من المؤكد أن القرار "الخزعبلي" للاتحاد المصري لكرة القدم
بإلغاء الهبوط هذا الموسم، سيضع الفيلسوف سمير زاهر رئيس الاتحاد في
"ورطات" متعاقبة لا يعلم أحد كيف ستنجو منها كرة القدم في البلاد. أول العقبات التي خرجت من رحم هذا القرار العشوائي غير المدروس، هو
أن الموسم المقبل من المسابقة سيُقام بـ 19 فريقاً، هم الـ 16 فريقاً
الذين تنافسوا الموسم الماضي، علاوةً على ثلاثة فرق صاعدة حديثاً من الدرجة
الدنيا، ليُصبح العدد فردياً على غير العادة، وهذا في حد ذاته كارثة بكل
المقاييس، تجعل من المسابقة "سمك لبن تمر هندي".
وهذه بعض الملاحظات والنتائج والألغاز التي لا حلول لها بعد في المسابقة بعد هذا القرار...
مصائب
- وجود 19 فريقاً في مسابقة الدوري المصري يعني أنه في
كل مرحلة سيكون هناك فريق لا يلعب، وهو ما يسمح بالتلاعب في نتائج
المباريات خاصةً في المراحل الأخيرة من المسابقة بشكلٍ لا يُمكن ضبطه أو
إثباته. - في حال تلقى لاعب بطاقة حمراء في مباراة، وكان فريقه
هو من عليه الدور في الراحة المرحلة المقبلة، هل سيتم إيقافه بعد أسبوعين
من تلقيه العقوبة في الملعب؟ - هل سيبقى الدوري المصري مقاماً بعددٍ فردي من الفرق
للأبد؟ ومتى وكيف سيعود إلى رشده مثل باقي الدوريات "العاقلة" في العالم
التي تُقام بعددٍ زوجي من الفرق؟ - يتسم الدوري المصري بأنه لا يعرف المواعيد الثابتة،
وأن تأجيل المباريات هو القاعدة بينما الشذوذ هو إقامة المباريات في
موعدها، ومع امتداد المسابقة لـ 18 أسبوعاً فمن المحتمل أن يكون الموسم
الكروي أطول من السنة ذاتها، وفي تلك الحالة قد تجد أن هناك موسمين كرويين
فقط أقيما في ثلاث سنوات مثلاً! مصائب أخرى - الحل الآخر هو ضغط المباريات وتقليص فترات الراحة
لتحاكي الدوريات المحترمة، وفي تلك الحالة سيُصاب نصف لاعبي المسابقة
بالإجهاد قبل أن تكتمل المنافسات، ناهيك عن وجود بطولة أخرى هي كأس مصر
وارتباطات دولية للمنتخب الوطني والفرق المشاركة في بطولات أفريقيا
للأندية. - من يضمن أن تسير الأمور على ما يُرام الموسم المقبل،
وألا يعترض أحد على نتائج المسابقة ويتم إلغاء الهبوط مرةً أخرى، ويتضخم
الدوري المصري حتى يصل إلى ما يزيد على 20 فريقاً؟ - قرار إلغاء الهبوط جاء بعد ثورة جماهير الاتحاد
السكندري الذي كان أول الهابطين إلى الدرجة الثانية، فماذا لو احتل "زعيم
الثغر" أحد مراكز الهابطين مرةً أخرى الموسم المقبل؟ - من يُعيد للاتحاد المصري لكرة القدم هيبته بعد هذا القرار؟ ومن يحميه من تبجح الأندية لتحقيق مطالب غير مشروعة؟
ملاحظة كل هذا ومازال اتحاد الكرة يُصر على تسمية الدوري المصري
بـ"الممتاز"، بل إن الدرجة الثانية هي دوري "الممتاز ب" كأنما لا يليق بها
أن تُسمى "دوري الجيد" أو حتى "الجيد جداً"، علماً بأن كل الدوريات
المصرية أقل من مستوى الـ"ض.ج"!