قبل أسابيع كنت قد انفردت فى مقال سابق بتأكيد إقامة بطولة كأس مصر.. وحتمية إقامة هذه البطولة.. واقترحت فى ذات المقال بأن تقام البطولة التى هى الأولى بعد ثورة 25 يناير، قبل أسبوعين فقط من بداية الموسم الجديد، وهو ما أقره مجلس إدارة اتحاد الكرة بالفعل.. مؤكدًا أن بطولة كأس مصر هى البطولة الأصلية وهى رمز الدولة ولا يجب أن نتجاهلها فى موسم الثورة والعهد الجديد ومثلما توقعت وعرفت واقترحت فقد أقر مجلس إدارة الاتحاد إقامة بطولة كأس مصر فى سبتمبر المقبل عقب إجازة عيد الفطر المبارك وقبل أسبوعين من انطلاق مسابقة الدورى للموسم الجديد.. ولكن أرفض تبرير اتحاد الكرة بإقامة البطولة، وأن الاتحاد لديه تعاقدات تلزم الاتحاد والأندية بإقامة بطولتى الدورى والكأس والسوبر أيضًا، وقد ضحى الاتحاد بكأس السوبر لأن خسائرها بسيطة..
هذا التبرير لا يليق وكان يجب أن يصدر بيان اتحاد الكرة متضمنًا حتمية التزام مجلس إدارة الاتحاد بإقامة بطولاته الرسمية فى التوقيتات التى يراها احترامًا للبطولتين الكبيرتين، خاصة أنهما الأبرز عربيًا وأفريقيًا، بل والأقدم أيضًا.. وطالما لا توجد موانع قهرية لإقامة أى منهما، فلا يجب أن "نتحجج" بضيق الوقت، لأن معظم فرق أنديتنا الآن محترفة ولو بالشكل، حيث يتقاضى لاعبوها ملايين الجنيهات ولا عمل لهم سوى لعب الكرة.. كما أن وزارة الداخلية والمجلس العسكرى، كان لهما فضل عظيم فى تأكيد قوة الأمن المصرى، رغم الظروف الاستثنائية، التى تمر بها، وكان نجاحه فى استكمال مسابقة الدورى واستضافة العديد من المباريات الأفريقية خير رسالة يوجهها الأمن المصرى إلى العالم من حولنا، بأن ثورتنا ثورة سلام وأن مصر ثابتة قوية، وأن عزيمة أبنائها أقوى من كل التحديات حتى لو جاءت هذه التحديات من داخلنا ومن فئات تستهدف استقرار البلد والأمة وتقاتل فى الخفاء من أجل تشويه صورة الأمن.
أهنئ مجلس إدارة اتحاد الكرة على قراره باستكمال مسابقة كأس مصر وانتظر منه القرار الأهم وهو حسن اختيار المدير الفنى للمنتخب الوطنى بعد فشل المفاوضات مع البرتغالى فينجادا، ورغم أننى كنت أول من أكد التعاقد معه خلفاً للمعلم حسن شحاتة إلا أننى كنت فى شك منه وأنه سيكرر فعلته مع الأهلى، مستغلاً اسم مصر الكبير لتسويق نفسه بعرض آخر ولابد من أن يوضع هذا الرجل فى القائمة السوداء فلا يكون له أى وجود مستقبلا على الأرض المصرية لأنه مدرب غير محترم رغم أن العالم من حولنا لم يعرفه إلا من خلال عمله فى مصر مثلما عرف مانويل جوزيه.
التأنى وحسن الاختيار مسألة مهمة جدا ولست مع الرأى السائدالآن بأنه لا بديل سوى مدرب وطنى ثم حصر المسألة فى شوقى غريب "تدريجياً" رغم الأسماء الأخرى التى تتردد داخل الجبلاية ويناقش هذه المسألة بصراحة، وبداية فإن شوقى غريب أخذ فرصته الكاملة مع منتخب مصر وهو بالفعل مدرب خبير بالمنتخبات الوطنية وكان له دور بارز جدا فى الفترة المنتهية مع حسن شحاتة وبطولاته الأفريقية الثلاث، إلا أن المرحلة المقبلة تحتاج رؤية مختلفة وذخيرة هائلة من الخبرة التدريبية.
والخروج عن المألوف، سواء فى اختيار المدير الفنى أو ثمنه، أوتمويل نفقاته.. ذلك أن أهداف المرحلة المقبلة، يأتى على رأسها كأس العالم 2014 بالبرازيل .. وأقول هذا على اعتبار أن منتخب مصر سيكون من المتأهلين عن أفريقيا، لأن أى تصور آخر غير التأهل مرفوض مبدئيا.. وأن التباهى بالفوز ببطولة أفريقيا لا قيمة له بعد ذلك بعد أن شبعنا من هذه البطولة، لدرجة أن اللاعبين مع الجهاز الفنى السابق فشلوا جميعا فى التأهل للبطولة المقبلة.. إذ لا شىء سوى اللعب فى كأس العالم، واستهداف أبعد نقطة فى منافسات المونديال.. نريد نقلة حقيقية للكرة المصرية، تخرجنا من الحيز الأفريقى الذى ضاق علينا جدا، وتكسر قيود الاحتراف الأوروبى (المحترم) للاعب المصرى.
هذه المهمة بالبلدى لا يصلح إلا مدرب خبير ببطولات كأس العالم، وله اسم كبير فى عالم التدريب للكبار.. مدرب نتباهى به ونتعلم منه، وتخشاه المنتخبات الأخرى، بما فيها المنتخبات الأوروبية.. نريد أن نتخلص من حالة "الخوف" فى التعامل مع الكبار، والتعلل بأن منظوماتنا مختلة وإمكانياتنا هزيلة.. ولننظر حولنا، للمنتخبات العربية، ولأسماء المدربين الذين يقودونها.. والمسألة مش صعبة، بداعى أنها دول بترولية تنفق بسخاء.. فالحقيقة أن اتحادات هذه الدول سبقتنا بمراحل فى مسألة (الرعاية) وأنها تحقق عائدات هائلة من بيع حقوقها، وهذا ما نحتاجه الآن، فيجب أن توضع نفقات الجهاز الفنى للمنتخب الأول فى كراسة شروط حقوق الرعاية، للاستفادة من اسمه الكبير، فى تحقيق عائدات لخزينة الاتحاد، كأن يشارك فى تصوير بعض الإعلانات، والمشاركة فى دراسات يتم تسويقها جيدا، وأن يكون ظهوره الإعلامى مدفوع الثمن لخزينة الاتحاد .. وهذا يحتاج أن يكون من جهاز المنتخب مديرا متخصصا للتسويق، وأن يكون للمنتخب راعى رسمى يدفع بسخاء لبطل أفريقيا وممثلها القادم فى المونديال... وإذا نجحنا فى كل ذلك فسيكون المدرب الكبير و(المكلف) للمنتخب الوطنى، سببا للعائدات الكبيرة، وليس مستنفذا لخزينة إتحاد الكرة.. بس شوية تفكير.