احمد الشعار :: مراقب عام ::
المشاركات : 15936 العمر : 36 محل الاقامة : ميت غمر _ المنصوره الهوايات : التامل _ قراءه القران _ الشغل لاعبك المفضل : سيد معوض تاريخ التسجيل : 06/01/2009 التقييم : 109 نقاط : 30663 ::: :
| موضوع: واجبنا تجاه الأحداث الجارية 2011-07-06, 6:14 pm | |
|
كلنا نرى الثورات التي تهز البلاد العربية من أقصاها إلى أدناها، منا من كان مع الثورات ومنا من كان ضدها، منا من يراها خيرا فقد سقط فيها طواغيت العرب ويستبشر بما هو قادم، ومنا من يراها مؤامرة ستقضي على الأخضر واليابس وتفتك بهويتنا الإسلامية، وسواء كان المحرك لها شعوبنا العربية أو جهات أجنبية، فكلنا لا يعلم ما في الغيب وما تخفيه لنا الأيام، هل سيستغل الغرب الثورات لصالحه، هل ستصبح بلادنا إسلامية أم علمانية؟ كلنا يسأل سؤالا واحدا ما واجبنا الآن، وما الذي ينبغي علينا فعله تجاه أمتنا؟
إخواني في الله
هل نحن أهلا للتمكين؟ إن لله سننا في خلقه، فلكي يمكن للمؤمنين يجب أن يسيروا على هذه السنن ويحققوا شروط التمكين؟ فماهي شروط النصر والتمكين؟ قال تعالى: {الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ} [الحج: 41].
وقال ملك الملوك: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [النور: 55].
فما هي شروط النصر والتمكين؟
1- التوبة عن جبير بن نفير قال: لما فتحت قبرص فرّق بين أهلها، فبكى بعضهم إلى بعض، فرأيت أبا الدرداء جالسًا وحده يبكي فقلت: يا أبا الدرداء، ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله، فقال: ((ويحك يا جبير، ما أهون الخلق على الله إذا أضاعوا أمره، بينما هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله فصاروا إلى ما ترى)). لقد أسقطنا الطواغيت الفاسدين، ولكن كم فاسد مازال باقيا بيننا؟ نعم غالب الحكام فاسدين ظالمين فاسقين وكلنا يعرف ذلك، ولكن ليس الحكام فقط، لو كانت المشكلة فيهم لانتهى الأمر بإسقاطهم، ولكن المشكلة ليست فيهم فقط وإنما فينا جميعا، للأسف لقد أصبح الكثير إن لم يكن الكل ينقص المكيال، أصبح الكثير يغش ويسرق ويعتبر هذا ذكاء وفطنة، القوي يأكل الضعيف، والأخ يسرق أخاه وربما أمه وأبيه، المال هو من يحرك الموظف، انتشر الفساد من الغفير إلى المدير، انتشر الغش والرشوة والربا وأكل أموال الناس بالباطل والخداع والنفاق والانتهازية وضاعت الأمانة وجفت الضمائر.
لقد غلبت الشهوات المادية فقتلت النفوس وجففت الضمائر، من يشاهد النشرات الإخبارية ويقرأ الجرائد، وينظر في كم الفساد الذي ظهر، سيجد الفساد ينخر في عظام أمتنا، ليس الأمر حكام فقط، فهؤلاء الفاسدون سيبيعوا ضمائرهم وأصواتهم في الانتخابات بثمن بخس، للأسف نحن من زرعنا الفقر والضنك، نحن من بدلنا جمال الكون، نحن من سودنا النهار، قال تعالى: {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} [الروم: 46]، أصبح بأسنا بيننا شديد وأصبحنا أعداء أنفسنا.
أما الحل فهو لمن ييده أمر هذا الكون بمن يقول للشيء كن فيكون، في يد الرزاق ذو الفضل العظيم الذي يقول: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} [الأعراف: 96].
نعم الحل هو التوبة، الحل أن نقول لا لأخطائنا ونعم للعمل المتقن الذي نتقي فيه ربنا، نعم للأمانة والنزاهة والعودة للدين وتطبيقه وإلا ستنزل علينا عقوبات الذنوب وشؤمها مدرارا، فكيف نعصي الرزاق وتضيع هيبته في قلوبنا وندعوه أن يرزقنا وينصرنا، ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين. ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [الأنفال:53].
نعم لقد بعدنا عن ديننا كثيرا ويجب أن نعود، لقد أهملنا أحكام القرآن وأهملنا تطبيقه، لقد تغيرت أخلاقنا ومبادئنا وتلوثت ضمائرنا، وجاهرنا بالمعاصي، فقدنا الصلة بالله وهذا أخطر ما في الأمر، فمن سينصرنا إن خذلنا الله؟ ليحسب كل منا معاصيه وذنوبه ويفكر هل يمكن أن ننتصر هكذا؟ لينظر كل منا في مدى تعظيم الله في قلبه؟ فهل هذه أمة تنصر؟ لقد حان موعد الثورة الكبرى، الثورة على النفس الأمارة بالسوء، الثورة على الشيطان، الثورة على الهوى، الثورة على العادات الخاطئة، الثورة على كل ما يخالف ديننا وأخبرنا {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً{10} يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً{11} وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً{12} مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} [نوح: 10-13].
2- الإخلاص والاتباع
إن أهم عوامل النصر الإخلاص والاتباع، فإن لم يكن العمل خالص وعلى السنة فإنه مردود ممحوق البركة وغير مقبول، فمن أراد أن ينصر دينه حقا فليلزم الإخلاص والاتباع، وأقصد بالإخلاص الصدق مع الله فتكون نيته وعزيمته وعمله لنصرة الدين فلا يبغي نصرة رأي معين أو جماعة معينة أو فكر معين أو لأجل مال أو شهرة أو منصب، هذا لمن أراد حقا أن ينفع الله به الإسلام، فمن يشاهد حجم الجهود المبذولة من أجل الدين ويرى قلة الاستجابة يفهم السبب، فإن الصدق سيف الله لا يوضع على شيىء إلا قطعه، فلنجاهد أنفسنا ونلزم الإخلاص حتى ينصر الله بنا الدين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]والإخلاص بدون إتباع ضلال فمن يشاهد الدعاة الجدد ومن ذهبوا إلى الدنمرك والكنائس لتهنئة النصارى وكيف هدموا صرح الولاء والبراء وميعوا العقيدة ويحسبون أنهم يحسنون صنعا، تعرف أهمية الاتباع؛ فالإخلاص بدون اتباع ضياع وهلاك للدين {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النور: 63]، {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} [البقرة: 143]، {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} [آل عمران:31]؛ فكلما زادت المحن وزادت الفتن وخيم السحاب فضعفت الرؤيا وأصبحت الفتن كقطع الليل المظلم سوادها حالك يذهب بعقل اللبيب وجب الاعتصام بكتاب الله وسنته فهما صمام الأمان، أما عبودية العقل والتجارب غير المضمونة وضعف الاتباع فإنها لا تقوى على حماية الدين وسط الفتن الحالكة «تركت فيكم أمرين؛ لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض» فالاعتصام بالكتاب والسنة هما الصخرة التي تتحطم عندها أمواج الفتن، فلنلزم الإخلاص والاتباع {إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً } [النساء:146].
3- تزكية النفس
إن تزكية النفس وتطهيرها أساس لإقامة الدين، فلقد أرسلت الرسل وخاصة نبينا لتزكية النفوس وتطهيرها {لقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ } [آل عمران: 164]، والنفوس الطاهرة هي التي يثمر فيها العلم ويؤتي أكله فيخرج العمل الصالح الذي أصله ثابت وفروعه في السماء، وإني لأتعجب من بعض طلاب العلم الذين يقولون نحن تخطينا مرحلة التزكية، وهل مرحلة التزكية يتخطاها أحد؟ {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا {7} فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا {8} قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا {9} وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا{10}} [سورة الشمس: 7-10]، إن التزكية لازمة ودائمة وأي تفريط فيها فإن الدين يضيع والقلب يمرض وتنتشر فيه الآفات ويتوثب عليه الأعداء وتلتهمه الذئاب، فإن القلب الذي لم يطهره صاحبه إذا دخل عليه العلم تلوث وتنجس بنجاسة القلب فلم يثمر عملا وإنما يثمر حنظلا، يثمر عجب وكبر وفخر وتيه وحسد لإخوانه وغيرة وبغض بل ويزاد بالعلم والعمل الصالح مرارة وانحراف، فيا من تريد أن تنصر الدين إياك أن تغفل عن قلبك.
4- تحقيق العبودية
لن يحرر الأرض من أسرها ولن يحرر الأمة من ذلها إلا من حرر نفسه أولا، تحرر من نفسه وتحرر من الشهوات والشبهات وتحرر من سلطان النفس والهوى والشيطان ومن كل سلطان فلم يعد عليه سلطان إلا سلطان الله وحده، إنه من أصبح عبدا لله حقا يعيش كما يريد الله له أن يعيش، يعيش على مراد الله منه وليس على مراده من نفسه، فيكون كلامه وصمته لله، فلا ترى عينه إلا ما يرضي الله ولا تسمع أذنه إلا ما يحب الله ولا تسير قدميه إلا في مراد الله، من ينطرح قلبه بكليته بين يدي الله ويسجد قلبه تحت عرش الرحمن، فلا يري لنفسه سيادة وإنما هو العبد الذليل والله هو الرب العزيز {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الأنعام: 162].
5- العلم
العلم الشرعي ليس مطلوب في ذاته، فليس هو الغاية والهدف وإنما هو وسيلة أساسية وضرورية للوصول إلى الغاية، العلم هو مصباح الطريق فبدونه نضل عن الصراط ونتوه في الظلمات، وهو السفينة التي نركبها لنصل إلى المراد، لذلك يجب على كل من يريد نصرة الإسلام أن يتحلى بالعلم فهو من أهم الوسائل للثبات على الدين في زمن تكثر فيه الشهوات و تشتد الشبهات ويطعن فيه في أصول الدين وثوابته، وطلب العلم فريضة على كل مسلم، وأنا لا أطلب من جميع المسلمين أن يصبحوا علماء وإنما يتعلموا فقط فرض العين وما يقيموا به دينهم، والعابد لا يستغني عن العلم فهو الذي يبين له الحق من الضلال والسنة من البدعة، والمجاهد لا يستغنى عن العلم فهو الذي يثبته في طريق الجهاد ويقيم له عبادته ويعصمه من الفتن والشبهات، وهو أهم خصائص قائد الجيش قَالَ تعالى: {إنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 247]، فقدم سبحانه قوة العلم على قوة الجسم، وتظهر أهمية العلم في الحديث وعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما، قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحرقة من جهينة ، فصبحنا القوم على مياههم، ولحقت أنا ورجل من الأنصار رجلاً منهم ، فلما غشيناه قال : لا إله إلا الله ، فكف عنه الأنصاري، وطعنته برمحي حتى قتلته، فلما قدمنا المدينة ، بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: «يا أسامة، أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله ؟ فما زال يكررها علي حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت قبل ذلك اليوم» [ متفق عليه]، والداعية لا يستغني عن العلم وإلا ضل وأضل فكيف يهدي الناس من يحتاج هو نفسه إلى هداية وكيف يعلمهم من يحتاج إلى أن يتعلم مبادئ العلم؟ {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122].
6- العبادة
إن العبادة هي الغاية والهدف الذي من أجله أرسلت الرسل، وهل أرسل الله الرسل إلا لتحقيق عبودية الله في الأرض؟ {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]، {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].. إنها العبادة بمعناها الشامل والكامل، وعجيب أن نرى من يريد أن يدعو إلى الله ويجاهد في سبيله وينسى حظه من العبادة، إن أشرف الأنبياء أمر بدوام العبادة حتى يأتيه اليقين ويموت فكيف بنا؟ إن أقل القليل أن نصلي الرواتب ونقيم الليل {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً} [المزمل: 6]، وذلك حتى يثبتنا الله على الدعوة والجهاد، وينبغي الصيام ولو الاثنين والخميس ولو ثلاثة أيام من كل شهر، وذكر الله فهو أيسر شيء ولا حجة لأحد في تركه، التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } [التوبة: 112]، والقرآن حياة القلوب وغير ذلك من العبادات التي تهذب النفس وتربيها وكيف ينصر الدين الذي لا يزال يجاهد نفسه في صلاة الفجر وصلاة الجماعة ويضيع الفروض فضلا عن النوافل؟
7-الدعوة إلى الله
الدعوة هي وظيفة الرسل وأتباعهم {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108]، وهي أمر الله لرسوله فقال تعالى: {فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ} [الحجر: 94] ، {ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } [النحل: 125]، {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَه }[المائدة: 67]، وهي سبب الفلاح وأهم أسباب النصر وفرض كفاية، قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110]، وقال جل وعلا: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]، وتركها هلاك للأمة وفي صحيح البخاري من حديث النعمان بن بشير أنه صلى الله عليه وسلم قال: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً حتى لا نؤذي من فوقنا -قال صلى الله عليه وسلم-: فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا وهلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا جميعاً»، لماذا لا نطبع مطويات ومقالات ونوزعها على أقاربنا وأصدقائنا؟، نوزعها في العمل والمسجد وفي المدارس والجامعات ووسائل المواصلات؟ وعلى الشبكة، في الفيسبوك والمواقع والمنتديات؟... الأمة تواجه حرب الهوية، فلنهتم بالمواضيع التي تتكلم عن الهوية الإسلامية والحاكمية والولاء والبراء، فلنكشف حقيقة الليبرالية والديمقراطية والتغريب والمقصود بالحرية.
8- تمام اليقين والتوكل
وأقصد به تمام اليقين أن الإسلام دين الحق فلا تعصف بقلوبنا شبهة ولا تضعفها شهوة، كمال اليقين أن الإسلام هو دين الحق الذي ينبغي أن يسوس وأن يسود وأن يسطع في الكون ليجلو ظلام البهيمية التي نعيشها وليس هؤلاء الرعاع، كمال اليقين أن النصر من الله وأنه لن ينصر إلا المؤمنين وسينصر دينه لا محال بنا أو بغيرنا فلننال نحن هذا الشرف، تمام اليقين أن العيش عيش الآخرة ومعرفة الدنيا وحقيقتها وأنها ليست إلا جيفة منتنة عما قليل سنتركها ونلاقي ربنا، فلنمت ونحن للدين ناصرين لا خاذلين،كمال اليقين أن الدنيا هي دار التعب والنصب والكد والعمل وأن الآخرة هي دار الراحة والنعيم وهدفنا هو تعبيد العباد لرب العباد، تمام اليقين بأن الله هو من بيده الضر والنفع والموت والحياة فلا يملك لنا هذا إلا الله وحده، فلنعش للإسلام وبالإسلام فإن جزاءنا ليس في الدنيا وإنما بعنا الدنيا ولم نرد بالجنة بدلا.
9- توحيد الكلمة والاعتصام بحبل الله
إن توحيد الكلمة لشيء مهم من أجل نصرة الدين ولكن على أي أساس؟.. ليس على فكر جماعة من الجماعات ولا حزب من الأحزاب وإنما على أساس الإسلام، وأساس الإسلام ورأسه التي يموت بدونها هي كلمة التوحيد، فينبغي أن نجتمع على كلمة التوحيد، يا جماعات الصحوة المباركة أدعوكم إلى قوله تعالى: { تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران : 64]، أما الاجتماع على حساب كلمة التوحيد فإنه ضياع وفساد للدين وخلاف هدي سيد المرسلين وإلا لأدخل في صفوفهم وقت الاستضعاف من يعبد الله سنة ومن يعبد الصنم سنة، فإن الكيف أهم من الكم، لا نريد أعداد كبيرة ولكن غثاء كغثاء السيل، إني أدعوكم إلى الاتحاد من أجل الإسلام، أدعوكم إلى قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران: 103]، لقد اجتمعت الأمم رغم اختلاف عقائدهم وتباين أفكارهم وتضارب أرائهم على عداوتنا ونحن مازلنا مشزرمين متفرقين رغم أنه يجمعنا كتاب واحد ونبي واحد ودين واحد وهدف واحد ولكن فرقتنا الأهواء والعصبيات والجماعات وفرحت فينا شياطين الإنس والجن بعد أن مزقوا صفوفنا ليخلوا لهم طريق الشر، أفهذا هو الولاء والبراء؟، هل الولاء والبراء أصبح ولاية لجماعة معينة أو فكر معين والبراء مما خالف أفكارها وإن كان معه دليل من الكتاب السنة، إن الولاء من الإسلام وأهله، إن الولاء لكل من قال لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله فلم ينقضها ولم يكفر بها، والبراء ممن نقضها وكفر بها، يا شباب الصحوة أنا متأكدة أننا سنتجمع، ستتجمع كل جماعات الصحوة لأن الله غايتهم والجنة مرادهم ورفع راية الدين أسمى آمالهم، بالله عليكم وحدوا الصف يا أسود الإسلام، لنترفع عن العصبيات والأهواء من أجل الإسلام ومن أجل الأمة المنكوبة، لا تجعلوا الشيطان يفرح فينا والأمم تسخر منا، لنكن يدا واحدة ضد أعداء الدين {وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } [الأنفال: 46]، واعلموا إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فلنتجمع على كتاب الله وسنة رسوله ولكن بأي فهم والعقول تختلف وبأي منهج والمناهج تتعدد، لنجتمع على المنهج المعصوم المضمون الذي ارتضاه لنا الله، الذي يصلح لكل زمان ومكان فمشرعه من يعلم غيب السموات والأرض، من يعلم الماضي والحاضر والمستقبل ومن بيده وحده النصر. { وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة: 100]، الذين زكاهم الله ورضي عنهم ومن اقتفي أثرهم وتبعهم بإحسان، قال العرباض : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، ثم أقبل علينا، فوعظنا موعظة بليغة ، ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب. فقال قائل: يا رسول الله، كأن هذه موعظة مودع، فما تعهد إليها؟.. فقال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة» [سنن أبي داود : 4607].
منقول
|
|