عمار بن ياسر
هو
عمار بن ياسر بن عامر الكناني المذحجي العنسي القحطاني، أسلم هو وأبوه
ياسر وأمه سمية، فذاقوا العذاب من حلفائهم بني مخزوم، ومات أبوه في
العذاب، وطعن أبو جهل أمه بحربة فقتلها حين كانت تعذب، وهي أول شهيدة في
الإسلام. هاجر إلى الحبشة وعاد إلى المدينة وأبلى بلاء حسنا في وقعة بدر
ووقعة الخندق وغيرها. ولاه عمر بن الخطاب على الكوفة ثم عزله عنها، حارب
مع علي بن أبي طالب في صفين وقتل في معركتها، وكان عمره 94 سنة.
إسلامه
أسلم
قديما وكان من المستضعفين الذين يعذبون بمكة ليرجعوا عن دينهم. أحرقه
المشركون بالنار وشهد بدرا ولم يشهدها ابن مؤمنين غيره وشهد أحد والمشاهد
كلها مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم وسماه الطيب المطيب.
حب الرسول لعمّار
استقر
المسلمون بعد الهجرة في المدينة، وأخذ عمار مكانه عاليا بين المسلمين،
وكان الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) يحبه حبا عظيما، يقول عنه (صلى
الله عليه واله وسلم) (إن عمّارا مُلِىء إيمانا إلى مُشاشه - تحت عظامه-)
وحين كان الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وأصحابه يبنون المسجد بالمدينة
إثر نزولهم، إرتجز علي بن أبي طالب أنشودة راح يرددها ويرددها المسلمون
معه، وأخذ عمار يرددها ويرفع صوته، وظن بعض أصحابه أن عمارا يعرض به،
فغاضبه ببعض القول فغضب الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) وقال: (ما لهم
ولعمّار؟ يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار، إن عمّارا جِلْدَة ما بين
عيني وأنفي).
وعن أبي سعيد قال: كنّا نحملُ في بناء المسجد لبنةً
لبنةً، وعمار يحمل لبنتَين لبنتَين، فرآهُ النبي (صلى الله عليه واله
وسلم) فجعل ينفُض التراب عنه ويقول: (ويْحَ عمّار يدعوهم إلى الجنّة
ويدعونه إلى النار).
وحين وقع خلاف عابر بين خالد بن الوليد وعمّار قال
الرسول: (من عادى عمّارا عاداه الله، ومن أبغض عمّارا أبغضه الله) فسارع
خالد إلى عمار معتذرا وطامعا بالصفح كما قال - عليه أفضل الصلاة والسلام-:
(اشتاقت الجنّةِ إلى ثلاثة: إلى علي، وعمّار وبلال).
ولاية الكوفة
لفضائله (عليه السلام) سارع عمر بن الخطاب واختاره والياً للكوفة وجعل ابن مسعود معه على بيت المال،
وفاته
حمل
الإمام علي عماراً فوق صدره الى حيث صلى عليه والمسلمـون معه، ثم دفنه في
ثيابه، ووقف المسلمون على قبـره يعجبون، فقبل قليـل كان يغـرد: (اليوم
ألقى الأحبة محمدا وصحبه)... وتذكروا قول الرسول (صلى الله عليه واله
وسلم): (اشتاقت الجنة لعمّار).
وقد قال عليّاً (عليه السلام) حين
قُتِلَ عمّار: (إنّ امْرأً من المسلمين لم يَعْظُمْ عليه قتلُ ابن ياسر
وتدخلُ به عليه المصيبةُ الموجعةُ لغيرُ رشيد، رحِمَ الله عمّاراً يوم
أسلمَ، ورحِمَ الله عمّاراً يوم قُتِلَ، ورحِمَ الله عمّاراً يوم يُبْعث
حيّاً، لقد رأيتُ عمّاراً وما يُذْكَرُ من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه
واله وسلم) أربعةٌ إلا كان رابعاً ولا خمسةٌ إلا كان خامِساً، وما كان
أحدٌ من قدماء أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يشكُّ أن
عمّاراً قد وجَبَتْ لهُ الجنّة في غير موطن، ولا اثنين، فهنيئاً لعمّار
بالجنّة، ولقد قيل: إنّ عمّاراً مع الحقِّ والحقُّ معه، يدور عمّارٌ مع
الحقّ أينما دار، وقاتِلُ عمّار في النّار).