هى ليست مجرد مباراة أخرى فى كرة القدم يخوضها الأهلى الليلة فى استاد القاهرة حالما بالوصول للدور قبل النهائى لدورى الأبطال الأفريقى على حساب الترجى التونسى.. وإنما أصبحت نتيجة حسابات طويلة ومعقدة وأوضاع سياسية وأمنية وكروية مضطربة مباراة لها أكثر من وجه ومعنى..
وقد انشغل كثيرون طيلة الأيام الماضية بالحسابات الفنية والخلط بين توقعاتهم وأمنياتهم لهذه المباراة ولوازم تأهل الأهلى التى هى الفوز بهدفين نظيفين على الترجى أو الفوز بهدف واحد مع تعثر الوداد المغربى أمام المولودية فى الجزائر.. وهل يملك لاعبو الأهلى القوة الكافية لتحقيق طموح جماهيرهم المشروع بعدم الخروج من دورى الأبطال وصعود الأهلى.. وكل ذلك لم يعد يجدى فيه أى كلام أو حوار حيث بات الأمر الآن فى يد لاعبى الأهلى وحدهم بقيادة جوزيه..
وأتمنى لهم التوفيق والتأهل وإهداء الناس فى مصر فرحة يستحقونها ويحتاجون إليها.. أما الذى يحتمل الكلام والحوار فهو كل الذى سيجرى خارج المستطيل الأخضر.. وأقصد ما سيكون من الجمهور والأمن والإعلام.. وقد بات من الضرورى أن يدرك جمهور الأهلى أنه الليلة على المحك.. وهل ستصبح مباراة الترجى أيا كانت نتيجتها بداية لعصر جديد من تشجيع مختلف للكرة أم ستكون نهاية لزمن تواجد الجمهور فى الملاعب المصرية فنضطر كلنا آسفين إلى أن نبدأ الموسم الجديد بمباريات بدون جمهور أو نلغى فكرة الدورى واللعب أصلا حماية لمصر وأهلها.. أما ألتراس الأهلى.. فأنا أتصور أن هذه المباراة هى فرصتهم الحقيقية التى يحتاجونها ويريدونها للدفاع عن صورتهم وسيرتهم.. وهم قطعا سيذهبون الليلة إلى استاد القاهرة دون أن يخفى عليهم كل هؤلاء الذين ينتظرون أى خروج للألتراس على أى نص أو نظام لتتأكد كل اتهاماتهم التى انتثرت الأسبوع الماضى، وحاولت تحميل الألتراس ذنب وخطيئة أى جرم أو شغب وعنف فى مصر حتى لو كان بعيدا عن ملاعب الكرة..
وستصبح مباراة الليلة هى الامتحان الأخير والأصعب والأهم للألتراس.. وهل هم قادرون على الالتزام والانضباط وممارسة الحب والانتماء دون حاجة لأى تشويه أو قبح، أم أن الخوف والدم والعنف أصبحت بالنسبة لهم بعض معانى الحب وأهم أشكاله.. وأرجو أن ينتبه قادة الألتراس وأعضاؤه إلى أنه بداية من الليلة لن يقبل أحد منهم مرة أخرى أى عذر حتى لو كان قلة مندسة أو مؤامرة، وبالتالى فالألتراس ليسوا مطالبين فقط بالالتزام، وإنما بحماية الملعب أيضا ومعاونة الأمن فى التصدى لكل من يريد إفساد كل شىء.. وكان رائعا أن يعلن الوايت نايتس أو ألتراس الزمالك تضامنهم مع ألتراس الأهلى الليلة لحماية المباراة والخروج بها بصورة مشرفة دفاعا عن تاريخ طويل من الحب والهوى..
أما الأمن فهو مطالب أيضا بتطبيق فلسفة ومبدأ أن يذهب رجاله الليلة للاستاد لمنع أى جرم أو تجاوز وليس لانتظار وقوع ذلك لبدء المطاردة والانتقام.. وأتمنى أن تكون الليلة بداية لعودة الصورة الحقيقية والضرورية لرجل شرطة ليس عدوا أو خصما كارها لنا وقاتلا لأولادنا.. ويجب علينا كلنا احترامه وتقديره والامتنان له أيضا.. وأتوقع أن يذهب رجال الأمن الليلة إلى الاستاد مثلهم مثل الألتراس.. يريدون وفاقا وأمانا واحتراما متبادلا.. أما الإعلام فأود أن أقول للناس إن كل الصحف التونسية والمغربية والجزائرية تحدثت طيلة الأيام الماضية عن الأهلى باحترام شديد.. وبالطبع كل جمهور وإعلام يتمنى الفوز لفريقه..
وطبيعى أن يريد التوانسة الفوز على الأهلى.. ومثلهم المغاربة أيضا حتى يضمنوا تأهل الوداد.. تماما مثلما يتمنى المصريون فوز الأهلى، ومثلما سعد الجزائريون بمفارقات الكرة التى ستجعل المصريين الليلة بقلوبهم يشجعون المولودية ضد الوداد المغربى.. لكن الأهم أن يجرى كل ذلك دون أى تجريح أو إهانة.. وإذا كان الإعلام المصرى قد نجح فى ذلك حتى الآن.. فلابد أن يحافظ على نجاحه ووقاره حتى لو خسر الأهلى الليلة.. فهى فى النهاية مباراة للكرة وليست سباقا على المكانة أو الكبرياء.
الفيديو 
أحدث الصور 
موضوع: ياسر أيوب يكتب: مباراة الأمن والألتراس 
2011-09-16, 11:42 am
