين المقابر ؟ ولم يجب الصحافي الشاب الحارس على سؤاله بل صوب عدسة اله التصوير نحو الرجل العجوز . والتقتط صورته فهدر الحارس:هل صورتني ؟ -: اجل .. وهل ستظهر هذه الصورة في صحيفتك ؟ -: اجل -: لا لا اريد ان تنشر صورتي هذه التي التقطتها الان في صحيفتك . -: لماذا ؟ فاستأنف الحارس العجوز الكلام : سارتدي ثوبي الجديد واضع الطربوش على رأسي وعندئذ اسمح لك بالتقاط الصورة التي ستنشرها في الصحيفة تعال.. تعال معي الى غرفتي قال الحارس هذا وسار امام الصحافي الشاب بين القبور الى غرفة صغيرة قديمة العهد تقع في اخر المقبرة على بعد امتار قليلة من المقابر انها لاشبه بقبر حي بين قبور الاموات ودخل الحارس العجوز الى غرفته متمتا انتظر هنا امام الباب دقائق قليلة ريثما ارتدي ثوبي الجيد ووقف سامي مجبور امام تلك الغرفة ينتظر الامر له بالدخول ولم يطل انتظاره دقائق وطل الحارس من الباب وقد ارتدى ثوبه "الجديد" وليس في ذلك الثوب ما يشير الى الجديد .. فهو ثوب اسود اكل الدهر عليه وشرب ونام واستراح . الا انه ... نظيف . وكان الحرس قد رفع طربوشه القاني الاحمرار على راسه وفتل شاربيه ووقف امام الصحابي الشاب قائلا : تفضل ... صور وصور الصحافي الحارس المتباهي " بثوبه الجديد" وبطربوشه الاحمر وبشاربه المفتول وعنئد بعد ان اطمئن الحارس الى التقاظ الصورة كما اراد دعا الصحافي الى الدحول تفضل بالدخول الى غرفتي المتواضعة يا سيدي ودخل سامي مجبور الى غرفة الحارس فاذا به في غرفة صغيرة تحتوي على سرير حديدي صغير وعلى مقعدين خشبين قديمين ومنضدة ومصباح كهربائي معلق في السقف وطاولة صغيرة عليها ابريق ماء من الفخار وبعض الاطباق الخزفية القديمة وفي صدر الغرفة قرب الحائط انتصبت خزانة قديمة العهد تضم بين دفتيها ثياب الحارس وبعض حاجاته الخاصة الخاصة ودعا الحارس الصحافي الى الجلوس : تفضل بالجلوس يا سيدي ..تفضل سأهيئ لك فنجان قهوة .. وحاول سامى مجبور الاعتذار عن تناول القهوة الا ان حارس رفض الاعتذاره واصر على تكريم ضيفه بتقديم القهوة له وفيما سامي مجبور يجلس على احد المقعدين الخشبين كان الحارس يدخل من باب صغير الى غرفة مظلمة انها المطبخ فيشعل النور في ذلك المطبخ ويتصرف الى تهيئة القهوة وعلى البابور كاز" كان هديره يترامى الى مسامع سامي مجبور كهديل المراجل وفجأة انقطع الهدير فايقن الصحافي ان القهوة اصبحت جاهزة واذا بالحارس يطل عليه من الباب الصغير حاملا صينيه نحاسية صفراء عليها فنجانا قهوة وقدم للصحافي فنجانا ثم تناول هو فنجانه وجلس عل المقعد الخشبي قرب الصحافي ليتناول من جيبه علبه تبغ من الصنف الرخيص ويقدم لفافة لضيفه الكريم واعتذر سامي مجبور عن تناول اللفافة من يد الحارس متمتما شكرا لك يا سيدي فانا معتاد على نوع خاص من التبغ قال الصحافي الشاب ذلك وامتدت يده الى جيبه ليخرجها قابضة على علبة تبغ من النوع الفاخر وقدم لفافة للحارس العجوز ولم يرفض الحارس تناول اللفافة من يد الشاب فهي لفافة فاخرة النوع لا يستطيع الوقوع على مثلها كل ان وحين وهمس الحارس وهو يلقي بالفافة الفاخرة بين شفتيه : شكرا لك سيدي واشعل الصحافي اللفافتين لفافته ولفافة الحارس ونفث دخان في الفضاء وهمس متسائلا : هل تستطيع يا سيدي ان تطلعني على تاريخ هذه المقبرة ؟ متى شيدت ؟ ومن شيدها ....؟ فنفث الحارس دخان لفافنه في الفضاء ليجيب : لست ادري متى شيدت هذه المقبرة ولا من ذاك الذي شيدها وبنى اضرحتها وقبورها فأنا هنا منذ ثلاثين سنه ويوم وطأت قدماي هذه الغرفة كانت هذه المقبرة كما هي الان وبدأ الصحافي بتدوين اقوال الحارس العجوز
|
|