وحق جوزيه والحكام؟
بقلم/حسن المستكاوي
8 أكتوبر 2011
● أمران أتوقف عندهما.. الأول أنه عندما كان الرئيس
السابق يجلس فى مقر الحكم محصنا بمنصبه وبنفوذه، قلت هنا قبل انطلاق
الثورة بفترة «إننى أتعجب لاختصار حرب أكتوبر فى الضربة الجوية».. فقد كنت
أرى هذا الاختصار نفاقا لرئيس الجمهورية، خصوصا أنه لا يخفى على أحد أن
الحرب شهدت فريقا من الأبطال فى أسلحة المشاة والمدرعات والمدفعية والدفاع
الجوى، والطيران والبحرية أيضا.. ومن أسف أن النفاق أصبح هو اليقين؟ ● الآن وبعد أن ظلت الضربة الجوية بطلة الحرب، بل وظلت هى كل الحرب لمدة
30 سنة، نشاهد ونقرأ ونسمع اليوم فى وسائل الإعلام كلها من يقول إن الحرب
لم تكن ضربة جوية..
من أسف جدا أن أحد الذين كانوا يعملون مع الرئيس السابق فى القوات
الجوية، سارع الآن بالحديث عن مساوئ مبارك (بعد الثورة).. وكان هذا الرجل
طوال 30 عاما وكل عام وكلما جاءت ذكرى السادس من أكتوبر يدلى بحوارات
مفروضة علينا عن بطولة وشخصية مبارك العبقرية والفذة.. هل تظنون أن الناس
تصدق مثل هؤلاء؟
● النظام السابق ورئيسه يستحقا أن يحاكما على التزوير والفساد السياسى،
والمالى فى الدولة، وعلى مصر التى لم تكن دولة وإنما تكية، يستحقان أن
يحاكما على انتهاك الكرامة، وعلى الديمقراطية المزورة وعلى دولة المؤسسات
الوهمية التى اختصرت فى مؤسسة الرئاسة، وفى شخص الرئيس.. وهناك ألف سبب
يدعونا لمحاكمة هذا النظام، والغضب منه، ورفضه.. لكن نرجوكم كفوا عن تغيير
التاريخ، وبطريقة الفراعنة فى إزالة اسم الفرعون السابق من المسلة.. فعل
المنافقون ذلك مع حتشبسوت ومع الملك فاروق، ومع سعد زغلول وأحمد عرابى، ومع
أحزاب مثل الوفد، وفعلوا الأمر نفسه مع جمال عبدالناصر ثم مع السادات..
دولة النفاق يجب أن تسقط، وتاريخ مصر الحديث يجب أن تعاد صياغته بأيد أمينة
وبعقل أمين، وبضمير نظيف.. كفاية تهريج!
● حرصت رابطة النقاد الرياضيين على حماية أعضائها، فى مواجهة جوزيه، لكن
ماذا عن حماية حق جوزيه، فى مواجهة من يسىء إليه من أعضاء الرابطة؟
لا أحب المزايدة، فقد تصديت لمانويل جوزيه حين أخطأ فى حق الصحفيين
الرياضيين فى حوار له مع صحفى برتغالى بمجلة سوبر عام 2009.. هنا تصديت له،
وكان ذلك فى مقال عنيف، وحين أخطأ جوزيه فى التليفزيون بحق زميل، سارعت
بالرد على الهواء مباشرة.. بينما صمت آخرون..
● أيضا أنا لا أحب «الاستقواء» فالرجل أخطأ، واعتذر، فماذا عمن أخطأ فى
حق الرجل.. وماذا فعلت الرابطة حين يتجاوز أى جمهور فى حق زميل، وماذا فعلت
الرابطة حين تجاوز مدربون وإداريون فى حق الزملاء.. أين كانت؟
أقول ذلك وأنا أشعر بالأسف لكل التجاوزات التى تقع.. وفى الوقت نفسه،
أشكر الرابطة على حماية أعضائها.. وسوف يكون شكرى أكبر وأعمق حين تحمى
الرابطة حقوق الآخرين، وأولهم جوزيه، وغيره من المدربين واللاعبين، والحكام
الذين يتعرضون لإهانات وتُكَال لهم إتهامات مذهلة دون أن يهتز جفن
الرابطة..