سنقص عليكن طرفا من ذكر العابدات المتهجدات الراكعات الساجدات اللاتى أضناهن طول القيام لعل عزائمنا تستيقظ من سُباتها .



ويزين المقال ذكر أمهات المؤمنين زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد كان الله صلى الله عليه وسلم يوقظهن لصلاة الليل.









أم المؤمنين خديجة بنت خويلد
- رضى الله عنها –



فى الصحيحين عن عائشة –رضى الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشّر خديجة ببيت من قصب لا صخب فيه ولانصب.



وعن أبى هريرة-رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريل فقال : يا رسول الله ! هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي قد أتتك ، فاقرأ عليها السلام من ربها و مني ، و بشرها ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيها و لا نصب )


المحدث:الألباني - المصدر:صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 69
خلاصة حكم المحدث: صحيح



وهى-رضى الله عنها –أول من آمن بالله من الرجال والنساء كما قال الزهرى وقتادة وعبد الله بن محمد بن عقيل وإسحاق وجماعةمن العلماء.



نزلت على الرسول الله صلى الله عليه وسلم وهى معه آيات سورة المزمل ... يأمر الله عز وجل نبيه بقيام الليل فقام و قامت معه ، و قام الصحابة اثنا عشر شهرا حتى انتفخت أرجلهم ، ثم نزل التخفيف فى نهاية السورة ...
آمنت برسالة زوجها صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس ،وصدقته إذ كذّبه الناس... حتى يتوجها ربها بنزول ملك الوحى جبريل عليه السلام لرسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا له : (( اقرأ خديجة من ربها السلام ))


قالت عائشة : ماتت قبل أن تفرض الصلاة يعنى قبل أن يعرج بالنبى صلى الله عليه وسلم.





أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة بنت أبى بكر
- رضى الله عنها –


قال القاسم (( كانت عائشة تصوم الدهر ))[1].


وعنه قال: (( كنت إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة - رضى الله عنها –
، فأُسَلِّم عليها ، فغدوت يوماً فإذا هى قائمة تسبح ، وتقرأ (( فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُوم ))
ِ سورة الطور: آية 27


وتدعو وتبكى وترددها ، فقمت حتى مللت القيام ، فذهبت إلى السوق لحاجتى ، ثم رجعت ، فإذا هى قائمة كما هى تصلى و تبكى ))[2].. إذا كانت هذا نهارها فكيف تكون إذا جنّ الليل ...


يكفى من قيامها ما قاله ابن عباس عنها : وشهادته تاج فوق جبينها : (( أعلم الناس بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم )) .


أعلم الناس بليل رسول الله صلى الله عليه وسلم و قيامه ... تقصه وتوضحه لأهل الأرض جميعا ...


فهل يأتى علمها من نومها أم من يقظتها وقيامها - رضى الله عنها –.


وإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
سيد العابدين فالصديقة العالمة بليله وقيامه ووتره سيدة المتهجدات.




[1] (( الإجابة )) للزركشى ص (67) .


[2] (( السمط الثمين )) ص ( 90 ).














من كتاب رهبان الليل