حكي عن الإمام الخليفة هارون الرشيد (رحمة الله عليه) أنه كان يملك خادماً، كان يقدم له الطعام والشراب وما إلى ذلك، وكان يعرف ذلك الخادم بحسن وكرم أخلاقه...ـ
في ذات يوم، كان الإمام هارون الرشيد جالسٌ على كرسيه وأمرَ خادمه بتقديم شراب ساخن له، وعندما هم الخادم بتقديمِ ذلك الشراب الساخن وفي لحظة، سَكَبَ الخادم الشرابَ على يد هارون الرشيد دون قصد فاحترقت يده من سخونة هذا الشراب....!!!ـ
كان يعرف الخليفة هارون الرشيد بشدته وصرامته، وبأمر واحد منه فقد تنتهي حياة هذا الخادم المسكين بقطع رأسه لفعلته الغير مقصوده..ـ
فنظر هارون الرشيد إلى الخادم بنظرةِ غضب شديد، فانظروا إلى هذا النقاش العجيب الذي دار بينهما....ـ
قال الخادم للخليفة: {والكَاظِمُونَ الغَيظ}ـ
فقال له: لقد كظمت غيظي..ـ
ولكن هذا لا يعني بأنه عفى عنه وقد يعاقبه لاحقاً، فأكمل الخادم الذكي الاّية الكريمة وقال:ـ
ـ{والعَافُونَ عن النَّاس}ـ
فقال له: لقد عفوت عنك..ـ
فطَمِع الخادم وختم الاّية الكريمة بقوله تعالى:ـ
ـ{واللهُ يُحِبُّ المُحْسِنِين}ـ