احمد الشعار :: مراقب عام ::
المشاركات : 15936 العمر : 36 محل الاقامة : ميت غمر _ المنصوره الهوايات : التامل _ قراءه القران _ الشغل لاعبك المفضل : سيد معوض تاريخ التسجيل : 06/01/2009 التقييم : 109 نقاط : 30650 ::: :
| موضوع: طفل في مقديشو يتحدث مع صارووخ ..! 2011-08-13, 11:37 am | |
|
الطفل: إنهم يقصفون مقديشو... دمروا المساجد أحرقوا المدارس نعم هدموا المدارس فوق الأطفال..
خاف الطفل وحاول أن يتذكر.. كنا في المدرسة نستعد للدراسة وفجأة سمعنا دوي الصواريخ وهديره المرعب صرخ المعلمون... أخرجوا من المدرسة أسرعنا بكل قوة خرجنا من المدرسة والمعلمون يحاولون مساعدة الجرحى والمصابين، شاهدنا سقف الطابق العلوي وهو يسقط مع الأعمدة تهاوت الان. لم يبق أثر للمدرسة سوى تلٌ من الركام والحرائق والدخان... غاب المعلم وبقي معنا درسه بكى الطفل برعب وخوف { ظهر في الأفق صاروخ شهده الطفل... انتفض الطفل وتنفس بصعوبة وتوقف عن البكاء وخاطب الصاروخ } الطفل : توقف.. توقف أيها الصاروخ توقف إلي أين أنت ذاهب وما هذه المهمة ؟! الصاروخ : إرهابيون..!! الطفل : ومن قال إنهم إرهابيون؟ كيف لا يهمك أن تعرف؟ أليس هذا غباء .. أنا مؤدب ولكن عليك أن تكون مؤدبا ولا تقتل الأبرياء؟!
الصاروخ : إنها أوامر..
الطفل : أوامر من ؟ ومن الذي أعطاك الأوامر وقال أنك ستـنفجر وسط المدارس والمنازل والمساجد؟! هل قال لك أنك سـتـقـتـل الأطفال والنساء والشيوخ؟؟ اسمعني أيها الصاروخ أنا طفل أحب الحياة، و مسالم أحب الأمان... أنطر أنا لا أحمل سلاحاً <فرغ الطفل حقيبته المدرسية > هذه حقيبتي وهذه كتبي وهذه أقلامي فأين هو السلاح، اسمع أيها الصاروخ : أنا أحب السلام وأتمنى أن يملأ الأرض ولكن أنتم من يكره السلام ويحول الأرض إلى خراب. < الطفل حمل مظلة ملونة مشى بها مخاطباً الصاروخ > هذه مظلة لا تخف منها ليست سلاحا إنها مظلة السلام . < أخرج مفتاح البيت من الحقيبة ونظر إلي الصاروخ > وهذا مفتاح بيتـنا في مقديشو حي هرواا لي بيت في مقديشو سأعود إليه وأنتم سترحلون.. نعم سترحلون .. اسمع أيها الصاروخ أنا متأكد أنكم سترحلون رغم أنكم تجيدون عملية القتل إلا أننا سنبقى أصحاب هذه الأرض. < حمل الطفل من بين الدفاتر والكتب خبز > هذا الخبز صنعته أمي لأتناولها، أنا وأصدقائي تفضل خذ لا بد أنك جائع .. أنا أعرف أنك لا تأكل ولكن قد تصادف في الفضاء عصفوراً جائعاً أطعمه وقل له هذا من شقيق فاطمة .. ألا تعرف فاطمة أيها الصاروخ ؟ < ابتسم الطفل بدموع وحاول أن يتذكر > ماتت فاطمة قتلها أخوك بكى الطفل ثم انتفض متحديا الصاروخ، واتجه إلى الحقيبة المدرسية وحملها وقال له : أيها الصاروخ إنكم راحلون ولستم باقون في أرضنا، هذه الأرض أرض الأجداد أيها الصاروخ لو كان لك ولد لعرفت ماذا تعني الطفولة، صدقني أنا أتحدث معك لا لأنني أخافك فنحن لم نعد نخاف الموت ولكننا نتطلع إلى حقوقنا. < الطفل أخرج اتفاقية حقوق الطفل > هذه اتفاقية حقوق الطفل وقعت عليها مائة وتسعون دولة ..! ماذا قدمت هذه الاتفاقية لنا ؟ لم تستطع أن توقف آله القتل، لم تستطع أن تملأ قلوبنا بالفرح من حق الطفل أن يعيش في كنف والديه وأنتم قتلتم أمي وأبي، من حق الطفل الرعاية الصحية وأنتم تهدمون المشافي من حق الطفل التعبير وإبداء الرأي .. " ضحك الطفل ثم أردف قائلاً " .. أنتم تكذبون لأنه لو كان صحيحا هذا الكلام فرأي هو أن تزول هيئة الأمم المتحدة ، هل ستحترمون رأيي أم أنني إرهابي مُـصنف في دائرة الإرهاب وأشكل أكبر خطر على الأمن القومي لشعوب كوكبنا ..! من حق الطفل أن يتعلم وأنتم تهدمون المدارس لأنكم لآ تريدونه أن يتعلم .. تريدون أن نبقى جهلة متخلفين ولكن أنصت إليَّ أيها الصاروخ لو دمرتم المدرسة سنـتـعـلـم في المسجد ولو هدمتم المسجد سنتعلم تحت الشجر ولو اقتلعتم الأشجار سنتعلم في الصحراء في البحر في السماء تحت المطر تحت الصخر سنتعلم في كل مكان وآن. خذ اتفاقيتك و ارحل لا نريد المزيد من الإتفاقيات. ولتعلم أيها الصاروخ إنـنا لا نخاف منك ولا من كل عشيرتك ، هيا اذهب ونفذ مهمتك ولكن شاهد وأنت تنفذ مهمتك الوحشية وافتح عينيك وأنت تقتل الأطفال لتشاهد البسمات على شفاههم، ولترى الأحلام في عيونهم لتعرف أنك أبله عندما تقتل أولئك الأبرياء. هل تعرف القتلى جميعا والذين سيولدون ؟ سيولدون تحت البحر وسيولدون تحت المطر وسيولدون من الحجر وسيولدون من الشظايا
يولدون من المرايا يولدون من الزوايا يولدون من الهزائم يولدون من الخواتم يولدون من البراعم يولدون من البداية يولدون من الحكاية ويولدون بلا نهاية
وسيولدون ويكبرون ويقتلون ويولدون ويولدون ويولدون. هيا اذهب نعم إن حقدكم لا يحتمله أحد ولا الحديد ولا الجلمود . { الطفل حاول أن يسمع كلام الصاروخ } ماذا تقول أيها الصاروخ أنا أيقظت أحاسيسك ومشاعرك ولكني أراك قد غيرت اتجاهك إلى أين أنت ذاهب؟؟ لا أسمعك ارفع صوتك .. ستنفجر في مكان لا أحد فيه.
{ الطفل جرى خلف الصاروخ } اسمعني أيها الصاروخ لا تنسي أن تطعم العصافير في طريقك... اسمعني قد تصادف في الطريق إخوتك قادمين إلينا، قل لهم أننا لا نخاف منهم ولكن من حقنا أن نعيش مثل كل أطفال العالم.
بقلم / بنت الصومال
|
|