تمكن فريق إنبى من حصد لقب بطولة كأس مصر للمرة الثانية فى تاريخه بعدما نجح فى تحويل تأخره بهدف إلى فوز بهدفين، فى المباراة التى جمعتهما فى نهائى البطولة، وسط حضور ما يقرب من 50 ألف مشجع زملكاوى، خرجوا من استاد القاهرة وسط حزن وحسرة كبيرة، بعدما كانت جميع التوقعات تصب فى صالح الزمالك قبل اللقاء.
أحرز أهداف إنبى عادل مصطفى من ضربة جزاء وأحمد عبد الظاهر فى الدقيقتين 52 و81، وأحرز هدف الزمالك عمرو زكى فى الدقيقة 50.
جاءت المباراة فى مجملها متقلبة فى أحداثها، حتى انتهت بمفاجأة كانت بعيدة عن الحسبان، لتؤكد قاعدة مباريات الكئوس التى دائما ما تخرج عن التوقعات والحسابات المنطقية، ولكن يبقى التأكيد أن الكرة تعطى من يعطيها، وهو ما يزيد من حلاوتها ومتعتها، وهو ما جاء فى صالح إنبى الذى أدى مباراة متوازنة، ونجح فى تحقيق أهدافه بفضل المرونة التكتيكية التى خاض بها مختار مختار المدير الفنى للفريق البترولى وساعده فى تطبيقها التميز الذى ظهر عليه لاعبوه.
فى المقابل دفع لاعبو الزمالك ثمن الثقة الزائدة التى تملكت لاعبيه قبل اللقاء، خلال أحداثه، خصوصا بعد إحرازه الهدف الأول، كما عاب مديره الفنى حسن شحاتة التغييرات التى أجراها لدرجة تغييره طريقة الأداء أكثر من مرة فى وقت قصير.
الشوط الأول..
جاء الشوط الأول متكافئاً بين الفريقين، تبادلا خلاله السيطرة على مجريات اللقاء، وكانت المبادرة من جانب إنبى الذى شكل هجوما ضاغطا بدأ بتسديدة قوية لعادل مصطفى على يمين عبد الواحد السيد، ويشكل أسامة رجب جبهة متميزة من الجانب الأيمن مستغلا تقدم محمد عبد الشافى الظهير الأيسر للزمالك.
وسريعا يتمكن الزمالك من الدخول فى أجواء اللقاء ويهدر هدفين مؤكدين، عن طريق أحمد جعفر، الأول بعدما منع كرة أحمد حسن من دخول المرمى الخالى من حارسه ويحتسب الحكم تسللا ضده، والثانى عندما ارتدت الكرة أمامه من تسديدة صاروخية لشيكابالا من خارج منطقة الجزاء يضعها برأسه خارج المرمى.
بمرور الوقت ينخفض الأداء من الفريقين، وينحصر اللعب فى خط الوسط بشكل تعاونى بين لاعبى الفريقين، فيما عاد الزمالك للسيطرة مجددا بفضل نشاط شيكابالا الذى تحرك فى كل أرجاء الملعب ليصنع العديد من التمريرات لزملائه لكن دون ترجمة حقيقية على مرمى أبو جبل.
وفى الدقيقة 26 يضطر مختار مختار المدير الفنى لإجراء أول تغييراته بخروج عمرو فهيم المصاب، ونزول حسين على فى خط الوسط، ليعود مانو لخط الدفاع بجوار عبد الظاهر السقا، ويهدر شيكابالا فرصة أخرى، إزاء تباطئه فى التعامل مع الكرة داخل منطقة الجزاء، ويسدد أخيرا لترتطم بدفاع إنبى وتتحول خارج المرمى.
وقبل نهاية الشوط، يضيع فتح الله كرة رأسية تعلو العارضة بقليل من عرضية لشيكابالا.
الشوط الثانى..
بدأ الشوط الثانى حماسيا من لاعبى الفريقين، ويهدد أحمد رءوف مرمى عبد الواحد فى الدقيقة 49، بعد أن تغلغل وسط دفاع الزمالك ويمر بالكرة من مدافع إلى أن تقطع منه.
وفى الدقيقة 50 ينجح عمرو زكى فى فك طلاسم الدفاع البترولى، ويحرز الهدف الأول فى اللقاء برأسية متقنة من عرضية حازم إمام من الجبهة اليمنى يلتقطها وسط دفاع إنبى لتمر من تحت أبو جبل لتدخل الشباك.
ويحاول إنبى تحسين النتيجة، ويصل لمرمى الزمالك بهجمة سريعة ينفذها إبراهيم صلاح من داخل منطقة الجزاء إلى ركنية .
وفى الدقيقة 52 يتمكن إنبى من إدراك التعادل بضربة جزاء نتيجة لمس محمود فتح الله الكرة بيديه، وهو ساقط على الأرض، سددها عادل مصطفى فى القائم اليسر وتلمس عبد الواحد السيد لترد أمامه ثانية يودعها فى الشباك.
من جملة تكتيكية جميلة يسدد شيكابالا الكرة مباشرة خارج المرمى، وصلته بعد تناقلها بين أكثر من لاعب، ويجرى إنبى تغييره الثانى بنزول رامى صبرى بديلا لعبد الظاهر المصاب.
عمرو زكى يسدد كرة قوية من خارج منطقة الجزاء ينقذها أبو جبل خارج المرمى، وتتواصل الفرص الضائعة للزمالك، ويخفق أحمد حسن فى استغلال العرضية السحرية من شيكابالا، ويسدد الكرة رأسية وهو خال من الرقابة، لتعلو العارضة وسط استغراب جميع من فى الملعب.
ويلجأ إنبى لتهدئة الملعب لامتصاص الحماس الكبير للاعبى الزمالك، والتقليل من طوفان الهجوم الأبيض.
ويجرى حسن شحاتة تغييره الثانى بنزول علاء على بلا من أحمد جعفر ليغير طريقة أدائه إلى مثلث مقلوب رأسه عمرو زكى وخلفه الثلاثى أحمد حسن وشيكابالا وعلاء على للاستفادة من انطلاقات القادمين من الخلف لخلخلة الدفاع القوى لإنبى.
وفى الدقيقة 81 يحرز إنبى الهدف الثانى عن طريق أحمد عبد الظاهر الذى وصلته تسديدة أحمد رءوف سهلة يضعها بهدوء أعصاب فى مرمى عبد الواحد .
ويدفع شحاتة بآخر أوراقه بنزول حسين حمدى بدلا من أحمد حسن لتحقيق زيادة عددية هجومية، ويستغل إنبى الدربكة الحادثة فى صفوف الزمالك بعد الهدف ليسيطر على اللعب، ويضيع حسين حمدى فرصة التعادل بتسديدة غير متقنة تعلو العارضة، ويجرى مختار مختار تغييره الثالث بنزول صالح جمعة بدلا من أحمد رءوف، ويحافظ إنبى على تقدمه وسط محاولات يائسة من الزمالك، لكن دون فائدة حتى يطلق حكم المباراة السويسرى جيروم صافرة النهاية، معلنا فوز إنبى وسط فرحة لاعبى الفريق البترولى، وحسرة نجوم الأبيض أصحاب الملايين.